الأسبوع:
2025-01-13@05:55:15 GMT

خفض الأسعار كالجهاد في سبيل الله

تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT

خفض الأسعار كالجهاد في سبيل الله

التلاعب بالأسعار واحتكار السلع من أهم التحديات التي تزيد من وطأة الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها الشعوب، وقديما قالوا: إن التاجر الشاطر ليس فقط الذي يمتلك خبرة وذكاء في البيع والشراء، لكنه التاجر الذي يتفهم جيدا متطلبات السوق ويعرف كيف يحقق أرباحا دون التخلي عن إنسانيته فى إدراك ظروف الناس واحتياجاتهم.

ولكن للأسف الشديد التجار هذه الأيام ـ إلا من رحم ربى ـ يبادرون برفع سعر السلعة التى يمتلكونها، لمجرد علمهم بأن سعرها سيرتفع، أو أنه قد ارتفع بالفعل، علما بأنهم اشتروها بسعر أقل، وحجتهم فى ذلك أنهم إذا باعوا ما لديهم، وذهبوا لشراء السلعة نفسها بالسعر الجديد، فسوف يخسرون قيمة الزيادة من رأس مالهم، بمعنى أن التاجر لو كان يمتلك عشر سيارات مثلا وارتفع سعرها ثم باعها بالسعر القديم، فإنه حين يشتري بالسعر الجديد فلن يتمكن من شراء عشر سيارات مكانها، فإذا اشترى تسعة مثلا، فيكون قد فقد سيارة من رأس ماله، وهذه الحسبة الشيطانية صارت مبدأ عاما وقاعدة يتعامل بها التجار ويعتقدون أن هذا هو الصحيح الواجب الاتباع، بل وصل الأمر إلى أن كثيرا من المستهلكين يقتنعون بهذه الحسبة الشيطانية، ويلتمسون الأعذار للتجار فى بيعهم السلع التى لديهم قبل الزيادة بالسعر الجديد.

والرد على هذه الحسبة الشيطانية ببساطة، أن التاجر حين يبيع السلعة بالسعر القديم، فهو قد حقق فيها ربحا، وحين يشترى بعد ذلك بالسعر الأعلى فسوف يبيعها ويحقق ربحا أيضا، ولن يتأثر رأس ماله، وكيف يرتضي لنفسه ألا يتأثر بالتضخم وزيادة الأسعار التى يعانى منها الجميع، ويستغل حاجة الناس ويرفع عليهم أسعار السلع قبل أن يشتريها بالزيادة؟. إنها مغالطة كبرى، وخيانة عظمى لا تجعل هذا التاجر من الصادقين الأمناء.

وعار علينا أن نتغنى بأمانة التجار فى الغرب، الذين يعرضون السلعة الواحدة بسعرين، وحين تسأله عن ذلك يجيبك بأنه اشترى هذه بسعر أقل من تلك، ولك حرية الشراء بأى السعرين شئت.

إن التاجر المسلم الصدوق ـ وهي صيغة مبالغة من الصدق ـ أي الذي يتحرى الصدق والكسب الحلال، فلا يغش ولا يخون ولا يحتكر ولا يستغل وقت الأزمات، فما أعظمه حين يكون مع النبيين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقا.

وقد أكدت دار الإفتاء المصرية، أن التاجر الذي يساهم بخفض أسعار سلعته في تلبية حاجات الناس وضبط إنفاق الأسر، له أجر عظيم عند الله تعالى، وذكرت دار الإفتاء على صفحتها الرسمية على "فيس بوك": أن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ مر برجل بالسوق يبيع طعاما بسعرٍ هو أرخص من سعر السوق فقال: "تَبِيعُ فِي سُوقِنَا بِسِعْرٍ هُوَ أَرْخَصُ مِنْ سِعْرِنَا؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "صَبْرًا وَاحْتِسَابًا؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "أَبْشِرْ، فَإِنَّ الْجَالِبَ إِلَى سُوقِنَا كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْمُحْتَكِرُ فِي سُوقِنَا كَالْمُلْحِدِ فِي كِتَابِ اللهِ".

وناشدت دار الإفتاء التجار والبائعين وأصحاب المحال التجارية ألا يقوموا باحتكار السلع لبيعها للمواطنين بأغلى من سعرها، مؤكدة أن احتكار السلع ورفع أسعارها على المشترين لا يجوز شرعا ويعد خيانة للأمانة. وقالت: يحرم الاحتكار لكل ما يحتاج إليه الناس دون تحديد للطعام أو لغيره، لأن العلة هي الإضرار بالناس، فحيثما وجدت العلة مع أي سلعة وجد الحكم.

وأخيرا: لابد لوسائل الإعلام المختلفة أن تركز على توضيح كل تلك المعانى، ترغيبا وترهيبا، لعل هذا يكون زاجرا ورادعا لهؤلاء التجار، ومرغبا لهم فى الوقت نفسه فى أن يكونوا مع الصادقين فى جنات النعيم.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مقالات خفض الأسعار إبراهيم نصر

إقرأ أيضاً:

مؤشر أسعار المستهلك في الصين يرتفع بنسبة 0.2 % العام الماضي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت بيانات مكتب الإحصاء في بكين أن مؤشر أسعار المستهلك ارتفع بنسبة 0.2 بالمئة في العام الماضي وكان معدل التضخم منخفضا بنفس القدر الذي كان عليه في العام السابق قبل ثلاث سنوات في عام 2022 كان معدل التضخم حوالي 2%، مشيرة إلى أن أسعار المستهلك في الصين لم ترتفع إلا قليلا للعام الثاني على التوالي.
وأضافت أنه في حين تعاني أوروبا والولايات المتحدة من تداعيات دوامة التضخم السريعة، وتواجه الصين مشكلة مختلفة تماما حيث أن هناك تهديد بالانكماش أي انخفاض الأسعار.
وأشارت إلى أنه لمنع استمرار ركود الاقتصاد، تحاول القيادة الصينية تشجيع السكان على استهلاك المزيد وأصبحت هناك الآن مكافأة حكومية على تبادل السلع الاستهلاكية، لافتة إلى انخفاض الأسعار في الصين، وهو خبر جيد للمستهلكين في الأمد القريب، ولكن ليس جيدًا للاقتصاد ككل.
ولفتت إلى وجود قائمة من السلع الاستهلاكية ــ مثل السيارات الكهربائية والهجينة، والدراجات الهوائية، وأجهزة التلفاز والهواتف الذكية ــ حيث تدعم الحكومة استبدال جهاز قديم بآخر جديد بنسبة تصل إلى 20%. 
وقد توسعت هذه القائمة الآن بشكل كبير لتشمل جميع أنواع الأجهزة المنزلية من الغسالات إلى غسالات الصحون والميكروويف إلى طناجر الأرز.

مقالات مشابهة

  • بنسبة 0.2%.. ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك في الصين العام الماضي
  • مؤشر أسعار المستهلك في الصين يرتفع بنسبة 0.2 % العام الماضي
  • حماية المستهلك: لا توجد ضرورة لدى التجار لرفع الأسعار في ظل ثبات سعر الصرف
  • ضبط 230 عبوة مبيدات ومخصبات زراعيه منتهية الصلاحية بالفيوم
  • ضبط 5100 كيس مشروب سكري بدون بيانات بالفيوم
  • انطلاق الحملة الرقابية على المحلات التجارية بالفيوم.. طمأنينة للمواطنين
  • ضبط 11 طن دقيق مدعم قبل تهريبه بالفيوم
  • «الغرف التجارية»: إقبال كبير من المواطنين على سوق اليوم الواحد
  • 84 مسيرة بمحافظة ريمة تحت شعار “جهاداً في سبيل الله ونصرة لغزة.. سنواجه كل الطواغيت”
  • ارتفاع الأسعار،بين غياب الرقابة وسوء ثقافة الاستهلاك