الحرس الثوري الإيراني: لم يعد لنا أي قوات على الأراضي السورية
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
أكد الحرس الثوري الإيراني خلال جلسة برلمانية مغلقة، ناقشت التطورات الإقليمية والأوضاع في سوريا، أن أيا من قواته لم تعد متواجدة على الأراضي السورية.
وأضاف قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، الذي حضر الجلسة غير العلنية اليوم الثلاثاء، أن "القوات العسكرية الإيرانية كانت موجودة في سوريا حتى اللحظة الأخيرة"، أي قبل سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
و شهدت بحسب ما قال النائب الإيراني أحمد نادري في مقابلة مع وكالة أنباء "إيسنا" المحلية، مناقشة الاستراتيجية العسكرية الإيرانية في المنطقة، والعمليات الإسرائيلية، فضلا عن الوضع الحالي في المنطقة من وجهة نظر أمنية واستخباراتية وعسكرية".
أتت تلك التصريحات بعدما أفادت عدة مصادر بسحب طهران لأبرز مستشاريها وقادتها العسكريين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري من سوريا قبل سقوط الأسد، فضلا عن دبلوماسييها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوريا إيران بشار الاسد المزيد المزيد
إقرأ أيضاً:
العلاقات العُمانية الإيرانية في 5 عقود
حيدر بن عبدالرضا اللواتي
haiderdawood@hotmail.com
تشهد العلاقات العُمانية الإيرانية مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق، وذلك كما وصفها سعادة السفير موسى فرهنك سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى سلطنة عُمان في خطابه الذي ألقاه بمناسبة احتفالات الجمهورية بيوم العيد الوطني لإيران، بحضور عدد من المسؤولين والدبلوماسيين ورؤساء البعثات الدبلوماسية والهيئات الدولية وشخصيات عسكرية وسياسية وإعلامية والضيوف العُمانيين والإيرانيين.
وقد أكد سعادته أن إيران وسلطنة عُمان يمثلان نموذجًا جيدًا للعلاقات المبنية على الثقة والصدق. وتناول في خطابه العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين ووصف عُمان بأنها إحدى أهم الدول الاستراتيجية في المنطقة، حيث تعد اليوم من أهم البلدان في المنطقة والعالم العربي والشرق الوسط بصوره عامة؛ باعتبارها من الدول القليلة التي تبني السلام والصداقة والتعاون بحكم قیادتها المحنكة ذات بعد النظر وبشعبها المثقف المتميز.
عُمان -كما وصفها السفير- لديها مواقف مُشرِّفة لا تنسى في العديد من الأحداث وخاصة إزاء الحدث الأخير في غزة الصامدة؛ حيث ينبع ذلك من الرؤى السامية للقيادة الحكيمة للبلد؛ فمواقف عُمان تُشكّل نموذجًا يُحتذى به للشعوب العربية الحرة والإسلامية، وتبرز عدم تبعيتها واستقلالها فيما تتجه مساعيها المتواصلة في مجال التنمیة ورقي البلاد في مختلف المحالات.
والعلاقات التجارية والسياسية بين البلدين قديمة وحديثة ومتميزة منذ ارتباطهما بزمن السومريين وحكام أرض مجان، وتعاونهما مستمر، فهما يعملان بالحفاظ على أمن المنطقة وسيادتها، واليوم فإن هذه العلاقات أصبحت مبنية على أساس الثقة والصداقة وحسن الجوار والوشائج التاريخية والعرقية والثقافية والدینیة الراسخة.
العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين بدأت في 26 أغسطس عام 1971، وشهدت زخمًا من التعاون البناء واستمرار التشاور والتبادل الهادف في مختلف المجالات، وفي تقريب المواقف تجاه مختلف التطورات الإقليمية والدولية وذلك من خلال الزيارات الرسمية بين رؤساء الدولتين. وهذه الزيارات تشكّل نقاط تحوّل، وتدعّم من تطوّر العلاقات في مختلف المجالات، خاصة في هذه المرحلة التي يشهد فيه العالم تحديات وتهديدات وأزمات أمنية على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية. فالعقوبات الأمريكية والغربیة الدولية تجاه إيران ما زالت تقوّض من عملية السلام في المنطقة، وتوسع من نفوذ الكيان الصهیوني، ورغم ذلك فإن سياسة الضغط الأقصى التي انتهجتها أمريكا تجاه إيران لم تتمكن أبدًا من عرقلة إیران عن تحقيق أهدافها السیاسیة والاقتصادیة والعسكرية. والمسؤول الإيراني يرى بأن أمريكا والغرب يعملان على تطوير وتوسيع نفوذهم العسكري في المنطقة، وتعزيز حضور الكيان الصهيوني في مسعى خبيث لاختراق المجتمعات المجاورة لإيران، بجانب العمل على تعزيز هيمنة النزعة الطائفية والإرهاب الحديث في المنطقة مع تأجيج الخلافات السياسية وتصعيد النزعات العرقية والمذهبية، والتي تعتبر جميعها من أهم التهديدات التي تحيط بدول المنطقة؛ الأمر الذي يتطلب تعزيز الخطاب وثقافة الحوار وإجراءات بناء الثقة، وزيادة مساحة الحوار والعمل على إزالة سوء الفهم، وتعزيز مبادئ التفاهم، وعدم السماح للظروف الفوضوية بالهيمنة على سياسات الدول.
وتحدث السفير الايراني عن عملية "طوفان الأقصى" التي جاءت كرد فعل طبيعي على 75 عامًا من الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، مؤكدًا أن هذه العملية الجريئة تمكنت من وقف تصفية القضية الفلسطينية في المشروع الإقليمي الكبير وتسريع خطی التطبیع، بل أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة وأعطت لها الأولوية بالعالم الإسلامي. وهذا أدى إلى سقوط السردیة الإسرائيلية إلى الأبد، بالتوازي مع صدور قرار المحكمة الجنائية الدولیة بالقبض علی رئیس الوزراء الصهیوني بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
خلفية العلاقات بين البلدين الجارين عُمان وإيران ثابتة على مر التاريخ، والمشاورات والتعاون الاقتصادي الواسع والتبادل الهادف للوفود مستمرة؛ حيث يجري تبادل أكثر من 80 وفدًا سياسيًا واقتصاديًا سنويًا، فيما يتواجد اليوم على أرض سلطنة عمان أكثر من 25 ألف إيراني نتيجة لزيادة الرحلات الجوية بين البلدين التي وصلت إلى 50 رحلة جوية أسبوعيًا، فيما سجل حجم التجارة الخارجية نحو 2.5 مليار دولار.
إنَّ كلًا من سلطنة عُمان وإيران لها دور كبير في المنطقة ولا يمكن لبعض الدول تقليص هذا الدور في العلاقات الأمنية في المنطقة؛ باعتبارها بحاجة إلى مزيد من الترتيبات الأمنية المحلية لمواجهة التحالفات الخارجية المختلفة؛ الأمر الذي يتطلب مزيدًا من التعاون بين دول المنطقة، وتركيز الجهود الدبلوماسية في هذا الاتجاه، ودعوة الجيران إلى إقامة علاقات سلمية فیما بینها ومنع التدخل الأجنبي في مصير المنطقة، والمشاركة بشكل أكبر في ضمان أمنها.
رابط مختصر