ما هو مصير الملفات العالقة بين لبنان وسوريا؟
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
قيل الكثير عن سقوط نظام البعث في سوريا، وسيقال الكثير عن تداعياته مع مرور الزمن. فهذا السقوط سيمثل من دون أدنى شك نقطة تحّول مفصلية في الشرق الأوسط، سواء أكان جديدًا أم بقي على حاله. إلاّ أن ربط التطورات الأخيرة ببعضها البعض تشي بأن ثمة شرق أوسط جديدًا قد بدأت ملامحه تتمظهر شيئًا فشيئًا. وهذا التغيير الجذري بدأ، كما يراه المراقبون السياسيون، باستشهاد الأمين العام السابق لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، واغتيال كل من إسماعيل هنية ويحيى السنوار، وصولًا إلى لغز سقوط نظام الأسد بهذه السرعة الدراماتيكية، وهو الذي صمد على مدى ثلاثة عشر عامًا، على رغم ما تلقاه من ضربات موجعة.
ومما لا شك فيه إن هذا السقوط لن تقتصر تداعياته على الداخل السوري فقط، بل سيشمل المشهد الإقليمي برمته، مع ما يعنيه تراجع نفوذ إيران من خلال إضعاف حلفائها في قطاع غزة ولبنان وسوريا. وبحسب بعض الخبراء في الشأن الإيراني فإن طهران هي اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما تسريع برنامجها النووي لحماية النظام، أو الدخول في صفقة جديدة مع الولايات المتحدة تتخلى فيها عن طموحاتها النووية، مع ترجيح الخيار الثاني، وذلك استنادًا إلى التهديدات، التي أطلقها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ضد إيران في كلمته بمناسبة إعلانه وقف إطلاق النار في لبنان، وإصراره على افشال برنامجها النووي.
فلسوريا موقع خاص في التركيبة الإقليمية. ولو لم يكن لها هذه الميزة لما رأينا كل هذه الجيوش مرابضة على أرضها، ولما استطاع نظام الأسد الصمود طوال هذه الفترة لو لم يكن مدعومًا بقوة من روسيا، التي تخّلت عنه في "ليلة ما فيها ضو قمر". فانهيار النظام السوري بهذه السرعة المفاجئة هو بمثابة انهيار جسر التواصل بين طهران وحلفائها في المنطقة. فانكفاء إيران إلى الداخل لم يبدأ مع سقوط الأسد في سوريا، بل يوم شعر الشيعة في لبنان بأنها قد تخّلت عنهم، على رغم محاولات التطمين التي باءت بالفشل، والتي قام بها كل من وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وكبير مستشاري الأمام علي خامنئي علي لاريجاني.
ومع دخول سوريا مرحلة جديدة فإن لبنان هو من بين أكثر الدول، التي ستتأثر بهذا التحوّل، وذلك نظرًا إلى عدّة عوامل مجتمعة، ومن بينها هذا الترابط العضوي بين الدولتين. فما بين بيروت ودمشق من تقارب جغرافي، وهما العاصمتان الأقرب من حيث المسافة، يحتّم تلقائيًا أن يكون لهذا التأثير في الحكم في سوريا انعكاسات معينة على لبنان، من دون الدخول في لعبة أفعال التفضيل بين الماضي والحاضر والمستقبل في سوريا، إذ أنه من المبكر الاستنتاج عمّا ستكون عليه طبيعة العلاقات اللبنانية – السورية في المرحلة المقبلة.
وقد يكون من بين الملفات الكثيرة التي كانت عالقة وملتبسة في العلاقات على مرّ الزمن منذ أكثر من 55 سنة يأتي ملف النزوح السوري في لبنان، مع ما فيه من تعقيدات وعقد حالت دون التوصّل إلى إيجاد حلّ منطقي وعملي لهذا الملف الشائك، فضلًا عن ملف ترسيم الحدود، وتحديد هوية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. مع ما يفرضه الواقع الجديد في سوريا بعد أن تستقرّ الأوضاع فيها وتتضح معالم المرحلة الآتية من إعادة النظر بكل الاتفاقات التي أبرمت بين لبنان وسوريا. وقد تكون اتفاقية الدفاع المشترك من بين الملفات الأكثر إلحاحًا لإعادة النظر فيها، انطلاقًا من المصالح المشتركة التي تربط هذين البلدين الجارين، وبالأخص المصالح الاقتصادية، عن طريق إيجاد الحلول السريعة لحركة الترانزيت وإعادة تنظيمها على أسس واضحة وعلمية شفافة.
فالملفات العالقة بين لبنان وسوريا كثيرة. وقد يتطلب إيجاد حلول لها بعض الوقت ريثما تستقرّ الأوضاع الداخلية السورية وريثما يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان وانتظام العمل المؤسساتي فيه. إلاّ أن التطورات المتسارعة في هذين البلدين المتجاورين تحتم على المسؤولين فيهما المبادرة إلى اتخاذ خطوات عملية وسريعة تمهيدًا لصياغات جديدة في علاقات الند للند. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: لبنان وسوریا فی سوریا فی لبنان من بین
إقرأ أيضاً:
اليوم لبنان حر.. الجميّل: وصاية إيران وسوريا انتهت
علق رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، على آخر التطورات في سوريا مع سقوط نظام الأسد وإطلاق سراح المعتقلين من السجون السورية، قائلاً:"9 كانون 2024 هو يوم خروج لبنان من جميع أنواع الوصايات للمرة الأولى منذ 35 سنة"، مؤكدا أن "وصاية حزب الله انتهت، ووصاية إيران وسوريا انتهت، واليوم لبنان حر حر حر".ولفت في كلمة من بكفيا، إلى أن "الشعب السوري أسقط الديكتاتورية وهذا انتصار له ولكن من حقنا أن نحتفل لأن ما عشناه على يد النظام ثقيل"، مشيرا إلى "أننا سنحيي الذاكرة إذ إن معاناتنا بدأت مع السوريين ببداية الحرب اللبنانية".
وقال: "كان النظام السوري وراء إطلاق النار وهو من دخل الدامور والقاع وارتكب المجازر وهمهم الوحيد كان أن تبقى الساحة اللبنانية "ولعانة"".
وفند الجميل ما حصل مع النظام السوري مذكرا بأن "أولى المواجهات مع الجيش السوري كانت عند حصار الفياضية مع مغاوير الجيش وكانت الكتائب تساند الجيش وبدأت حرب ال 100يوم في الأشرفية وبعبدا وعين الرمانة وفرن الشباك وبعبدا حيث سقط آلاف الشهداء الكتائبيون الذين حرروا بيروت من الاحتلال السوري".
وذكر بأن "الكتائب صدت عدة هجومات في محطات عدة وصولا الى حرب زحلة"، وحيا "أبطال زحلة الرفاق وهم كانوا في الصدارة إضافة إلى كل الوحدات المركزية في الحزب".
وأشار إلى أن "حرب زحلة وقعت في عز الشتوية والكتائبيون مدوا زحلة بالسلاح وكان الصمود البطولي. ورفاق في مواقع القيادة والميدان كان لهم الفضل في صمود الكتائب والمقاومة في كل المواجهات مع الجيش السوري على مدى سنوات".
وقال: "لن أذكر أسماء لأن اللائحة طويلة ولولا هؤلاء الشباب لما كنا هنا موجها التحية لشباب المتن الشمالي".
وأكد أن "مقاومة الكتائب بوجه الاحتلال السوري كانت بطولية وتكرست بوصول الرئيس بشير الجميل إلى الرئاسة الذي أخذه النظام السوري من بيننا".
ولفت إلى ان "حربا أخرى وقعت وهي فخر للبنان وهي مقاومة الجيش اللبناني بوجه الاحتلال السوري، وهؤلاء الأبطال واجهوا السوري في سوق الغرب وضهر الوحش وأعدِموا عند دخول الجيش السوري قصر بعبدا في 13 تشرين 1990، وكان آخر عمل مقاوم بوجه السوري ولا ننسى الضباط وبطولاتهم واليوم جزء منهم لا يزال في السجون السورية ولا ننسى الرهبان الذين أوقفوا والمقاومة على أشهر عدة".
وأوضح أن "المسيرة في 14 آذار بدأت في التظاهرات والاعتصامات ومخيم الاستقلال، فشكروا سوريا وقلنا لهم سوريا الى الخارج وخرج الجيش السوري وانتصر لبنان وسلموا الوصاية من السوريين إلى حزب الله وهنا انتقلنا من وصاية سورية إلى وصاية الحزب من 26 نيسان 2005 تاريخ خروج الجيش السوري، وبدأت الاغتيالات وتحية لروح جبران تويني ووليد عيدو وجورج حاوي ومحمد شطح ووسام عيد ووسام الحسن وسمير قصير وبيار الجميل وانطوان غانم".
وشدد على أن "كل من مد يده الى لبنان سيحاسب وكل من أوجع اللبنانيين سيحاسب"، مؤكدا "أننا نريد من الدولة أن تطالب بحقوقها وحق أبنائها ممن استشهدوا على يد النظام وكل من شارك في الاغتيالات والتفجيرات أن يحاسب وحان الوقت للدولة أن تطالب بتعويض عما تعرض له لبنان على يد النظام السوري".
وأكد رئيس الكتائب "أننا سنبني لبنان على أسس جديدة أولها المساواة بين اللبنانيين، فممنوع السلاح لفريق وزمن اللامساواة انتهى"، وقال: "سنبني البلد بالشراكة الحقيقية وانطلاقا من مبدأ سيادة الدولة وحكم القانون شرط أن يقبل الجميع بأن لبنان أولا والدستور فوق الكل ولا أحد يلغي أحدا ويقصي الآخر".
واعتبر أن "الهواجس يجب أن توضع على الطاولة ونجد طريقة لبناء البلد معا على أسس جديدة وبأن العلم علمنا وهذا لبنان الذي نريد"، مشيرا إلى أن "الوقت حان لأن نعطي الأولوية للكفاءة ونريد لشبابنا أن يعودوا ليعمروا البلد واقتصاد لبنان ويبنوا مؤسساتنا وصناعتنا وتجارتنا وزراعتنا وسياحتنا وكل القطاعات".
وقال: "حلمي كبير للمستقبل" متوجها إلى الأطراف اللبنانيين بالقول: "الحلم سيستفيد منه الجميع وإذا سهلنا النهوض سنخرج جميعا رابحين ولكن التذاكي بالسلاح والإقصاء والمصلحة الشخصية والمحاصصة والتسوية تصرفات من الماضي لن تبني لبنان للأجيال القادمة"، مؤكدا أن "عمل الكتائب هو تحقيق الرؤية وهذا العمل الذي هو بصلب مدرسة بيار الجميل المؤسس".
ولفت إلى أن "صافرة الانطلاق تسليم سلاح حزب الله للدولة لبناء افضل بلد في العالم".
بعد الكلمة توجه الجميل والرفاق إلى مدافن قادة الكتائب الذين قتلوا على يد النظام السوري حيث أقيمت وقفة تأمل وصلاة تم في خلالها وضع أكاليل من الزهر على أضرحة الشهداء وفي مقدمهم الرئيس الشهيد بشير الجميل والنائب والوزير بيار أمين الجميل.