خميس علي الزهراني*

الفساد الإداري والمالي يمثل أحد أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات والدول في العصر الحديث، حيث يهدد التنمية المستدامة ويضعف ثقة المواطن بمؤسسات الدولة؛ وفي هذا السياق، تبرز الحاجة إلى مسؤولين حكوميين يتحلون بالشجاعة والمبادرة لتبني دور فعّال في مكافحة الفساد، لا سيما أولئك الذين يعتبرون أنفسهم جزءاً من الحل وليس المشكلة.

هناك نماذج حية تُجسد هذه المسؤولية المجتمعية، حيث يقوم بعض المسؤولين في الدوائر الحكومية بمراقبة العمليات اليومية والإبلاغ فور ملاحظتهم أي ممارسات مشبوهة أو مخالفة للقوانين.

أخبار قد تهمك أم يونس واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني 1 ديسمبر 2024 - 10:51 صباحًا السعودية لم تقصر .. أنتم المقصرون .. وأنتم المسؤولون ! 19 يونيو 2024 - 1:03 مساءً

إن إبلاغهم عن التجاوزات لا ينبع فقط من التزامهم الأخلاقي، بل هو واجب وطني يُسهم في بناء بيئة شفافة وخالية من الفساد؛ فالمسؤول الحكومي الذي يضع مصلحة الدولة والمجتمع فوق أي اعتبار يُعدّ حجر الزاوية في تعزيز النزاهة والشفافية؛ من خلال تبني قيم الإبلاغ عن الفساد والمساهمة في كشف المخالفات حتى يصبح هؤلاء المسؤولين قدوةً لغيرهم ويبعثون برسالة قوية بأن الصمت عن الفساد لا يمكن قبوله.

لكن مع الأسف أن قلة من المسؤولين الذين يتنصلون عن مسؤولياتهم، إما بالصمت عن الممارسات الخاطئة أو بالمشاركة فيها، ما يُضعف الجهود المبذولة لمكافحة الفساد؛ لذلك لا يمكن الاعتماد فقط على الأجهزة الرقابية الرسمية؛ بل يجب أن تكون هناك شراكة مجتمعية حقيقية.

إن مكافحة الفساد ليست مسؤولية فرد أو جهة معينة، بل هي مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد العادي، مروراً بالمسؤولين في القطاع العام والخاص، وصولاً إلى الدولة بأجهزتها المختلفة؛ فالصمت عن الفساد يعزز ثقافة الإفلات من العقاب ويُشجّع على انتشار هذه الظاهرة الخطيرة، في حين أن التبليغ عن الفساد يُسهم في تعزيز سيادة القانون وحماية المال العام.

هناك حزمة من التعزيزات ينبغي أن يتخذها المسؤولين والمجتمع كدور هام على المحافظة على سرية الرصد؛ من ضمنها توفير حماية قانونية للمبلغين عن الفساد لضمان عدم تعرضهم للانتقام، وقد لاحظنا تحركًا جادًا من نزاهة في هذا الشأن؛ إضافة للمطالبة بتعزيز الوعي المجتمعي من خلال برامج تدريبية وتوعوية تُبرز أهمية مكافحة الفساد؛ وتفعيل قنوات الإبلاغ مثل الخطوط الساخنة والتطبيقات الإلكترونية لتسهيل عملية التبليغ بسرية وفعالية؛ وصولًا إلى منطقة التشجيع حول تكريم النماذج الإيجابية لتشجيع الآخرين على الاقتداء بها.

في النهاية يعد التصدي للفساد مسؤولية تتطلب تكاتف الجميع؛ فالعمل الجاد والإبلاغ عن الممارسات الخاطئة ليس فقط واجباً وطنياً، بل هو حجر الأساس لبناء مجتمع عادل ومتقدم يضمن حقوق الأجيال الحالية والقادمة.

*كاتب سعودي

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: مقال مقالات مكافحة الفساد مکافحة الفساد عن الفساد

إقرأ أيضاً:

"مكافحة التستر".. 2452 زيارة تفتيشية خلال فبراير و77 حالة اشتباه

في إطار الجهود المستمرة لتعزيز النزاهة التجارية والحد من ممارسات التستر التي تؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني، نفذ البرنامج الوطني لمكافحة التستر التجاري خلال شهر فبراير 2025 أكثر من 2452 زيارة تفتيشية شملت مختلف مناطق المملكة، وأسفرت عن الكشف عن 77 حالة اشتباه بالتستر.
تأتي هذه الحملة في سياق الجهود المتواصلة لتطبيق الأنظمة والقوانين التي تهدف إلى تحقيق العدالة في السوق المحلي وتعزيز بيئة تجارية شفافة ومستدامة.

زيارات تفتيشية


الزيارات التفتيشية شملت عدة أنشطة تجارية متنوعة، كان من أبرزها الصالونات الرجالية ومحال بيع المعادن الثمينة والأحجار الكريمة بالإضافة إلى متاجر بيع الفواكه والخضروات والتمور وكذلك المطاعم التي تقدم الخدمة داخلها والتموينات، حيث ركزت الجولات الرقابية على التحقق من مدى التزام المنشآت بالأنظمة التجارية وكشف أي ممارسات قد تشير إلى التستر.

أخبار متعلقة الفصل الدراسي الثالث.. المنعطف الأخير قبل إغلاق مكاتب التعليم والإدارات التعليمية في المحافظاتصور| تعرف إلى السوبيا وأنواعها.. المشروب الرمضاني الأشهر في جدة

البرنامج الوطني لمكافحة التستر التجاري يعمل بالشراكة مع عدد من الجهات الحكومية لضمان الالتزام بالقوانين وتطبيق العقوبات بحق المخالفين، وهو جزء أساسي من رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تعزيز بيئة اقتصادية عادلة وتحفيز الاستثمار المشروع وتمكين المواطنين من الاستفادة من الفرص التجارية بشكل قانوني.

طموحات مستقبلية


مع استمرار هذه الحملات، تتزايد التوعية المجتمعية حول أهمية مكافحة التستر وأثره السلبي على الاقتصاد وفرص العمل، مما يسهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام يدعم طموحات المملكة المستقبلية.

مقالات مشابهة

  • 48 ساعة وتنتهي زيادة التموين الجديدة.. من يستحق 250 جنيها على البطاقة؟
  • الإمارات تشارك باجتماع كبار المسؤولين الإنسانيين في أوروبا حول السودان
  • الإمارات تشارك في اجتماع لكبار المسؤولين الإنسانيين في أوروبا حول السودان
  • قبل تناول المكملات الغذائية.. لا تنسَ اتباع هذه الخطوات
  • مكافحة الفساد تتسلم إقراري وكيلي وزارتي الصحة والتربية
  • "مكافحة التستر".. 2452 زيارة تفتيشية خلال فبراير و77 حالة اشتباه
  • رئيس الوزراء: هناك نمو كبير في مُخصصات الصحة والتعليم بالموازنة الجديدة مقارنة بالقطاعات الأخرى.. الإعلان عقب عيد الفطر المبارك عن 400 ألف وحدة سكنية مرة واحدة
  • هل هناك علاقة بين كثرة التبول ليلا وتلف الكبد؟.. دراسة تكشف
  • الملف الأسود.. إيرادات موازية للنفط تضيع خارج خزينة الدولة: 3 حلول مطروحة (تفاصيل)
  • الملف الأسود.. إيرادات موازية للنفط تضيع خارج خزينة الدولة: 3 حلول مطروحة (تفاصيل) - عاجل