في سياق التطورات السياسية المستمرة في سوريا، كشف فاسيلي نيبينزيا، المندوب الدائم لروسيا لدى مجلس الأمن الدولي، عن تفاصيل جديدة حول مشاورات مغلقة جرت في المجلس بخصوص الوضع السوري.

وأوضح نيبينزيا، خلال إحاطته الإعلامية يوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2024، أن المجلس يشهد توافقًا عامًا حول ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وأهمية حماية المدنيين، ورغم هذا الإجماع أكد أن المشاورات لم تخلُ من النقاط العالقة والتحديات التي تواجه الأطراف الدولية في تحديد ملامح المرحلة المقبلة.

مفاوضات هادئة

أكد نيبينزيا أن مشاورات مجلس الأمن بشأن سوريا كانت "إيجابية"، رغم أن الجميع، بما في ذلك أعضاء المجلس، فوجئوا بتغير السلطة في دمشق.

وأشار إلى أن روسيا تراقب عن كثب الوضع الراهن في سوريا، مشيرًا إلى تناقض التصريحات الصادرة عن إسرائيل بشأن الجولان، ما يعكس التعقيد الذي يواجهه المجتمع الدولي في التعامل مع الوضع السوري.

وأشار المندوب الروسي إلى أن مجلس الأمن الدولي يناقش إعداد وثيقة بشأن سوريا قد تصدر في الأيام المقبلة، هذه الوثيقة ستتضمن رؤى مشتركة حول كيفية التعامل مع الأزمة السورية، وتحديدًا في ظل ما وصفه بـ "الوضع المتقلب" في البلاد.

رؤية أمريكية وصينية

من جانبها، أكدت الولايات المتحدة على ضرورة تقييم التطورات على الأرض قبل اتخاذ أي مواقف حاسمة.

وقال نائب السفيرة الأمريكية، روبرت وود، إن الوضع في سوريا "متقلب للغاية" ومن المحتمل أن يشهد تغييرات يومية، مؤكدًا على أن مجلس الأمن يتفق على ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

في الوقت نفسه، أبدت الصين اهتمامًا كبيرًا بضرورة استقرار الوضع في سوريا، داعية إلى إجراء "عملية سياسية شاملة" بعيدًا عن عودة القوى الإرهابية.

كما أشار السفير الصيني إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يركز على دعم عملية السلام بعيدًا عن أي تدخلات خارجية.

الموقف السوري في ظل التحديات الدولية

فيما يخص الموقف السوري الرسمي، أكد السفير السوري لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، أن الحكومة السورية ستواصل عملها وفقًا للتعليمات الصادرة من دمشق، وأن السفارات السورية ستظل تعمل للحفاظ على مؤسسات الدولة خلال الفترة الانتقالية.

وأضاف الضحاك أن "السوريين يتطلعون إلى إقامة دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون"، مشيرًا إلى أن المرحلة الانتقالية ستشهد تعاونًا مكثفًا من الحكومة الحالية مع الحكومة الجديدة المنتظرة.

نتائج محتملة

من المتوقع أن تواصل المشاورات في الأيام القادمة مع التركيز على إصدار إعلان مشترك من قبل المجلس، يهدف إلى توحيد المواقف الدولية حول سوريا.

وعلى الرغم من التحديات والمواقف المتباينة، فإن هناك تفاؤلًا بحصول توافق في مجلس الأمن يساهم في الدفع بعملية السلام.

بناءً على هذه المستجدات، تبقى سوريا على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي، مع ترقب لإعداد الوثيقة التي قد تعكس تطورًا مهمًا في كيفية التعامل مع هذا النزاع الممتد والمعقد.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اتخاذ أعضاء المجلس استقرار الأراضي السورية الاطراف الدولية الامن الدولي التطورات السياسية التصريحات الجولان التطورات السفارات الروس المستجدات المشاورات المرحلة المقبلة المندوب الروسي الولايات المتحدة الوضع الراهن

إقرأ أيضاً:

استمرار المعاناة وجهود دولية لوقف التصعيد.. آخر تطورات الوضع في غزة

يشهد قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي تصاعدا مستمرا في الأحداث العسكرية التي خلفت أعدادا ضخمة من الشهداء والجرحى نتيجة الغارات الإسرائيلية المستمرة، ومع تصاعد التوترات، تواصل الجهود الدولية لاحتواء الأزمة ووقف إطلاق النار، في الوقت الذي تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية في القطاع. 

تطورات الوضع في غزة 

قال الدكتور عبدالله نعمة، الخبير بالعلاقات الدولية والاستراتيجية، إنه من الواضح أن المفاوضات في غزة اوشكت على الانتهاء وخاصة أن مصر أعلنت قبل نهاية السنة 2024 ان هناك تقدم كبير في هذه المفاوضات وانها وصلت بين الطرفين لبلورة الاسماء بجميع المجالات من حكم غزة لخروج السجناء وطبعا هذا جاء نتيجة جهود جبارة لجمهورية مصر العربية وعلى رأسها القيادة السياسية. 

وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه كان هناك تفاهم كبير بين الرئيس المنتخب دونلد ترامب والرئيس السيسي على بلورة هذا الاتفاق وازالة العقبات الكبيرة وخاصة نحن نعلم أن الجانب الاسرائيلي صعب للغاية بالتفاوض لأنه كلما وصلوا معه على بلورة الإتفاق يطمع بالأكثر.

وتابع: "ولكن اعتقد أن الرئيس الأمريكي الجديد يريد ان ينتهي من موضوع غزة قبل دخوله البيت الابيض ويعلن الاتفاق نتنياهو عند تسلم دونالد ترامب سدة الحكم في البيت الابيض ويقدمها نتنياهو هدية له".

واختتم: "ولا ننسى الدور القطري الجهد الكبير لما تقدمه قطر في هذه المفاوضات، وخاصة نحن نعلم ان سحب ذراع ايران من غزة ليس بالسهل وهي من اطالت هذه المفاوضات ولكن في النهاية أشرفت هذه المفاوضات على الانتهاء وخاصة أن الرئيس دونالد ترامب يهدد بالجحيم على غزة لو ما انجزت قبل 20 يناير من الشهر الحالي".

ومن جانبها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس الأربعاء عن ارتفاع إجمالي عدد الشهداء إلى 45.936 فلسطينيا منذ بداية الغارات الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2024. كما ارتفع عدد المصابين إلى 109.274 شخصا، وسط تدهور حاد في الوضع الصحي في القطاع. 

مقـ.ــتل 3 جنود إسرائيليين جراء انفجار عبوة ناسفة شمال قطاع غزةالجيش الإسرائيلي يزعم العثور على جثماني أسيرين كانا محتجزين في غزة

وتواصل قوات الاحتلال ارتكاب المجازر بشكل متكرر، حيث سجلت الـ 24 ساعة الماضية وقوع ست مجازر أسفرت عن استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 78 آخرين.

واستمرت مصر في لعب دور محوري في تقديم الدعم الإنساني والطبي إلى قطاع غزة، حيث أفادت التقارير أن حوالي 80% من المساعدات الإنسانية والطبية التي وصلت القطاع كانت من خلال الجهود المصرية. 

بالإضافة إلى ذلك، تواصل مصر جهودها في السعي لوقف إطلاق النار، مع العمل على ضمان الاستقرار في المنطقة، من خلال التنسيق المستمر مع الأطراف الدولية والمحلية.

وفي تصريحات حديثة، أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن تفاؤله بالتقدم المحرز في المفاوضات الجارية بشأن تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وأوضح أن الولايات المتحدة قريبة جدا من التوصل إلى اتفاق شامل يشمل وقف إطلاق النار في قطاع غزة. 

وأكد بلينكن أن المفاوضات تهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وعلى الجانب الآخر، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ارتفاع عدد القتلى في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي نتيجة انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية بالقرب من حدود قطاع غزة، والحادث أسفر عن مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين، من بينهم جندي في حالة حرجة. 

غارات إسرائيلية على غزة فجر اليوم

وقد أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي آخر شمال قطاع غزة نتيجة انفجار عبوة ناسفة في المنطقة نفسها.

ومع استمرار العدوان، أفادت التقارير بأن الشرطة الفلسطينية ستتولى إدارة قطاع غزة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، مع تسليم بعض المناطق في معبر رفح للسلطة المصرية.

 وتشير هذه الخطوات إلى تحول في آلية التحكم في القطاع بعد الأزمات العسكرية المستمرة، مع دور محوري لمصر في تسهيل مرور المساعدات والمشاركة في المفاوضات.

والجدير بالذكر، أنه يبقى الوضع في قطاع غزة يمر بظروف إنسانية صعبة وسط الغارات المتواصلة، في وقت تسعى فيه الجهود الدبلوماسية الدولية والمحلية إلى التوصل إلى حلول لوقف التصعيد. 

وتأمل العديد من الأطراف في التوصل إلى اتفاق شامل يوقف إطلاق النار ويؤمن المعونات الإنسانية للقطاع، في ظل استمرار معاناة السكان المدنيين.

اللواء سمير فرج: الشرطة الفلسطينية ستتولى إدارة غزة بعد انسحاب إسرائيلإعلام عبري: الجيش الإسرائيلي يعمل ضد المستوى السياسي لوقف حرب غزة

مقالات مشابهة

  • الجزائر تدعو مجلس الأمن لجلسة مغلقة حول الوضع الخطير للأونروا
  • باسيل: عون أمام تحديات كبيرة أبرزها سوريا وإسرائيل
  • إعلامي: الوضع في سوريا يدخل مرحلة مخيفة
  • مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة بشأن سوريا
  • مصر وقبرص واليونان يدعون لعملية سياسية شاملة في سوريا واحترام سيادتها
  • استمرار المعاناة وجهود دولية لوقف التصعيد.. آخر تطورات الوضع في غزة
  • مجلس الأمن يناقش الوضع في سوريا
  • مندوب سوريا بمجلس الأمن: نطالب بإلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضى السورية
  • مخالف للقانون الدولي| مندوب مصر بمجلس الأمن: ندين احتلال إسرائيل للأراضي السورية
  • حلف قبائل حضرموت والسلطة المحلية يعلنان موقفهما من خطة المجلس الرئاسي لتسوية الوضع بالمحافظة