عالم يستخدم سحابة غوغل لعلاج أمراض القلب والسرطان
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
في خطوة جديدة يمكن أن يتبعها باحثون آخرون للتغلب على النقص في موارد الحوسبة القوية وتسريع عملهم، استخدم أحد العلماء في جامعة هارفارد النظام الأساسي السحابي من غوغل، لاستنساخ كمبيوتر عملاق لدراسة أمراض القلب والسرطان.
تحاكي الدراسة علاجاً يهدف إلى إذابة جلطات الدم والخلايا السرطانية في الدورة الدموية البشرية، والتي تتطلب قدراً هائلاً من القوة الحاسوبية التي يمكن تسخيرها عادة باستخدام كمبيوتر عملاق، وفقاً لما ذكره الأستاذ بجامعة هارفارد بيتروس كوموتساكوس.
في الولايات المتحدة، لا يوجد سوى عدد قليل من أجهزة الكمبيوتر العملاقة، القادرة على تشغيل مليارات الحسابات لتقليد الظروف في دراسة كوموتساكوس بدقة، وقد تسبب العدد القليل من الأجهزة العملاقة القادرة على إجراء البحث في حدوث اختناقات في العملية العلمية.
وللقضاء على المشكلة، بدأ الباحثون والشركات مثل "سيتدايل"، التي تحتاج إلى قدر هائل من موارد الحوسبة الموجودة فقط في أجهزة الكمبيوتر العملاقة بالتحول إلى السحابة العامة، لكن عمليات الحوسبة السحابية ليست مصممة للتعامل مع متطلبات الباحثين، وهي مصممة لملايين المهام الفردية الصغيرة نسبياً في مجال الحوسبة، مثل بث الفيديو أو تقديم صفحات الويب أو الوصول إلى قاعدة البيانات.. وعادةً ما يتم إنشاء السحابة من أجل الموثوقية والمرونة.
وبحسب بيل ماغرو، رئيس تقنيي الحوسبة عالية الأداء في سحابة غوغل، فإن إمكانات السحابة في حل المشكلات والحوسبة الهندسية العلمية التقنية تهدف لإطلاق العنان للإنتاجية والحصول على إجابات أفضل ورؤى أفضل وأسرع، ويتطلب تعديل البنية التحتية السحابية لتتصرف مثل الكمبيوتر العملاق، تغييرات في البرامج والشبكات والتصميم المادي للأجهزة.
وقد ساعدت شركة سيتاديل في رعاية أبحاث كوموتساكوس مع شركة ألفابيت التابعة لشركة غوغل، وفق ما أوردت صحيفة إنديان إكسبرس.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني
إقرأ أيضاً:
عندما يستخدم العلم أداةً لتدمير البشرية !
عجبًا لأمور البشر كلما توسعوا في العلم وزادت إنجازاتهم العلمية التي بإمكانها إسعاد البشر وتسهيل أمور حياتهم في شتى المجالات وإيجاد الرفاهية والرقي زادت أنانيتهم وزادت رغبتهم في الهيمنة على الناس والإضرار بالبشر في كل مكان وإذلالهم وتمكين الفقر والأمراض والأخطار البيئية، وكذلك استعباد البشر بتكريس مخرجات العلم ونتائجه في إنشاء الطبقية والتمييز العنصري.
الأبحاث والدراسات والاختراعات والابتكارات العلمية يؤخذ منها ما يهدد السلام والاستقرار والحياة الكريمة والصحة.
ولعل الدافع الإنساني لا يوجد لدى المستفيدين من الاختراعات وأسرار العلم والعلوم فيجعلهم يرضخون لتسلط أهل السلطة والمال عليهم لصنع ما يفتك بالبشر.
وفيما يخص الأدوية، فإن توفيرها لمقاومة ومكافحة الأمراض بشتى أنواعها يدخل في بعضها الناحية التجارية الربحية وسهولة التصنيع وتوفيرها بكميات كثيرة لإغراق السوق بغض النظر عن آثارها الجانبية الضارة، وبناءً على الأبحاث التي تجريها شركات الأدوية والتي تعتمدها منظمات عالمية معروفة، فإن هذه الأدوية تجد طريقها للأسواق بسهولة.
وبسبب الإثباتات العلمية التي يقابلها تقبّل لدى المستهلكين عن عدم علم وإدراك لخطورة الأدوية على المدى البعيد، فإن ذلك لاستغلال العلم في الإضرار بالبشر في كل أنحاء المعمورة.
وحول الأوبئة المنتشرة في العالم، فإن للبشر دورًا فيها بسبب جهل عامة الناس بالطرق المثلى للحياة الوقائية الصحية والغذائية المثلى من جهة، وتعمد بعض اللوبيات التي لها أهداف واستراتيجيات ونوايا لنشر الأوبئة المصنّعة والمحضّرة في المختبرات.
ونتساءل لماذا يفكر المهيمنون على التصنيع العسكري والحربي ويتسابقون في اختراع أسلحة أشد فعالية وفتكًا؟ هل العنصرية والتمييز بين البشر والسعي للسيطرة على الدول الضعيفة من أجل الاستيلاء على كنوزها الطبيعية الاقتصادية وتطبيق شريعة الغابة بفعل اختراع الأسلحة المدمرة والفتاكة والأكثر فاعلية من مثيلاتها عند الدول الأخرى؟ وفي عالم الإنترنت ظهرت أنواع شتى من الاعتداءات بسبب السبق العلمي في هذا المجال مثل ما يسمى بالهاكرز الذي تم من خلاله التدخل في خصوصيات الناس وسحب بياناتهم الشخصية والمعلومات المهمة والتقارير والملفات الصحفية والمالية وسحب الأموال من البنوك ومن حسابات الناس الشخصية. وتم تدمير تطبيقات وبرامج، وكل ذلك بسبب العلم.
وكذلك أجهزة التنصت التي تم تطويرها إلى أدوات تجسسية أدت إلى جرائم قتل وانتهاك الحرمات وإلى انكشاف أسرار الأفراد والدول.
قنوات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الناس حول العالم تم تصميمها وتطويرها للاطلاع على تفاصيل حياتهم الشخصية وتتبع الناس الذين يرغبون في النيل منهم، وتم استخدام قنوات التواصل لنفث سموم أعداء البشرية والإنسانية بإغراء الناس بالمحرمات.
والتحديثات المستمرة لوسائل التواصل الاجتماعي تصب دائمًا في مصلحة منشئيها وفي مصلحة من يشترون هذه المعلومات لأغراضهم وأهدافهم الشريرة.
ولا يقل خطر الأغذية المصنعة والمهجنة والمهرمنة والمكثرة اصطناعيًا بل باتت أمرًا يؤرق المستهلكين وتدخلهم في أمراض وسرطانات وضعف ووهن وتأثير على النمو الجسدي والعقلي لدى الأجيال وتعمل على تدهور الصحة العامة وبذلك تؤثر على عطاء الأفراد في عملهم وإنتاجيتهم وإنجازاتهم.
الواقع الذي نعيشه الآن يكشف كل يوم خطر هؤلاء الذين استخدموا العلم في الجوانب المضرة والمدمرة، فبقيت فئتان الأولى من يملكه ويطوره حسب مبتغاه، والثانية مستهلكة ومتضررة من مخرجات العلم المهينة لهم.
وفي المقابل يجب أن تظهر فئات من أهل العلم تقاوم التيار المهيمن وتصنع مسارًا يضمن للبشرية الاستفادة من العلم، وهؤلاء المصلحون من أهل العلم ممن يملكون القيم والأخلاق الإنسانية وتكون فطرتهم سليمة كي تسعد البشرية باختراعاتهم، ويكون هؤلاء العلماء والباحثون والمكتشفون هو السلام لا الحرب، والخير لا الشر، والصحة لا المرض، والرفاهية لا الفقر والجوع، والرقي لا التخلف، والمساواة لا العنصرية البغيضة.
وتعزيز دواعي الخير لدى طلبة العلم بشتى أنواعه يضمن للبشرية الاستقرار والطمأنينة والسعادة الحقيقية. ولابد من إيقاف نوايا الشر من خلال الاختراعات الجديدة.
والتاريخ الحديث الذي أعقب الثورة الصناعية والاختراعات بازدهار العلم يحكي قصة معاناة البشر من أنانية وعدوانية من يمتلكون العلم، ومن يغرون العلماء بالمال في سبيل تدمير الحضارة الإنسانية والرجوع بالناس لعصور الظلام والاستبداد، ولكن بثوب آخر، ويكون العلم الذي حصل عليه هؤلاء الناس نذير شؤم وقهر لبقية البشر. والشواهد التاريخية تؤكد استخدام العلم في تدمير الناس والبيئة، منها اختراع القنبلة الذرية التي أظهرت وحشية أصحاب هذا السلاح الفتاك المدمر لمدينتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان.
لماذا فكر هؤلاء المخترعون في التمادي والتسابق في اختراع أسلحة فتاكة ومدمرة مثل الأسلحة الكيميائية والأسلحة البيولوجية والجرثومية والقائمة تطول؟ هل وصل الجهل لدى العلماء بالعواقب الوخيمة؟،هل هذه الحياة حكرٌ عليهم وليس للآخرين الحق في الحياة الآمنة المطمئنة؟ الذي سيوقف خطر العلم هو عدم استهلاك مخرجات ومنتجات العلم الضارة حتى لو بدت أهميتها لأغراض الدفاع أو الحماية، ولابد أن تظهر جهات عالمية إنسانية حرة للتصدي لوحشية مستخدمي العلم والتكنولوجيا.
المصيبة الكبرى هو مستوى الجهل لدى الناس حيال مخاطر مخرجات العلم التي أضرت بهم وتجعلهم في حالة تخلف دائم، ويجب مد يد العون لكل البشر للتخلص من تحكم أصحاب العلم المتقدم بمصائرنا.
والعلم يتقدم بشكل سريع ومذهل، والذكاء الاصطناعي يلعب دورًا مهمًا في بسط هيمنة الأطراف التي تتقدم فيه بالتجسس وتحديد الأماكن الحساسة في الدول والحصول على أهم وأخطر المعلومات وتعرية كثير من الجهات والحصول على منافع كثيرة في مقابل خسائر مختلفة لغيرهم ممن لم يصلوا لمستواهم حتى الآن.
والحراك الذي يحدث في العالم حيال الذكاء الاصطناعي هو كيفية الحصول على حصص في السوق العالمي بطرق مشروعة وغير مشروعة. فالذي لا يواكب التقدم العلمي الذي يحدث في العالم وينافس فيه، فسيكون مستهلكًا ومغلوبًا على أمره في المستقبل القريب والبعيد.