سوريا، ووعد الله بالتمكين للشعوب
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
يقول الحق جل في علاه:
{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} الأعراف137
معلوم أن هذه الآيات الكريمات تنزلت في شأن يخص بني اسرائيل الذين استضعفوا في الأرض من قبل، ولكن هذا القرآن لايقصر أثره وخطابه على أسباب النزول والشخوص فقط، إنما هو خطاب رباني يتعدى الأزمنة والأمكنة، انها سنة من سنة الله في هذه الدنيا…
اقرأوا قول الله تعالى:
{نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} 3 القصص.
هنا فإن سياق (لقوم يؤمنون) يعني جليا بأن الخطاب الرباني عام لأمة الإيمان في أي مكان وزمان!.
وهذه السنة الإلهية وهذا الوعد الرباني يطال كل المستضعفين على وجه هذه الكرة الأرضية، ما إن أتلو هذه الآيات أو تطرق أذني إلا وتحتشد في خاطري صور لشعوب أخرى في فلسطين وفي الشيشان ومن قبل في البوسنة والهرسك وكذلك في الصومال وفي ميانمار ثم الآن في السودان، والمثال الآن يبتدر بأهلنا السوريين الذين انتشرنا في الدنا دولا وقارات بعد أن ركب منهم البحر من ركب ومشى على رجليه الأميال الطوال من مشى بعد أن استضعفهم (فرعونهم) ومن معه وخلفه من دول ومنظمات وواجهات، وكم من شعوب اضطرت إلى ترك الديار والضرب في الأرض عشما في {مٍراغِمَا كثيرا وسَعَة}.
يقول الله تعالى:
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} القصص 5
الله جل في علاه استفتح هذه الآية بفعل مضارع فقال جل في علاه {ونريد}، مما يجعل اليقين بأن الوعد الإلهي مدخور لكل المستضعفين في الأرض من الشعوب والإثنيات والأفراد…
والله يقدّر الأمور، ويهيء الأسباب، وهو جل في علاه من قال وقوله الحق بأنه ليس بظلام للعبيد، إنه جل في علاه من يكتب النصر للمظلوم (ولو بعد حين)، فالعبرة كانت ببني إسرائيل ممن وصل بهم الحال إلى استضعاف تم فيه قتل مواليدهم واستحياء نسائهم وتسخيرهم في أعمالٍ تهلك الأجساد وتميت في الإنسان كل مشاعر الآدمية، فإذا بمن ظلمهم وجيشه مغرقٌ في اليم (وهم ينظرون)، وإذا بهم أئمة وارثين!.
وإنّي -والله- لانظر بعين البصيرة إلى أجيالٍ من أحفاد أهلنا من فلسطين ومن سوريا ومن العراق ومن الصومال ومن أثيوبيا وقد أصبحوا أئمة ووارثين في جلّ -إن لم يكن كل- دول اوربا والأمريكتين وسواها من دول العالم، والله عندما قال في القتال:
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ …} 216 البقرة
فإنه جل وعلا جعل في ذلك من الخير الكثير مما لانعلم، ولقد لنا تعالى الأمثلة في ذلك من خرق للسفينة وقتل الغلام وغير ذلك كثير…
وإنّي لأرى بذات العين شعوبا عديدة سيطالها ذات الذي طال أهل سوريا الآن، سيأتي الدور بحول الله لشعب أراكان والروهينجا في ميانمار لتدين له الأرض ويرث الجنّات والزروع والمقام الكريم…
والإمامة كذلك وبحول الله أراها بذات العين ستطال أهل السودان ممن كانت ظلامتهم من بعض ذوي القربى وفئام من بني جلدتهم من اليسار، وان ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على القلوب والأنفس من وقع الحسام المهند؛ فإن الخيانة من أبناء الوطن لأكثر إيلاما وأشد، دعك من ظلم أهل الاستكبار العالمي من المتصهينين الذبن قال فيهم الله جل في علاه:
{…كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} 64 المائدة.
إنه كلام الله القادر العليم الجبار، يقيننا راسخ بأن الله سيطفئ كل حروب الظلم والاستكبار، فإن الله إذا أراد خيراً يسخّر -حتى- الشياطين، وما تصريحات ترمب بعزمه على إيقاف الحروب الإ تسخير إلهي…
نبارك لأهلنا في الشام ونسأل الله ان يعينهم ويثبتهم على طاعة الله، فإن التحديات والتهديدات مافتئت كثير من حولهم كثيرة.
والتحية لجيش السودان والمستنفرين من نبلائه من المستنفرين، وانهم ان شاء الله لغالبون، وان أهلنا لعائدون بعون الله وتوفيقه،
وإني لأرى نخلا مثمرا يسمق في الآفاق تتدلى عراجينه في دلال، وعلى السوح قمحٌ ولحم أنعام تنداح في الدُنا إطعاماً لفقراء العالم ونصرةً للمساكين، ودون ذلك إبتسامة صدقة وطيبة جبلّة في وجوهٍ اسمرت نتاج احتشاد القيم ومحاسن الأخلاق.
اللهم إن وعدك الحق فلاتحرمنا إياه،
اللهم نصرك المبين.
عادل عسوم
adilassoom@gmail.com
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
???? من الصعب التنبوء بتداعيات أحداث سوريا علي السودان
الكلام عن دروس من تسارع الأحداث في سوريا يمكن اسقاطها علي الواقع السوداني مع او ضد اي مجموعة يبدو لي كخيال او نرجسية تمحور حول الذات. الدرس الوحيد الممكن استخلاصه هو ان الغرب مستعد للتحالف مع اي تيار ايديلوجي او ضده حسب دفتر المصالح في السياق المتعين ولكن هذا درس قديم متوفر قبل احتضان امريكا للمجاهدين الطالبان والبن لادنيين لاضعاف الكتلة السوفيتية.
من الصعب التنبوء بتداعيات أحداث سوريا علي السودان ولكن عقل المتشابهة بالعضل وكتاب الراي السريع لا يصعب عليهم استخلاص دروس قاطعينها من راسهم. لا احد يدري هل سيتأثر السودان باحداث سوريا وان حدث تأثير من الصعب تحديد كنتوره حاليا.
معتصم اقرع
معتصم اقرع إنضم لقناة النيلين على واتساب