هل يؤثر زلزال سوريا على لبنان؟
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
يشكل سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد زلزالاً سياسياً ينضم الى سلسلة الزلازل التي اصابت المنطقة من 7 اكتوبر حتى اليوم، اذ ان النظام السابق في سوريا كان يمسك بيده مجموعة هائلة من المصالح المتشابكة لدول وتنظيمات في المنطقة والعالم، اضافة الى موقع سوريا الاستراتيجي الذي يجعل اي تحول داخلها يؤثر على دول كثيرة من ايران الى السعودية فتركيا وصولاً الى اسرائيل ولبنان وغيرهم، فهل سيكون لما حصل في الايام الماضي تأثيراً مباشراً على الساحة اللبنانية؟ ام ان القرار الدولي المرتبط بلبنان يحفظ الاستقرار العام ويمنع اي ترددات تصيب بنيته السياسية او الاجتماعية؟
الاسئلة كثيرة حول الواقع اللبناني، لكن الاجوبة لا تزال محدودة لدى الاوساط السياسية، خصوصاً أن ما حصل وسرعته لم يكن مفهوماً لا لناحية الأسباب التي أدت اليه ولا لجهة النتائج المترتبة عنه، لذلك فإن التأثر الحتمي بالساحة السورية مرتبط اولاً بالجغرافياً، وبوجود عدد كبير جداً من اللاجئين السوريين في لبنان، لكن شكل هذا التأثير ونوعيته ليس واضحاً بعد وقد يحتاج لأشهر طويلة قبل ان يتبلور بشكل سياسياً بإنتظار تبلور الحالة السياسية الجديدة في سوريا، فقد تتجه الشام الى إقتتال داخلي داخلي بين الفئات الطائفية وقد تتجه الى تناحر بين الاحزاب والقوى والميلشيات المدعومة من قوى اقليمية متناحرة، وقد تتقاتل المجموعات الاسلامية في ما بينها على السلطة، هذا وقد يكون الامر معاكساً اذ قد يتم بناء دولة وتعزيز المؤسسات وخوض تجربة ديمقراطية وان بشكل نسبي.
في لبنان، قد يكون احتفال قوى المعارضة والاحزاب والشخصيات المعادية للنظام السابق، فيه من الضحالة السياسية ما لا يقاس، وكذلك "الحزن" و"اليأس" الذي اظهرته القوى الحليفة لسوريا، اذ ان التطورات التي حصلت والتي ستفرض نفسها اولا على من سيستلم السلطة في سوريا ستجعله يتعامل مع التوازنات في المنطقة ويبني شبكة حماية للنظام الجديد ومصالح للدولة الموعودة، وعليه قد يجد الحكم الجديد في سوريا الخليج العربي خصماً له وقد يجد ايران حليفاً والعكس صحيح، وقد يرى أن الانفتاح على الغرب لا مفر منه وقد يجد ان الجذرية الثورية هي الحل، كلها احتمالات لن تتضح بشكل سريع خصوصاً في ظل التطورات المتسارعة، المستمرة في المنطقة.
تعتقد مصادر مطلعة أن الحالة السياسية اللبنانية ستتجمد، الا في حال كان القرار الدولي ببدء المسار المؤسساتي كبيرا جداً وهذا ما لن يظهر قبل وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى البيت الابيض، فإذا حسم امر انتخاب الرئيس الجديد، فإن القطار اللبناني سيسير وان بحذر، وسيكون هناك دعم خليجي جدي في لبنان لاحداث توازن حقيقي مع الحالة السنية القريبة من تركيا في سوريا، اما في حال قرر الاميركيون عدم الضغط من اجل انتخاب رئيس جديد فإن الفراغ سيستمر لان الاطراف الداخلية ستعود الى رهاناتها السابقة على التطورات الاقليمية وامكانية تحقيق انتصار شامل وكامل على الفريق الآخر.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی سوریا
إقرأ أيضاً:
هل يؤثر النعاس على الوضوء والصلاة؟ دار الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (يغلبني النعاس أحيانًا في الصلاة؛ فما حكم الصلاة والوضوء في هذه الحالة؟).
تأثر الوضوء بالنوموقالت دار الإفتاء إن النوم اليسير أو النُّعَاس لا يَنْقُض الوضوء ولا تبْطُل به الصلاة باتفاق الفقهاء؛ وإنما الذي يَنْقُض الوضوء ويُبْطِل الصلاة هو النوم المستغرق الذي يصل إلى القَلْب ولا يَبْقى معه إدراك، بحيث لا يَشْعُر المصلِّي بمَنْ حوله؛ لأنَّه في هذه الحالة يكون مظنة وقوع الحدث الذي ينقض الوضوء.
وأضافت أن النوم اليسير أو النُّعَاس لا يَنْقُض الوضوء ولا يُبْطِل الصلاة باتفاق الفقهاء؛ وإنما الذي يَنْقُض الوضوء ويُبْطِل الصلاة هو النوم الذي فيه الغَلَبَة على العقل بحيث لا يَشْعُر المصلِّي بمَنْ حوله.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أَنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم نام في صلاته حتى غط ونفخ، ثم قال: «لَا وضُوءَ عَلَى مَن نَامَ قَائِمًا، أو قَاعِدًا، أو رَاكِعًا، أو سَاجِدًا، إنَّمَا الوضُوء عَلَى مَن نَامَ مُضطَّجِعًا، فإنَّهُ إذَا نَامَ مُضطَّجِعًا استَرْخَت مَفَاصِلُهُ».
نقض الوضوء بسبب النومواستدل الفقهاء في هذه المسألة بعدة أدلة؛ منها: ما رواه الإمام البخاري في "صحيحه" عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أَنَّ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا نَعَسَ أَحَدُكُم وَهُو يُصَلِّى فَلْيَرْقُد حَتَّى يَذهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ، فإنَّ أَحَدَكُم إذَا صَلَّى وهو نَاعِسٌ لَا يَدْرِي لَعَلَّه يستَغفِر فَيَسُبَّ نَفْسَهُ».
وأوضحت أن الحديث دليلٌ على أَنَّ الوضوء والصلاة لا ينتقضان بالنُّعَاس أو الغَفْوَة، ودلالة الحديث على عدم انتقاض الوضوء مع أَنَّ فيه الأمر بالرقود جاءت من دلالة المفهوم؛ حيث جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرقاد عند غلبة النوم، هو ما ينتقض به الوضوء، أما النُّعَاس والنوم القليل فلا ينقض.
وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإنَّ الوضوء يُنْقَض وتَبْطُل الصلاة بالنَّوم المستغرق الذي يصل إلى القَلْب ولا يَبْقى معه إدراك؛ لأنَّه مظنة الحدث؛ وأمَّا النُّعَاس محلّ السؤال والذي يكون معه الإنسان سامِعًا لكلام مَن حوله فلا يُنْقِض الوضوء ولا يُبْطِل الصلاة.