في لبنان، حيث القلق والتوتر الدائم يرافق اللبنانيين مع كلّ بزوغ فجر، تبرز رياضة البيلاتس وتتزايد شعبيتها.. حتى بات البعض يعدّها جزءاً مهمّاً من روتين حياته. اللجوء لهذه الرياضة يشكّل منفذاً لهولاء بالرغم من كونها مكلفة بعض الشيء.   خيارٌ رياضي ممتازٌ لـ"المقتدرين"
للتعريف عن البيلاتس، تقول مارينا خير، وهي عشرينية تمارس هذه الرياضة بشكل دائم، إنه أسلوب حياة.

وتضيف: "البيلاتس هو في المبدأ مجموعة تمرينات تركّز على تقوية العضلات، تحسين المرونة والتنفّس".
وتوضح مارينا في حديثها لـ"لبنان 24" أنها في البدء بدأت بممارسة هذه الرياضة لأن إحدى صديقاتها نصحتها بذلك للتخلص من ردودها العصبية والانفعالة الزائدة. وتتابع: "قررت اختبار الأمر وقرأت عن مدى تأثير هذه الرياضة على الحالة المزاجية عبر التنفس، ثمّ خضت التجربة".
مارينا التي شاركت "لبنان 24" تجربتها وعن التغييرات التي مرت بها بفضل البيلاتس من حيث القدرات البدنية والنفسية، تقول: "أصبحت جسدياً أقوى من قبل، لست بحاجة لرفع الاثقال لتقوية عضلاتي وتحسين شكل جسمي". وتكمل: "أعرف أن هذه الرياضة قد تكون مكلفة أكثر من سواها، فالحصة الواحدة بثلاثين دولار أميركي ويمكن ان يكون الاشتراكي الشهري بمئة دولار أو أكثر في بعض النوادي. لكنها خيار ممتاز لكل من يريد التحكم بعضلاته و"عصبيته".    
 
فوائد نفسية تضاهي البدنية
تعتمد رياضة البيلاتس على مجموعة من التمارين تستهدف كل الجسد وتهدف الى تقويته وتحسين لياقته البدنية، كما تعزيز ليونته وقدرته على التوازن.
وبحسب المدربين، تركز تمارين البيلاتس على تقوية عضلات البطن والظهر والحوض، مما يساهم في تحسين الوضعية.
هذا وتساعد تمارين الإطالة على زيادة مرونة الجسم، تحسين حركة المفاصل، الوقاية من الإصابات. كما تعمل تمارين البيلاتس على تحسين التوازن والتنسيق بين أجزاء الجسم المختلفة.
أيضاً، تستهدف هذه الرياضة التنفّس ولعلّ هذا ما يميزها عن غيرها من الرياضات. ووفقاً للمدربين، ترتبط كل حركة في البيلاتس بحركة تنفس معينة، هذا ما يساعد على تحقيق حركة سلسة ومنسقة، تقوية العضلات الأساسية وتحسين المرونة.
وتشير الدراسات الى ان التركيز على التنفس يساعد على زيادة الوعي بالجسم وأجزائه المختلفة، مما يؤدي إلى تحسين التحكم في الحركة.
كذلك، ينشّط التنفس العميق والمنتظم الدورة الدموية مما يساهم في تزويد العضلات بالأوكسجين اللازم.
إضافة الى ذلك، يعتبر التنفس العميق أحد أهم تقنيات الاسترخاء اذ يساعد على تخفيف التوتر والقلق وتحسين المزاج وهو من اكثر العوامل التي تجذب اللبنانيين الى هذه الرياضة.  
 
من أين أتت البيلاتس؟
تعود تمسية هذه الرياضة الى مؤسسها، لاعب الجمباز الألماني، جوزيف بيلاتس في أوائل القرن العشرين. وقد أدخل هذا الألماني مفهوماً جديداً الى التمارين الرياضية التي غالباً ما تعتمد على القدرة البدنية والاوزان العالية، وأطلق نظاماً تدريبياً حديثاً يمزج بين بين قدرات التنفس الصحيح والتحكم بالعضلات.
"تعلمّ كيف تتنفّس"، المقولة الأشهر التي تنسب الى بيلاتس وهي تختصر رحلته وبصمته في عالم الرياضة. وبدأ جوزيف تجربة تدريباته بشكل احترافي عندما عمل في إحدى المستشفيات لإعادة تأهيل مرضى ومصابين غير قادرين على المشي في بريطانيا، بحسب منظمة "بيلاتس فاونديشن".
واستطاع جوزيف إعادة تأهيل العديد من الجنود إضافة الى تحسين حركتهم بفضل آلة "كاديلاك" التي ابتكرها في البداية داخل المستشفيات، ثم طورها مع هجرته إلى الولايات المتحدة وافتتاحه إحدى الصالات الرياضية عام 1920، ليظهر لاحقا جهاز "بيلاتس ريفورمر" الذي بات شائع الاستخدام في أماكن تدريب رياضة البيلاتس.  
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

يقتل وليس له اسم .. مأساة مرض يصيب طـ.ـفلا بريطانيا من بين 23 حالة في العالم

في واحدة من أكثر الحالات الطبية ندرة وإثارة للجدل، ولد الطفل البريطاني تومي باري وهو يعاني من مرض وراثي نادر للغاية لدرجة أنه لا يحمل اسمًا بعد، هذا المرض، الذي لا يتجاوز عدد المصابين به حول العالم 23 حالة، يجعل جسمه غير قادر على إنتاج الطاقة اللازمة لضخ قلبه للدم وتشغيل دماغه.

بداية المعاناة: ولادة غير عاديةيقتل قبل أن يُسمى..مأساة مرض يصيب طفل بريطاني من بين 23 حالة في العالم 

وُلد تومي في 8 يناير في مستشفى واتفورد العام بمقاطعة هيرتفوردشير البريطانية، حيث لاحظ الأطباء منذ اللحظات الأولى أنه يواجه صعوبات في التنفس، مع وجود غشاوة غريبة على عينيه في البداية، اشتُبه بإصابته بإعتام عدسة العين، إلا أن الفحوصات اللاحقة كشفت عن تضخم في عضلة قلبه وعدم قدرته على ضخ الدم بشكل طبيعي، بحسب ما نشرتة جريدة "دايلي ميل" البريطانية.

يقتل قبل أن يُسمى..مأساة مرض يصيب طفل بريطاني من بين 23 حالة في العالم 

عندما بدأت حالة التنفس في التدهور بشكل أكبر، أُجريت المزيد من الفحوصات التي أظهرت تراكم السوائل حول القلب، لاحقًا، جاءت الصدمة الكبرى عندما شُخص الطفل بخلل نادر في جين الميتوكوندريا في مستشفى "جريت أورموند ستريت" بعد أسبوعين من ولادته، هذا الجين يمنع خلايا الجسم من إنتاج الطاقة الضرورية للحياة، ما يجعل المرض مميتًا.

تاريخ مروع للمرض النادر

ما يجعل الأمر أكثر مأساوية أن جميع الأطفال الذين تم تشخيصهم بهذا الخلل الوراثي، وعددهم 22 طفلًا على مستوى العالم، لم يتمكنوا من العيش أكثر من شهرين، ومع ذلك، أظهرت حالة تومي بعض الأمل حيث عاش أكثر من 4 أسابيع، ما يمنح عائلته بارقة أمل صغيرة للبحث عن علاج أو رأي طبي مختلف.

معركة الأمل واليأس

عائلة تومي، المكونة من الأم شانتيل دوران (30 عامًا) والأب توم باري (33 عامًا)، تواجه تحديًا قاسيًا منذ ولادته. يقول الأطباء إن الطفل لن يتمكن من البقاء على قيد الحياة دون جهاز التنفس الصناعي الذي يعتمد عليه حاليًا، لكن شانتيل وتوم يرفضان الاستسلام ويأملان في إيجاد علاج قد ينقذ طفلهما.

قالت الأم شانتيل بتأثر: "قالوا لنا إنه لن يعيش سوى أيام قليلة، لكننا لا نريد الاستسلام، كان على جهاز التنفس الصناعي لمدة أسبوعين لكنه تمكن من التنفس بمفرده لفترة قصيرة، هذه إشارة صغيرة على قوته".

وأضافت: "عندما ولد، لاحظوا وجود مشكلات في التنفس وغشاوة على عينيه، قالوا إنه ربما يعاني من إعتام في عدسة العين، لكن الفحوصات أظهرت تضخمًا في قلبه وسوائل حوله، لا يوجد اسم لهذا المرض بسبب ندرته، لكننا سنظل نقاتل من أجله".

علاج لتومي معاناة لا تنتهي وأمل في المستقبل

إلى جانب البحث عن علاج لتومي، تأمل عائلته في رفع مستوى الوعي حول هذا المرض النادر جدًا، يهدف الوالدان إلى زيادة جهود البحث العلمي وتشجيع التشخيص المبكر للحالات المشابهة في المستقبل.

تختتم الأم حديثها قائلة: "كل طفل يستحق فرصة للحياة، حتى لو كان التشخيص ميؤوسًا منه، نأمل أن نساعد أطفالًا آخرين في المستقبل من خلال لفت الانتباه إلى مثل هذه الحالات".

قصة تومي ليست فقط مأساة شخصية لعائلته، لكنها أيضًا تذكير بأهمية البحث العلمي في مواجهة الأمراض النادرة التي قد تكون مميتة حتى قبل أن تُعرف بأسمائها.

مقالات مشابهة

  • كيف نتخلص من إدمان قطرات الأنف؟
  • قطرات الأنف.. متى تتحول من علاج إلى إدمان؟
  • يقتل وليس له اسم .. مأساة مرض يصيب طـ.ـفلا بريطانيا من بين 23 حالة في العالم
  • 100حالة شهرياً في «مختبر فحص النوم» بـ«خليفة الطبية»
  • ختام الدورة التدريبية لمدربي اللياقه البدنية بالشباب والرياضة بأسوان
  • ميقاتي خلال لقائه وزير الخارجية الجزائري: نقدّر للرئيس الجزائري المبادرات المتعددة التي قام بها من اجل لبنان
  • ظاهرة التكويع.. وجهة نظر نفسية
  • سلام يُشكّل حكومة العهد الأولى.. ميقاتي: لمتابعة الجهود الإنقاذية التي أرست أسسها حكومتنا
  • دراسة: اللياقة البدنية أهم من إنقاص الوزن
  • «مُتهم بمحاولة التنفس بحرية»