قلب أم يغرق.. رمت طفليها إلى الحياة وغرقت بأسيوط
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
في ليلة حالكة السواد، وبين صمت الماء وصخب المأساة، رسمت أم لوحة نادرة من التضحية الأمومية، مشهد ترعة الإبراهيمية بمركز ديروط لم يكن فقط ساحة لحادث مأساوي بل شاهدًا على بطولة إنسانية تخلدها الذاكرة.
كانت السيارة تمضي بركابها على الطريق، لكن القدر رسم مسارًا آخر، انزلقت إلى مياه الترعة دون إنذار، لتبدأ فصول حكاية حزينة.
وسط الفزع والغرق، اتخذت تلك الأم قرارًا أشبه بمعجزة: ألقت بطفليها نحو الحياة، تاركةً نفسها للمصير المظلم.
لم يكن رجوع الميكروباص للخلف مجرد خطأ تقني؛ بل كان بداية كارثة، انقلبت السيارة وعلى متنها 14 راكبًا إلى الترعة، لتتحول اللحظة إلى سباق مع الزمن.
الغواصون هرعوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وانتُشلت جثث، بينما يستمر البحث عن مفقودين، لكن الحدث الذي أدمى القلوب كان قصة تلك الأم، اختارت بين أن تترك طفليها للمجهول أو أن تهبهما فرصة للحياة، نجت الطفلتان، لكن الأم غرقت، وكأنها تقايض نبضاتها بضحكات صغيرتيها.
بضع لحظات قبل السقوط، كانت أربع سيدات قد غادرن الميكروباص بسبب خلاف حول الأجرة، غير مدركات أن قرارهن أنقذ حياتهن. على الضفة الأخرى، اجتمع الأهالي ورجال الإنقاذ في مشهد عالق بين اليأس والأمل.
الآليات الثقيلة والغواصون عملوا كخلية نحل في محاولة لانتشال الأرواح والمركبة الغارقة.
قصة هذه الأم لن تُنسى بسهولة، ليس لأن الموت كان خاتمتها، بل لأنها اختارت الحياة لطفليها على حساب نفسها، ربما لا تملك الكلمات وصفًا لهذا المشهد، لكنها بالتأكيد ستبقى شاهدة على عظمة الحب الأمومي، الذي يجعل من قلب الأم قارب نجاة، حتى إن غرق هو.
مشاركة
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: ميكروباص غرق ميكروباص ميكروباص اسيوط حوادث الطرق
إقرأ أيضاً:
كيف أصبحت طهران عبئا على إيران بعد 235 عاما؟.. مكران تهيّء نفسها
كشفت المتحدثة باسم الحكومة الإيراني، فاطمة مهاجراني، إن بلاده تفكر في نقل العاصمة من مدينة طهران، إلى مكران، جنوب البلاد.
ما اللافت في الأمر؟
إذا أعلنت إيران تغيير العاصمة فستكون المرة الأولى منذ 235 عاما حيث انتقلت العاصمة من شيراز إلى طهران عام 1789 عند تأسيس الدولة القاجارية على يد آغا محمد خان قاجار.
لماذا الآن؟
تعاني طهران من عدة مشاكل اقتصادية، وسكانية، وبيئية، وينظر إلى خطة نقل العاصمة كحل لمشاكلها، ومحاولة لاستكشاف "الاقتصاد البحري" عبر نقل العاصمة إلى الساحل الجنوبي.
مؤخرا
شكلت السلطات مجلسين يناط بهما معالجة مشاكل العاصمة طهران، واستكشاف مزايا الاقتصاد البحري، بما في ذلك الخطط المحتملة لنقل العاصمة إلى مدينة مكران القريبة من خليج عمان.
ووجه الرئيس مسعود بزشكيان بتسريع وتيرة تطوير شواطئ مكران المطلة على بحر عمان عبر أربعة مقترحات أساسية.
جاء ذلك في اجتماع ترأسه بحضور مسؤولي وزارة الطرق وبناء المدن، ناقش خلاله تطوير شواطئ مكران وبعض التحديات الموجودة بهذه المنطقة.
وأشار الى أن شواطئ مكران من المقرر أن تمثل نموذجاً عصرياً للتطوير وقطباً اقتصادياً وسياساً للبلاد.
وشدد على عزم الحكومة في تطوير هذه المنطقة بشكل مطلوب، إذ تندرج ضمن الأولويات المعتمدة من قبل قائد الثورة واحتياجات البلاد.
ماذا قالوا؟
◼ قالت مهاجراني إن الأمر ليس ملحقا وفي طور الاستكشاف وتسعى الحكومة للحصول على المساعدة من الأكاديميين والخبراء والمهندسين والعلماء والاقتصاديين بهذا الخصوص.
◼ قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن أحد أسباب التفكير في نقل العاصمة إلى الجنوب هو عدم التوازن بين موارد العاصمة طهران ونفقاتها، إلى جانب نقص موارد المياه.
◼ تابع بزشكيان بأن محاولة تطوير العاصمة طهران سيكون مضيعة للوقت، وسيتم السماح لسكانها بالانتقال إلى العاصمة الجديدة إن تم نقلها.
◼ قال أمين مجلس تنمية سواحل مكران حسين دهقان إن منطقة جبل مبارك على الساحل ستتحول الى قطب لصناعة تكرير النفط وتصدير النفط في المنطقة.
◼ قال قائد القوة البحرية بالجيش الإيراني، الأدميرال شهرام إيراني، إنه سيتم افتتاح المرحلة الأولى للمنطقة البحرية الجديدة في شواطئ مكران المطلة على بحر عمان قريبا.
محاولة سابقة
اقترح رئيس السابق، محمود أحمدي نجاد خلال ولايته، نقل العاصمة طهران إلى مدينة برند لكن أحدا لم يعر القضية اهتماما.
نهاية عام 2013 وافق مجلس صيانة الدستور على تشكيل لجنة لدراسة خياري إنهاء مركزية العاصمة، أو نقلها، وتقديم مقترحات خلال عامين لكن المقترحات تأخرت حتى 2020، وضلت حبيسة كتيب أصدره المجلس وأوصى بعدم نقلها.
ماذا ننتظر؟
لن تتغير العاصمة الإيرانية طهران بين يوم وليلة، وقد تأخذ وقتا طويلا قبل أن تصبح واقعا، خصوصا أن مقترح حكومة بزشكيان ليس الأول من نوعه.