سوريا – أعربت دول عربية، امس الاثنين، عن رفضها لاستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع سوريا، بعد إعلانها عن انهيار اتفاقية فصل القوات مع دمشق جراء سقوط النظام السوري.

جاء ذلك في بيانات رسمية صادرة عن السعودية وقطر والكويت والأردن والعراق وجامعة الدول العربية، فيما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إن قوات الجيش توغلت بريا في المنطقة العازلة مع سوريا، مع استمرار تنفيذ هجمات جوية واسعة بقنابل ثقيلة على مواقع في المنطقة.

وأعلنت تل أبيب، الأحد، انهيار اتفاقية فصل القوات مع سوريا لعام 1974، وانتشار الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في هضبة الجولان السورية التي تحتل معظمهم مساحتها منذ 1967.

وفجر الأحد، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكام نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وبدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في محافظتي حلب وإدلب اللتين سيطرت عليهما الفصائل، ثم مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيرا دمشق.

*محاولة تخريب

وقالت الخارجية السعودية في بيان، إن “الاعتداءات التي قامت بها حكومة الاحتلال الإسرائيلي عبر الاستيلاء على المنطقة العازلة في هضبة الجولان (السوري المحتل)، واستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلية للأراضي السورية، يؤكدان استمرار إسرائيل في انتهاك قواعد القانون الدولي، وعزمها تخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها”.

وأكدت “ضرورة إدانة المجتمع الدولي لهذه الانتهاكات الإسرائيلية، والتأكيد على احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وأن الجولان أرض عربية سورية محتلة”.

*تطور خطير

وقالت قطر في بيان للخارجية: “تدين قطر بشدة استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع القيادية المجاورة لها، وتعتبره تطورا خطيرا واعتداء صارخا على سيادة ووحدة سوريا وانتهاكا سافرا للقانون الدولي”.

وحذرت من أن “سياسة فرض الأمر الواقع التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك محاولاته احتلال أراض سورية، ستقود المنطقة إلى المزيد من العنف والتوتر”.

وشددت على “ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته القانونية والأخلاقية، لإلزام الاحتلال بالامتثال لقرارات الشرعية الدولية، فضلاً عن التضامن لمواجهة مخططاته الانتهازية”.

وجددت “الموقف الثابت الداعم لسيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها”، معربة عن “مساندتها لكافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإحلال الأمن الاستقرار في سوريا وتحقيق تطلّعات شعبها”.

كما أعربت الكويت في بيان للخارجية، عن “إدانتها واستنكارها الشديدين لقيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحتلال المنطقة العازلة على الحدود السورية”.

واعتبرته “انتهاكا صارخا للقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن، والتي أكدت على ضرورة احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية”.

وأكدت الكويت على “أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته، لوضع حد لسلسلة الاعتداءات الإسرائيلية على دول المنطقة، ومحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات، حفاظًا على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين”

*تصعيد غير مقبول

في السياق، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في كلمة أمام مجلس نواب بلاده: “ندين قيام إسرائيل بالدخول إلى الأرض السورية وسيطرتها على المنطقة العازلة”، وفق بيان للخارجية الأردنية.

وأضاف: “نرفض هذا العدوان رفضاً قاطعاً، ونؤكد على وحدة سوريا ووحدة أراضيها وتماسكها، وهذا يشمل وحدة أراضيها فيما يتعلق بالحدود مع إسرائيل”.

وشدد على أن “⁠العدوان الذي قامت به إسرائيل على سوريا، واحتلال هذه الأرض، هو خرق للقانون الدولي، وتصعيد غير مقبول، واعتداء على سيادة دولة عربية”.

كما أعربت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، عن “إدانتها استيلاء الكيان الصهيوني على المنطقة العازلة مع سوريا في الجولان والأراضي المجاورة لها”، مبينة أن “هذا الإجراء يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة”.

وشددت الوزارة “على أهمية احترام سيادة سوريا، والحفاظ على استقرارها ووحدتها وسلامة أراضيها، وضرورة الامتناع عن أي تدخل في شؤونها الداخلية”.

أما جامعة الدول العربية، فأعربت في بيان الأحد، عن “الإدانة الكاملة لما تسعي اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال إلى تحقيقه بشكل غير قانوني، مستفيدة من تطورات الأوضاع الداخلية في سوريا، سواء علي صعيد احتلال أراضي إضافية في الجولان، أو اعتبار اتفاق فض الاشتباك لعام 1974منتهياً”.

*بنود فصل القوات

وسبق أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، في كلمة مصورة قرب الحدود مع سوريا: “تمت السيطرة على هذه المنطقة منذ نحو 50 عاما. وانهارت اتفاقية فصل القوات لعام 1974، وتخلى الجنود السوريون عن مواقعهم”.

واتفاقية فصل القوات (فض الاشتباك) تم توقيعها بين إسرائيل وسوريا في 31 مايو/ أيار 1974، وأنهت حرب 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973 وفترة استنزاف أعقبتها على الجبهة السورية.

وتقرر في الاتفاقية انسحاب إسرائيل من مناطق جبل الشيخ كافة التي احتلتها في الحرب، إضافة إلى مساحة نحو 25 كلم مربعا تشمل محيط مدينة القنيطرة وغيرها من المناطق الصغيرة التي تم احتلالها في حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.

وتحدد الاتفاقية الحدود الحالية بين إسرائيل وسوريا والترتيبات العسكرية المصاحبة لها، وتم إنشاء خطين فاصلين، الإسرائيلي (باللون الأزرق) والسوري (باللون الأحمر)، مع وجود منطقة عازلة بينهما.

ومنذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، تحتل إسرائيل نحو 1200 كلم مربع من إجمالي مساحة هضبة الجولان السورية البالغة 1800 كلم مربع، ولا تتوفر معلومة بشأن مساحة المنطقة العازلة.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: على المنطقة العازلة مع سوریا الاحتلال الإسرائیلی ووحدة أراضیها سیادة سوریا فصل القوات

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي ينفي اقترابه من العاصمة السورية

القدس المحتلة - الوكالات

نفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن تكون القوات الإسرائيلية قد توغلت في الأراضي السورية خارج المنطقة العازلة مع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وذلك بعد أن قالت مصادر سورية إن التوغل وصل إلى مسافة 25
كيلومترا من العاصمة دمشق.
وقال المتحدث "هذا غير صحيح، القوات لم تغادر المنطقة العازلة".

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: إسرائيل تسيطر على المنطقة العازلة في سوريا حتى تشكيل قوة فعالة
  • غارة جوية لجيش الإحتلال الإسرائيلي على محيط العاصمة السورية دمشق
  • سوريا الآن ..الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات تفتيش في الحميدية بريف القنيطرة
  • إعلام عبري: الجيش الإسرائيلي يخطط لبقاء طويل الأمد في الأراضي السورية التي احتلها
  • فرنسا تدعو إسرائيل إلى الانسحاب من المنطقة العازلة في جنوب سوريا
  • رفض عربي مستمر لاستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع سوريا
  • بعد التوغل في المنطقة العازلة.. مواقع عسكرية قصفتها إسرائيل في سوريا
  • الخارجية: استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في الجولان يؤكد استمرارها في انتهاك القانون الدولي
  • عضو بـ«الشيوخ»: إسرائيل تنتهك القوانين الدولية باحتلال المنطقة العازلة مع سوريا
  • الجيش الإسرائيلي ينفي اقترابه من العاصمة السورية