طبيب يمني يخرج فاقدًا للذاكرة بعد سنوات من الاعتقال في سجن صيدنايا بدمشق
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
نجحت قوات الثورة السورية في تحرير الطبيب اليمني رياض أحمد العميسي، الذي ظل محتجزًا في سجن صيدنايا سيء السمعة منذ عام 2013. جاء الإفراج عنه ضمن آلاف المعتقلين الذين تم تحريرهم بعد سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة الثوار على السجن.
ظهر العميسي، عقب خروجه، وهو يعاني من فقدان للذاكرة، في مشهد يعكس فداحة الانتهاكات التي تعرض لها المعتقلون في هذا السجن المرعب.
الطبيب رياض العميسي، الحاصل على درجة البكالوريوس في الطب البشري من جامعة صنعاء، كان قد عمل في مدينة حجة قبل أن ينتقل إلى سوريا لاستكمال دراساته العليا خلال اندلاع الثورة السورية. إلا أنه اعتُقل وتم إخفاؤه قسريًا، ضمن حملة واسعة استهدفت آلاف المدنيين بتهم باطلة.
في عام 2013، التقى وجهاء قبيلة العميسي بالقائم بأعمال السفير السوري في اليمن، سليمان عادل سرة، الذي وعد بالإفراج عنه خلال أيام، مؤكدًا عدم صدور أي حكم بالإعدام بحقه. إلا أن تلك الوعود لم تتحقق، وسط اتهامات بأن الملحق الثقافي بالسفارة اليمنية في دمشق قدّم معلومات مضللة للمخابرات السورية، تتهم الطبيب بدعم الجيش السوري الحر، وهو ما تبين لاحقًا عدم صحته.
من جهته، أوضح الشيخ صالح العميسي، أحد وجهاء القبيلة، أن القبيلة هددت بمحاصرة السفارة السورية في صنعاء إن لم يتم الإفراج عن الطبيب.
خروج رياض العميسي بعد سنوات من الاعتقال والتعذيب يجسد جانبًا من المعاناة التي عاشها المعتقلون في سجون النظام. يمثل تحريره بصيص أمل لعشرات الآلاف ممن ينتظرون حريتهم، في ظل التغيرات الكبيرة التي تشهدها سوريا مع انهيار النظام.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
شيخ الدروز في سوريا يصف الإدارة بدمشق بـالفصائل الإرهابية.. لا توافق بيننا
وصف الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، حكمت الهجري، الإدارة الجديدة في البلاد بـ"الفصائل الإرهابية المسلحة"، مشيرا إلى عدم وجود أي توافق مع الحكومة في دمشق.
وقال الهجري في تصريحات مع الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية "NPR"، الأربعاء، إن "الفصائل الإرهابية المسلحة تعتبر نفسها الآن مسؤولة عن الإدارة في دمشق. وهذا غير مقبول لا على المستوى السوري ولا الدولي".
وأضاف أنه "لا يوجد توافق بيننا وبين حكومة دمشق"، مردفا "لا نريد أن يدخل أحد من الخارج لأن هذه مرحلة انتقالية وخطيرة"، حسب تعبيره.
ومضى الهجري قائلا "نحن دائما أوفياء للأرض التي نحن عليها"، لافتا إلى أن "إراقة الدماء تُفضي دائما إلى مزيد من سفك الدماء، ونحن نرفض هذه الطائفية، ونريد بناء دولة مدنية".
في السياق، لفتت الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية في تقريرها إلى أن "الميليشيات الدرزية في السويداء والتي تخضع معظمها للهجري تجمع مقاتلين وتضع خططا لصد القوات الحكومية إذا لزم الأمر، في ظل غياب الاتفاق مع دمشق".
مطالبة للاحتلال بـ"الدفاع" عن الدروز
ونقلت الإذاعة عن قائد ما يسمى بـ"المجلس العسكري" في السويداء، طارق الشوفي، قوله "نطلب من العالم الحر، وعلى رأسه الولايات المتحدة، ومن إسرائيل الدفاع عن المنطقة الدرزية بأكملها ضد أي هجوم متطرف".
و"المجلس العسكري للسويداء" هو عبارة عن فصيل يتكون غالبه من أبناء الطائفة الدرزية التي يتركز وجودها في جنوبي البلاد، وقد ظهر إلى العلن بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأضاف الشوفي في تصريحاته للإذاعة الأمريكية، "نحن مستعدون للتعاون مع كل من يصون كرامة الأرض والجبال، ويحافظ على وحدة أرضنا"، حسب تعبيره.
ولا يزال وضع السويداء ذات الأغلبية الدرزية يثير التفاعلات في الأوساط السورية منذ سقوط نظام الأسد أواخر العام الماضي، وذلك في ظل مساعي دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى التدخل بالشأن السوري من خلال التلويح بورقة "حماية" الأقليات، بما في ذلك الدروز جنوبي البلاد.
وسبق أن وجه الهجري انتقادات لاذعة إلى الحكومة السورية في دمشق التي يقودها الرئيس أحمد الشرع، واصفا إياها بأنها "متطرفة بكل معنى الكلمة"، ومشيرا إلى أنها "مطلوبة للعدالة الدولية".
وقبل أيام، شهدت السويداء لقاءات سياسية رفيعة المستوى، تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين القوى الدرزية المختلفة والقيادة الجديدة، حيث التقى المحافظ مصطفى البكور بالهجري بداره في قنوات للتهنئة بعيد الفطر المبارك.
وكان عدد من المشايخ والوجهاء والقيادات السياسية والعسكرية في محافظة السويداء وجهوا رسالة مفتوحة إلى الرئيس أحمد الشرع، أكدوا فيها على وحدة كامل التراب السوري والدفاع عن البلاد ضد أي عدوان خارجي، وطالبوا بـ"إعادة النظر" في بنود الإعلان الدستوري.