«باستيل سوريا».. أسرار صادمة عن سجن صيدنايا بعد سقوط نظام الأسد
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
برز اسم سجن صيدنايا منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في سوريا، وذلك بعد خروج المئات من المعتقليين السوريين الذين أُطلق سراحهم خلال الفترة الماضية، وسط مزاعم أن هناك الكثير من الأشخاص الذين لم يتمكنوا من مغادرته، بسبب احتجازهم في مواقع شديدة الحراسة؛ ليخرج الدفاع المدني السوري حاسما الجدل ويؤكد انتهاء عمليات البحث الشاملة في السجن عن زنازين أو سراديب سرية غير مكتشفة، بحسب ما جاء في «القاهرة الإخبارية».
وفيما يتعلق بالمعلومات المتعلقة بـ سجن صيدنايا؛ فقد بُني عام 1987 فوق تلة صغيرة عند بداية سهل صيدنايا، وهي بلدة جبلية تبعد مسافة 30 كيلومتراً شمال العاصمة دمشق، وتُقدر مساحة سجن صيدنايا بـ1.4 كيلو متر مربع، أي ما يعادل ثمانية أضعاف مساحة ملاعب كرة القدم الدولية في سوريا مجتمعة، وفق ما جاء في شبكة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» نقلا عن تقارير إعلامية سورية.
ويتكون سجن صيدنايا من بنائين: البناء القديم وهو البناء الأحمر، وكان مخصصا للمعتقلين السياسيين والأمنيين من المعارضين للنظام الحاكم، والبناء الجديد المعروف باسم البناء الأبيض، وكان مخصصا للسجناء الجنائيين من العسكريين المخالفين ومرتكبي جرائم الفساد الوظيفي والجرائم الجنائية، ووصفتها وسائل الإعلام بـ «باستيل سوريا»، وهو تشبيه يستند إلى سجن الباستيل الفرنسي الشهير، الذي كان رمزًا للقمع والاستبداد في العصور الملكية الفرنسية قبل الثورة الفرنسية عام 1789.
ماذا حدث في السجن بعد سقوط بشار الأسد؟
ويعد سجن صيدنايا، أحد أكثر السجون تحصينا في عهد نظام حافظ الأسد ومن بعده نجله بشار الأسد، وأطلق عليه لقب «السجن الأحمر» في إشارة لعمليات القتل والتعذيب الدموية، بحسب رواية حقوقيون أشارت إليها شبكة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، والتي تطرقت للحديث عما أطلقته منظمة العفو الدولية على هذا السجن قبل سنوات؛ إذ وصفته بـ«المسلخ البشري».
وقد يعتبر البعض أن سجناء البناء الأبيض الجديد يحسبون من اتباع النظام الذين فسدوا أو ارتكبوا جرائم سرقة أو قتل، وكان يعاقبون بوضعهم في هذا المكان، ولكن للمصادفة أن الفصائل المسلحة بعدما أسقطت نظام الأسد فقد بدأت بتحرير سجناء البناء الأبيض، ولم تكن قادرة على الوصول للبناء الأحمر الخاص بالمعارضين وأصحاب الآراء السياسية، وقد رأى بعض المحللين أنه من الخطأ إطلاق سجناء القضايا الجنائية.
ومؤخرا، أجريت عمليات بحث شاملة في سجن صيدنايا، بمشاركة فرق متخصصة من الدفاع المدني السوري وأشخاص على دراية كاملة بالسجن؛ إذ شارك في عمليات البحث خمس فرق متخصصة، منها فريقان للكلاب البوليسية المدربة، بالإضافة إلى فرق دعم وإسعاف، والتي بحثت بدقة في جميع المداخل والمخارج، وفتحات التهوية، وأنابيب الصرف الصحي والمياه، وأسلاك الكهرباء، وكابلات كاميرات المراقبة، دون العثور على أي أقبية أو سراديب غير معروفة مسبقًا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سجن صيدنايا سوريا الدفاع السوري بشار الأسد سجن صیدنایا
إقرأ أيضاً:
أين وصلت عمليات البحث بسجن صيدنايا؟ وماذا عثر بداخله؟
تواصل فرق الإنقاذ المختصة عملها في سجن صيدنايا بريف دمشق سيئ السمعة أملا في البحث عن معتقلين بداخله في أقبية سرية لا يعرف بعد طريق الوصول إليها، وذلك بعد يوم من إسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وعثر بداخل السجن على أدوات حادة وحبال قوية عليها دماء لشنق وإعدام المعتقلين، إلى جانب الأجهزة المخصصة لعمليات ضرب أقدام السجناء بالكابلات، في وقت يبحث فيه الأهالي عن أي أمل لمعرفة مصير ذويهم.
ووفق تغريدة للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، فإن الفرق المختصة لديه تبحث في سجن صيدنايا الذي كان يضم آلاف المعتقلين عن أبواب سرية أو أقبية غير مكتشفة في ظل احتمالية وجود معتقلين فيها غير الذين خرجوا أمس الأحد.
ويعتمد الدفاع المدني السوري في عملية البحث على أشخاص يعرفون كل تفاصيل السجن، إلى جانب إرشادات من أناس تم التواصل معهم من قبل الأهالي على أنهم يعرفون مداخل السجن والأقبية السرية المحتمل وجودها.
ما تزال الفرق المختصة في الدفاع المدني السوري تبحث في سجن صيدنايا الذي كان يضم آلاف المعتقلين ويعتبر من أبشع السجون في العالم، تبحث عن أبواب سرية أو أقبية غير مكتشفة بعد يتم الحديث عنها ويحتمل وجود معتقلين فيها غير الذين خرجوا يوم أمس، ويرافقنا في البحث أشخاص يعرفون كل تفاصيل… pic.twitter.com/rioseDgFWh
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) December 9, 2024
وكانت قوات المعارضة السورية تمكنت في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 من اقتحام السجن، وتحرير المعتقلين رجالا ونساء وأطفالا منه، وذلك بعد دخولها العاصمة السورية دمشق.
إعلانوحتى عصر اليوم الاثنين، لا توجد دلائل تؤكد وجود معتقلين غير الذين خرجوا في أول أيام سقوط نظام الأسد، حسب الدفاع المدني السوري الذي أكد استمرار عمليات البحث حتى التأكد من جميع أقسام السجن.
ويقع السجن قرب دير صيدنايا على بعد 30 كيلومترا شمال دمشق، وبني عام 1987، وينقسم إلى جزأين، يُعرف الجزء الأول بـ"المبنى الأحمر"، وهو مخصص للمعتقلين السياسيين والمدنيين، في حين يُعرف الثاني بـ"المبنى الأبيض"، وهو مخصص للسجناء العسكريين.
ويعد هذا السجن أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا، ويطلق عليه "المسلخ البشري" بسبب التعذيب والحرمان والازدحام داخله، ولُقب بـ"السجن الأحمر" نتيجة الأحداث الدامية التي شهدها خلال عام 2008.
"مطبخ السجن"في سياق متصل، قال مراسل الجزيرة منتصر أبو نبوت إن عمليات البحث والحفر وهدم الغرف مستمرة من طرف فرق الإنقاذ وقوات المعارضة معتمدة على معتقل سابق في السجن أدخل إلى زنزانة يعتقد أن بداخلها نفق سري.
ووفق مراسل الجزيرة، فإن عملية البحث تجري في مطبخ السجن، إذ يقول معتقلون سابقون والأهالي وبعض مقاتلي المعارضة إن المطبخ يحتوي على سرداب يؤدي إلى قسم المبنى الأحمر ويضم 10 طوابق تحت الأرض وبداخله مئات الزنازين.
ويتميز سجن صيدنايا بتصميم فريد يجعله أحد أشد السجون العسكرية تحصينا، ويتكون من 3 مبان كبيرة تلتقي في نقطة يطلق عليها "المسدس".
ويتكون كل مبنى من 3 طوابق لكل منها جناحان، ويحتوي الجناح الواحد على 20 مهجعا جماعيا بقياس 8 أمتار طولا و6 أمتار عرضا، تتراص في صف واحد بعيدة عن النوافذ، لكن تشترك كل 4 منها في نقطة تهوية واحدة.
وفي مداخلاته مع الجزيرة، تطرق أبو نبوت إلى قسم الزنزانات المنفردة الذي يضم عشرات الغرف الصغيرة بعد نقل المعتقلين إليها من الغرف الكبيرة التي تكتظ بدورها بعشرات السجناء.
إعلانويتم نقل المعتقلين إلى الغرف الصغيرة لقضاء عقوبة لمدة زمنية ما بسبب طلبه الحصول على مياه أو طعام أو علاج، وفق مراسل الجزيرة الذي وصف المشهد بـ"التعيس" في ظل وجود مياه صرف صحي ورائحة قذرة ورطوبة متفشية.
وعرض مراسل الجزيرة وثيقة -لم يتسنَ التأكد من صحتها- ومؤرخة قبل 3 أيام من دخول قوات المعارضة المسلحة إلى دمشق، وتظهر وجود 4200 معتقل داخل سجن صيدنايا، موضحا أنه لا يعرف عما إذا كان هذا الرقم يشمل كامل السجن أو أحد أقسامه فقط.