البيلاتس للمقتدرين في لبنان... فوائد نفسية تضاهي البدنية
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
في لبنان، حيث القلق والتوتر الدائم يرافق اللبنانيين مع كلّ بزوغ فجر، تبرز رياضة البيلاتس وتتزايد شعبيتها.. حتى بات البعض يعدّها جزءاً مهمّاً من روتين حياته. اللجوء لهذه الرياضة يشكّل منفذاً لهولاء بالرغم من كونها مكلفة بعض الشيء. خيارٌ رياضي ممتازٌ لـ"المقتدرين"
للتعريف عن البيلاتس، تقول مارينا خير، وهي عشرينية تمارس هذه الرياضة بشكل دائم، إنه أسلوب حياة.
وتوضح مارينا في حديثها لـ"لبنان 24" أنها في البدء بدأت بممارسة هذه الرياضة لأن إحدى صديقاتها نصحتها بذلك للتخلص من ردودها العصبية والانفعالة الزائدة. وتتابع: "قررت اختبار الأمر وقرأت عن مدى تأثير هذه الرياضة على الحالة المزاجية عبر التنفس، ثمّ خضت التجربة".
مارينا التي شاركت "لبنان 24" تجربتها وعن التغييرات التي مرت بها بفضل البيلاتس من حيث القدرات البدنية والنفسية، تقول: "أصبحت جسدياً أقوى من قبل، لست بحاجة لرفع الاثقال لتقوية عضلاتي وتحسين شكل جسمي". وتكمل: "أعرف أن هذه الرياضة قد تكون مكلفة أكثر من سواها، فالحصة الواحدة بثلاثين دولار أميركي ويمكن ان يكون الاشتراكي الشهري بمئة دولار أو أكثر في بعض النوادي. لكنها خيار ممتاز لكل من يريد التحكم بعضلاته و"عصبيته".
فوائد نفسية تضاهي البدنية
تعتمد رياضة البيلاتس على مجموعة من التمارين تستهدف كل الجسد وتهدف الى تقويته وتحسين لياقته البدنية، كما تعزيز ليونته وقدرته على التوازن.
وبحسب المدربين، تركز تمارين البيلاتس على تقوية عضلات البطن والظهر والحوض، مما يساهم في تحسين الوضعية.
هذا وتساعد تمارين الإطالة على زيادة مرونة الجسم، تحسين حركة المفاصل، الوقاية من الإصابات. كما تعمل تمارين البيلاتس على تحسين التوازن والتنسيق بين أجزاء الجسم المختلفة.
أيضاً، تستهدف هذه الرياضة التنفّس ولعلّ هذا ما يميزها عن غيرها من الرياضات. ووفقاً للمدربين، ترتبط كل حركة في البيلاتس بحركة تنفس معينة، هذا ما يساعد على تحقيق حركة سلسة ومنسقة، تقوية العضلات الأساسية وتحسين المرونة.
وتشير الدراسات الى ان التركيز على التنفس يساعد على زيادة الوعي بالجسم وأجزائه المختلفة، مما يؤدي إلى تحسين التحكم في الحركة.
كذلك، ينشّط التنفس العميق والمنتظم الدورة الدموية مما يساهم في تزويد العضلات بالأوكسجين اللازم.
إضافة الى ذلك، يعتبر التنفس العميق أحد أهم تقنيات الاسترخاء اذ يساعد على تخفيف التوتر والقلق وتحسين المزاج وهو من اكثر العوامل التي تجذب اللبنانيين الى هذه الرياضة.
من أين أتت البيلاتس؟
تعود تمسية هذه الرياضة الى مؤسسها، لاعب الجمباز الألماني، جوزيف بيلاتس في أوائل القرن العشرين. وقد أدخل هذا الألماني مفهوماً جديداً الى التمارين الرياضية التي غالباً ما تعتمد على القدرة البدنية والاوزان العالية، وأطلق نظاماً تدريبياً حديثاً يمزج بين بين قدرات التنفس الصحيح والتحكم بالعضلات.
"تعلمّ كيف تتنفّس"، المقولة الأشهر التي تنسب الى بيلاتس وهي تختصر رحلته وبصمته في عالم الرياضة. وبدأ جوزيف تجربة تدريباته بشكل احترافي عندما عمل في إحدى المستشفيات لإعادة تأهيل مرضى ومصابين غير قادرين على المشي في بريطانيا، بحسب منظمة "بيلاتس فاونديشن".
واستطاع جوزيف إعادة تأهيل العديد من الجنود إضافة الى تحسين حركتهم بفضل آلة "كاديلاك" التي ابتكرها في البداية داخل المستشفيات، ثم طورها مع هجرته إلى الولايات المتحدة وافتتاحه إحدى الصالات الرياضية عام 1920، ليظهر لاحقا جهاز "بيلاتس ريفورمر" الذي بات شائع الاستخدام في أماكن تدريب رياضة البيلاتس.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
"تقنية التنفس" تشفي خمسينياً من أمراضه وتدخله "غينيس"
ساعدت تقنية التنفّس غطّاساً دانماركياً على الشفاء من الربو والتخلص من حساسيّته الصدرية. وتمكن أيضاً من دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية بحبس نفسه لأطول فترة ممكنة.
أعدّت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريراً حول تقنية "حبس النفس" التي استخدمها محترف "الغطس الحر" ستيغ سيفرينسن (51 عاماً)، بعدما أصبح بفضلها يحمل حالياً الرقم القياسي العالمي لأطول فترة تحت الماء دون الخروج للهواء بمدة 22 دقيقة، محطماً الرقم القياسي السابق البالغ 19 دقيقة فقط.
وكشف في حديث للصحيفة أن سر تحقيقه هذا الإنجازات يعود إلى اعتماده تقنية تنفّس التي اكتسبها على مدى عقود من التمرين.
واعتبر أن هذه التقنية منحته حياة صحية خالية من الأمراض الشائعة في هذا العصر.
وأكد أنه بدأ بممارسة تقنية التنفس، لم يعد بحاجة إلى دخول المستشفى، بعدما تعافى من نوبات الربو والحساسية، التي كان يعاني منهما لسنوات طويلة.
رغم وجود بعض المشككين بقدرة سيفرينسن على حبس نفسه لفترة طويلة، أضاء العديد من الأطباء على فوائدها الصحية وقدرتها على تنشيط الجهاز العصبي وتحسين وظائف الرئة، وتعزيز الإدراك الذهني.
وقال أستاذ "علم التنفس" بجامعة ديبول في شيكاغو الدكتور ليونارد أ. جيسون "حبس النفس البسيط بأمان، يمكن أن يفعل المعجزات لصحتك عند ممارسته ضمن نظام حياتك اليومي".
بالمقابل، حذر جيسون المبتدئين من خطورة حبس نفسهم لفترة الطويلة، لأنها قد تعرّضهم للإصابة بالدوخة والإغماء. كما يمكن أن تعرّضهم للوفاة، بسبب انخفاض مستويات الأكسجين في الدم بشكل خطير.
أما بالنسبة للغطاس الخمسيني، فشرح جيسون أنه تدرّب لسنوات طويلة على هذه التقنية، ما جعل جسمه أكثر قدرة على التكيّف وتحمّل النسبة القليلة من الأكسجين خلال التنفس.
وتابع: "كلما كان الجسم أفضل في توصيل الأوكسجين إلى خلايا الجسم، كان ذلك أفضل في إصلاح الضرر والتخلص من السموم، وقد ثبت علمياً أن هذا يقلل من خطر الإصابة بكل بالأمراض الجسدية والنفسية".
وفيما تتضاءل كفاءة عمل الرئتين مع التقدم في العمر، شرح سيفيرينسن سبب قدرته على مواصلة حبس نفسه لفترة طويلة بالقول: "عندما يحافظ الشخص على مرونة القفص الصدري والحجاب الحاجز، يمكنه أيضاً الحصول على المزيد من الأوكسجين وزفير ثاني أكسيد الكربون بشكل أفضل".