أكدت الدكتورة هناء جميل، استشاري الباطنة والغدد الصماء، أن قياس مستويات السكر في الدم وضغط الدم فور أخذ حقنة الكورتيزون هو أمر بالغ الأهمية، خاصةً لمن يعانون من حالات صحية مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

 وأوضحت جميل من خلال تصريحات خاصة لـ صدي البلد، أن العديد من المرضى لا يدركون التأثيرات الجانبية التي قد تحدث نتيجة استخدام الكورتيزون، مثل تغيرات مفاجئة في مستوى السكر والضغط، مما قد يسبب لهم مخاطر صحية قد تكون غير متوقعة.

تأثير الكورتيزون على مستوى السكر في الدم

وأكدت استشارى الباطنة والغدة، أن الكورتيزون هو علاج فعال يستخدم في العديد من الحالات مثل التهابات المفاصل، الأمراض المناعية، وبعض الاضطرابات الجلدية والجهاز التنفسي، ولكن في الوقت نفسه، يمكن أن يؤدي إلى تغييرات كبيرة في مستوى السكر في الدم.

 وقالت جميل: الكورتيزون له تأثير مباشر على مستويات الجلوكوز في الجسم، حيث يقوم بتحفيز الكبد لإنتاج المزيد من الجلوكوز وإطلاقه في مجرى الدم، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع السكر في الدم بشكل ملحوظ، خاصةً لدى الأشخاص الذين يتناولون الكورتيزون لفترات طويلة أو بجرعات عالية.

وأضافت جميل، أنه حتى الأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري قد يواجهون ارتفاعًا مؤقتًا في مستويات السكر بعد استخدام الكورتيزون. إن ارتفاع السكر يمكن أن يكون خطيرًا على المدى الطويل، وقد يؤدي إلى مضاعفات مثل اضطرابات الأعصاب، مشاكل في الرؤية، وحتى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ارتفاع ضغط الدم نتيجة الكورتيزون

وأوضحت استشارى الباطنة والغدة، أن الكورتيزون يسبب احتباس الصوديوم والماء في الجسم، وهو ما يؤدي إلى زيادة حجم الدم وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

وقالت: بعض المرضى قد لا يشعرون بارتفاع الضغط بشكل فوري، لكن مع مرور الوقت، قد يؤدي هذا الاحتباس إلى مشاكل خطيرة مثل الأزمات القلبية أو السكتات الدماغية، إذا لم يتم مراقبته بشكل دوري.

وأضافت أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي أو شخصي مع ارتفاع ضغط الدم هم الأكثر عرضة لتأثيرات الكورتيزون على ضغط الدم، لذلك، من المهم بشكل خاص لهؤلاء المرضى أن يكون لديهم قياس منتظم للضغط بعد تناول الكورتيزون.

مخاطر عدم قياس السكر والضغط بعد الحقنة

وقالت جميل: "إذا لم يتم قياس السكر وضغط الدم بشكل دوري بعد أخذ حقنة الكورتيزون، قد لا يتمكن المرضى من اكتشاف التغيرات المفاجئة في هذين المؤشرين الحيويين إلا بعد حدوث مضاعفات خطيرة". وأضافت أن ارتفاع السكر في الدم أو ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى نتائج صحية مدمرة، مثل:

السكّري غير المتحكم فيه: الذي قد يؤدي إلى تلف الأعصاب، الكلى، أو حتى فقدان البصر.
ارتفاع مستمر في ضغط الدم: والذي يسبب أضرارًا للأوعية الدموية ويساهم في حدوث مشاكل مثل تصلب الشرايين، الأزمات القلبية، والسكتات الدماغية.
هذا هو السبب في أن المتابعة المستمرة بعد الحقنة مهمة جدًا"، كما قالت استشارى الباطنة والغدة، "فالتدخل المبكر يمكن أن يمنع الكثير من المخاطر الصحية التي قد تظهر بعد فترة قصيرة من استخدام الكورتيزون.

نصائح مهمة للمرضى بعد أخذ حقنة الكورتيزون

دعت جميل المرضى إلى اتباع بعض الإجراءات الوقائية التي من شأنها أن تحميهم من المخاطر المحتملة بعد تناول الكورتيزون:

قياس السكر وضغط الدم فورًا بعد الحقنة: "يجب على المرضى الذين يتناولون الكورتيزون أن يقوموا بقياس مستوى السكر في الدم و ضغط الدم بشكل منتظم بعد الحقنة، لتجنب أي تغييرات مفاجئة قد تضر صحتهم".

استشارة الطبيب بشكل دوري: 

أكدت جميل على ضرورة مراجعة الطبيب بشكل منتظم بعد تناول الكورتيزون، خاصةً إذا كان المريض يعاني من أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم. الطبيب يمكنه تعديل الجرعات أو تغيير خطة العلاج إذا استدعى الأمر، مما يساعد في تقليل المخاطر.

مراقبة الأعراض الجانبية:

وأوصت بضرورة أن يكون المرضى في حالة من اليقظة لملاحظة أي أعراض غير طبيعية مثل الصداع، الدوخة، العطش المفرط، أو التعب، حيث قد تكون هذه علامات على تغيرات في مستوى السكر أو ضغط الدم.

اتباع نمط حياة صحي:

أشارت د. هناء إلى أهمية الحفاظ على نمط حياة صحي، بما في ذلك تناول نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بشكل منتظم، مما يساعد في التحكم في مستويات السكر وضغط الدم ويعزز صحة الجسم العامة.

متابعة مستمرة في الحالات المزمنة:

بالنسبة لمرضى السكري أو ارتفاع ضغط الدم، أوصت جميل بضرورة متابعة السكر والضغط على مدار اليوم بعد تلقي الكورتيزون، بالإضافة إلى ضبط الأدوية حسب الحالة.

اختتمت جميل تصريحها بالتأكيد على أن "التأثيرات الجانبية للكورتيزون على السكر وضغط الدم قد تكون غير متوقعة، لذلك يجب على المرضى مراقبة هذه المؤشرات الحيوية بشكل مستمر بعد الحقنة".

وأكدت على ضرورة استشارة الطبيب وتعديل العلاج إذا لزم الأمر، لضمان أن يتلقى المريض العلاج المناسب بدون أن يتعرض لمضاعفات صحية قد تهدد حياته.

حقن الكورتيزون حقن الكورتيزون حقن الكورتيزون 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أضرار الكورتيزون كورتيزون المزيد المزيد حقنة الکورتیزون السکر فی الدم السکر والضغط مستوى السکر قیاس السکر یؤدی إلى ارتفاع ا یمکن أن

إقرأ أيضاً:

تقنية جديدة تنقذ آلاف المرضى بضغط الدم.. دون جراحة

يعد ارتفاع ضغط الدم من أكثر المشكلات الصحية انتشارًا في العالم، خاصة مع عدم ظهور أعراض واضحة له في كثير من الأحيان، إلا أنه استطاع أطباء من تطوير علاج غير حياة مئات الآلاف من المرضى في المملكة المتحدة.

ونشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمحرر السياسات الصحية دينيس كامبل قال فيه إنه يمكن علاج نصف مليون شخص في المملكة المتحدة يعانون من ارتفاع ضغط الدم بشكل خطير - "القاتل الصامت" الذي يتسبب في عشرات الآلاف من الوفيات سنويا - من خلال علاج جديد.

طور الأطباء تقنية لحرق العُقَيدات التي تؤدي إلى تراكم كمية كبيرة من الملح في الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية.

قد يعني هذا الاختراق أن الأشخاص المصابين بفرط الألدوستيرونية الأولية - الذي يسبب حالة واحدة من كل 20 حالة من ارتفاع ضغط الدم - لم يعد عليهم إجراء عملية جراحية أو قضاء حياتهم في تناول عقار سبيرونولاكتون لتقليل خطر الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية.


يصاب الأشخاص المصابون بفرط الألدوستيرونية الأولية بعُقَيدات على إحدى الغدد الكظرية أو كلتيهما. تقع بجوار الكلى وتصنع ثلاث هرمونات رئيسية: الأدرينالين والكورتيزول والألدوستيرون. تنتج العقيدات، التي قد تتطور على إحدى الغدد أو كلتيهما، كميات زائدة من الألدوستيرون، وهو هرمون ستيرويدي ينظم كمية الملح التي يحتفظ بها الجسم بدلا من استخدام الكلى للتخلص منها. ويؤدي الملح المحتفظ به بعد ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم.

يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى الألدوستيرون الأولي إلى ارتفاع ضغط دم الشخص إلى 200/130، وهو أعلى بكثير من مستوى 120/80 الذي يقول الأطباء إنه صحي، مما يزيد من احتمالية تعرضه لحدث قلبي وعائي مميت. قد يكون علاجه صعبا لأن بعض المرضى لا يستجيبون جيدا لأدوية ضغط الدم القياسية وبالتالي يظلون معرضين لخطر الموت.

لقد طور الأطباء في لندن وكامبريدج العلاج المبتكر، والذي يسمى العلاج الحراري المستهدف (TTT) أو الاستئصال بالموجات فوق الصوتية الموجهة بالمنظار. ويقول الأطباء المشاركون إنه يمكن أن "يحول" حياة المرضى ويعالج هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم باستخدام دفعات قصيرة من الحرارة الشديدة من إبرة لتدمير العقيدات.

لا تستغرق العملية سوى عشرين دقيقة، وتتم تحت التخدير وتسمح للمريض بالعودة إلى المنزل في ذلك اليوم، في حين تستغرق جراحة إزالة الغدة الكظرية ساعة ونصف إلى ساعتين وتتضمن تخدير المريض بشكل عام وإقامة ليلتين أو ثلاث ليالٍ في المستشفى.


أثبتت تجربة TTT في 28 مريضا يعانون من ارتفاع ضغط الدم الأولي والتي نُشر عنها في مجلة The Lancet الشهر الماضي "إثباتا للمبدأ". تمكن أربعة مرضى من التوقف عن تناول الأدوية تماما بعد الخضوع للإجراء بينما تحسن ضغط دم 12 آخرين بشكل كبير أو خفض تناول الأدوية إلى النصف، كما توقف إنتاج الجسم للكثير من هرمون الألدوستيرون في ثلاثة أرباع المشاركين.

وقال البروفيسور موريس براون، أحد مؤلفي دراسة لانسيت وأستاذ الغدد الصماء في مؤسسة بارتس هيلث التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في لندن: "يمكن أن يغير هذا الإجراء حياة واحد من كل 20 شخصا يعانون من ارتفاع ضغط الدم عن طريق تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية وعدم انتظام ضربات القلب. 

يشعرون بتحسن، ولديهم المزيد من الطاقة، وهم أقل اكتئابا ويصلون إلى ضغط دم طبيعي دون الحاجة إلى تناول دواء كل يوم أو إجراء عملية جراحية".

وقال براون، الذي يعمل أيضا أستاذا لارتفاع ضغط الدم الصماء في جامعة كوين ماري في لندن: "لقد عرفنا عن ارتفاع الألدوستيرونية الأولية منذ 70 عاما ولكن لم يتغير شيء في كيفية إدارته لمدة 30 عاما. والآن أصبحنا قادرين على الابتعاد عن قطع عضو كامل من أجل عقدة بحجم الظفر وتحسين حياة الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم لهذا السبب بالذات بشكل كبير.

وقال: "إنه لأمر مثير للغاية عندما يخضع الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط لسنوات لهذا الإجراء ويعودون إلى المنزل في نفس اليوم ويجدون أن ضغط دمهم عاد إلى طبيعته حرفيا في اليوم التالي".

وقد قام خبراء من جامعة كوين ماري لندن، ومستشفى بارتس، ومؤسسة مستشفيات جامعة لندن، وجامعة كامبريدج، ومستشفى أدينبروك في كامبريدج بتطوير تقنية TTT بشكل مشترك.

وتجري الآن تجربة أخرى، تشمل 110 مريضا، لاختبار كيفية عمل تقنية TTT.


وقالت الدكتورة بولين سويفت، رئيسة جمعية Blood Pressure UK، إن نتائج التجربة التي أجريت على 28 مريضا "مشجعة للغاية. ويبدو أن هذه التقنية الأقل توغلا آمنة وفعالة. وهناك العديد من الأفراد الذين يعيشون مع ارتفاع ضغط الدم والذين قد يستفيدون من هذا العلاج الجديد".

وأضافت: "غالبا ما يُطلق على ارتفاع ضغط الدم اسم "القاتل الصامت" لأنه لا يظهر عادة أي أعراض ملحوظة ولكنه يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض الكلى".

مقالات مشابهة

  • مرضى ارتفاع ضغط الدم والصيام
  • أسباب ارتفاع ضغط الدم وكيفية علاجه
  • «استشاري تغذية»: الهدف من الصيام ضبط السكر
  • الصحة تحذر من تناول العرقسوس لمرضى الكلى والضغط.. وتوضح مكوناته الضارة على أعضاء الجسم.. وأطباء يقدمون روشتة
  • نصائح لتجنب ارتفاع السكر التراكمي في رمضان.. فيديو
  • مرضى الضغط ممنوعين من بعض الأطعمة في رمضان.. نصائح لصيام آمن
  • تقنية جديدة تنقذ آلاف المرضى بضغط الدم.. دون جراحة
  • قبل تناوله.. 4 مخاطر لـ العرقسوس على مرضى الكلى والضغط والسكري
  • تأثير تناول التمر على الإفطار في رمضان: هل يمكن أن يساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم؟
  • طقس الغد.. ارتفاع في درجات الحرارة وأجواء مستقرة بشكل عام ‏