Google تكشف عن مواضيع البحث الأكثر رواجًا لعام 2024 في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
أعلنت Google اليوم عن العبارات والمواضيع الأكثر بحثًا في عام 2024 ضمن قوائم سنوية تسلّط الضوء على طلبات البحث الأكثر رواجًا، مشيرةً إلى أنّ حجم البحث حقّق ارتفاعًا كبيرًا وثابتًا مقارنةً بعام 2023. تغطي القوائم مواضيع متنوعة، بدءًا من الأخبار العالمية والشخصيات المعروفة وصولًا إلى عالم الأفلام والرياضة.
*الإمارات العربية المتحدة:* حظيت مباريات الكريكيت بشعبية واسعة في الإمارات العربية المتحدة، وتحديدًا "بطولة كأس العالم للرجال T20 للكريكيت" التي تصدرّت قائمة الأحداث الرياضية الأكثر بحثًا على Google. كما تابع الناس في الإمارات عن كثب أخبار فلسطين، وأحداث عالمية أخرى في مجال الصحة والتكنولوجيا، مثل جائحة جدري القردة وأزمة CrowdStrike. وعلى قائمة الشخصيات الأكثر بحثًا، برزت أسماء عالمية متنوعة مثل "دونالد ترامب" و"كيت ميدلتون" و"كامالا هاريس"، ما يعكس اهتمامًا واسعًا بالشؤون الدولية.
*المملكة العربية السعودية:* استمر اهتمام المملكة القوي بكرة القدم طوال العام حيث أُقيمت العديد من الأحداث والبطولات، فاحتلّت مباراة الهلال والنصر الصدارة في قائمة مباريات كرة القدم السعودية، بينما كانت كأس آسيا البطولة الأكثر بحثًا. ولم يقتصر اهتمام السعوديين على الرياضة فقط، بل امتد ليشمل شخصيات مؤثرة مختلفة، أبرزها كان الأمير الراحل "بدر بن عبد المحسن" ولاعب كرة القدم "فهد المولد"، بالإضافة إلى "دونالد ترامب" الذي احتل المرتبة الثالثة. ومن المُلفت أيضًا أنّ السعوديين أظهروا شغفًا كبيرًا لمعرفة المزيد عن بلدهم، وطرحوا أسئلة مثل "ما هو إجمالي الإنفاق السياحي في عسير؟".
*مصر:* في فئة الأخبار، احتلّت مشاركة منتخب مصر لكرة القدم في الأولمبياد المرتبة الأولى، تليها مواضيع محلية وإقليمية وعالمية متنوعة، بما يشمل الحرب في فلسطين والانتخابات الأمريكية. كما تصدّر لاعب كرة القدم المصري "محمد عبد المنعم" قائمة الشخصيات الأكثر بحثًا، يليه "وسام أبو علي"، ما يؤكد مكانة كرة القدم في قلوب المصريين. ولم تغِب السينما عن القائمة، فحظي فيلم "ولاد رزق 3" بشعبية كبيرة، ما يؤكد استمرار نجاح هذه السلسلة من الأفلام.
*الأردن:* هيمنت الأخبار السياسية على اهتمام الأردنيين، متصدرةً المواضيع الأكثر بحثًا، ومن أبرزها الانتخابات النيابية الوطنية والحرب في فلسطين ولبنان. وامتدّ اهتمامهم إلى شخصيات معروفة مثل "جعفر الحسن"، إلى جانب نجوم كرة القدم، مثل "موسى التعمري" و"معتز ياسين". كما أظهر الأردنيون اهتمامًا كبيرًا بالمعرفة في عام 2024، ولجأوا إلى "بحث Google" للعثور على إجابات عن أسئلة كثيرة حول شتّى المواضيع، بدءًا من مؤلف أوّل كتاب في النحو العربي وصولاً إلى عدد اللاعبين في فريق البيسبول وهوية الفنان وراء اللوحة الشهيرة "ليلة النجوم".
*الكويت:* سيطرت الأخبار السياسية على اهتمامات المستخدمين في الكويت، فتصدرّت انتخابات مجلس الأمة قائمة الأخبار، متبوعةً بالانتخابات الأمريكية وما يحدث في إيران في الأشهر الماضية. كما ركّز اهتمام الكويتيين على شخصيات سياسية، مثل "صباح الخالد الصباح" و"محمد الصباح"، بالإضافة إلى الأمير السعودي الراحل "بدر بن عبد المحسن".
*قطر:* كانت الأخبار والأحداث الرياضية محور الاهتمام في قطر، فتصدّرت العبارات "هجوم رفح" و"تراجع العملة المصرية" و"الحرب في لبنان" قائمة الأخبار الأكثر بحثًا. وفي فئة الشخصيات، برز "سرفراز خان"، و"دونالد ترامب"، و"كامالا هاريس".
*العراق:* كانت الشخصيات المعروفة والمسلسلات التلفزيونية أكثر ما بحث عنه المستخدمون في العراق. وتصدّرت الأسماء "دومينيك أوتارا" و"رودري" و"أكرم عفيف" قائمة الشخصيات، بينما تصدّرت المسلسلات "المحقق كونان" و"بين السطور" و"الجنة والنار" قائمة المسلسلات التلفزيونية.
*المغرب:* جاءت الأخبار في صدارة قائمة البحث في المغرب، ومن أبرزها "موجة الحر الشديدة (المغرب)"، و"الانتخابات الأمريكية"، و"مرض جدري القردة". كما حظيت شخصيات رياضية، مثل "إبراهيم دياز" و"لامين يمال" و"زين الدين زيدان"، باهتمام كبير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأکثر بحث ا کرة القدم اهتمام ا
إقرأ أيضاً:
الصراع بين الكنيسة المصرية ومخطط الشرق الأوسط الجديد
منذ العصور القديمة، كان الشرق الأوسط مركزًا دينيًا وثقافيًا شكّل هويته الفريدة.
ومع بداية الألفية الجديدة، بدأت القوى الغربية، التي تحركها الصهيونية العالمية، في تبني سياسات تهدف إلى إعادة رسم حدود المنطقة من خلال مخطط يسعى إلى طمس الهويات التاريخية العميقة التي تشكل نسيجها الثقافي والديني.
ومن بين هذه الهويات، تبرز الهوية المسيحية الشرقية، وفي قلب هذا الصراع، تقف الكنيسة المصرية كحجر عثرة أمام محاولات إعادة تشكيل مكونات الهوية الدينية والثقافية للمنطقة.
تبنت القوى الغربية المتحالفة مع الصهيونية سياسة "الفوضى الخلاقة" كوسيلة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، بهدف تفكيك الأنظمة السياسية وزرع الفوضى، مما أدى إلى تصاعد الجماعات الإرهابية، وانتشار النزاعات الطائفية، وتهجير المسيحيين من العديد من دول المنطقة. وكان لهذا التدمير الممنهج أثر بعيد المدى على هوية المنطقة، حيث سعت تلك القوى إلى فرض مشروع "مسار إبراهيم" كرمز ديني ثقافي يربط بين اليهودية والمسيحية والإسلام. وتجسد ذلك في "بيت العائلة الإبراهيمي"، الذي رفضت الكنيسة المصرية الانضمام إليه، باعتباره محاولة لتكريس واقع جديد يخدم أهدافهم.
محاولة الترويج لمسار إبراهيم كمرجعية دينية وثقافية تجمع الديانات الثلاث ليست سوى وسيلة لتحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى"، الممتد - وفقًا لتصورهم - من النيل إلى الفرات، مستندين إلى رحلة النبي إبراهيم التي شملت عدة دول في المنطقة وصولًا إلى مصر.
يهدف هذا المشروع إلى تحقيق حلم إقامة "مملكة داوود"، استنادًا إلى الإيمان اليهودي بقدوم "المسيح الملك الأرضي"، الذي سيقيم ملكوته على الأرض ويقود "مملكة داوود".
ويتماشى هذا التصور مع الفكر المسيحي المتصهين للكنيسة البروتستانتية، التي تؤمن بمفهوم "حكم الألفية"، أي نزول المسيح في آخر الزمان لحكم العالم لمدة ألف عام. وكليهما يتفقان على أن كرسي حكم هذا الملك هو هيكل سليمان، وهو ما يتناقض تمامًا مع العقيدة المسيحية الشرقية، خاصة الكنيسة القبطية المصرية، التي ترفض هذا الفكر.
المواجهة الحقيقية بين الكنيسة المصرية والمشروع المتفق عليه بين المسيحية المتصهينة والمعتقد اليهودي تتجلى في صراع المسارات، بين "مسار إبراهيم" و"مسار العائلة المقدسة".
فوفقًا للتاريخ المسيحي، هرب السيد المسيح وأمه العذراء إلى مصر هربًا من بطش هيرودس، وتوقفت العائلة المقدسة في عدة مناطق مصرية، مما يجعل مصر نقطة محورية في تاريخ المسيحية.
هذا الأمر يتناقض مع الفكر المسيحي المتصهين والمعتقد اليهودي، اللذين يسعيان إلى ترسيخ الاعتقاد بأن القدس وحدها هي المركز الديني الأوحد وكرسي حكم "مملكة داوود" من داخل هيكل سليمان، وتهيئة الأجواء لقدوم "المسيح الملك" عبر مسار إبراهيم.
وهنا يطرح السؤال نفسه: لماذا لم يتم حتى الآن تفعيل "مسار العائلة المقدسة" كحج مسيحي عالمي رغم أهميته في تاريخ المسيحية وذكره في الإنجيل المقدس؟ الإجابة تكمن في أن أصحاب مشروع "مملكة داوود" يسيطرون على شركات السياحة العالمية ويوجهونها بما يخدم مخططاتهم، كما أنهم نجحوا في اختراق عدد من المؤسسات الدينية في الغرب، مما جعل بعض الكنائس الغربية أداةً في خدمة هذا المشروع، متجاهلين الدور التاريخي لمصر في المسيحية.
الكنيسة القبطية لا تعترف بمفهوم "الملك الألفي" الذي تروج له المسيحية الصهيونية، حيث يتناقض مع الإيمان الأرثوذكسي بالمجيء الثاني للمسيح، وهو ما تم تأكيده في مجمع نيقية عام 325م ومجمع القسطنطينية عام 381م. حيث جاء في العقيدة المسيحية أن المسيح سيأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات، وليس كملك أرضي يحكم العالم. كما أن الكنيسة القبطية تدحض المعتقد اليهودي الذي لا يعترف بالمسيح الذي جاء بالفعل، إذ لا يزال اليهود في انتظار "المسيح الملك الأرضي" القادم لإقامة مملكتهم.
كان للبابا شنودة الثالث بُعد نظر استراتيجي ورؤية واضحة حول المخطط الصهيوني، فاتخذ موقفًا حازمًا ضد أي تطبيع مع إسرائيل، وأصدر قرارًا تاريخيًا بمنع الأقباط من زيارة القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن "القدس لن يدخلها الأقباط إلا مع إخوانهم المسلمين". وقد جعل هذا الموقف الكنيسة القبطية في مواجهة مباشرة مع المشروع الصهيوني الذي يسعى إلى تحقيق "مملكة داوود".
ومع تولي البابا تواضروس الثاني قيادة الكنيسة المصرية، استمرت هذه السياسة الوطنية، وبرز ذلك في مقولته الشهيرة: "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن"، وهي رسالة قوية تؤكد أن الكنيسة المصرية لا يمكن أن تكون جزءًا من مشروع يهدف إلى طمس الهوية الوطنية المصرية.
كما لعب البابا تواضروس دورًا مهمًا في تعزيز علاقات الكنيسة بالأقباط في الخارج، ودعم دورهم كصوت وطني مدافع عن مصر في مواجهة محاولات التشويه والتأثير الخارجي. لم تقتصر مواقف البابا تواضروس على الجاليات القبطية في الخارج فقط، بل عمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة حول أوضاع الأقباط في مصر، مؤكدًا أن ما يتم الترويج له بشأن "اضطهاد الأقباط" هو مجرد افتراءات تهدف إلى زعزعة استقرار الوطن.
وقد أظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديره الكبير للكنيسة المصرية وللبابا تواضروس في عدة مناسبات، أبرزها حضوره احتفالات عيد الميلاد المجيد في الكاتدرائية، مما يعكس العلاقة القوية بين الكنيسة والدولة في مواجهة المخططات الخارجية التي تستهدف مصر وهويتها الوطنية.