ذكرى رحيل كروان الإذاعة وأحد عمالقة التلاوة والإنشاد الدينى الشيخ طه الفشني
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
تحل اليوم الثلاثاء العاشر من شهر ديسمبر الذكرى الـ53 لوفاة الشيخ طه الفشني، صاحب الحنجرة الذهبية التي حفرت تواشيحه وقراءته للقرآن الكريم آذان الشعب المصري والعربي والذي خلد اسمه في أذهان الجميع بتلاواته وايتهالاته الخالدة التي لازالت تحير الجميع بصوته وأدائه القوي.
في ذكرى رحيل الشيخ الحصري.. أول من سجل المصحف الصوتي بالعالم «رحلة صعبة ومعاناتي لن تتوقف»|خطأ طبي يُكلف إيمان الحصري 11 عملية جراحيةكان الشيخ طه الفشني، صاحب مدرسة متفردة في التلاوة والإنشاد، فقد كان على علم كبير بالمقامات والأنغام، وانتهت إليه رئاسة فن الإنشاد في زمنه، وهو أشهر أعلام هذا الفن بعد الشيخ علي محمود.
ألقابه
حصد الشيخ الفشني العديد من التكريمات والجوائز المحلية والعالمية، كما حصل على عدة ألقاب في مجاله، منها ملك القصائد والتواشيح وكروان الإذاعة.
مولده ونشأته
وُلد الشيخ طه حسن مرسي الفشني في عام 1900 بمدينة الفشن أقصى جنوب محافظة بني سويف، والتحق بكُتاب القرية حيث حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو في سن الثانية عشرة، وحصل على كفاءة المعلمين من مدرسة المعلمين بالمنيا عام 1919، ثم توجه إلى القاهرة لبدء رحلة جديدة في التواشيح وقراءة القرآن، ولكن أحداث ثورة 1919 حالت دون ذلك، فاضطر للعودة إلى مسقط رأسه مرة أخرى، إذ بدأ رحلته في عالم الأناشيد وقراءة القرآن، وذاع صيته، ثم عاد إلى القاهرة مرة أخرى.
التحاق الشيخ طه الفشني بالأزهر الشريف
في عام 1937 التحق الشيخ الفشني بالأزهر الشريف، ودرس علم القراءات والتجويد على يد الشيخ عبد العزيز السحار، ومن خلال إحدى حفلاته بحي الحسين، انضم إلى الإذاعة المصرية بعد اجتيازه الاختبارات، كما حصل على شهادة من الشيخ عبد العزيز السحار في القراءات العشر، ليبدأ مسيرته في الانتشار عالميًا.
دخوله الإذاعة
في إحدى الليالي بحي الحسين عام 1973، كان في حفلة ضخمة وكان يحضرها سعيد باشا لطفي، رئيس الإذاعة المصرية، وكانت هناك علاقة خاصة تجمع بين الشيخ على محمود والشيخ طه الفشني لأنه يعتبره تلميذه وامتدادا له، وأعطى الشيخ على محمود الفرصة للشيخ طه الفشني أن يقرأ أمام رئيس الإذاعة، وأعطى الشيخ على محمود مقعده للشيخ طه وبدأ يقرأ القرآن.
وفي يوم تجلٍ للشيخ طه وغرد فيه بشكل غير طبيعي لدرجة أبهرت سعيد باشا لطفي، رئيس الإذاعة، وبعد أن أنهى الشيخ طه القراءة استدعاه رئيس الإذاعة وقال له: "يا شيخ طه بكره لازم تكون عندنا في الإذاعة المصرية، وصوتك لازم يأخذ فرصته ويستمع له الناس في كل بر مصر"، وفي اليوم التالي ذهب الشيخ طه الفشني للإذاعة وأجرى اختبارا والتحق بالإذاعة المصرية سنة 37، وقدرت لجنة الاستماع صوته بأنه قارئ من الدرجة الأولى الممتازة، وكان مخصصا له قراءة ساعة إلا ربع في المساء في الإذاعة المصرية.
قارئ قصرعابدين:
بعد التحاقه بالإذاعة المصرية، كان يذاع للشيخ الفشني أسبوعيًّا في المساء يومي السبت والأربعاء تلاوته على الهواء مباشرة مدة كل تلاوة 40 دقيقة، وظل الشيخ طه الفشني منذ عام 1943 وحتى قيام ثورة 1952 يقرأ القرآن الكريم بقصري عابدين بالقاهرة ورأس التين بالإسكندرية لمدة 9 سنوات، ويستمع الملك فاروق إلى تلاوته التي تمتد إلى 45 دقيقة، فضلًا عن الدعوة الملكية للشيخ طه الفشني لتناول طعام الإفطار على المائدة الملكية في شهر رمضان كل عام.
تواشيح الشيخ طه الفشني
وأكد أن أشهر تواشيح الشيخ طه الفشني كانت ميلاد طه يا أيها المختار، ولم يكن حاضرًا في أي سهرة دينية أو احتفالية إلا وطلب منه قراءتها، وكان صاحب مدرسة متفردة في التلاوة والإنشاد، وعلى دراية كبيرة بالمقامات والأنغام، وقد انتهت إليه رئاسة فن الإنشاد في زمنه، وكان من أشهر أعلام هذا الفن بعد الشيخ علي محمود.
جوائز وتكريمات محلية وعالمية
وحصل الشيخ طه الفشني على عدة جوائز وتكريمات محلية وعالمية، بينها نوط الامتياز، وتكريمات من رئيس وزراء ماليزيا، وملك المغرب، فضلاً عن تكريمات من المملكة العربية السعودية في أكثر من مناسبة، كما كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مولعًا بالفشني، فأهداه طبق فضة موقّعًا منه، وكرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات في عدة مناسبات، وقبل رحيله في عام 1971، كرّمته محافظة بني سويف بوضع صورته داخل الممشى السياحي بكورنيش النيل بمدينة بني سويف، كونه أحد أعلام المحافظة.
والشيخ طه الفشني كان خير سفير لمصر في البلدان العربية والإسلامية التي زارها مبعوثا أو مدعوا، كما كرمه زعماء ورؤساء وملوك دول السعودية وباكستان وتركيا وماليزيا وتونس والمغرب وليبيا والسودان وسوريا.
وفاته
وفي يوم الجمعة العاشر من ديسمبر عام 1971، رحل عن دنيانا الشيخ طه الفشني بعد أن ترك تراثاً ضخماً وكنزاً من التلاوات القرآنية النادرة والتواشيح والابتهالات الدينية ليستمتع بها محبوه وتلاميذه في كل دول العالم الإسلامي، حيث قضى عمره كله في خدمة القرآن الكريم وأهله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رحيل كروان الإذاعة والإنشاد الدينى الفشني الإذاعة المصریة رئیس الإذاعة
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة سوهاج ومفتي الديار المصرية يُكرمان حفظة القرآن
كرّم الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج والدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية الطلاب أبناء الجامعة من حفظة القرآن الكريم، وذلك تقديرًا لهم على الاجتهاد في حفظه وتشجيعهم على بذل المزيد ليكونوا مثالًا يحتذى به، في الأخلاق والالتزام بالقيم والسلوك الحميد.
وثمن النعماني حرص فضيلة المفتى على المشاركة في تكريم أبنائه الطلاب من حفظة القران الكريم، مُوضحًا أن الجامعة تحرص باستمرار على تكريم طلابها المتميزين فى كافة المجالات، هذا التكريم الذي يخلق نوعًا من أنواع المنافسة الحميدة والتشجيع على التفوق، داعيًا إياهم على أهمية الالتزام بتعاليم القرآن وتطبيقها في سلوكنا وأخلاقنا، حيث أن حفظ كتاب الله شيء جليل وعظيم ينشئهم على التدين والأخلاق القويمة، ونبذ الأفكار المتطرفة والهدامة.
وأشاد فضيلة المفتي بدعم رئيس الجامعة الكامل ورعايته للطلاب المتفوقين من حفظة القرآن، والعمل على إعدادهم وتأهيلهم وتقديمهم كنموذج يحتذى به في التحلي بأخلاق القرآن، مُعربًا عن سعادته بالطالبة عائشة إسماعيل شبانة، بكلية الآداب
من ذوي الهمم، التي استطاعت حفظ القرآن الكريم كاملًا على مستوى الجامعة، رغم ما تعانيه من تحديات، وهو دليل على قوة إرادتها، وحبها للقرآن وعلومه، إلي جانب تشجيع إدارة الجامعة و تعزيز دور الطلاب ذوي الهمم ودمجهم في المجتمع الجامعي ومشاركتهم الإيجابية في مثل هذه المسابقات الهامة.
وقدم فضيلة الدكتور نظير عياد، التهنئة لجميع الطلاب المكرمين وأيضا إلى أولياء أمورهم الذين حرصوا على تعليم أبنائهم القرآن الكريم وهذه أكبر جائزة قدموها لهم، ومُؤكدًا أن حفظ القرآن الكريم يغرس في نفوس وقلوب النشء عظمة الدين الإسلامي وما يحمله من معاني سامية.. قائلًا "هنيئًا لكل من تعلم القرآن وعلمه".
وأضاف الدكتور عبد الناصر يس نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب أن الطلاب الذين تم تكريمهم هم الفائزين بالمسابقة الدينية الكبرى" أهل القرأن" التي نظمتها الإدارة العامة لرعاية الشباب بالجامعة (إدارة النشاط الثقافي والفني) في مجالات القرآن الكريم، مضيفًا انه فاز بالمراكز الأولي في مسابقة حفظ القران كاملًا "طالبات" كلًا من الطالبة وفاء محي الدين بكلية التمريض، الطالبة عائشة إسماعيل شبانه بكلية الآداب، الطالبة رحاب خلف أحمد بطب بشري، وبالنسبة "للطلبة" فاز كلًا من الطالب عمرو أحمد هاشم بكلية طب بشري، الطالب عبد الله ممدوح بكلية طب بيطري و الطالب معاذ علاء بكلية طب بشري.
وذكر الدكتور أحمد عاطف، مدير رعاية الشباب المركزية، انه تم أيضا تكريم الطلاب الفائزين بالمراكز الأولى في حفظ نصف القرآن، وفي حفظ 10 أجزاء من القرآن، مُؤكدًا على أن إدارة الجامعة تقدم كافة أوجه الدعم المادي والمعنوي للطلاب في مختلف الأنشطة الطلابية.