صحيفة المناطق السعودية:
2025-02-11@08:19:27 GMT

سوريا بين الاستقرار والفوضى

تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT

أمل عبد العزيز الهزاني

ما نراه في سوريا اليوم من سقوط مدوٍّ للنظام، وخروج الناس إلى الشارع بهتافات الفرح، هو مشهد تأخر 14 عاماً عمَّا حصل في تونس وليبيا واليمن ومصر.

 

أخبار قد تهمك 3.4 مليار ريال لمستفيدي “حساب المواطن” في ديسمبر 10 ديسمبر 2024 - 12:54 مساءً إيداع الدفعة الـ 85 اليوم.. “حساب المواطن”: يجب إضافة الزوجة ضمن التابعين لحساب المستفيد 10 ديسمبر 2024 - 12:53 مساءً

كان النظام ليسقط من حينها لو تقطعت أذرعه التي تحميه، وهو ما حصل اليوم نتيجة للحروب القائمة؛ في غزة، ولبنان، وأوكرانيا.

 

الحروب التي ألقت بظلالها بشكل مباشر على سوريا، مع ضربات إسرائيل المتلاحقة على «حزب الله» وقياداته ومستودعات ذخيرته، وتركيز القوة العسكرية الروسية على حربها ضد أوكرانيا، انتهت فرص بشار الأسد في الصمود، فسقط خلال أيام.

 

من حُسن حظ السوريين أن العالم امتلأ بالتعاطف تجاههم طوال هذه الأعوام، المجتمع الدولي يُبدي كثيراً من الاهتمام بالوضع السوري الراهن، والدول العربية سارعت بإعلان موقفها بالدعم والمساندة، الكل مبادر لضمان استقرار «ما بعد الصدمة» حتى لا تتكرر مآسي الدول التي سبقتها وتعم الفوضى ومظاهر عدم الاستقرار السياسي أو الاقتصادي كما نراه اليوم.

 

بشار الأسد الذي فرَّ بطائرة إلى موسكو، استنفد كل الفرص التي قُدمت له، ليس فقط حبل النجاة الذي رمت به إيران وروسيا، بل الأهم الموقف العربي الذي ظل يحاول حتى أسابيع ماضية، لإنجاح مساعي المفاهمات معه في حماية سيادة بلاده من الوجود الأجنبي، وحثّه على لملمة الشتات، وحث الناس على العودة، والكفّ عن تهديد أمن المنطقة بشحنات الكبتاغون التي يُصدرها.

 

مدَّت الجامعة العربية يدها له في محاولة أخيرة كلها رجاء، لكنه فشل في الالتزام بوعوده للعرب كونه لا يملك من أمره شيئاً، وانزوى في قصره وهو يرى سوريا مقسمة إلى مقاطعات محكومة من أجانب كل منهم خادم لأهدافه.

 

سوريا اليوم حرة، لكنها خطيرة، سيناريوهات مخيفة متعددة قد تحصل ما لم يكن السوريون أنفسهم مدركين لخطورة المرحلة، وواعين أن عدوهم الأول هو التدخل الأجنبي، أي تدخل كان، سواء سياسي أو بالمال أو السلاح، خارج إطار الحكومة، أو هيئة التفاوض في الوقت الحالي.

 

عدوهم الثاني هو الخلاف بين بعضهم البعض، مرجع الخلاف محاولة الأطراف التي شاركت في إسقاط النظام الحصول على النصيب الأكبر من الغنيمة.

 

الأطراف الأقوى التي ستتصدر المشهد هي «جبهة تحرير الشام»، وجيش «سوريا الحرة»، المدعوم من الولايات المتحدة، و«المعارضة السورية» المدعومة من تركيا، إضافةً إلى الأكراد، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).

 

«جبهة تحرير الشام»، المسلحة والمدربة، يتزعمها أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، الذي خطب في المسجد الأموي في دمشق خطاباً يحمل رؤيته للمستقبل بلغة متزنة، لم يُظهر فيها أدبيات الفصائل المتطرفة التي تنبذ الآخر وتلعن وتدحر، وترى وحدانية الحكم لنفسها.

 

والحقيقة أن «جبهة تحرير الشام» لديها فرصة تاريخية لن تتكرر، بتقديم نفسها فصيلاً وطنياً أسهم مساهمة كبيرة بإسقاط النظام لكن ينتهي دورها العسكري عند هذه النقطة.

 

إنها فرصة الجبهة، والشرع بشكل شخصي، أن يخلع جلباب الخطاب الإسلاموي المتعصب، ويقدم نفسه شريكاً سياسياً في بناء سوريا الحديثة، هذه الفرصة تشبه ما توفر لحركة «طالبان» في 2021م بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وآل إليها حكم البلاد، لكنَّ «طالبان» فشلت في الإدارة المدنية، وعادت أفغانستان مملوءة بالفوضى والتخلف والسلاح كما كانت قبل 40 عاماً.

 

الطريق أمام أحمد الشرع واضح، وهو مَن سيقرر أن يكون عدواً أو شريكاً، حتى مع التصريحات الأميركية ضده وضد الجبهة، لو قدم خطوة للأمام سيراجع الجميع موقفهم منه بما فيهم واشنطن.

 

الطرف الآخر هو القوات الكردية «قسد»، وكان دورها فاعلاً في الشمال حيث مواقعها وأهدافها الاستراتيجية، وكانت ولا تزال الرقيب على نشاط «داعش» في شرق سوريا بخاصة في الرقة التي انتشرت فيها في الأيام الأخيرة، وهي كذلك لها دور مرحلي كبير، واندماجها في الشراكة الوطنية سيحميها ويحقق أهدافها بالاستقرار في جغرافيتها التي تقاتل من أجلها، كونها جزءاً من النسيج الوطني، وربما سيأتي اليوم الذي يكون للكرد فيه حكمهم الذاتي كما في العراق.

 

سوريا اليوم بحاجة إلى المجتمع الدولي، لكن حاجتها إلى الدول العربية أكبر، في لمّ شمل السوريين، وضبط التطفل الأجنبي، من دون تدخل مباشر في قرارهم الذاتي أو الابتزاز بالمال والسلاح.

*كاتبه؛ باحثه وأكاديميه سعوديه
نقلاً عن: aawsat.com

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 10 ديسمبر 2024 - 1:19 مساءً شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد10 ديسمبر 2024 - 12:47 مساءً“الزكاة والضريبة والجمارك” تنفذ أكثر من 15 ألف زيارة تفتيشية خلال شهر نوفمبر الماضي أبرز المواد10 ديسمبر 2024 - 12:41 مساءًمكافحة الفساد: مسؤولية مجتمعية تبدأ من الفرد وتنتهي بالدولة أبرز المواد10 ديسمبر 2024 - 12:39 مساءًنتنياهو أمام المحكمة بـ3 تهم.. سيجار وهدايا لزوجته أيضاً أبرز المواد10 ديسمبر 2024 - 12:26 مساءًتنفيذ حُكم القتل تعزيرًا بإحدى الجانيات في منطقة مكة المكرمة أبرز المواد10 ديسمبر 2024 - 12:25 مساءًجامعة نجران تُقيم معرض “اللغة العربية”10 ديسمبر 2024 - 12:47 مساءً“الزكاة والضريبة والجمارك” تنفذ أكثر من 15 ألف زيارة تفتيشية خلال شهر نوفمبر الماضي10 ديسمبر 2024 - 12:41 مساءًمكافحة الفساد: مسؤولية مجتمعية تبدأ من الفرد وتنتهي بالدولة10 ديسمبر 2024 - 12:39 مساءًنتنياهو أمام المحكمة بـ3 تهم.. سيجار وهدايا لزوجته أيضاً10 ديسمبر 2024 - 12:26 مساءًتنفيذ حُكم القتل تعزيرًا بإحدى الجانيات في منطقة مكة المكرمة10 ديسمبر 2024 - 12:25 مساءًجامعة نجران تُقيم معرض “اللغة العربية” 3.4 مليار ريال لمستفيدي "حساب المواطن" في ديسمبر 3.4 مليار ريال لمستفيدي "حساب المواطن" في ديسمبر تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: حساب المواطن

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي لـ الصرع.. فرصة لزيادة الوعي بالمرض الذي يهدد الملايين

عرضت قناة “القاهرة الإخبارية”، تقريرا تليفزيونيا بعنوان “اليوم العالمي للصرع.. فرصة لزيادة الوعي بالمرض الذي يهدد الملايين”، لتسلط الضوء على مرض الصرع وزيادة الوعي بالمرض.

 اليوم العالمي للصرع باحثون يبتكرون عدسة فريدة لمساعدة مرضى الصرع الحساس للضوء تعاني من الصرع.. التحقيق في تخلص سدة من حياتها بالطالبية

وأوضح تقرير قناة “القاهرة الإخبارية”، أن اليوم العالمي للصرع يُحتفل به في 10 فبراير من كل عام، ويهدف إلى زيادة الوعي حول مرض الصرع وتعزيز الفهم والدعم للمصابين به، ويركز هذا اليوم على تقديم المعلومات الدقيقة عن المرض، والحد من الوصمة المرتبطة به، وتشجيع البحث العلمي في هذا المجال.

وشدد التقرير، على أن داء الصراع مرض مزمن يعد أحد أكثر الاضطرابات العصبية شيوعا، حيث ينتج عن نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ، مما يؤدي إلى نوبات متفاوتة الشدة والتأثير، يصيب المرض جميع الفئات العمرية إلا أنه أكثر انتشارات بين الأطفال وكبار السن.

وأكد أنه غم التقدم الطبي ما يزال الصراع محاطات بالمفاهيم الخاطئة، مما يجعل التوعية به ضرورة مجتمعية وطبية، يحتفي العالم باليوم العالمي للصراع سنويا في 10 من فبراير بهدف تعزيز الوعي حول المرض، ويتخذ هذا اليوم اللون البنفسجي رمزا له، حيث تُنظم حملات توعوية للتعريف بالصرع وأحدث أساليب علاجه إلى جانب التأكيد على أهمية دعم المرضى نفسيا ومجتمعيا.

وأشار إلى أنه ورغم توفر العلاجات التي تساعد على السيطرة على النوبات مايزال بعض المرضى يعانون من صعوبات في التعليم والعمل بسبب قلة الوعي المجتمعي، ومع التطور التكنولوجي أصبح الذكاء الاصطناعي والأجهزة الطبية المتقفدمة أدوات فعالة في تحسين تشخيص المرض وعلاجه، وتظل التوعية بداء الصراع ضرورة مجتمعية لضمان حياة كريمة للمصابين وتعزيز فهم المرض بعيدا عن المفاهيم الخاطئة.
أعلنت جامعة البلطيق الفيدرالية الروسية عن تطوير طريقة جديدة تسرّع آليات تشخيص الصرع، وتبعا للمعلومات التي أوردتها الجامعة فإن الطريقة الجديدة تعتمد على نظام تسلسلي يجمع بين الذكاء الاصطناعي ومعرفة خبراء فيزيولوجيا الصرع، وهذه الطريقة يمكن أن تسرع وتحسن بشكل كبير دقة الكشف عن نوبات الصرع من خلال تحليل بيانات المخططات الكهربائية للدماغ.
وحول الموضوع قال فاديم غروبوف، كبير الباحثين في مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي والتقنيات الطبية في الجامعة:"الطريقة الجديدة التي طورناها تقوم بتحليل أولي للمخططات الكهربائية للدماغ ، وتحدد الأماكن التي تشير إلى وجود نوبات صرع لدى المريض في تلك المخططات، ومن ثم يقوم الطبيب بمعاينة تلك البيانات ليعطي استنتاجاته حول الحالة التي يتم معاينتها".

تعاني من الصرع.. التحقيق في تخلص سدة من حياتها بالطالبية باحثون يبتكرون عدسة فريدة لمساعدة مرضى الصرع الحساس للضوء رحيل الصحفي محمد منير بعد صراع مع المرض منظمة الصحة العالمية: خطر المرض في الكونغو يتضاعف بسبب النزاع وفاة الفنان صالح العويل بعد صراع مع المرض عن عمر 78 عاما حميد الشاعري يعلن إصابته بهذا المرض| سبب إيقافه عن ممارسة المهنة (ما القصة؟) ثورة في علاج سرطان عنق الرحم.. دراسة جديدة تكشف فعالية اللقاح في الوقاية من المرض عبدالله الرويشد| الحفل الأخير وعلامات المرض المبكرة .. صور

مقالات مشابهة

  • اليوم جامعة الطائف تنظم برنامجًا عن دور الإعلام في مكافحة الفساد
  • ما هي الميزات التي تجعل أجهزة Huawei اللوحية تبرز في عام 2024؟
  • اليوم العالمي لـ الصرع.. فرصة لزيادة الوعي بالمرض الذي يهدد الملايين
  • “الإحصاء”: ارتفاع الرقم القياسي للإنتاج الصناعي بنسبة 2.1% خلال ديسمبر 2024
  • “الإحصاء”: ارتفاع الرقم القياسي للإنتاج الصناعي بنسبة 2.1 % خلال شهر ديسمبر 2024
  • “حساب المواطن”: بدء إيداع دعم شهر فبراير شاملاً الإضافي
  • ما كمية الشاي التي يمكن تناولها في اليوم؟
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • خبير سياسي روسي لـ"البوابة نيوز": الحرب الطائفية قادمة في سوريا والنزاع سيستمر بسبب الجماعات الإرهابية
  • “سدايا” تزوّد 40 فريقًا مشاركًا بمفاهيم الذكاء الاصطناعي واستعمالاته ضمن تحدي “Make It Intelligent” الذي تنظمه أكاديمية مطوري أبل