المزارعة رحاب دويكات.. قصة تحدٍ بمواجهة إرهاب المستوطنين
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
نابلس - خاص صفا
رغم تكرار اعتداءات المستوطنين على أرضها، تصر المزارعة الخمسينية رحاب دويكات على إصلاح ما خربه المستوطنون وإعادة زراعتها من جديد، رافضة الاستسلام لليأس والإحباط.
وتملك المزارعة دويكات (54 عاما) وزوجها قطعة أرض مساحتها 8 دونمات في قرية روجيب شرق نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، وهي قريبة من مستوطنة "ايتمار"، ما جعلها عرضة لاعتداءات المستوطنين المتكررة.
ومنذ العام 2017 شرعت دويكات باستصلاح أرضها مستفيدة من خبرتها التي اكتسبتها من خلال التطوع في جمعية الإغاثة الزراعية، وزرعتها بأشجار الزيتون والعديد من أصناف الخضار.
وحصلت دويكات على دعم من الإغاثة الزراعية التي زودتها بأشتال الزيتون من خلال حنان الدبواني وهي مغتربة فلسطينية في الولايات المتحدة، واشترت هي من مالها الخاص 50 شجرة كبيرة ليصل مجموع الأشجار في أرضهم إلى 250 شجرة.
وبجهد ذاتي، وبمساعدة من زوجها وبناتها أحيانا والعمال أحيانا أخرى، استطاعت تحويلها من أرض بور إلى جنة خضراء وأحاطتها بسلسلة حجرية وسيجتها، الأمر الذي لم يرق للمستوطنين الذين يطمعون بالتمدد على أراضي المنطقة ولا يريدون أي عائق في طريقهم.
عمل شاق وتكاليف باهظة
وتواظب دويكات على العمل في أرضها بشكل شبه يومي للعناية بالأشجار وسقايتها، ويعاونها بعض العمال بالأجرة، ويرافقها في أيام الجمعة والسبت زوجها الذي يعمل بالداخل المحتل.
وخلال السنوات الست الماضية، كانت تعمل بيدها بمعاونة زوجها والعمال، وقد أنفقت في استصلاح الأرض ما يزيد عن 70 ألف شيكل.
وقالت: "كنت أعمل من السادسة صباحا وحتى الثامنة مساء وأبني السلاسل بيديّ، ودفعت أجور عمال، واضطررت للاقتراض لإتمام المشروع".
وتابعت: "كنا نحضر الجرافة للعمل ونراقب تحركات جنود الاحتلال في المعسكر القريب ونستغل انشغالهم لكي تعمل الجرافة لمدة ساعة أو نصف ساعة لحفر حفرة أو إزالة صخرة كبيرة".
تضييق واعتداءات
وخلال العام 2022 تعرضت أرضها لأربع هجمات من المستوطنين قطعوا خلالها 150 شجرة، واستهدفوا الأشجار المحملة بالثمار قبيل موعد قطفها في أكتوبر/ تشرين الأول.
وقالت: "كانت صدمة كبيرة أن أرى الأشجار التي غرستها بيدي وتابعتها يوما بيوم حتى كبرت وأثمرت، لأجدها وقد قطعت بيوم وليلة".
وتؤكد أن هذه الاعتداءات تزيدها إصرارا على مواصلة العناية بأرضها، مضيفة: "في كل ساعة نسمع عن اعتداء هنا أو هناك لكن هذه الاعتداءات لن تصيبني بالإحباط، ولو كنت سأحبط لكنت أُحبطتُ في بداية عملي بالزراعة".
ولم تتوقف اعتداءات المستوطنين هذا العام في محاولة منهم لدفعها لترك أرضها، وقبل عدة أيام وضعت خزان مياه وملأته، وبعد مغادرتها جاء مستوطن وأفرغ محتوياته من الماء بالأرض.
وأضافت: "في اليوم التالي سرق المستوطن الخزان بعد قص السياج، فأعدت تركيب السياج، وعندما عدت بعد يومين كان قد سرق السياج أيضا، وبعد البحث وجدت الخزان والسياج في أرض يستولي عليها ويستخدمها للزراعة".
وتشير إلى تواطؤ جنود الاحتلال مع المستوطن تارة بتوفير الغطاء له لممارسة اعتداءاته، وتارة أخرى عبر التضييق عليها ومنعها من إحضار آليات تسهل عملها.
فخلال وجودها في مزرعة المستوطن، جاء جنود الاحتلال واستجوبوها عن سبب تواجدها هناك، وعندما أخبرتهم أن المستوطن قد سرق الخزان والسياج، طلبوا منها إثبات ملكيتها لهما.
وقالت: "قلت للجنود كيف رأيتموني وأنا أدخل هنا لكنكم لم تروا المستوطن وهو يسرق معداتي من أرضي؟".
وتشتكي دويكات من غياب الدعم الرسمي للمزارع الفلسطيني الذي يواجه إرهاب المستوطنين كل يوم لوحده.
وأوضحت أن وزارة الزراعة وعدتها بدفع ربع التكاليف التي أنفقتها في أرضها، وتم فتح ملف لها، وطلبوا منها فتح حساب بنكي، لكن حتى الآن لم تحصل على شيء.
ولفتت إلى أن مؤسسة الإغاثة الفرنسية قدمت لها 39 شجرة زيتون بعد تقطيع الأشجار، وكل أسبوع تزرع 3 أشجار فقط بسبب صعوبة الحفر اليدوي في الصيف.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: نابلس استيطان اعتداءات المستوطنين الضفة الغربية
إقرأ أيضاً:
شرع في قتل ضابط وخطط لأعمال إرهاب.. المحكمة تؤجل محاكمة الإرهابي «طارق عربان» للغد
قررت الدائرة الأولى إرهاب في وادي النطرون اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024، تأجيل محاكمة الإرهابي طارق عربان «شاعر رابعة» والمتهم بالشروع في قتل ضابط و التخطيط لأعمال إرهابية، لجلسة غد، لتعذر حضور المتهم من محبسه.
وكانت المحكمة قد أجلت لحضور محامي المتهم الأصيل كطلب المتهم وأمرت المحكمة بإيداع المتهم طارق محمود بمركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون على ذمة القضية مع استمرار حبس المتهم لذات الجلسة*
وكانت الدائرة الأولى إرهاب برئاسة المستشار سامح عبد الحكم بمركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون بأولى جلسات محاكمة الإرهابي طارق محمود الهارب منذ ٢٠١٥ تأجيل نظر الدعوى لجلسة الأحد ٢٤ نوفمبر لحضور المحامي الأصيل عن المتهم وأمرت المحكمة بإيداع المتهم بمركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون على ذمة القضية
وواجهت المحكمة المتهم بالتهم المنسوبة إليه فأنكرها، وقرر أنه شاعر واسم شهرته طارق عربان، وله عدة دواوين منها ( رسالة إلى القناص - ويا عسكري البهوات ) وأنه كان مكلف بإلقاء دواوين الشعر على منصة ميدان رابعة العدوية أثناء اعتصام جماعة الإخوان بالميدان، مشيرا إلى أنه غادر البلاد منذ 2015 إلى دولة السودان ومنها إلى ماليزيا وحضر إلى مصر منذ أشهر وتم بعدها إلقاء القبض عليه في شهر سبتمبر الماضي وذلك لتقديمه للمحاكمة.
عقدت الجلسة برئاسة المستشار سامح عبد الحكم رئيس المحكمة وعضوية المستشارين عبد الرحمن صفوت الحسيني وياسر عكاشة المتناوي ومحمد مرعي ووائل محمد مكرم.
وكانت الإدارة العامة لمباحث تنفيذ الأحكام قد تمكنت من ضبط المتهم بعد أن ظل هارباً منذ ارتكابه الواقعة في2015 وبعد صدور حكم غيابي ضده وتم عرضه على النيابة العامة في 25 سبتمبر 2024.
وفق تحقيقات النيابة فإن المتهم انضم لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوى إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها و الاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، بأن انضم الى جماعة جهادية تدعو إلى جهاد الحاكم والخروج عليه وتكفير المجتمع لعدم تطبيقه للشريعة الإسلامية، وتهدف إلى التعدي على المنشآت والمؤسسات الحكومية بهدف الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وكان الإرهاب من الوسائل التي يستخدمها تلك الجماعة في تنفيذ أغراضها وانضم إليها مع علمه بذلك وكان ذلك على النحو المبين بالتحقيقات
ووجهت النيابة في تحقيقات القضية أن المتهم شرع في قتل عمرو عبد الرؤوف إبراهيم نقيب شرطة، الضابط بالعمليات الخاصة بالأمن المركزي، حال كونه من القائمين على تنفيذ أحكام القسم الأول من الباب الثاني من الكتاب الثاني من قانون العقوبات وكان ذلك عمداً مع سبق الإصرار بأن بيت النية وعقد العزم على ذلك، وأعد لذلك الغرض سلاح ناري "بندقية آلية" وحال قيام المجني عليه بتنفيذ إذن النيابة العامة الصادر قبل المتهم بضبطه وتفتيش سكنه أطلق صوبه هو والقوة المرافقة وابلًا من الأعيرة النارية قاصداً من ذلك قتله، فأحدث إصابته المثبتة والموصوفة بالتقرير الطبي خاصته المرفق بالتحقيقات والتي نتج عنها أن تخلف لديه عاهة مستديمة يستحيل برؤها وهي فقد إبصار العين اليمنى إلا أنه خاب أثر جريمته لسبب لا دخل لإرادته به ألا وهو تدارك المجني عليه بالعلاج وكان ذلك على النحو المبين بالتحقيقات.
ونسبت النيابة في التحقيقات أن المتهم أحرز سلاح ناري بندقية آلية لا يجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها وكان ذلك بقصد استعمالها في نشاط يخل بالأمن العام، كما أحرز ذخائر مما تستعمل على السلاح موضوع الاتهام السابق دون أن يكون مرخصاً لهم في حيازتها أو إحرازها وكان ذلك بقصد استعمالها بنشاط يخل بالأمن العام وكان ذلك على النحو المبين بالتحقيقات.
اقرأ أيضاًالسجن 15 عامًا لـ 5 أشخاص قتلوا «عامل» في العياط
«حاميها حراميها».. حبس سائق بتهمة الاستيلاء على أموال شركة بالمعادي