إغلاق أبواب اللجوء.. أوروبا تعلق استقبال اللاجئين السوريين بعد سقوط نظام الأسد
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
عاد الجدل حول قضية اللاجئين السوريين إلى الواجهة في أوروبا بعد إعلان عدد من الدول تعليق استقبال طلبات اللجوء للسوريين، جاء هذا القرار عقب الأحداث المتسارعة في سوريا وخصوصًا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، ما أثار العديد من التساؤلات حول مصير اللاجئين ومستقبلهم في دول الاتحاد الأوروبي.
ففي خطوة لافتة، أعلنت عدة دول أوروبية، بما في ذلك ألمانيا والنمسا والسويد والدنمارك والنرويج وبلجيكا وسويسرا، عن تجميد طلبات اللجوء للسوريين.
ولم يمضي وقت طويل حتى انضمت إيطاليا إلى هذه القائمة تحت قيادة حكومة جورجيا ميلوني اليمينية، التي تتابع عن كثب التطورات في سوريا.
حيث جاء القرار الأوروبي في وقت حساس، في ظل الانتصارات الكبيرة التي حققتها الأحزاب اليمينية المتطرفة في الانتخابات الأخيرة في أوروبا، وتصاعدت الأصوات المطالبة بتشديد السياسات المتعلقة باللجوء، في محاولة للحد من تدفق اللاجئين السوريين.
ففي ألمانيا، التي تعتبر الدولة الأوروبية الأكثر استقبالًا للاجئين السوريين، تم تعليق البت في العديد من طلبات اللجوء للسوريين.
فقد استقبلت ألمانيا أكثر من مليون لاجئ سوري منذ بداية الأزمة السورية، معظمهم وصلوا خلال الأعوام 2015 و2016 في عهد المستشارة السابقة أنجيلا ميركل.
ووزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، أكدت أن قرار تعليق طلبات اللجوء جاء بسبب "عدم وضوح الوضع" في سوريا بعد سقوط النظام، وأضافت أن العديد من اللاجئين السوريين الذين وجدوا الحماية في ألمانيا يعبرون عن أملهم في العودة إلى وطنهم لإعادة بناء بلادهم، ولكن الوضع الحالي لا يتيح التنبؤ بتوقيت العودة.
أما في النمسا، التي تستضيف نحو 100 ألف لاجئ سوري، قررت الحكومة تعليق طلبات اللجوء المفتوحة، وأعلنت عن مراجعة جميع الحالات التي تم منحها حق اللجوء سابقًا.
وشددت وزيرة الداخلية النمساوية، غيرهارد كارنر، على ضرورة اتخاذ خطوات لمراجعة الحالات، فيما أضافت الحكومة أنها بصدد إعداد برنامج لترحيل اللاجئين السوريين بشكل منظم.
أما في فرنسا، فقد قالت الوكالة المسؤولة عن دراسة طلبات اللجوء (أوفبرا) إنها تراقب الوضع في سوريا بشكل دقيق، مشيرة إلى أن هذا الوضع قد يؤدي إلى تعليق اتخاذ القرار بشأن بعض طلبات اللجوء المقدمة من السوريين.
ومن جانب آخر، في المملكة المتحدة، تم تعليق البت في طلبات اللجوء للسوريين مؤقتًا حتى يتم تقييم الوضع الراهن في سوريا بعد سقوط الأسد.
والقرار الأوروبي يعكس تحولًا في المواقف تجاه قضية اللاجئين السوريين، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية كبيرة، ولكن رغم تشديد السياسات، فإن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة دعت إلى التحلي بالصبر واليقظة في التعامل مع قضية عودة اللاجئين السوريين، مشيرة إلى أن الوضع في سوريا ما زال غير مستقر ولا يمكن التنبؤ بمستقبل العودة بشكل دقيق.
في السياق نفسه، تواصل الحملة الانتخابية في ألمانيا قبل الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في فبراير 2025، حيث طرح النائب المحافظ ينس سبان فكرة تقديم 1000 يورو لكل من يرغب في العودة إلى سوريا، بالإضافة إلى استئجار طائرات لإعادة اللاجئين.
بينما دعا فردريش ميرز، زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، إلى عقد مؤتمر دولي في بداية عام 2025 لإعادة إعمار سوريا وتنظيم العودة الطوعية للاجئين.
ولا تزال القضية محط جدل واسع في الدول الأوروبية التي تستقبل أعدادًا كبيرة من اللاجئين السوريين، ففي الوقت الذي يطالب فيه البعض بعودة اللاجئين إلى بلادهم للمساهمة في إعادة بناء سوريا، لا يزال الوضع في البلد يعكس حالة من عدم اليقين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اتخاذ خطوات اتخاذ القرار استقبال اللاجئين استقبال طلبات الاتحاد الاوروبي الانتصارات الانتخابات التطورات في سوريا الحكوم التساؤلات
إقرأ أيضاً:
عقب سقوط الأسد.. عدد من الدول الأوروبية تعلق طلبات قبول اللجوء للسوريين
أوقفت المفوضية العامة لشؤون اللاجئين وعديمي الجنسية في بلجيكا قبول طلبات لجوء السوريين.
وذكر المتحدث باسم المفوضية أوليفييه براسور، أنهم لن يقبلوا طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بسبب الصعوبات في الوصول إلى معلومات حول الأشخاص الذين تقدموا بطلبات في ظل حالة عدم اليقين السائدة في سوريا.
وأوضح، أنه ليس من الواضح بعد إلى متى سيستمر هذا الإجراء.
من جانبها، نقلت وكالة بلومبرغ للأنباء الاثنين، عن متحدث باسم الحكومة أن بريطانيا أوقفت البت في طلبات اللجوء السورية لحين تقييم الوضع الحالي بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.
بدورها قالت وزارة الداخلية الفرنسية إن الحكومة تعمل على تعليق طلبات السوريين للجوء، مضيفة أن من المرجح التوصل إلى قرار بهذا الصدد خلال الساعات القليلة المقبلة.
وأضافت الوزارة أن باريس تعمل على إيجاد حل مماثل لما طرحته ألمانيا التي أعلنت في وقت سابق أنها ستعلق طلبات اللجوء، وهو ما أقدمت عليه دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي.
كما أعلنت الدنمارك والنروج والسويد الاثنين، قراراً مماثلاً بتعليق درس طلبات اللجوء للسوريين.
وجاء في بيان أن اللجنة الدنماركية لدرس طلبات اللاجئين قررت تعليق النظر في الملفات المتعلقة بالقادمين من سوريا بسبب الوضع غير المستقر في البلاد بعد سقوط نظام الأسد.
وقالت إن القرار يشمل حاليا 69 حالة، مبينة أنها قررت أيضا تأجيل الموعد النهائي لمغادرة الأشخاص الذين سيرحلون إلى سوريا ويشمل 50 فردا.
وفي صيف 2020، أصبحت الدنمارك أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعيد النظر في مئات من ملفات اللاجئين السوريين نظرا إلى أن الوضع الحالي في دمشق لم يعد يبرر الحصول على اذن اقامة أو تمديده.
وتتبع الدنمارك سياسة استقبال صارمة بهدف معلن هو صفر طالب لجوء، كما تشجع العودة الطوعية للسوريين وتصدر تصاريح إقامة موقتة منذ عام 2015.
بدورها، قررت النرويج أيضا تعليق النظر في ملفات اللاجئين السوريين بانتظار استقرار الأوضاع.
وقالت إدارة الهجرة النروجية في بيان "لا يزال الوضع في البلاد غير واضح ولم يحسم بعد".
وأعلنت السلطات السويدية أنها ستعلق درس طلبات اللجوء المقدمة من لاجئين سوريين وترحيلهم غداة سقوط نظام الأسد في سوريا.
وقال كارل بيكسيليوس المسؤول عن الشؤون القانونية في وكالة الهجرة الوطنية السويدية في بيان “نظرا إلى الوضع من غير الممكن تقييم دوافع الحماية حاليا”.
وأضاف المسؤول السويدي “في سوريا الوضع هش والأحداث الأخيرة تثير العديد من القضايا القانونية التي تستلزم دراسة معمقة.
كما دعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، الى إظهار “الصبر واليقظة” في شأن قضية عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم بعد إسقاط بشار الأسد.
وقال المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في بيان إن “المفوضية تنصح بإبقاء التركيز على قضية العودة” وتأمل أن تسمح التطورات على الارض ب”عمليات عودة طوعية وآمنة ودائمة، مع لاجئين قادرين على اتخاذ قرارات واضحة”.
وقال المتحدث باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي أنور العنوني، إن ظروف العودة الآمنة والطوعية والكريمة إلى سوريا لم تتوفر بعد.