في خطوة مهمة في تطورات الأزمة السورية، أعلنت موسكو أنها على اتصال مباشر مع الفصائل المعارضة السورية، التي يضمن قادتها أمن القواعد العسكرية الروسية في البلاد، بما في ذلك القاعدة البحرية في طرطوس والقاعدة الجوية في حميميم. 

وأكد مصدر في الكرملين لوكالة "تاس" الروسية، أن “المسئولين الروس على تواصل مع ممثلي المعارضة الذين تعهدوا بتأمين سلامة القواعد العسكرية والمؤسسات الدبلوماسية الروسية في سوريا.

رحيل الأسد وتداعياته على الأمن الروسي في سوريا

وجاءت هذه التصريحات بعد رحيل بشار الأسد، إثر الهجوم الواسع الذي شنته فصائل المعارضة، والذي بدأ في 27 نوفمبر 2024. 

ومع تقدم المعارضة نحو دمشق، تمكنت من السيطرة على العديد من المدن والمحافظات السورية، بما في ذلك حلب وحماة وحمص، قبل أن تصل العاصمة. ويعزز ذلك المخاوف الروسية بشأن سلامة قواتها ومصالحها في سوريا، حيث تمتلك موسكو قاعدتين عسكريتين في البلاد: واحدة بحرية في ميناء طرطوس، وأخرى جوية في ريف اللاذقية.

ومن جانبها، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن القواعد العسكرية الروسية في سوريا في حالة تأهب قصوى، ولكن "لا يوجد تهديد كبير للأمن في الوقت الراهن".

وفي رد على أسئلة حول مستقبل الوجود الروسي في سوريا، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن "روسيا حريصة على الحفاظ على علاقاتها مع سوريا، وأن مصالحنا المشتركة تعد أمرًا حاسمًا في هذه المرحلة". كما أضافت الوزارة أن موسكو لا تزال تدير سفارتها في دمشق، حيث أكد ممثل السفارة الروسية أن "الوضع في العاصمة السورية مستقر، وكل شيء على ما يرام".

وفي ظل هذه التطورات السريعة، نقلت وكالة "تاس" عن مصادر دبلوماسية عربية أن قيادة المعارضة السورية قد ضمنت سلامة البعثات الدبلوماسية الأجنبية، بما في ذلك السفارة الروسية في دمشق، على الرغم من الظروف المتغيرة في البلاد.

 وأضافت المصادر أن "الوضع في سوريا يتغير بسرعة، ومن الصعب التنبؤ بمزيد من التطورات".

الأمم المتحدة: يجب اتخاذ التدابير اللازمة في سوريا لحماية الأقلياتمحمد عز العرب: إسرائيل تستغل التطورات المتسارعة في سوريا لتعزيز نفوذها العسكريبريطانيا تلمح لإمكانية رفع الحظر عن هيئة تحرير الشام في سوريا

وفي الوقت نفسه، أفادت "تاس" بأن السفارة السورية في موسكو شهدت بعض التغييرات الرمزية، حيث تمت إزالة اللافتة عند مدخلها وأطفئت الأنوار.

وفي إطار التحركات الدولية، طلبت روسيا من مجلس الأمن الدولي عقد مشاورات طارئة لمناقشة الوضع الراهن في سوريا وتداعيات رحيل الأسد. وقال دميتري بوليانسكي، النائب الأول للممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة: إن المشاورات قد تعقد اليوم، مشيرًا إلى أن "العمق الكامل للأحداث في سوريا وعواقبها على البلاد والمنطقة بأكملها لم يتضح بعد". وأضاف أن النقاش قد يشمل تطورات الوضع في الجولان السوري المحتل، حيث تتم عملية فك الاشتباك بقيادة قوة المراقبة التابعة للأمم المتحدة.

 ويترقب المجتمع الدولي تطور الأحداث في سوريا وكيفية تأثير هذه التغيرات على أمن المنطقة واستقراره.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد المعارضة دمشق موسكو الأزمة السورية الأسد سقوط نظام الأسد نظام الأسد المزيد المزيد الروسیة فی فی سوریا

إقرأ أيضاً:

زعيم المعارضة التركية يتهم أردوغان بالتخلي عن فلسطين.. ما علاقة سوريا؟

انتقد زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب "الشعب الجمهوري"، أوزغور أوزيل، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة بسبب ما اعتبره "تخليه" عن القضية الفلسطينية بسبب الصمت إزاء خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير أهالي قطاع غزة، معتبرا أن ذلك يأتي مقابل مكاسب جديدة لأردوغان في سوريا.

وقال أوزيل  في تصريحات صحفية خلال زيارته إلى منطقة زلزال 6 شباط /فبراير جنوبي تركيا، "أقول للجميع في تركيا: القضية الفلسطينية كانت دائما قضيتنا، منذ أن أسس رئيسنا الثالث بولنت أجاويد علاقاته مع ياسر عرفات، ومنذ دعم اليسار التركي لنضال تحرير فلسطين. كما أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال قضية وطنية بالنسبة لحكومات تركيا".

وأضاف منتقدا الرئيس التركي "عندما كان الصراع مع إسرائيل مفيدا له، استغل أردوغان ذلك إلى أقصى حد. والآن، بعد أن توصلت إسرائيل وأمريكا إلى اتفاق بشأن ترتيب الأوضاع في سوريا، يبدو أن الرئيس المشارك السابق لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي لم يتخلَّ عن هذا الدور كما يزعم، قد مُنح دورا في هذه الخطة".


واعتبر زعيم المعارضة التركية أن أردوغان "راضٍ عن هذا الدور، رغم أنه يتضمن اقتلاع الفلسطينيين من غزة وترحيلهم، ومع ذلك يلتزم الصمت"، مضيفا "ليس من حقه أن يظل صامتا أمام ذلك. وكل يوم يمر وهو صامت، يفقد شرعيته أكثر".

وتطرق أوزيل إلى نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة وموقف الناخبين الذين صوتوا لأردوغان من القضية الفلسطينية، وقال إن "أردوغان لم يتمكن من الفوز في الجولة الأولى، وفي الجولة الثانية فاز بفارق ضئيل، حيث حصل على 51.5 بالمئة من الأصوات الصحيحة. فهل من صوتوا له فعلوا ذلك ليتخلى عن فلسطين بهذه الطريقة؟".

وأضاف أن "كل يوم يمر وهو صامت بشأن هذه القضية، فإن شرعيته تتآكل أكثر. لأن الأغلبية الساحقة ممن صوتوا له فعلوا ذلك بناءً على افتراض أنه سيحافظ على موقف تركيا التقليدي من فلسطين، وسيلتزم بالتصريحات التي أدلى بها سابقا".

وأردف أوزيل مخاطبا أردوغان "ولكن إذا أدرت وجهك إلى إسرائيل وأدرت ظهرك لفلسطين، فأنت تفقد شرعيتك. وهذا سبب إضافي يدعو إلى ضرورة وضع صناديق الاقتراع في أقرب وقت، وطرح السؤال على الشعب: ماذا تقولون الآن؟".

في المقابل، علق المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم عمر تشليك على تصريحات زعيم المعارضة التركية بحق أردوغان، مشددا على موقف الأخير الثابت من دعم القضية الفلسطينية.


وقال تشليك في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، السبت، إن "أوزيل ارتكب أحد أكثر الأفعال اللاواعية في التاريخ السياسي بمحاولته التشكيك في حساسية رئيسنا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية"، معتبرا أن الاتهام التي وجهها زعيم المعارضة لأردوغان إن "سقوط سياسي كامل".

وأضاف أنه جرى التعبير عن موقف أردوغان بشكل واضح "في التصريحات الصادرة نيابة عن حزبنا وحكومتنا"، لافتا إلى أن الرئيس التركي "يؤكد أن إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة والمتكاملة جغرافيا في حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو أحد المبادئ الأساسية في حياته السياسية".

وكان رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش، أكد أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى "حلم" يستحيل تحقيقه، مشددا على أن ذلك يتعارض أيضا مع حقوق الإنسان والقانون الدولي.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الروسية: مستمرون في دعم سوريا ونتوقع تطور العلاقات في المستقبل
  • السلطات السورية تمنع القوات الروسية من دخول طرطوس
  • لافروف: موسكو ستفعل كل ما هو ضروري لحماية المصالح الوطنية الروسية
  • أخبار الفن: سبب وفاة الفنانة السورية إنجي مراد.. رحيل الشاعر عماد قطري
  • تنبّأت بوفاتها قبل أسبوعين.. رحيل الفنانة السورية إنجي مراد
  • الداخلية:الحدود العراقية السورية مؤمنة 100%
  • زعيم المعارضة التركية يتهم أردوغان بالتخلي عن فلسطين.. ما علاقة سوريا؟
  • دول البلطيق تنهي ارتباطها بشبكة الكهرباء الروسية لمنع موسكو من استعمال الطاقة كورقة ابتزاز
  • تهديد أمريكي لرئيس عربي بمصير الأسد يفجر غضبا وجدلا واسعا
  • موقع إيطالي: ما الذي تخفيه المفاوضات حول مستقبل القواعد الروسية بسوريا؟