قال الخبير العسكري العقيد المتقاعد حاتم كريم الفلاحي إن جيش الاحتلال الإسرائيلي تحول إلى أهداف دسمة للمقاومة الفلسطينية في ظل بقائه بمنطقة شمال قطاع غزة، مؤكدا أن فصائل المقاومة أثبتت أن لديها اليد الطولى في تنفيذ العمليات.

وحسب حديث الفلاحي للجزيرة، فإن فصائل المقاومة بغزة نجحت في الوصول إلى مناطق حساسة لجيش الاحتلال وتنفيذ عمليات نوعية كبدته خسائر كبيرة في صفوفه خلال الحرب الحالية.

جاء حديث الفلاحي بعد إعلان الجيش الإسرائيلي الاثنين مقتل 3 عسكريين وإصابة 18 آخرين، من بينهم اثنان بجروح خطرة، خلال معركة في مخيم جباليا (شمال القطاع).

وقال جيش الاحتلال في بيان إن "الحادث الذي وقع في جباليا نجم عن إطلاق مسلحين فلسطينيين صاروخا مضادا للدروع تجاه الجنود".

وأزاحت القناة الـ14 الإسرائيلية الستار عن تفاصيل إضافية تتعلق بالعملية، وقالت إن "10 مسلحين هاجموا قوة للجيش باستخدام صواريخ وأسلحة أوتوماتيكية أثناء خروجها في إجازة".

ويرى الخبير العسكري أن معرفة المقاتلين الفلسطينيين بطبيعة المنطقة الجغرافية "يجعلهم قادرين على تنفيذ عمليات ضد الاحتلال والوصول لأهداف حساسة تخصه".

وبات بقاء جيش الاحتلال في المنطقة -حسب الفلاحي- مشكلة حقيقية للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، إذ إن وجود الجنود والآليات هناك "لن يضيف شيئا للأهداف التي وضعتها إسرائيل في حربها على غزة".

إعلان

وكان جيش الاحتلال قد أعلن في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدء عملية عسكرية جديدة في شمالي القطاع بذريعة "منع (حركة المقاومة الإسلامية) حماس من استعادة قوتها في المنطقة".

وأواخر الشهر الماضي، قالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن القتال في مخيم جباليا وبيت لاهيا شمالي القطاع "ضار وصعب"، وقدرت وجود نحو 200 مقاوم من حركة حماس في جباليا "يقاتلون حتى الموت".

ويرى الخبير العسكري أن شمال قطاع غزة تحول إلى بؤرة استنزاف حقيقية، حيث بات جنود الاحتلال والآليات العسكرية أهدافا ثابتة للمقاتلين الفلسطينيين.

ووفق الفلاحي، فإن تكرار العمليات الفلسطينية ضد الاحتلال في مختلف مناطق القطاع يؤكد ذلك، ولكن مع اختلاف طبيعة التكتيكات والقوة القتالية حسب المنطقة والقدرات والوسائل وآلية التنفيذ.

وخلص إلى أنه "لا يوجد أمام المقاومة سوى استنزاف الاحتلال متى ما تمكنت من ذلك".

ووفق بيانات الجيش الإسرائيلي، فإن 816 ضابطا وجنديا قُتلوا منذ بداية الحرب، من بينهم 384 منذ العملية البرية الواسعة في قطاع غزة يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حين تقول فصائل المقاومة إن خسائر الاحتلال تفوق ذلك بكثير على صعيد العسكريين والآليات.

وحسب البيانات ذاتها، قُتل 33 ضابطا وجنديا إسرائيليا منذ بداية العملية العسكرية الحالية في شمال القطاع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

ثلاث بلديات وسط القطاع تعلن مناطقها منكوبة وتطلب إغاثة عاجلة (شاهد)

أعلنت 3 بلديات وسط قطاع غزة، الاثنين، أن مناطقها باتت "منكوبة وغير قابلة للعيش" جراء الدمار الهائل الذي خلّفته الإبادة التي ارتكبتها دولة الاحتلال على مدار أكثر من 15 شهرا وطال كافة مناحي الحياة.

وقال رئيس بلدية الزهراء، نضال نصار، في مؤتمر صحفي نيابة عن بلديات "الزهراء والمغراقة ووادي غزة"، إن البلديات الثلاث تعلن أن المنطقة "منكوبة وغير قابلة للعيش" وتحتاج للإغاثة العاجلة في جميع المجالات.

وأوضح أن الإبادة الإسرائيلية فرضت "واقعا جديدا في المنطقة يتطلب حلولا فورية واستراتيجيات طويلة الأمد"، في ظل الدمار الهائل.


وذكر أن جيش الاحتلال دمر خلال أشهر الإبادة "كافة المباني ومساكن المواطنين داخل نفوذ الثلاث بلديات، مما تسبب بهدم قرابة 13 ألفا و200 وحدة سكنية".

وبيّن أنه بسبب الدمار أصبح عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين "بلا مأوى"، فضلا عن أن الجيش دمر "آبار المياه وخزاناتها، وشبكات الصرف الصحي، والبنية التحتية بالكامل"، وفق رئيس البلدية.



وبحسب بيان صدر عن البلديات الثلاث، فإن آليات الجيش جرفت خلال الأشهر الماضية آبار المياه في المنطقة التي تبلغ 24 بئرا وخزانات المياه التي تتسع لما يزيد عن ألف و300 كوب من المياه، ما تسبب بتعطيش الفلسطينيين وإجبارهم على النزوح.

كما دمر الجيش، وفق ذات البيان، "آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية وأعدم الثروة الحيوانية والمزارع في المنطقة، والتي كانت تعتبر من أهم المصادر التي تمد السوق المحلي بالمنتجات الزراعية والثروة الحيوانية".

وعن الدمار الذي طال شبكات الصرف الصحي، قال البيان إن إسرائيل دمرتها بالكامل إضافة لتدمير مضخات الصرف الصحي التي يبلغ عددها 3، ما أدى لتفشي الأمراض والأوبئة المعدية.

وعن القطاع التعليمي في المنطقة، قال نصار خلال المؤتمر، إنه تعرض لاستهداف إسرائيلي "ممنهج، إذ تم تدمير 28 منشأة تعليمية، بين مدارس وجامعات ورياض أطفال، ما حرم آلاف الطلبة من حقهم في التعليم".


وشدد على أن دولة الاحتلال عطلت الخدمات الصحية في المنطقة عبر قصف وتدمير كافة المستشفيات والمراكز الصحية والعديد من المنشآت والمباني العامة والحكومية والخاصة، الأمر الذي فاقم من الأزمة الإنسانية.

وأشار إلى أن إجمالي الخسائر داخل نفوذ البلديات الثلاث تقدر بنحو مليار دولار أمريكي في كافة القطاعات.

ودعا نصار الجهات الدولية والمؤسسات الإنسانية إلى "التدخل العاجل لإدخال معدات وآليات الصيانة لإصلاح شبكات المياه والصرف الصحي والطرق".

وطالب بـ"توفير مساكن مؤقتة (كرفانات) لإيواء المشردين، لحين إعادة إعمار منازلهم، كما طالب بإعادة تأهيل الخدمات الأساسية، بما فيها الكهرباء والاتصالات والمرافق الصحية والتعليمية".

وناشد بضرورة التوفير العاجل لنحو 11 ألفا و500 وحدة سكنية مؤقتة لإيواء نحو 41 ألف مواطن فقدوا منازلهم في مناطق نفوذ البلديات الثلاث.

وشدد على أن "إعادة الإعمار وتحسين الخدمات الأساسية هما مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود لضمان حياة كريمة ومستقبل مستدام للسكان المتضررين".


جدير بالذكر أن المناطق الثلاث محاذية لمحور نتساريم، الذي انسحب منه جيش الاحتلال الأحد، بعد أكثر من عام و3 أشهر على احتلاله حيث أقامه وسط غزة لفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه.

وجاءت عملية الانسحاب في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى بين حكومة الاحتلال والفصائل الفلسطينية بغزة، التي تتضمن انسحاب قوات الاحتلال من محور نتساريم الواقع وسط القطاع.

وفي 19من الشهر الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وحكومة الاحتلال يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • إذاعة جيش الاحتلال: مقتل أسير إسرائيلي بغزة.. وجثته في القطاع
  • فصائل المقاومة تنفذ عمليات مشتركة ضد الاحتلال في طولكرم
  • توسيع أوامر إطلاق النار في الضفة الغربية.. وحدات الجيش الإسرائيلي تكشف عن سياسات قاتلة
  • المقاومة أصبحت قدرا.. نشطاء يعلقون على توسيع الاحتلال عمليته في شمال الضفة
  • ثلاث بلديات وسط القطاع تعلن مناطقها منكوبة وتطلب إغاثة عاجلة (شاهد)
  • «سيراً على الأقدام».. إسرائيل تسمح بعودة سكان غزة للشمال عبر «محورين»
  • عودة سكان غزة سيرا إلى شمال القطاع عبر محورين رئيسيين / صورة
  • عائدون لتفقّد منازلهم بمخيم جنين: كأننا في جباليا
  • متى ينتهي الفحص الأمني على حاجز نتساريم جنوب مدينة غزة؟
  • مسؤول حكومي للجزيرة نت: إعمار شمال غزة يكلف 50 مليار دولار