كم تبلغ ثروة بشار الأسد وأين توجد؟
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
طوت مغاردة بشار الأسد إلى روسيا صفحة حكمه الطويل لسوريا، وفتحت في الوقت نفسه أبواب البحث عن الأسباب، والدوافع في اختيار تلك الوجهة، وطرحت تساؤلات عدة عن حجم ثروته هناك.
عاش الأسد وزوجته وأولادهما الثلاثة، وعائلته الكبيرة في سوريا حياة رفاهية، وكشف اليوم التالي لسقوطه عن قصور فاخرة، وشقق عامرة، في أحياء راقية بالعاصمة دمشق، قد لا يجد مثيلاً لها في وجهته الجديدة، روسيا.
وعرفت أسماء، زوجة الأسد، ببذخها واعتيادها المطلق على حياة الترف، والإنفاق الهائل على الأثاث الفاخر، والمنازل، والملابس الأنيقة الغالية.
ولا يعرف حجم ثروة الأسد الحقيقي، وقدر أمواله وأصوله، لكن التقديرات تشير إلى امتلاك العائلة، التي حكمت سوريا منذ خمسينيات القرن الماضي، قرابة 2 مليار دولار، حسب تأكيد الخارجية الأمريكية.
ولا يبدو أن تلك الثروة الطائلة بقيت في سوريا وحدها، وعملت عائلة الأسد على توزيعها في أماكن عدة، وإخفائها في العديد من الحسابات والشركات الوهمية، والملاذات الضريبية الخارجية والمحافظ العقارية، وفق تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
مواصلة حياة الترفوبحكم اعتياد الأسد وعائلته على الرغد وسعة العيش، فمن المتوقع مواصلة حياتهم بالطريقة ذاتها في روسيا، عبر الاستعانة بالعلاقات القوية مع الدولة الروسية، والرئيس فلاديمير بوتين، والاستفادة من أصول واسعة النطاق مملوكة لهم في موسكو، حسب التقرير.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستقبل نظيره السوري بشار الأسد بالكرملين في موسكو، حيث بحث الرئيسان العلاقات الثنائية والوضع في منطقة الشرق الأوسط الذي يميل نحو التصعيد بما يشمل سوريا أيضا. pic.twitter.com/urp5jy3z1U
— RT Arabic (@RTarabic) July 25, 2024ويؤكد التقرير، أن عائلة الأسد اشترت ما لا يقل عن 20 شقة في العاصمة الروسية موسكو بقيمة تزيد عن 30 مليون جنيه إسترليني في السنوات الأخيرة، مما يوضح وضع روسيا كوجهة أولى في حال تغير قواعد اللعبة في دمشق، وهذا ما جرى.
وأكد الكرملين أمس الأحد، أن الأسد وعائلته حصلوا على حق اللجوء بناء على أوامر مباشرة من الرئيس فلاديمير بوتين.
واختفى الأسد وعائلته عن الأنظار منذ وصولهم إلى روسيا، وليس واضحاً بعد ما إذا كانوا سيعيشون في عقار خاص يملكونه، أو سيضطرون إلى البقاء في منزل آمن تحت الحماية الروسية.
ويضيف التقرير، مهما كان الحال، فمن المرجح أن تعيش عائلة الأسد بعضاً من مستوى الرفاهية المعتادة، بالنظر إلى ظروف معيشتهم السابقة وثروتهم الهائلة.
بينما عاش شعبه "تحت خط الفقر".. لقطات تُظهر ثروة بشار الأسد الهائلة بالقصر الرئاسيhttps://t.co/FPPQb6Phyw@SalmaCNN pic.twitter.com/gry17J3WuQ
— CNN بالعربية (@cnnarabic) December 9, 2024 أثاث فاخروفي عام 2012، كشف موقع ويكيليكس عن مراسلات خاصة لأسماء الأسد، والتي أظهرت أنها أنفقت 350 ألف دولار على أثاث القصر، و7 آلاف دولار على الأحذية المرصعة بالكريستال.
ويمتد الثراء الفاحش إلى عائلة والدة الأسد، أنيسة مخلوف، ويعتبر شقيقها محمد مخلوف، ثاني أغنى وأهم رجل في سوريا، ولديه أصول كبيرة في روسيا.
ووفق صحيفة "فاينانشال تايمز"، فإن عائلة الأسد سارعت إلى شراء ما لا يقل عن 18 شقة فاخرة في مجمع مدينة العواصم، الواقع في منطقة ناطحات السحاب المتلألئة في موسكو، منذ بداية الحرب في سوريا عام 2011.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الأسد سوريا روسيا فلاديمير بوتين سوريا سقوط الأسد روسيا بوتين دمشق سوريا عائلة الأسد بشار الأسد فی سوریا
إقرأ أيضاً:
دور روسيا في إضعاف عبدالناصر وإسقاط الأسد
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
في عام 1966 التقى الزعيم الخالد جمال عبدالناصر في القاهرة، برواد الفلسفة الوجودية في فرنسا والغرب آنذاك، الفيلسوف جان بول سارتر والفيلسوفة سيمون دي بوفوار، بناءً على طلبهما، وكان اللقاء في سياق الزخم الناصري العارم، والذي جعل من مصر محط أنظار العالم بمختلف شرائحه، من مُعجب ومهتم بالتجربة الناصرية وثقافتها التحررية التي بسطت تأثيرها على الوطن العربي وأفريقيا، ومنظومة عدم الانحياز.
وبما أن الزعيم عبدالناصر لم يكن شخصًا عاديًا؛ بل شخصية موسوعية حوت مفاهيم وقيم التحرر وفلسفة الثورات وقيمها، والصراعات الفكرية والطبقية منذ نشوئها، فقد كان هذا اللقاء بمثابة درس مهم وعصف ذهني حاد لسارتر وسيمون، وهو ما اعترفا به بعد عودتهما لبلادهم.
الخلاصة المثمرة من هذا اللقاء العاصف، كانت في توضيح الزعيم لضيفيه أنه لا وجود حقيقي للشيوعية أو اليسار بعمومه في أوروبا، بدليل أن "جي موليه" زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي ورئيس الحكومة الفرنسية سمح لبلاده بالمشاركة في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، رغم أن أبسط قناعات اليسار في العالم تتمثل في احترام سيادة الدول وخيارات الشعوب!! وهذا دليل صارخ على أن اليسار والشيوعية في الغرب عبارة عن مُنتج فكري أُعيد إنتاجه ليتناغم مع الرأسمالية الغربية ويخدم مصالحها، أي شيوعية ويسار بنكهة إمبريالية صِرفة. بينما بقيت الشيوعية واليسار الحقيقي سجالًا في خندق الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي لعقود خلت. ثم عرَّج الزعيم في درسه التاريخي لضيفيه على أهمية التفريق بين الشيوعية كتحزُّب "بغيض" كما وصفها، وبين الماركسية كنظريات علمية يُؤخذ منها ويُرد.
وأوضح الزعيم عبدالناصر أنه لا وجود لمصطلح "الشيوعية الماركسية" أصلًا إلّا في سياق الوجاهة الفكرية المُزيَّفة لدى أغرار اليسار من غير العارفين بالفكرين الشيوعي والماركسي ونشأتهما. (للعلم كان الزعيم جمال عبدالناصر محاربًا شرسًا للفكر الشيوعي، ومن رِفاقه ماركسيين أمثال خالد محيي الدين كدلالة على قناعته بالفرق بين الفكرين). الخلاصة من هذا المثال التاريخي أنه لا وجود ليسار حقيقي في الغرب وأن المنتج الموجود هو يسار إمبريالي بامتياز.
في السابع من يونيو عام 1981، أقدم الكيان الصهيوني على تدمير مفاعل تموز العراقي، والغريب أن عدم تواجد خبير روسي واحد بداخل المفاعل ذلك اليوم بالتحديد!! (يعمل به 1500 خبير روسي). ليلة الخامس من يونيو 1967 طلب السفير السوفييتي بالقاهرة لقاءً عاجلًا مع الزعيم جمال عبدالناصر؛ حيث نقل له تطمين القيادة السوفييتية بأنها لم ترصد أي حراك حربي مريب للعدو الصهيوني، وأن القيادة السوفييتية ستقف إلى جوار مصر في مواجهة أي اعتداء ومن أي طرف كان. وفي صبيحة الخامس من يونيو 1967، قام العدو الصهيوني ورعاته ومموليه بالقضاء على القوة العسكرية المصرية، وبسط يديه على سيناء والجولان والضفة الغربية وقطاع غزة!!
وفي يوم الثامن من ديسمبر 2024 اختفى الرئيس السوري بشار الأسد فجأةً من دمشق، لتُعلن موسكو أنه موجود على أراضيها، بعدما غادر سوريا انطلاقًا من قاعدة حميميم الروسية بسوريا، وهذه عملية اختطاف روسي شبيهة باختطاف الفرنسيين للجنرال ميشيل عون من قلب السفارة الفرنسية ببيروت وترحيله قسرًا إلى باريس.
الدور الروسي تجاه عبدالناصر كان بتوافقٍ دولي وقناعات دولية بضرورة تحجيم تغوُّل عبدالناصر إقليميًا ودوليًا، بعد أن خطف الزعيم كل الأضواء من الحلفاء والخصوم معًا. كما توافق الروس مع قوى دولية ترى ضرورة تحجيم دور بشار الأسد ونظامه إقليميًا لتمرير مصالح قوى إقليمية تعطَّلت بفعل الصمود الأسطوري للدولة السورية في ظل قيادة بشار الأسد، رغم عمق الجراح جراء الإرهاب الدولي والحصار الجائر. يكفي أن أهم دور لسوريا -مؤرق للخصوم- كان دورها كعقدة مواصلات وتنسيق ومقر غرفة عمليات موحدة لكافة عناصر وفصائل محور المقاومة.
سعى الروس إلى ترميم صورتهم مع الزعيم جمال عبدالناصر بعد تمرير المخطط الدولي ونجاحه في تحجيم دور "مصر عبدالناصر" وشغلها بقضايا جديدة نتجت عن حرب يونيو 1967، بتزويده بسلاح جديد يخوض به حرب استنزاف مع العدو، بعد إعادة هيكلة وتشكيل وحدات الجيش المصري. فماذا يُعد الروسي اليوم لجبر ضرر سوريا ومحور المقاومة برمته بعد أن كانت دمشق موطن إشهار روسيا البوتينية للعالم؟!
قبل اللقاء.. السياسة هي فن تحكيم العقل، وفن ضبط النفس؛ لأننا في عالم افتراضي مُزيَّف.
وبالشكر تدوم النِعم.
رابط مختصر