سقوط الأسد يكشف حدود الدبلوماسية الصينية
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
استقبلت الصين قبل أكثر من عام الرئيس السوري السابق بشار الأسد وزوجته استقبالاً حاراً، خلال زيارتهما التي استمرت 6 أيام للبلاد، مما منح الأسد خروجاً نادراً من عزلة دولية، استمرت سنوات منذ بدء الحرب الأهلية في عام 2011.
وتعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بدعم الأسد، الذي حضر وزوجته دورة الألعاب الآسيوية، في "مواجهة التدخل الخارجي" وفي إعادة بناء سوريا، كما احتفت وسائل الإعلام الصينية بزوجته أسماء.
We want to see the situation in #Syria stabilize as soon as possible, and we do hope an inclusive political process can be initiated as soon as possible. The factions and parties in Syria should take the interest of the people as their priority. pic.twitter.com/3Of2ni6FlX
— FU Cong 傅聪 (@ChinaAmbUN) December 10, 2024 ضربة للطموحات الصينيةلكن النهاية المفاجئة لحكم الأسد الاستبدادي، الذي لم يدعمه الرئيس الصيني بوضوح إلا العام الماضي فقط، يقول محللون إنها وجهت ضربة لطموحات الصين الدبلوماسية في الشرق الأوسط وكشفت عن حدود استراتيجيتها في المنطقة.
وسيطر تحالف من الفصائل المسلحة على العاصمة السورية دمشق، يوم الأحد، في هجوم خاطف أطاح بنظام الأسد وأنهى حكم عائلته، الذي استمر 50 عاماً.
وقال جوناثان فولتون، وهو باحث غير مقيم في المجلس الأطلسي: "كان هناك شعور مبالغ فيه بقدرة الصين على تشكيل النتائج السياسية في المنطقة".
وذكر فولتون أن انهيار نظام الأسد كان بمثابة ضربة أيضاً لطموحات الصين العالمية، مثلما أدى إلى تقليص نفوذ داعميه الرئيسيين في العالم العربي، إيران وروسيا.
وأضاف "كثير مما كانت الصين تفعله على المستوى الدولي كان يعتمد على دعم هاتين الدولتين، وعدم قدرتهما على دعم أكبر شريك لهما في الشرق الأوسط يكشف الكثير عن مدى قدرتهما على القيام بشيء خارج المنطقة".
The future of Syria should be decided by the Syrian people. pic.twitter.com/PTq0m12OdR
— Spokesperson发言人办公室 (@MFA_China) December 9, 2024 القضايا الساخنةفي أعقاب نجاح الصين في التوسط في اتفاق لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الخصمين القديمين السعودية وإيران في عام 2023، أشادت وسائل إعلام صينية بتنامي دور بكين، في منطقة لطالما هيمنت عليها واشنطن.
وقال وانغ يي كبير الدبلوماسيين الصينيين إن بلاده ستلعب دورا فعالا في معالجة "القضايا الساخنة" العالمية.
وتوسطت الصين أيضاً في هدنة بين فتح وحماس وغيرهما من الفصائل الفلسطينية المتنافسة في وقت سابق من العام الجاري، وأطلقت دعوات متكررة لوقف إطلاق النار في غزة.
ورغم استضافة بكين لقادة الشرق الأوسط وقيام مبعوثها تشاي جون بجولات دبلوماسية مكوكية في الشرق الأوسط في الأشهر التي تلت ذلك، فإن الفلسطينيين لم يتمكنوا بعد من تشكيل حكومة وحدة وطنية فيما لا يزال الصراع مستمرا في قطاع غزة.
وقال فان هونغ دا وهو باحث في شؤون الشرق الأوسط في جامعة شنغهاي للدراسات الدولية: "السقوط المفاجئ للأسد ليس سيناريو ترغب بكين في رؤيته.. تفضل الصين أن تكون منطقة الشرق الأوسط أكثر استقرارا واستقلالية بما يخدم مصالحها بعيدا عن الفوضى أو التحالفات مع واشنطن".
وكان رد فعل وزارة الخارجية الصينية على سقوط الأسد متحفظاً وركزت على ضمان سلامة رعاياها، ودعت إلى إيجاد "حل سياسي" يعيد الاستقرار إلى سوريا في أسرع وقت ممكن.
وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، الإثنين: "علاقات الصين الودية مع سوريا هي لمصلحة الشعب السوري بأكمله"، وهو ما بدا وكأنها تترك المجال مفتوحا للتواصل مع الحكومة السورية المستقبلية.
Syrian President Bashar al-Assad has left the country and decided to resign as President of Syria, instructing for a peaceful transfer of power, the Russian Foreign Ministry said in a statement on Sunday. #XinhuaNews pic.twitter.com/iPbdJquUOW
— China Xinhua News (@XHNews) December 8, 2024 الوقت المناسبويقول خبراء ودبلوماسيون صينيون إن بكين تنتظر الوقت المناسب، قبل الاعتراف بحكومة جديدة في دمشق.
ويذكرون أيضاً أن الصين يمكنها استخدام خبرتها وقوتها المالية لدعم إعادة إعمار سوريا لكن من المرجح أن تكون التزاماتها محدودة لأنها كانت تسعى إلى تقليص المخاطر المالية في الخارج في السنوات القليلة الماضية.
وانضمت سوريا إلى مبادرة الحزام والطريق التي تقودها الصين في عام 2022 لكنها لم تشهد استثمارات كبيرة من الشركات الصينية منذ ذلك الحين لأسباب منها العقوبات.
وقال بيل فيغيروا، وهو أستاذ مساعد في جامعة جرونينغن وخبير في علاقات الصين بالشرق الأوسط إن الصين "لا يمكنها في الواقع أن تحل محل الغرب سواء في المجالات الاقتصادية أو الدبلوماسية أو العسكرية في منطقة الشرق الأوسط".
وأضاف "الصين في 2024 تملك أموالاً أقل بكثير مما كانت تملكه في عامي 2013 و 2014 عندما أطلقت مبادرة الحزام والطريق... ثمة إعادة تقييم واضحة تجري في اتجاه الاستثمارات الأكثر أمانا وتقليل المخاطر بشكل عام للصين".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الرئيس الصيني الفصائل المسلحة انهيار نظام الأسد نجاح الصين الوقت المناسب سقوط الأسد الحرب في سوريا الصين الشرق الأوسط فی عام
إقرأ أيضاً:
بعد سقوط نظام الأسد.. فرنسا ودول أوروبية تعلق طلبات لجوء السوريين
أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، اليوم ، أنها تعمل على تعليق طلبات اللجوء المقدمة من السوريين عقب سقوط نظام الرئيس السورى بشار الأسد، وأكدت الوزارة أن القرار يأتي في سياق التطورات الجديدة التي تشهدها سوريا، والتي أثرت على الوضع الأمني والسياسي في البلاد.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إن القرار يتعلق بتقييم الوضع في سوريا في ظل المرحلة الانتقالية الحالية، موضحة أن جميع الطلبات قيد الدراسة سيتم تعليقها مؤقتًا لحين إجراء مراجعات شاملة للأوضاع على الأرض.
في السياق ذاته، أعلنت النرويج واليونان خطوات مماثلة لتعليق طلبات اللجوء للسوريين، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى مراقبة الأوضاع في سوريا عقب التطورات الأخيرة.
وجاءت هذه القرارات بعد أيام من سقوط نظام بشار الأسد وإعلان المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على العاصمة دمشق وعدد من المناطق الاستراتيجية، وتعتبر الخطوة الأوروبية إشارة إلى تغير التعامل مع ملف اللاجئين السوريين، مع التركيز على إعادة تقييم الأوضاع في سوريا ومدى إمكانية العودة الطوعية للنازحين.
من جانبها، أوضحت المنظمات الحقوقية أن تعليق طلبات اللجوء لا يجب أن يؤدي إلى خرق الالتزامات الدولية المتعلقة بحماية اللاجئين وضمان حقوقهم، خاصة في ظل استمرار التحديات الإنسانية والأمنية في سوريا.
ولا يزال مستقبل اللاجئين السوريين في أوروبا يتصدر النقاشات السياسية في عدد من الدول الأوروبية، وسط دعوات لضمان عودتهم بأمان إلى بلادهم مع دعم العملية الانتقالية الجديدة في سوريا.
رئيس الوزراء البريطاني: تعزيز انخراط لندن في الشرق الأوسط لدعم الاستقرار
أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم ، التزام المملكة المتحدة بلعب دور أكثر حضورًا في منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أهمية تعزيز الاستقرار على المدى الطويل في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
وقال ستارمر، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام البريطانية، إن حكومته تعتزم زيادة التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف أن المملكة المتحدة ترى أن الانخراط الفاعل في الشرق الأوسط يعد ركيزة أساسية لتحقيق الأمان والاستقرار العالمي.
وأوضح رئيس الوزراء أن بلاده تسعى إلى توسيع نطاق التعاون الدفاعي مع دول المنطقة، مشيرًا إلى أن هذا التعاون سيكون جزءًا من استراتيجية أوسع لدعم المصالح المشتركة ومواجهة التهديدات الأمنية التي تواجه الشرق الأوسط والمجتمع الدولي.
وأكد ستارمر أن المملكة المتحدة ستعمل على تطوير شراكاتها مع الدول في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والدفاعية، لافتًا إلى أن بريطانيا تنظر إلى الشرق الأوسط كشريك استراتيجي أساسي لتحقيق الأمن والازدهار.
وجاءت تصريحات ستارمر في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية وأمنية كبرى، مما يعكس رغبة بريطانيا في زيادة دورها المؤثر في الشرق الأوسط لضمان استقرار طويل الأمد يعزز مصالحها الوطنية ويخدم السلام العالمي.