المصرية آية طارق بعد فوزها بجائزة "اليونسكو-الشارقة": نحتاج لانتشار ثقافتنا بصورة أكبر
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعربت الفنانة والرسامة المصرية آية طارق عن سعادتها بحصولها على جائزة "اليونسكو - الشارقة" للثقافة العربية في نسختها العشرين، معتبرة أن هذه الجائزة ستكون علامة فارقة في مشوارها المهني.
وقد فازت آية طارق بجائزة اليونسكو - الشارقة للثقافة العربية لعام 2024، والتي تنظمها دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) منذ عام 1998، لتكريم، سنويا، اثنين من الأفراد أو المؤسسات يسعيان من خلال أعمالهما إلى نشر المعرفة والثقافة العربية.
وخلال حفل أُقيم بمقر اليونسكو بباريس، كرمت الدورة الحالية الفنانة المصرية آية طارق، وهي الفائزة بالجائزة المخصصة للشخصية العربية، وأليدجي ألفين توريه، مخرج سينمائي من مالي، الفائز بالجائزة المخصصة للشخصية غير العربية، وذلك تكريما لإسهاماتهما التي قدموها في خدمة الثقافة العربية، من خلال أعمالهما التي أثرت المشهد الثقافي العربي، وساهمت في بناء جسور التواصل بين ثقافات العالم.
وفي حوار خاص مع مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس، قالت الفنانة المصرية آية طارق "سعدت للغاية عندما علمت بحصولي على هذه الجائزة.. فهذه أول جائزة أفوز بها وهذا شرف كبير لي.. هذه الجائزة تعني لي الكثير".
واعتبرت آية أن هذه الجائزة ستكون علامة فارقة في مشوارها المهني، قائلة "الفترة القادمة في مسيرتي المهنية ستكون مختلفة عن تلك التي سبقت هذه الجائزة"، موضحة "هذه الجائزة لفتت انتباهي لاحتياجنا لانتشار ثقافتنا العربية بصورة أكبر.. لذا أعتقد أن خلال الفترة القادمة، سوف أتعمق أكثر في عالم الفن والشعر العربي وفي أصولنا وجذورنا في العلوم والفنون المختلفة، فهذه الفكرة ستكون ملهمة لي في أعمالي القادمة". وأضافت أنه ينبغي أن تكون موضوعات الأعمال الفنية متصلة أكثر بهويتنا العربية وإرثنا وتراثنا مع أهمية استخدام اللغة العربية أكثر.
وُلدت آية طارق بالإسكندرية عام 1989، ودرست فنون جميلة قسم تصوير زيتي، وهي فنانة متعددة التخصصات ولديها مجموعة متنوعة من المشاريع الفنية والأفلام الروائية والتعاون الفني الذي اكتسب شهرة على الساحة الدولية في العديد من مدن العالم. ومن خلال الوسائط المبتكرة واكتشاف أشكال جديدة من الرسم، تسعى آية إلى الاستفادة من تجربتها كفنانة للعودة إلى جذورها وتتجه إلى اتجاهات جديدة وغير مستكشفة.
وذكرت آية - في حديثها - أنه على مدار 16عاما من مسيرتها المهنية، كان هناك تنوع في أعمالها الفنية، حيث تقوم برسم جداريات، في أماكن مختلفة من مدن العالم، منها ولايات امريكية كفلوريدا وبورتلاند، وأيضا في ساو باولو وفي فرانكفورت.
ومؤخرا شاركت في قمة مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP27) التي عُقدت بمصر في 2022 بمشروع متعلق بالتغير المناخي يُدعى "Waking the Giants" عن تأثير التغير المناخي على الكوكب وعلى مدن كثيرة وخاصة الاسكندرية، فهي مهتمة بمسألة ارتفاع منسوب المياه بالبحر الأبيض المتوسط ما سيؤثر على مدن كثيرة منها الاسكندرية.
ولفتت "آية" إلى موضوعات أخرى بدأت تهتم بها منها الأعمال الرقمية، وقالت "أصبح هناك تنوعا أكثر من خلال وسائط متعددة وموضوعات تهم الرأي العام حاليا وتهم الكوكب الذي نعيش فيه". وأقامت في عام 2021 معرض "Token" (توكن)، وقدمت خلاله أعمالا تدمج الفن التشكيلي بالفن الرقمي.
وشددت على أن هذه الأعمال كان لها تأثير كبير في نشر ثقافتنا العربية، وساهمت في خلق نوع من التبادل والتواصل، فعندما يرى شخص العمل الفني، يود التواصل معها وهي أيضا كذلك، وعندما يرى المتلقي سواء الشخص العادي الذي يتجول بالشارع ورأى الجدارية أو المؤسسات الثقافية ستكون مهتمة لمعرفة هذا الفنان المصري صاحب هذا العمل.
من ناحية أخرى، أشارت إلى أن عملها مرتبط بالمكان، أيا كان في فرنسا أو في مكان آخر، فهو يضيف لها وتستمد منه الأفكار، لذا فإن "الفن يعتبر بمثابة جسر تبادل بين الثقافات".
وتُعرف آية على أنها رسامة وفنانة متعددة التخصصات، فقد درست فنون جميلة قسم تصوير زيتي، إلا أنها لم تعمل بتخصصها وقامت برسم جدرايات وتسعى دائما لاكتشاف كل ما هو جديد، قائلة "الفنان بطبيعته لديه شغف أن يجرب كل ما هو جديد وأن يكسر النمط الذي به ليتعلم شيئا جديدا من البداية، وأنا أحب التعلم طول الوقت".
وتعلمت آية تصميم الجرافيك وخاضت تجربة رسم الجداريات وحرصت على تعلم كل ما هو جديد ومعاصر في الفن دون أن تخشى أن تخوض التجربة، مؤكدة على أهمية التواصل مع المتلقي.. وقالت: "هناك تواصل وتسويق على أرض الواقع ومقابلة أشخاص والتعامل معهم وجها لوجه، لكن أيضا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الناس ومع وسائل الاعلام أيضا، فهي "تساهم في جزء كبير من انتشار العمل الفني وانتشار الفنان".
وأشارت إلى أهمية ربط الفن بالقضيا المعاصرة التي نعيشها، مؤكدة أن من مشاريعها المستقبلية، مشروع متعلق بالأمن المائي المصري، لافتة إلى أهمية التعاون مع اليونسكو في هذا الصدد، قائلة "حاليا مهتمة بهذا الملف وأريد القيام بعمل فني عن ذلك، وأعتقد أن منظمة اليونسكو ستكون لها دورا كبيرا في هذا الصدد حيث أن البيئة والأمن المائي من ضمن الملفات التي تهتم بها. وبالطبع أول ما يتم تنفيذ هذا المشروع، سوف أتواصل معهم".
وفي ختام حديثها، سلطت آية الضوء على الرسائل التي تريد إيصالها من خلال أعمالها الفنية، وأولها أن "الخوف ليس له مكان في حياتنا" بمعنى أن الفنان عليه أن يخوض التجربة ويرى أشياء جديدة ويتعامل مع أشخاص جدد دون أي خوف.
وأكدت على فكرة أن الفن مهنة من أسمى المهن الموجودة في البشرية و"أن جزء من طبيعتنا البشرية اننا كائن يحب الجمال والفن والموسيقي ولا نستطيع العيش بدونها".
وشددت على أن "الاستمرارية مهمة"، بمعنى أنه "يجب على الشخص الاستمرار في عمله إذا كان يؤمن بالفعل بما يقوم به، لكي تصل رسالته ولكي يصل للنجاح الذي يريد تحقيقه".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: آية طارق اليونسكو الشارقة اليونسكو هذه الجائزة من خلال
إقرأ أيضاً:
اللبناني محمد طرزي يتوج بجائزة نجيب محفوظ عن روايته «ميكروفون كاتم صوت»
أعلنت دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة اليوم عن منح "ميدالية نجيب محفوظ للأدب" لعام 2024 للروائي اللبناني محمد طرزي عن روايته ميكروفون كاتم صوت. أقيم حفل توزيع الجائزة في قاعة إيوارت التذكارية التاريخية بحرم الجامعة الأمريكية بالقاهرة في التحرير، بحضور نخبة من الكتاب والشخصيات الثقافية من مصر وخارجها.
وقدم الدكتور أحمد دلال، رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، الجائزة للرواية الفائزة التي تم اختيارها من بين ست روايات ضمن القائمة القصيرة، وذلك بناءً على قرار لجنة التحكيم التي ترأستها الدكتورة سارة عناني، أستاذة اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة والفائزة بجائزة بانيبال للترجمة الأدبية، وضمّت أحمد طيباوي، الفائز بجائزة أفضل رواية عربية في معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 2023 وجائزة نجيب محفوظ للأدب عام 2021، وكاي هايكنن، التي كانت تعمل سابقًا في جامعة شيكاغو والفائزة بجائزة بانيبال للترجمة الأدبية من العربية، ويوسف رخا، الروائي والشاعر وكاتب المقالات ومايسا زكي، الناقدة الأدبية والمسرحية التي تتمتع بخبرة تزيد عن ثلاثين عامًا في هذا المجال.
أوضحت الدكتورة سارة عناني، رئيس لجنة تحكيم الجائزة لهذا العام: "اتفقت اللجنة أن رواية ميكروفون كاتم صوت تستحق جائرة نجيب محفوظ لعام 2024 لما تميزت به من عناصر استعارية ومجاز عميق وشخصيات قوية وأسلوب سردي سهل ممتنع.
وقالت إن كانت تتحدث عن لبنان اليوم إلا إنها خرجت من محدودية المكان والزمان المفترض لتكشف واقعًا إنسانيًا عامًا عن أزمة الإنسان المعاصر في مدن تدفن الروح وتقتل الحلم.
وعند تسلمه الجائزة، قال محمد طرزي: لعلّ بكمي إذن هو ما لامس وجدان أعضاء اللجنة الموقّرة، فقرروا منحي أغلى ما يتطلّع إليه الكاتب "الصوت"، وقد تجسّد هذا الصوت على هيئة ميدالية تحمل اسم كاتبنا الكبير، وهم بذلك إنما يضمونني إلى لائحة المبدعين الذين منحوا هذه الجائزة لجودة أقلامهم ولنضالهم الصلب ضدّ الكراهية والطغيان.
جائزة نجيب محفوظ للأدبتُعد "ميدالية نجيب محفوظ للأدب"، التي تأسست في عام 1996، من أبرز الجوائز التي تُمنح لأفضل رواية معاصرة نُشرت باللغة العربية في العامين الماضيين. وتشمل الجائزة مكافأة مالية قدرها 5000 دولار، إلى جانب درع تذكاري وترجمة إنجليزية للرواية الفائزة تُنشر تحت علامة "هوبو" التابعة لدار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
وفي كلمته، أشاد توماس ويلشير، المدير التنفيذي لدار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بجهود لجنة التحكيم قائلاً: "أود أن أشكر لجنة التحكيم المكونة من خمسة أعضاء الذين، على الرغم من جداولهم المزدحمة، أمضوا العام الماضي في قراءة ومراجعة 181 عملاً تقدمت للجائزة من 18 دولة عبر العالم العربي. كانت وفرة الأعمال المتقدمة مصدر إلهام، وجعلت اختيار العناوين الستة ضمن القائمة القصيرة، ناهيك عن تحديد الفائز، إنجازًا يستحق الاحتفال."
وأوضح ويلشير أن اليوم يصادف أيضًا الذكرى الـ113 لميلاد نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا. "وقبل وقت طويل من فوزه بجائزة نوبل عام 1988، كان نجيب محفوظ يُعتبر بالفعل القامة الأبرز في الأدب العربي، إذ ألّف 34 رواية وأكثر من 350 قصة قصيرة وعشرات السيناريوهات وخمس مسرحيات خلال مسيرة أدبية استمرت 70 عامًا، عكست تاريخ مصر خلال القرن العشرين.
جدير بالذكر أن قائمة الفائزين بجائزة نجيب محفوظ للأدب شملت 11 امرأة و15 رجلًا، منهم 13 مصريًا، و3 فلسطينيين، و2 من الجزائر، و2 من لبنان، و2 من سوريا، و1 من المغرب، و1 من العراق، و1 من السودان، و1 من المملكة العربية السعودية.