صمت سياسي وحراك عسكري: العراق يستعد العراق لفوضى ما بعد الأسد
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
10 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: مع سقوط النظام السوري وانهيار نظام الرئيس بشار الأسد، شهدت الحدود العراقية السورية استنفارًا أمنيًا واسعًا.
تعزيزات عسكرية مكثفة أُرسلت خلال الأيام الماضية إلى الشريط الحدودي، حيث أكدت مصادر أمنية أن هذه الخطوات تهدف إلى تأمين الحدود العراقية من أي تسلل إرهابي محتمل أو امتداد للفوضى القائمة داخل الأراضي السورية.
عراقيل كثيرة واجهها العراق خلال العقد الماضي بفعل الإرهاب القادم من الأراضي السورية، وهو ما يدفع اليوم باتجاه اتخاذ تدابير استباقية.
الفصائل العراقية التي انسحبت من سوريا بعد الأحداث الأخيرة، أعادت تمركزها قرب الحدود، لتشكل حائط صد أمني بالتعاون مع الجيش العراقي.
وقال قيادي ميداني في إحدى هذه الفصائل: “نحن هنا لحماية حدودنا، وقد تعلمنا من الماضي أن الانتظار مكلف”.
الأحزاب السياسية في العراق لم تبدِ مواقف واضحة حتى الآن تجاه التطورات السورية، حيث تمر القوى الشيعية بحالة من الضبابية.
تحدث محللون سياسيون عن تخوف من انعكاس هذه التغيرات على المشهد العراقي الداخلي.
وبينما أيدت القوى السنية بشكل صريح التحول السياسي في سوريا، اعتبرت شخصيات شيعية بارزة مثل هادي العامري أن ما حدث في سوريا مؤامرة “تركية-صهيونية”، مشددًا في تصريحات له: “لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يتم استهداف محور المقاومة”.
لكن المفارقة أن العراق، ورغم مواقف العامري، اختار البقاء على الحياد في هذه المرحلة الحساسة. وأشار مصدر سياسي مطلع من بغداد: “الحكومة تركز الآن على حماية استقرار الداخل. لن ننجر إلى صراعات قد تفاقم الأوضاع”.
على النقيض، دعا مقتدى الصدر إلى الحوار الوطني الشامل في سوريا، معتبرًا أن المرحلة تتطلب بناء حكومة ديمقراطية تمثل الشعب السوري.
وقال في بيان نشر على منصات التواصل: “الشعب السوري وحده من يقرر مصيره، وعلى القوى الدولية التوقف عن التدخل في شؤونه”. موقف الصدر أثار جدلًا واسعًا بين مؤيد ومعارض داخل التيارات السياسية العراقية.
وسط هذا المشهد، تداول ناشطون على منصة “إكس” تغريدات تعبّر عن القلق الشعبي من إمكانية عودة خلايا إرهابية إلى العراق. قال أحد المغردين: “تعزيز الحدود خطوة إيجابية، لكننا بحاجة إلى استراتيجيات أمنية طويلة الأمد”. بينما علّقت مواطنة من محافظة نينوى على فيسبوك: “أحداث سوريا تذكرنا بالأيام السوداء، لكن نأمل ألا تتكرر المأساة”.
وفي ظل هذه التداعيات، يعيش الشارع العراقي حالة من الترقب والحذر. الحكومة من جانبها أكدت أن “الشعب السوري له الحق في اختيار حكومته”، وهو تصريح يعكس التزامًا رسميًا بعدم التدخل في الشأن السوري الداخلي.
غير أن الخطر الأكبر يكمن في إمكانية تسلل الجماعات الإرهابية مستغلة الفوضى الحدودية، وهو ما يجعل الأيام المقبلة حاسمة على صعيد الأمن القومي العراقي.
وأفادت تحليلات أن العراق سيحتاج إلى تنسيق أوسع مع دول الجوار لضمان استقرار حدوده، مع توقعات بأن التطورات في سوريا قد تفتح فصلًا جديدًا من التحديات الإقليمية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی سوریا
إقرأ أيضاً:
(80) مليون برميل نفط الصادرات العراقية لأمريكا خلال عشرة أشهر من العام الماضي
آخر تحديث: 13 يناير 2025 - 9:38 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، اليوم الاثنين، أن العراق صدر من النفط الخام ومشتقاته إلى الولايات المتحدة ما يقارب من 80 مليون برميل خلال 10 أشهر من العام الماضي 2024.وأظهر جدول للإدارة، أن صادرات العراق من النفط ومشتقاته خلال 10 أشهر من العام الماضي بلغ 79 مليونا و 416 ألف برميل .وتابعت ان “العراق صدر خلال شهر اكتوبر/تشرين الاول من النفط ومنتجاته حوالي 6 ملايين و 890 ألف برميل منخفضة عن شهر سبتمبر/أيلول حيث بلغ 9 ملايين و625 ألف برميل”.وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن “إجمالي النفط الخام المصدر من العراق لأمريكا لشهر تشرين الأول بلغ 5.190 ملايين برميل فيما كانت الباقي والبالغ 1.700 مليون برميل كمشتقات نفطية منها 1.695 مليون برميل زيوت غير مكثفة وخمسة الاف برميل زيت الوقود المتبقي”.وشهدت صادرات النفط العراقي إلى الولايات المتحدة زيادة ملحوظة على مدى السنوات الأخيرة، وقد بلغت أرقام الصادرات في بعض الأشهر مستويات قياسية، ويعزى ذلك جزئيًا إلى قدرة العراق على زيادة إنتاجه النفطي، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب العالمي على النفط.وتلعب علاقات التجارة النفطية بين العراق والولايات المتحدة دورًا هامًا في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، كما تسهم في تعزيز استقرار السوق النفطية العالمية وتوفير الطاقة للاقتصادات الأمريكية والعالمية.