في تحول غير مسبوق في الأزمة السورية، بدا أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد قد أصبح عبئًا على حلفائه الذين دعموا نظامه لسنوات، ففي تطور مفاجئ، تكشفت تفاصيل عن العشاء الأخير الذي جمعه مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في دمشق، حيث نقل له الأخير رسالة حاسمة، مفادها أن إيران لم تعد قادرة على تقديم الدعم العسكري له، وفي الوقت ذاته، لم تكن روسيا أفضل حالًا، حيث أظهرت تراجعًا كبيرًا في دعمها له، في ظل انشغالها بالحرب في أوكرانيا وضروراتها الاستراتيجية.

التفاصيل الكاملة لتخلّي إيران عن الأسد

قبل أن يسقط بشار الأسد في براثن الهزيمة، ويصبح لاجئًا مع أسرته في موسكو، كانت إيران قد أبلغته عبر وزير خارجيتها، عباس عراقجي، في زيارة غير متوقعة إلى دمشق، أن بلاده لم تعد قادرة على إرسال قوات لدعمه.

هذه الرسالة كانت بمثابة بداية النهاية للأسد، حيث وصفه المصدر الإيراني المقرب من الحكومة الإيرانية بأنه "أصبح عبئًا أكثر منه حليفًا".

وقد أكدت طهران في رسالتها أن دعم الأسد أصبح مكلفًا للغاية من الناحية الاستراتيجية، وهو ما دفعها إلى إعادة تقييم علاقاتها معه.

التخلي الروسي وغياب الدعم العسكري

وعلى الرغم من التصريحات العلنية من جانب روسيا بدعم النظام السوري، فإن الحقيقة كانت مغايرة تمامًا.

حيث كشف مسؤولون في الكرملين أن روسيا كانت عاجزة عن تقديم الدعم العسكري اللازم للأسد بسبب استنزاف قواتها في أوكرانيا، وفيما يتعلق بالقواعد العسكرية الروسية في سوريا، مثل قاعدة حميميم الجوية وطرطوس البحرية، كان سقوط هذه القواعد مسألة وقت إذا استمر الوضع على هذا النحو، ما أجبر روسيا على ضمان سلامتها عبر الوصول إلى اتفاقات خلف الكواليس مع الفصائل المسلحة التي كانت تقاتل ضد الأسد.

الدور التركي في تعزيز سقوط الأسد

لم تقتصر الخيانة على إيران وروسيا فقط، بل كان لتركيا دور مهم في دعم الفصائل المسلحة التي أسقطت الأسد.

فمنذ عام 2016، قدمت الاستخبارات التركية دعمًا لوجستيًا وعسكريًا للفصائل التي خاضت معركة ضد القوات السورية، بما في ذلك تقديم صور جوية لمواقع عسكرية حساسة في طريقها إلى دمشق.

ورغم نفي أنقرة التورط رسميًا في الهجوم الأخير، فقد أُعطيت ضمانات بعدم انضمام هذه الفصائل إلى القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، مما يعكس تحولًا استراتيجيًا في السياسة التركية تجاه سوريا.

تداعيات الهزيمة على النظام السوري

مع تراجع الدعم من إيران وروسيا، وتكثيف الضغط من الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، أصبح الأسد في عزلة شبه كاملة.

ولم يعد لدى حلفائه أي مصلحة في استمرار دعم نظامه الذي كان عبئًا متزايدًا في سياق تطورات الحرب السورية.

فعلى الرغم من تصريحه بأن الانسحاب من حلب كان "تكتيكيًا"، فإن الوضع على الأرض كان يعكس عكس ذلك تمامًا، حيث بدأت الفصائل المسلحة تتقدم نحو دمشق.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: استراتيجية اتفاقات الازمة السورية الاستخبارات الإستراتيجية التفاصيل الكاملة الحرب في أوكرانيا التصريحات الخارجية الإيراني الدعم العسكري الرئيس السوري الفصائل المسلحة القواعد العسكرية العشاء الاخير القواعد العسكرية الروسية

إقرأ أيضاً:

الفصائل الإرهابية في سوريا تحرق قبر الرئيس حافظ الأسد

أشعلت عناصر من الفصائل الإرهابية في سوريا، النيران فى الضريح الذي يضم قبر الرئيس الراحل، حافظ الأسد، في محافظة اللاذقية شمال غربي البلاد.

ويأتي ذلك في ظل سيطرة الفصائل الإرهابية المسلحة على مفاصل سوريا، إثر استيلائها على العاصمة دمشق، وسقوط نظام الريس بشار الأسد.

وأظهرت لقطات متداولة دخول الفصائل الإرهابية المسلحة إلى ضريح حافظ الأسد والوقوف إلى جانب قبره.

يقع قبر حافظ الأسد في مسقط رأسه بمدينة القرداحة التابعة لمحافظة اللاذقية، ويضم الضريح أيضًا قبر نجل حافظ الأسد الأكبر، باسل الأسد، الذي توفي في حادث سيارة عام 1994.

وكانت الفصائل الإرهابية المسلحة بأحكمت قبضتها على منطقة الساحل التي كانت تحت سيطرة الحكومة السورية بعد دخولها العاصمة دمشق، إثر انسحاب قوات الجيش في دمشق من المؤسسات العامة والشوارع.

وتتابعت معارك الفصائل الإرهابية مع قوات الجيش السوري في مختلف المناطق، حيث سيطر الإرهابيون على العديد من المدن والقرى، بما في ذلك حلب، إدلب، حماة، درعا، السويداء، حمص وأخيرًا دمشق.

اقرأ أيضاًلجنة فلسطين تبحث تحركات البرلمان العربي لإنهاء العدوان على غزة

بعد غد.. بلينكن يزور أنقرة ليبحث مع نظيره التركي الوضع في سوريا

مقالات مشابهة

  • سوريا الجديدة.. مستقبل غامض وتغيير مستمر
  • الفصائل الإرهابية في سوريا تحرق قبر الرئيس حافظ الأسد
  • العشاء الأخير في دمشق.. كيف تخلت إيران وروسيا عن الأسد؟
  • إيران تكشف حجم قوتها في سوريا بعد سقوط الأسد
  • كيف تخلت إيران وروسيا عن الأسد؟
  • نهاية الأسد ومآرب القوى النافذة.. أطماع إسرائيلية جديدة في سوريا.. وتركيا تدعم الإرهابيين ضد «قسد» وتسعى لنقل اللاجئين.. إيران تراقب طردها من سوريا في صمت.. وتآكل النفوذ الروسي أولوية أمريكية
  • نهاية الحقارة.. صحف فرنسية: مستقبل سوريا حلم جميل لكنه محفوف بالمخاطر
  • تقرير في صحيفة «فاينانشال تايمز» يتحدث عن «نهاية الأسد»: إيران اعتبرته عبئا
  • إيران تتخلى عن الفصائل العراقية: هل يعني ذلك نهاية النفوذ الإيراني في العراق؟