4 جداريات لرواد "التجريب والإبداع" بالمتحف الفلسطيني
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
عرض المتحف الفلسطيني في بيرزيت بالضفة الغربية 4 جداريات ضخمة لفنانين تشكيليين فلسطينيين، من رواد التجريب والإبداع، وأزاح الستار، أمس، عن هذه الأعمال الإبداعية المتميزة، التي نفذها الفنانون على مدى عدة أشهر.
وتم تدشين الإعمال بحضور ومشاركة الفانيين، سليمان منصور ونبيل عناني وفيرا تماري وتيسير بركات، حيث تعكس الجدارايات الأربعة، بهاء وقدم الأراضي الفلسطينية على جدران متقابلة في بهو المتحف.
وكانت جماعة (نحو التجريب والإبداع) قد أطلقت في عام 1989 إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى، بمشاركة الفنانين الأربعة.
و يعيد الفنان سليمان منصور من خلال عمله (على جناح ملاك) تصوير مدينة القدس عبر مساحات طينية شاسعة تعكس تشققاتها جمال المدينة وانكساراتها، وتبرز الزخارف المستوحاة من أنماط التطريز الفلسطيني روح المدينة وسكينتها وقدسيتها.
وأوضح الفنان منصور أن تكليفه بعمل جدارية ضخمة، جعله يشعر بالتحدي.
وقال "خارطة القدس هي أساس العمل، وقد وضعت فيها زخارف من ثوب التطريز لترمز للقدس أنها فلسطينية عربية".
وأضاف أن الطين "يرمز إلى كثير من الأمور منها الإنسان المصنوع من الطين، إلى الأرض الفلسطينية التي شققتها الحواجز العسكرية الإسرائيلية".
وذكر أن العمل استغرق منه ما يقارب 6 أشهر بمساعدة عدد من الفنانين الشبان.
بدوره قال الفنان نبيل عناني أنه يقدم في عمله (مسيرة الأشجار) تكوينا بصريا يمزج بين الإنسان والطبيعة، إذ يتخذ من الأشجار رمزا يجسد حراك الفلسطينيين الجماعي ودلالة على التحامهم بأرضهم وبعضهم البعض، مبينا أن أشجار الزيتون "لطالما شكلت إلهاما له في كثير من أعماله الفنية، وإن (مسيرة الأشجار) ترمز إلى حركة الأشجار التي يتخفى بها المقاتلون ويسيرون معها".
وحمل عمل الفنان تيسير بركات عنوان (البحث عن الأرجوان على شواطئ المتوسط) واعتمد في تشكيله على النار والخشب، بوصفهما البدايات الأولى للحياة، كما مزج بين الرموز الكنعانية والأساطير القديمة.
وأوضح: إن الهدف من الفن كان دائما توصيل "صوتنا للعالم"، قائلاً في كلمة أثناء حفل تدشين الأعمال : "استمرار إنتاجنا هو انتصار لنا"
أما بالنسبة للفنانة فيرا تماري، في جداريتها (حارسات الأرض) فقد أعادت صنع نسخة جديدة كبيرة لعملها الذي أنتجته عام 2002 بذات الاسم، مؤكدة على رمزية شجرة الزيتون باعتبارها شاهدا على تاريخ الأرض وثقافتها الأصيلة.
ويضم العمل 3288 شجرة زيتون خزفية عبر تكوين يمتد على 28 مترا، مستحضرا إنسيابية التلال في فلسطين وتدرجات ألوانها الطبيعية.
وذكرت: "هذه الأعمال تعيدنا إلى الانتفاضة الأولى في الثمانينات".
وقالت: "فخورة جدا أن أقوم بها العمل، عمل سيبقى قائما، وأنا متأثرة جدا في هذه الفكرة، إن يكون عمل فني يذكرنا بكل تاريخنا الفني".
ولفتت إلى أنها استغرقت ما يزيد عن 8 أشهر لإنتاج العمل الفني الضخم بمساعدة مجموعة من الفنانين الشبان، مستخدمة الصلصال في عمل نسخ من أشجار الزيتون بألوان متعددة.
ويذكر أن المتحف الفلسطيني يصنف نفسه باعتباره جمعية غير حكومية ثقافية مستقلة توفر بيئة حاضنة للمشاريع الإبداعية والبرامج التعليمية والأبحاث المبتكرة.
وأكد مدير عام المتحف عامر الشوملي إن الأعمال الفنية الجديدة تأتي ضمن خطة المتحف للسنوات القادمة التي يسعى خلالها إلى تكليف مجموعة من الفنانين الفلسطينيين الذين ينتمون إلى أجيال مختلفة بتزويده بأعمالهم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية فلسطين
إقرأ أيضاً:
تونس تودع الفنان فتحي الهداوي بعد مسيرة امتدت 40 عاما
نعت وزارة الثقافة التونسية الفنان القدير فتحي الهداوي، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 63 عاما، وأعربت -عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك- عن خالص تعازيها لعائلة الراحل ولأفراد الوسط الفني كافة.
وقد نعاه المطرب التونسي صابر الرباعي، وكتب عبر حسابه الرسمي على فيسبوك: "رحلت دون إشعار مسبق صديقي، أنت الذي كنت رمزا من رموز التمثيل في تونس والوطن العربي، كنت سفيرا فوق العادة في مجالك، عزاؤنا الوحيد هو أعمالك الفنية التي لن ننساها وسوف تبقى خالدة".
وأضاف "رحمك الله، صديقي فتحي، ورزقنا وذويك جميل الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
كما نعته الممثلة التونسية عائشة بن أحمد وكتبت: "الله أكبر، الله أكبر، ربي يرحمك يا فتحي".
وكتب المنتج والمخرج السوداني أمجد أبو العلاء عبر حسابه على فيسبوك: "فتحي الهداوي.. رحيل ممثل تونسي عظيم".
وشارك الإعلامي التونسي الهادي الزعيم متابعيه على فيسبوك عددا من الصور التي جمعته بالممثل الراحل وعلق عليها: "الله أكبر، ربي يرحمك فتحي الهداوي، إنا لله وإنا إليه راجعون".
مسيرة فنية ثرية
ويعد الهداوي المولود في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 1961 أحد علامات المسرح والدراما التونسية، وتميز بشخصيته الفنية وبصمته المختلفة، وقدرته على تجسيد الأدوار المركبة، إذ وصفه النقاد بأنه متقمص بارع في معظم أعماله، وشارك الراحل في أعمال في تونس وسوريا، كما وصل بموهبته إلى خارج الحدود بمشاركاته في أوروبا.
إعلانوقد بدأ مشواره في مسرح المعهد الثانوي تحت إشراف أستاذه في هذا الوقت حمادي المزي، وانضم إلى مسرح الهواة في البداية، قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية في تونس الذي تخرج منه لاحقا.
دخل الهداوي منذ نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات عالم السينما والتلفزيون بمسيرة درامية حافلة بالأعمال التونسية والعربية والأجنبية، شارك من خلالها في فيلم "حلفاوين" للمخرج فريد بوغدير وفيلم "صفائح من ذهب" للمخرج النوري بوزيد عام 1986.
وتعامل الهداوي خلال مسيرته مع مخرجين أجانب من فرنسا وإيطاليا، أشهرهم المخرج الفرنسي سارج مواتي والمخرج الإيطالي فرانكو روسي.
في الثمانينيات من القرن الماضي، شارك في أعمال "الكأس" و"صفايح ذهب" و"عرب"، وفي مرحلة التسعينيات قدم "غبار الألماس"، و"نظرة معينة" و"الحب الحرام" و"شارع الحبيب بورقيبة".
في بداية الألفية، تألق الفنان فتحي الهداوي في عديد من الأعمال المميزة التي رسخت مكانته في المشهد الفني. من أبرز هذه الأعمال كان دوره البطولي في فيلم "المفتاح" بالتعاون مع المخرج الكبير الراحل شوقي الماجري. خلال المرحلة ذاتها، قدّم سلسلة من الأعمال التلفزيونية الناجحة، منها "باب العرش"، "الخميس عشية"، "باب القلة"، و"فرططو الذهب"، التي أثرت الساحة الدرامية التونسية.
في بداية الألفية، تألق فتحي الهداوي في عديد من الأعمال المميزة التي رسخت مكانته الفنية (مواقع التواصل)وعلى خشبة المسرح، قدّم الهداوي عروضا بارزة تركت بصمة قوية، مثل مسرحيتي "العوادة" و"عرب". الأخير تحول لاحقا إلى فيلم سينمائي حمل الاسم نفسه، إذ لعب الهداوي دور البطولة، مجسدا شخصيته بتميز لافت أثار إعجاب الجمهور والنقاد.
أما في مجال الدراما التلفزيونية، فقد سطع نجم الهداوي منذ تسعينيات القرن الماضي، خاصة خلال الأعمال الرمضانية التي أكسبته شهرة واسعة ومكانة مميزة بين جمهور التلفزيون. عمل مع المخرج الكبير صلاح الدين الصيد في مسلسل "غادة"، ثم قدّم "ليام كيف الريح" مع المخرج نفسه. كما تولى بطولة مسلسل "العاصفة" تحت إدارة المخرج عبد القادر الجربي، وحقق نجاحا جماهيريا كبيرا بشخصيته المميزة "رئيف" في مسلسل "صيد الريم" عام 2008. بالإضافة إلى ذلك، برز في مسلسل "ناعورة الهواء"، الذي عزز مكانته كأحد أبرز نجوم الشاشة الصغيرة.
في السنوات الأخيرة، استمر الهداوي في تقديم أعمال تلفزيونية ذات صدى واسع. كان من أبرز مشاركاته الأخيرة مسلسل "براءة" عام 2022، بينما شكّل مسلسل "الجبل الأحمر" عام 2023 آخر ظهور له على الشاشة، ليختتم مسيرته الحافلة بالإبداع والعطاء الفني.
إعلان مناصب وجوائزتميزت مسيرة الفنان فتحي الهداوي الحافلة بالعطاء والإبداع بتقلده عديدا من المناصب البارزة وحصوله على جوائز وتكريمات مرموقة. من بين أبرز محطاته، ترؤسه للمهرجان الدولي بالحمامات خلال الفترة الممتدة من عام 2011 وحتى عام 2014، إذ ساهم بإثراء هذا الحدث الثقافي الكبير وإضفاء بصمته الخاصة عليه.
وفي مجال الجوائز، حصل الهداوي على جائزة أفضل ممثل من مهرجان وهران للفيلم العربي في الجزائر عام 2013، تكريما لدوره الاستثنائي وأدائه المميز. كما نال عدة جوائز من مهرجان أيام قرطاج السينمائية، كان من أبرزها جائزة أفضل ممثل مساعد عام 2000 عن أدائه في فيلم "الحب الحرام" للمخرج نضال شطة، وجائزة أخرى عام 2014 عن دوره في فيلم "باب العرش" للمخرج مختار العجيمي، وهو العمل الذي أثار إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.
وعلى الصعيد المحلي، حقق الهداوي إشادة كبيرة إذ توّج بجائزة أفضل ممثل ونجم رمضان من إذاعة "موزاييك إف إم" لعامي 2013 و2014، تقديرا لإبداعه في الأدوار التلفزيونية التي قدمها خلال تلك الفترة. هذه الجوائز والتكريمات تعكس مسيرته الفنية الثرية التي جمع فيها بين الموهبة الفريدة والالتزام العالي بالفن.