تقرير: سقوط الأسد "أحدث كارثة استراتيجية" لإيران
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
أمضت إيران عقوداً من الزمن، وأنفقت مليارات الدولارات في بناء شبكة من الميليشيات والحكومات التي سمحت لها بممارسة النفوذ السياسي والعسكري في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وردع الهجمات الأجنبية على أراضيها، وخلال أسبوعين انهارت ركائز هذا التحالف.
أدى تحييد حماس وحزب الله إلى تقليص الردع
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن رحيل بشار الأسد من سوريا هو أحدث كارثة استراتيجية، من شأنها أن تجبر إيران على إعادة النظر في سياساتها الأمنية التي استمرت لعقود من الزمان، تماماً كما تواجه انتخاب الرئيس المنتخب دونالد ترامب ووعوده بفرض ضغوط جديدة على طهران.
Iran in 'a position of unprecedented weakness' after the fall of Assad in Syria
➡️ https://t.co/vgcf7kJbsI pic.twitter.com/QPP6kXYWE1
وتضيف أن إطاحة الأسد هي أيضاً ذروة سلسلة من الأحداث التي حفزها هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر(تشرين الأول) من العام الماضي، والذي أسفر عن التغيير الأكثر جوهرية في المشهد الأمني الإيراني منذ الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003. ولكن في حين أن الإطاحة بصدام حسين وفرت لإيران في نهاية المطاف الفرصة، فإن طهران هذه المرة في وضع غير مؤات".
ففي أكثر من عام من الهجمات، دمرت إسرائيل حماس، الحليف الفلسطيني الرئيسي لإيران. ومنذ سبتمبر (أيلول)، قتلت معظم قادة حزب الله، وأرسلت كبار قادتها الباقين إلى الاختباء. وقال علي واعظ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، إن الإطاحة بالأسد تدمر الخط الأمامي المتبقي من ما يسمى "الدفاع الأمامي" لإيران.
Fall of Assad to have domino effect on Iran axis
'Always a good thing to see the Iranian camp losing, and you will see more Iranian-dominated countries – including Egypt and Jordan, whether you believe it or not – you will see them shaken,' @Mudar_Zahran says pic.twitter.com/FJZS6tz5pq
وأضاف: "اعتقدت الجمهورية الإسلامية أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر كان نقطة تحول في التاريخ. وهذا صحيح، ولكن في الاتجاه المعاكس تماماً لما كانت تأمله. سقطت أحجار الدومينو على جبهتها الغربية واحدة تلو الأخرى".
كانت سوريا الحليف الوحيد لإيران في الشرق الأوسط ووفرت لها إمكانية الوصول البري إلى حزب الله، وهو محور "محور المقاومة".
وقال واعظ: "لا يوجد محور مقاومة دون الوصول إلى حزب الله".
وتواجه إيران صعوبة مع هذا المشهد الأمني الجديد في وقت تتقدم قياداتها الدينية في السن، حيث سيبلغ المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي عامه السادس والثمانين العام المقبل، كما تتراجع شعبية الحكومة الإسلامية في الداخل، وتزداد إسرائيل جرأة.
وأثارت انتكاسات العام الماضي مخاوف من أن إيران قد تسرع برنامجها النووي لاستعادة بعض الردع ضد الهجمات الأجنبية. وطوال أشهر ناقش المسؤولون الإيرانيون علناً ما إذا كان ينبغي لهم زيادة جهودهم النووية، وما إذا كانوا سيعيدون النظر في تعهد خامنئي الذي دام عقدين من الزمان بعدم شراء أسلحة الدمار الشامل.
وكان تقرير استخباراتي أمريكي أشار الشهر الماضي إلى مخاطر متزايدة من قرار إيران ببناء قنبلة. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الجمعة إن إيران بدأت توسعًا كبيرًا في إنتاجها من اليورانيوم عالي التخصيب. وحذرت من أنه بدون ترتيبات مراقبة جديدة مع طهران، فإن زيادة الإنتاج قد تجعل من الصعب عليها ضمان عدم إنتاج إيران لليورانيوم المخصب للأسلحة أو تحويل المواد الانشطارية.
التخصيب
مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة، قالت إيران إنها مستعدة للحديث عن التخصيب، لكنها لم تبد أي إشارة إلى استعدادها للتفاوض بشأن أنشطتها الإقليمية، بما في ذلك دعم الميليشيات وبرنامجها الصاروخي، والذي أصر ترامب خلال ولايته الأولى على أن أي محادثات نووية يجب أن تشمله.
وأدى تحييد حماس وحزب الله باعتبارهما تهديدين مباشرين لإسرائيل إلى تقليص الردع الذي كانت تتمتع به إيران سابقًا ضد الهجمات الإسرائيلية. وأطلقت إسرائيل في وقت سابق من هذا العام جولتين من الضربات الجوية المباشرة ضد إيران والتي ضربت منشآت عسكرية وأخرجت أنظمة دفاع جوي قدمتها روسيا. كما قتلت إسرائيل قادة من الحرس الثوري الإسلامي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد
إقرأ أيضاً:
تقرير في صحيفة «فاينانشال تايمز» يتحدث عن «نهاية الأسد»: إيران اعتبرته عبئا
نقلت صحيفة «فاينانشال تايمز» الأمريكية عن مصدر إيراني قوله إنَّ عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، أبلغ الرئيس السوري السابق بشار الأسد خلاله زيارته الأخيرة إلى دمشق، بأنّ طهران ليست في وضع يسمح لها بإرسال قوات لدعمه.
المسؤولون الإيرانيون فقدوا الثقة بالأسدوأشار المصدر إلى أنَّ المسؤولين الإيرانيين فقدوا الثقة بالأسد واعتبروه عبئا، مشيرة إلى تصاعد الخلافات بين الجانبين على خلفية اتهامات إيرانية له بتسريب معلومات عن القادة الإيرانيين في سوريا، بحسب ما جاء في «سكاي نيوز».
وفي وقت سابق، أكد عراقجي أنَّ الأسد لم يطلب أبدًا مساعدة طهران، وأبرز داعم له مع روسيا، للتصدّي لهجوم الفصائل المعارضة الذي انتهى بإسقاط نظامه، مضيفًا للتلفزيون الرسمي أنَّ الحكومة السورية لم تطلب أبدًا مساعدتها عسكريًا، كما أنَّه تفاجأ بسرعة هجوم الفصائل وعجز الجيش السوري عن صدّه وسرعة التطورات، حسبما نقلت «فرانس برس».
ماذا قال وزير الخارجية الإيراني؟وأشار وزير الخارجية الإيراني خلال لقاء حواري إخباري على قناة الخبر الإيراني، إلى تفاصيل اللقاءات التي أجراها مع الرئيس السوري السابق بشار الأسد قبل سقوط نظامه وهروبه إلى موسكو، والتي كانت خلال الأيام الماضية.
وأكّد أنَّه قدم توصيات للرئيس السوري بشار الأسد بضرورة رفع معنويات جيشه، إلا أنَّ ذلك لم يمنع انهيار قواته أمام الفصائل المسلحة التي سيطرت على دمشق وأجبرت الأسد على الفرار، متابعًا أنَّه نصح الأسد بضرورة إجراء حوارات والتفاعل مع الشعب السوري، ومناقشة الفصائل المسلحة.