كشف مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، عن استعداد بلاده للعمل مع جميع الفصائل السورية، بما في ذلك الجماعات التي صنفتها واشنطن على أنها "إرهابية".

جاء هذا التصريح في وقت حساس بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، مما يثير تساؤلات حول مستقبل سوريا وكيفية تعاطي القوى الكبرى مع الفوضى السياسية التي قد تلي سقوطه.



وفي مقابلة له مع برنامج CBS Mornings، أشار سوليفان إلى أن الجماعات السورية المعارضة، على الرغم من تصنيف بعض منها كمنظمات إرهابية من قبل الولايات المتحدة، أظهرت مواقف متوافقة مع القيم التي تدعمها واشنطن.


وأضاف أن الولايات المتحدة لا ترى أي مشكلة في التعامل مع هذه الجماعات طالما أنها تلتزم بتحقيق أهداف مستقبلية ديمقراطية لسوريا.

ورغم ذلك، لا يزال الغموض يلف مستقبل سوريا بعد سقوط الأسد، حيث أشار سوليفان إلى المخاوف من أن الفوضى قد تفتح المجال للجماعات الجهادية والإرهابية للاستفادة من الوضع. "نحن ملتزمون بمراقبة هذه التطورات عن كثب، ونحن مستعدون للعمل مع أي طرف في سوريا يتطلع إلى بناء مستقبل مستقر وشامل"، حسب قوله.

سقوط للأسد وأثره على السياسة الأمريكية
وتأتي تصريحات سوليفان بعد تأكيد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على أن سقوط الأسد يمثل "فرصة تاريخية" قد تغير من ملامح المنطقة، رغم أنها تشكل أيضًا لحظة محفوفة بالمخاطر.

وأوضحت الولايات المتحدة، وعلى لسان مستشار الأمن القومي، أنها تتابع عن كثب التطورات التي تلي سقوط النظام السوري، مع التأكيد على أن الإدارة الأمريكية تواصل اتخاذ التدابير اللازمة لضمان عدم وقوع الأسلحة الكيميائية في أيد غير موثوقة.

في سياق متصل، أعرب سوليفان عن قلقه إزاء ضعف الدعم الدولي للأسد بعد سقوطه، مشيرًا إلى أن الحلفاء التقليديين لنظامه، مثل إيران وروسيا وحزب الله، أصبحوا في موقف ضعيف في ضوء الأزمات في مناطق أخرى. ورفض سوليفان التأكيد على تفاصيل هروب الأسد إلى روسيا، مكتفيًا بالقول إن الولايات المتحدة لا تعرف كيف تم ذلك، لكنه لفت إلى أن نظام الأسد أصبح معزولًا بعد تراجع دعم حلفائه.


بينما تستعد الإدارة الأمريكية القادمة، بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، لتولي السلطة، أشار سوليفان إلى استمرار التواصل بين الفريقين، وأن هناك حرصًا على ضمان انتقال سلس للسلطة مع الحفاظ على استقرار المنطقة ومصالح الولايات المتحدة.

وبدأت هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها، يوم 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، هجوما واسعا، انطلاقا من إدلب شمالي سوريا، لتدخل دمشق فجر الأحد الماضي، وتعلن سقوط نظام الأسد بعد فراره من البلاد.

وأعلنت إدارة الشؤون السياسية في دمشق، الاثنين، تكليف المهندس محمد البشير بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية عقب سقوط النظام، بعد دخول فصائل المعارضة إلى العاصمة، حسب منصات محلية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الأسد سوريا سوريا الأسد المعارضة السورية البيت الأبيض المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

طيف بايدن يلاحق ترامب بعد 100يوم في البيت الأبيض

واشنطن"أ.ف.ب": ما زال طيف الرئيس السابق جو بايدن يلاحق دونالد ترامب بعد 100يوم من عودته إلى البيت الأبيض ولا يفوّت الرئيس الأمريكي مناسبة لتوجيه أصابع الاتهام إلى سلفه الذي يبقى خصمه السياسي الأبرز.

فتراجع إجمالي الناتج المحلي الأمريكي في الربع الأول من العام يعزى إلى "مخلّفات" السلف الديموقراطي، على ما قال ترامب الذي نصّب رئيسا في 20 يناير، عبر شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال".

ونفى الرئيس الجمهوري أيّ علاقة بين تباطؤ الاقتصاد وتراجع الأسواق المالية وسياسته الحمائية، بالرغم من أن السبب الرئيسي لانكماش النشاط الاقتصادي هو الارتفاع الشديد في الواردات تحسّبا للرسوم الجمركية الباهظة التي يعتزم ترامب فرضها.

ووصل الرئيس الأمريكي إلى حد الاعتبار خلال جلسة لمجلس الوزراء أنه "يمكن حتّى القول إن الربع المقبل سيكون إلى حدّ ما بسبب بايدن".

وبحسب تعداد حديث أجرته صحيفة "نيويورك تايمز"، ذكر الملياردير الجمهوري سلفه حوالى ست مرّات في اليوم منذ تنصيبه رئيسا للبلد.

وحتّى المؤثّر المحافظ دايف بورتنوي الذي كان من كبار المروّجين للسردية المعادية لبايدن خلال الحملة الانتخابية الأمريكية، بدأ يتبرّم من الوضع.

وهو كتب على إكس أن "السوق المالية هي بمثابة مرآة تعكس مباشرة الأيّام المئة الأولى لترامب في الحكم. هذا لا يعني أن الوضع لن يتحسّن أو أن الصبر لن يساعد، لكنها سوقه وليست سوق بايدن".

ولا يفوّت دونالد ترامب الذي تراجعت شعبيته في الأسابيع الأخيرة فرصة لتوجيه النقد إلى سلفه.

وقال جوزيف غريكو الأستاذ المحاضر في العلوم السياسية في جامعة ديوك، لوكالة فرانس برس "هو يدرك وجود مشاكل على صعيد الاقتصاد والسياسة الخارجية ويبحث عن سردية لتبرئة ساحته. وكانت مهاجمة بايدن مفيدة له في السابق، لكنها لن تجدي نفعا على نحو لامتناه".

وخلال تجمّع الثلاثاء في ميشيجن، سأل الرئيس الجمهوري أنصاره أيّا من لقبي "جو النعسان أو جو النصّاب" يفضّلون، وهما اللقبان اللذان أطلقهما ترامب على سلفه.

ثمّ قدّم وصفا في غاية التهكم لسلفه، كما كان يفعل خلال حملته الانتخابية، قائلا "يذهب إلى الشاطئ مثلا، فمن الممكن أن يغفو...ويسيل اللعاب من طرف فمه".

وأحصت "واشنطن بوست" حوالى ثلاثين إشارة إلى جو بايدن في خطاب ترامب الثلاثاء.

وكرّر الرئيس الجمهوري اتّهام سلفه بسرقة الانتخابات الرئاسية منه في 2020، بالرغم من كلّ الوقائع التي تنفي هذه الادعاءات.

ومن الواضح أن ترامب المحاط بوزراء ومستشارين يتملقونه ويمتدحونه، يبحث عن جهة يصبّ عليها جام غضبه، فيعود دوما إلى بايدن، غريمه المفضل في غياب أيّ صوت قويّ من المعارضة الديموقراطية يقف في وجهه.

وهاجم الرئيس الأمريكي جو بايدن في مجالات شتّى، من سعر البيض المرتفع وأعواد المصّاصات الورقية إلى الضربات على انصار الله في اليمن، مرورا بالهجرة غير القانونية.

ويقتنص كلّ فرصة لتوجيه النقد له في تصريحات يتمّ تداولها على شبكة "اكس" من حسابات مؤيّدة لترامب مرفقة برموز تعبيرية ضاحكة.

وفي مارس، خلال الترويج من البيت الأبيض لسيّارات "تيسلا" المملوكة لإيلون ماسك، أحد أبرز حلفاء الرئيس الأمريكي، توجّه ترامب للصحافيين لحظة خروجه من مركبة حمراء اللون سائلا "هل تعتقدون أن بايدن في وسعه الدخول في هذه السيّارة؟ لا أظنّ ذلك".

أما بايدن، فاعتمد خلال تولّيه الرئاسة استراتيجية مختلفة تماما، فكان يمتنع في أحيان كثيرة حتّى عن النطق باسم دونالد ترامب، مكتفيا بالإشارة إليه بـ"ذاك الرجل".

مقالات مشابهة

  • عقد دولي لإدارة ميناء اللاذقية.. أول اتفاق استثماري في سوريا بعد سقوط الأسد
  • لماذا تتردد واشنطن في رفع العقوبات عن سوريا بعد سقوط الأسد؟
  • طيف بايدن يلاحق ترامب بعد 100يوم في البيت الأبيض
  • البيت الأبيض: اتفاق المعادن مع أوكرانيا يعكس التزام الولايات المتحدة بالسلام
  • البيت الأبيض: متفائلون بإمكانية إحراز تقدم مع الصين بشأن التجارة
  • الأحزاب والفصائل المسلحة في السويداء من اليسار الحالم إلى فوضى السلاح
  • ترامب: كارني يزور البيت الأبيض الأسبوع المقبل
  • وزير الخارجية الإيراني يكشف موعد جلسة المحادثات النووية القادمة مع الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة: لا تطبيع للعلاقات مع سوريا في هذه المرحلة
  • نبش قبر الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد بعد شهور على إحراقه (شاهد)