واشنطن"د ب أ": على مدى أكثر من 30 عاما احتلت أرمينيا نحو 20% من أراضي أذربيجان المعترف بها دوليا. واضطر نحو مليون أذربيجاني كانوا يعيشون هناك إلى الفرار من منازلهم، ليصبحوا نازحين داخل بلاده، حسبما يقول حكمت حاجييف مستشار رئيس أذربيجان للسياسة الخارجية ومدير إدارة شؤون السياسة الخارجية لدى الإدارة الرئاسية.

وقال حاجييف في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية إن الأراضي التي تمت استعادتها خلال الحرب التي استمرت 44 يوما في عام 2020، تعرضت لتدمير غير مسبوق للتراث العام والخاص والثقافي والديني لأذربيجان. وقد تمت إبادة مدينة أغدام، التي كانت إحدى أكبر مدن المنطقة، لدرجة أنها تعرف الآن بـ"هيروشيما القوقاز". ويبدو أن المحتلين سعوا إلى إزالة أي أثر لأذربيجان تماما.

وعلى الرغم من أن القانون الدولي، وكل دولة في العالم، وأربعة قرارات منفصلة لمجلس الأمن الدولي تعترف بأن كاراباخ- الأراضي المعنية- هي أراضي أذربيجانية، توهم الساسة الأرمينيون على مدى ثلاثة عقود إمكانية إقامة إما كيان عرقي أرمني مستقل من هذه الأراضي أو توحيده مع أرمينيا من خلال ضمها لتلك الأراضي المحتلة.

وعندما تولي السلطة رئيس وزراء أرمينيا الحالي نيكول باشينيان في عام 2018، توقعت أذربيجان أنه ربما يسلك مسارا مختلفا للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع. ولكن التصريح الذي أدلى به بعد عام وهو أن "كاراباخ- هي أرمينيا، وهذه هي نهاية الأمر"، انهى الآمال في عملية التفاوض. وبعد صراع عام 2020، قوبل ذلك التصريح بالحقيقة المؤلمة، والالتزام بالاعتراف في وقت سابق من العام الجاري بأن كاراباخ هي جزء من أذربيجان.

وقال حاجييف إن السلام ليس بهذه البساطة. ولكن عندما يتعلق الأمر بحديث القيادة الأرمنية عن السلام بينما تلعب من أجل كسب الوقت عبر حملات التشويش فهذا أمر مألوف للغاية. لذلك فعندما، أطلقت أرمينيا هذا الأسبوع، مع القيادة التابعة لها في النظام الانفصالي في كاراباخ أحدث حملة دولية لإفساد مفاوضات السلام، لم يكن هذا مفاجئا. إن سبب وجود هذا الكيان الانفصالي يعتمد على إطالة أمد الأوهام مع تجنب الحقائق الجيوسياسية الصعبة.

وأكد حاجييف أن الواقع على الأرض قد تغير، وأذربيجان تدعو ممثلي السكان الأرمن بإقليم كاراباخ التابع لها إلى حوار مفتوح وحقيقي بشأن إعادة الاندماج. لقد أكدت أذربيجان في العديد من المناسبات على منحهم حقوقهم وأمنهم والالتزامات الخاصة بهم كأقلية عرقية في كاراباخ بموجب دستور أذربيجان. وهذا يشمل احترام حقوقهم الدينية واللغوية والبلدية.

وقال حاجييف إن الأمر الحاسم الآن هو أن أي عملية إعادة اندماج يجب أن تشمل تسريح ونزع سلاح كل الجماعات المسلحة غير القانونية والانسحاب الكامل لعناصر القوات المسلحة الأرمنية المتبقية. ولوقف تدفق الأسلحة إلى هذه الجماعات- الذي تواصل رغم بدء محادثات السلام- تم إغلاق طريق لاتشين الذي يربط أرمينيا بخانكندي لفترة وجيزة مؤخرا. وقد تم فتحه مجددا. وقد عرضت أذربيجان مؤخرا تزويد الإقليم بالغذاء والدواء عبر طريق آخر إضافي أقصر، سعته اليومية أكبر كثيرا وتصل إلى أكثر من 17 ألف مركبة. واعترف الاتحاد الأوروبي واللجنة الدولية للصليب الأحمر بإمكانية استخدام هذا الطريق.

ومع ذلك، رفض الانفصاليون في كارباخ بشكل غير مفهوم ومتكرر هذا الطريق الذي تمت إعادة بنائه بين أغدام وخانكندي والذي يتسع لأربع حارات، حتى أنهم قاموا بغلقه بحواجز أسمنتية بناء على طلب من قادتهم. كما رفضوا مقترحا من باكو بأن يقوم الصليب الأحمر - وليس أذربيجان- بنقل الإمدادات. حتى أنهم رفضوا مقترحات إجراء حوار بشأن الطريق. كما قامت نفس القيادة، بشكل مسرحي، بنقل شاحنات إلى الحدود الأذربيجانية عند نقطة عبور طريق لاتشين. ومع ذلك يقولون إن الأرمن في كارابخ يواجهون تطهيرا عرقيا على أيدي أذربيجان.

ولتعزيز هذا الادعاء الكاذب، تعاقدت قيادتهم مع المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية المثير للجدل، لويس مورينو أوكامبو، لكتابة تقرير غير مسؤول يزعم أن كاراباخ تحت "الحصار" وأن سكان الإقليم يتضورون جوعا ويزعم أن "هناك إبادة جماعية ترتكب".

وقال حاجييف إن مسؤولي أذربيحان، معتادون على مثل هذا التشويه، ولكن بالنسبة للمجتمع الدولي وخاصة وسائل الإعلام، من المهم أن يروا أن استخدام مثل هذه العبارات المثيرة للعواطف والصادمة يستهدف إخفاء حقيقة ما يحدث فعلا .

وأشار حاجييف إلى أن زعمهم أنهم تحت تهديد مع اختلاق أزمة لحشد دعم المجتمع الدولي يستهدف إقناع العالم أن الأذربجانيين والأرمن لا يستطيعون العيش معا كما كانوا يعيشون من قبل.

وقال حاجييف إن الادعاء المتناقض بأن أذربيجان تقوم بتجويع شعب يرفض غذائها أظهره من يسمى بزعيم الانفصاليين ارايك هاروتيونيان الذي قال "إنها (أذربيجان) تستخدم يدا لخنقنا واليد الأخرى لإطعامنا". يجب أن يوضع بدلا من ذلك في الإطار القانوني الصحيح: إدارة احتلال تعيق تقديم الحكومة الأذربيجانية للغذاء والدواء إلى منطقة أذربيجانية. ومما له دلالة، أنه لم يتم ذكر هذا في أي جزء من تقرير أوكامبو.

في غضون ذلك، تستمر معاناة السكان الأرمن في كاراباخ، الذين تحولوا إلى الاعتماد على المساعدات من أرمينيا (وهي واحدة من أفقر الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي). ومن الناحية الاقتصادية، تراجع الإقليم وتأخر كثيرا عن بقية أذربيحان، التي ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الخاص بها اليوم إلى 100 ضعف حجمه عند الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي.

وقال حاجييف إنه بدلا من الانخراط في حملات وألاعيب دبلوماسية، يتعين على أرمينيا أن تلزم نفسها بمفاوضات السلام وتطبيع العلاقات مع أذربيجان. وبدلا من ذلك، فإن محاولة أرمينيا الخبيثة وغير المجدية هذا الأسبوع لمناشدة مجلس الأمن الدولي هي مثال جديد يتنافى تماما مع هذا الالتزام.

واختتم حاجييف تقريره بالقول إن وحدة أراضي وسيادة أي دولة هي أمر مقدس. ولا يمكن قبول نهج انتقائي للنزعة الانفصالية. كما أن التصريحات اللفظية من القيادة الأرمينية حول دعم وحدة أراضي أذربيجان يجب أن يتم تأكيدها بمعاهدة سلام. ويجب أن تتوقف أرمينيا عن كل مطالبها بالأراضي ضد أذربيجان، وسحب كل عناصر قواتها المسلحة من أراضي أذربيجان. لا توجد طريقة أخرى للمضي قدما. لقد اتخذت أذربيجان الخطوات الأولى لتحديد الطريق إلى السلام، والكرة الآن في ملعب أرمينيا مع قيادتها السياسية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

استشهاد 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي جنوب غزة

استشهد خمسة فلسطينيين، من عائلة واحدة، في قصف لجيش الاحتلال الإسرائيلي، طال خيمة تؤوي نازحين، شمال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

الصحة العالمية: القطاع الصحي في غزة بحاجة لأكثر من 10 مليارات دولار لكي يتعافى 169 شهيدًا.. القصف الإسرائيلي يواصل حصد الأرواح في غزة

 

وذكرت مصادر فلسطينية إن مواطنا من عائلة "القدرة" وزوجته وأطفاله الثلاثة، استشهدوا في قصف للاحتلال استهدف خيمة تؤوي نازحين في مواصي بلدة القرارة، قرب مسجد الهداية، شمال مدينة خان يونس، جنوب القطاع.

 

وفي السياق ذاته، أصيبت مواطنة فلسطينية بطلق ناري من قبل زوارق الاحتلال غربي خان يونس.

 

باكستان تحث إسرائيل على الانسحاب من الأراضي اللبنانية والسورية

 

حثت باكستان ، إسرائيل على الانسحاب من الأراضي اللبنانية والسورية ومرتفعات الجولان، والسماح لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالعمل دون عوائق لضمان الامتثال للاتفاقيات الدولية لتعزيز السلام والاستقرار المستدامين في الشرق الأوسط.

وأعرب الممثل الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة منير أكرم - في حديثه أمام مجلس الأمن الدولي - عن قلقه العميق إزاء التهديدات المتزايدة التي تواجه قوات حفظ السلام التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) وبعثة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (يونتسو)، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الباكستانية الرسمية.

وأشار أكرم إلى أن باكستان تعترف بالدور الأساسي لليونيفيل في الحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1701، ورحب باتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل في 26 نوفمبر 2024، وأيد القيادة اللبنانية في التزامها بالوفاء بهذا الاتفاق، إلا أنه أعرب عن قلقه إزاء الانتهاكات المستمرة للاتفاق من جانب القوات الإسرائيلية بما في ذلك انتهاكات المجال الجوي والغارات الجوية والقيود المفروضة على حرية حركة اليونيفيل.

كما أدان المبعوث الباكستاني بشدة العمليات الإسرائيلية في سوريا والتوغل غير القانوني للقوات الإسرائيلية في مناطق الفصل التي أُنشئت بموجب اتفاقية فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام 1974.

وأكد أكرم أن هذه الاتفاقية تظل ملزمة ويجب الالتزام بها دون استثناء، مضيفا أنه لا ينبغي لأي قوة باستثناء قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك أن يكون لها وجود عسكري هناك، وقال "إن أي إجراءات أحادية الجانب من شأنها أن تقوض هذه الاتفاقية غير مقبولة".

الصحة العالمية: القطاع الصحي في غزة بحاجة لأكثر من 10 مليارات دولار لكي يتعافى

قالت منظمة الصحة العالمية إن القطاع الصحي في غزة بحاجة لأكثر من 10 مليارات دولار لكي يتعافى، وذلك حسبما  أفادت القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل منذ قليل صباح اليوم السبت.

 

ومن جهة اخري أعلنت القناة 12 الإسرائيلية نقلًا عن مصادر لم تذكرها أن الإفراج عن أوائل الأسرى الإسرائيليين في غزة سيبدأ الساعة الرابعة عصر يوم الأحد المقبل.

 

وقالت القناة 12، إن تبادل الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين سيبدأ عصر يوم الأحد بعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

 

كما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، مضيفًا أنه من المقرر عقد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني في وقت لاحق من اليوم، بحسب "رويترز".

 

مقالات مشابهة

  • مقتل إسرائيلي وإصابة آخر جراء عملية طعن في جنوب تل أبيب
  • الجزائر تشارك في دعم عملية السلام والتنمية بجنوب السودان
  • استشهاد 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي جنوب غزة
  • مسؤول يمني لـ«الاتحاد»: ممارسات «الحوثي» تعصف بجهود السلام
  • الحوثيون يعلنون عن تنفيذ عملية في البحر الأحمر واستهداف مدن في فلسطين المحتلة 
  • أذربيجان تعتزم محاكمة قادة ناغورنو كاراباخ السابقين
  • «بلينكن»: «البرهان» مسؤول عن جرائم حرب وعرقلة السلام في السودان 
  • رويترز عن مسؤول أمريكي: نتوقع حل نقاط الخلاف بخصوص اتفاق غزة قريبا
  • البرلمان يشيد بجهود القاهرة في غزة ودعوات لتعزيز الدعم الإنساني وإحياء عملية السلام
  • استدعاء سفير السودان في جوبا بعد مقتل مواطنين في عملية تحرير ود مدني