التقى، شريف فتحي وزير السياحة والآثار، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بالسفير إريك شفاليه سفير فرنسا بالقاهرة والوفد المرافق له، وذلك لبحث سبل تعزيز مزيد من أوجه التعاون بين مصر وفرنسا في مجال السياحة والآثار، وآليات دفع مزيد من الحركة السياحية الوافدة لمصر من فرنسا خلال الفتر ة المقبلة، ومتابعة المشروعات الأثرية الجارية بين البلدين.

واستهل الوزير اللقاء بالترحيب بالسفير والوفد المرافق له، مثمناً على عمق العلاقات الاستراتيجية والتاريخية التي تربط بين مصر وفرنسا سواء على المستوى الحكومي أو الشعبي، وأوجه التعاون المشتركة بين البلدين في مجالات عدة منها مجال السياحة والآثار، مؤكداً على تقدير الدولة المصرية للعلاقات مع الجانب الفرنسي ولاسيما بعدما شهدته من تطور كبير على مدار السنوات الماضية على المستوى الثنائي والزيارات المتبادلة لقيادتي البلدين.

واستعرض الوزير مؤشرات الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال العام الجاري والتي تشهد زيادة في أعداد كل من السائحين الوافدين إليها والليالي السياحية بها، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تحقق مصر بنهاية العام الجاري حوالي 15.3 مليون سائح لتصل بذلك معدلات الحركة السياحية الوافدة إلى ما قبل جائحة فيروس كورونا، منوهاً إلى حجم الحركة السياحية الوافدة من فرنسا إلى مصر وخاصة في ظل كون السوق الفرنسي من الأسواق السياحية الرئيسية والمستهدفة.

وتحدث الوزير عن ما تشهده البنية التحتية في مصر من تطور كبير من طرق وكباري ومطارات ومدن جديدة مما يخدم بدوره صناعة السياحة ويعمل على تسهيل الوصول إلى المقاصد السياحية المختلفة في مصر وربطها ببعضها البعض، مشيراً إلى ما تم تحقيقه في هذا الإطار بمنطقة الساحل الشمالي باعتبارها من المقاصد السياحية الواعدة والتي تتمتع بمقومات وإمكانيات سياحية متميزة وتشهد توافد سياحي ملحوظ، حيث زار هذا العام مدينة العالمين الجديدة بالساحل الشمالي ما يقرب من 105 جنسية، مثمناً على تطور البنية التحتية الذي تشهده هذه المنطقة حيث يوجد بها ثلاث مطارات، بجانب مطار رأس الحكمة الذي من المقرر إنشائه في ضوء مشروع رأس الحكمة وهو ما يعمل على زيادة تدفق الزائرين والسائحين إليها.

وأضاف أنه جاري الإعداد لعمل مخططات استراتيجية (Master plans) متكاملة للمقاصد السياحية والتي من بينها الساحل الشمالي والمنطقة الواقعة بين مطار سفنكس الدولي ومنطقة هرم سقارة والتي تضم أيضاُ أهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير، في إطار خطة العمل على جذب الاستثمارات إليها وإقامة فنادق وأماكن ترفيهية وتجارية بها.

كما تحدث عن حرص الوزارة في ضوء استراتيجيتها على تشجيع الاستثمار السياحي وخاصة الفندقي وإقامة أماكن للترفيه ولا سيما في ظل المبادرات التمويلية التي قدمتها الدولة مؤخراً.

واستعرض شريف فتحي رؤية استراتيجية العمل الحالية للوزارة والتي ترتكز على إبراز التنوع السياحي الذي تتمتع به مصر في الأنماط والمنتجات السياحية التي لا تضاهى في العالم لتعكس الرؤية هذا التنوع لتكون مصر المقصد السياحي الأكثر تنوعاً في العالم.

وأوضح أنه جاري العمل على خلق منتجات سياحية جديدة وتطوير المنتجات الموجودة بالفعل ليتسنى تضمينها بالتعاون مع منظمي الرحلات في البرامج السياحية المختلفة، مشيراً إلى أنه تم تحديد هذه المنتجات وتشكيل فرق عمل بالوزارة تختص بكل منتج على حدي، لافتاً إلى ما يتم من تطوير بمنتج السياحة النيلية ولا سيما الرحلات النيلية الطويلة التي يتم تنظيمها من القاهرة لأسوان وهو ما يأتي في ضوء شغف السائح الفرنسي واهتمامه بمنتج السياحة الثقافية.

كما تحدث الوزير أيضاً عن المتحف المصري الكبير والتشغيل التجريبي الذي شهده مؤخراً والاستعدادات الجارية للإعداد والتجهيز لحفل الافتتاح الرسمي له، بالإضافة إلى مستجدات مشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة والذي يشمل تطوير العديد من الخدمات السياحية بها ومنطقة التريض التي تم تخصيصها لوقوف الأبل والخيول، مشيراً إلى البرنامج الوطني الذي أطلقته الوزارة مؤخراً بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي لتوفير الرعاية الصحية السليمة للخيول والإبل والحيوانات الأليفة بالمناطق الأثرية وبالتنسيق مع بعض جمعيات المجتمع المدني الخاصة بالرفق بالحيوان.

ومن جانبه، أشار السفير إلى أن مصر تعد مقصد سياحي رئيسي للسائح الفرنسي وخاصة في ظل شغفه بمنتج السياحة الثقافية، لافتاً إلى أن السائحين الفرنسيين لديهم اهتمام أيضاً بمنتجات أخرى منها السياحة البيئية والسياحة الروحانية والسياحة الاستشفائية.

وأشار السفير إلى أن هناك 48 بعثة أثرية فرنسية تعمل في مصر في مجالات الترميم والحفائر والتي أثمرت عن العديد من المشروعات الأثرية الناجحة من بينها تطوير وافتتاح المتحف المفتوح بالكرنك مما يعمل على تحسين التجربة السياحية بالمعبد، وتطوير نظام الإضاءة بمقابر دير المدينة بالأقصر، وافتتاح معرض مقبرة حسي رع بالمتحف المصري التحرير بعد ترميمها وغيرها.

وأوضح السفير أن مصر تعد وجهة رئيسية للاستثمار الفرنسي في مجال الفنادق وأن هناك شركات استثمارية فرنسية عديدة في مصر تعمل في هذا المجال، معرباً عن تفاؤله بأن الفترة المقبلة ستشهد مزيد من هذه الاستثمارات.

وقد شارك في حضور هذا اللقاء من السفارة ديفيد سادوليه مستشار التعاون والشئون الثقافية ومدير المعهد الفرنسي، والسيد باسكال فورت المستشار الاقتصادي، والسيد لوكا روليه نائب مستشار التعاون والشئون الثقافية ونائب مدير المعهد الفرنسي في مصر، والسيدة أليس رنييه نائب المستشار الاقتصادي بالسفارة.

كما شارك في الحضور من الوزارة الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والسفير خالد ثروت مستشار الوزير للعلاقات الدولية والمُشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر فرنسا السياحة وزير السياحة والآثار المزيد المزيد الحرکة السیاحیة الوافدة إلى أن فی مصر

إقرأ أيضاً:

وزير الداخلية الفرنسي يثير الغضب بتصريحاته عن الحجاب.. ماذا قال؟

شهدت فرنسا موجة جدل واسعة إثر تصريحات وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، الذي وصف الحجاب بأنه "رمز للدونية"، مؤكدًا عزم الحكومة حظر ارتدائه من قبل الأمهات المرافقات في الرحلات المدرسية.

وجاء تصريحات ريتايو في إطار النقاشات المستمرة حول العلمانية في فرنسا ودورها في الحفاظ على قيم الجمهورية.

ووسع ريتايو نطاق قانون 2004، الذي يمنع ارتداء الحجاب والرموز الدينية في المؤسسات التعليمية، ليشمل الرحلات المدرسية، وبرر ذلك بأن هذه الرحلات امتداد لأنشطة المدارس، مما يستدعي الالتزام بالقانون.

واعتبر الحجاب علامة على "الإسلاموية المتشددة" ورمزًا لخضوع المرأة، مشددًا على ضرورة تحرك الدولة لمواجهة ما وصفه بمحاولات "إضعاف القيم الجمهورية".

وقوبلت تصريحات الوزير بانتقادات واسعة، حيث رأى نشطاء ومحللون أن هذه الخطوة تمثل انتهاكًا لحرية المرأة في اختيار ملبسها، وتتعدى حدود التعليم لتطال الحياة العامة، مما يساهم في إقصاء النساء المحجبات عن المجتمع الفرنسي.


من جهة أخرى، حذر معارضون من أن هذه السياسة تعمّق الانقسامات في المجتمع، وتكرّس صورة سلبية عن المسلمين، الذين يشكلون أكبر جالية إسلامية في أوروبا، متسائلين عن مدى تأثير هذه السياسات على اندماجهم في المجتمع الفرنسي.

وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع الذكرى العاشرة لهجوم "شارلي إيبدو"، حيث استغل ريتايو المناسبة للتأكيد على أن "الإسلام السياسي" يشكل تهديدًا للأمة الفرنسية، متهمًا أنصاره بمحاولات تقويض التماسك الوطني وإضعاف الديمقراطية عبر فرض رؤى دينية متشددة.

وفي ظل هذا الجدل، تعود فرنسا إلى تساؤلاتها القديمة حول مفهوم العلمانية وحدودها.

المؤرخ والفيلسوف مارسيل غوشيه، في كتابه "الدين في الديمقراطية"، يرى أن العلمانية فقدت معناها السياسي الواضح، بينما أظهر الإيمان الديني قدرة على التكيف مع المتغيرات العلمانية الحديثة.

بينما تسعى فرنسا لحماية قيم الجمهورية، يتزايد القلق بشأن تأثير هذه السياسات على التماسك الاجتماعي، ومع استمرار النقاش حول حدود العلمانية والحريات الشخصية، يظل الحجاب رمزًا يثير الانقسام بين من يراه تهديدًا للعلمانية ومن يعتبره حقًا أساسيًا للمرأة المسلمة.

مقالات مشابهة

  • وزير العمل يلتقي نائبين في مجلس النواب لبحث الملفات المشتركة
  • وزير العمل يلتقي نائبين لبحث الملفات المشتركة
  • وزير الداخلية الفرنسي يثير الغضب بتصريحاته عن الحجاب.. ماذا قال؟
  • سفير مصر في جوبا يلتقي وكيل وزارة الطاقة والسدود بجنوب السودان
  • وزير الزراعة يلتقي نظراءه من الدول الأفريقية لبحث سبل التعاون
  • الوزير الاشول يناقش مع رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية تعزيز التعاون المشترك
  • وزير الشباب يلتقي بالاتحاد المصري للسباحة لبحث الاستعدادات للبطولات المقبلة
  • وزير قطاع الأعمال العام يلتقي وفدا من المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية "ابدأ" لتعزيز التعاون المشترك
  • اليوم.. قمة مصرية يونانية قبرصية في القاهرة لبحث تعزيز التعاون الاقتصادي
  • العلوي يناقش مع رئيس أركان القوات الجوية الفرنسي تعزيز التعاون