اللوفر أبوظبي احتفاء بالتاريخ والإنسانية جمعاء عبر العصور
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
منذ انطلاقه، يُمثل متحف اللوفر أبوظبي رسالة سلام وتسامح تُقدمها دولة الإمارات وفرنسا للعالم أجمع.
ويأخذ المتحف زائريه على متن رحلة تسافر بهم إلى مختلف الأزمنة الفنية من خلال سلسلة من الأعمال الفنية الدائمة وغيرها من الأعمال المستعارة من متحف اللوفر، إضافة إلى 12 مؤسسة ثقافية فرنسية. وتروي قاعات عرض المتحف تاريخ الإبداع البشري وفق تسلسل زمني بشكل يسلّط الضوء على أوجه الشبه التي تجمعنا، من عصر ما قبل التاريخ وحتى يومنا هذا.
نُسلّط الضوء على صالة العرض في الجناح الثاني من متحف اللوفر أبوظبي، والتي تُعد واحدة من بين أربع قاعات مذهلة في المتحف، يستمتع الزوار فيها برؤية معروضات أثرية مدهشة.
يُمكننا متحف اللوفر أبوظبي من الاطلاع على "جزء عمّ"، وهو الجزء الثلاثون من القرآن الكريم، ويعود تاريخه إلى الفترة ما بين 1250-1300 ميلادية تقريباً خلال عهد المماليك. تقول مريم الظاهري - مساعد أمين متحف في اللوفر أبوظبي:" لقد حصل المتحف عام 2009 على هذا الجزء الذي يعود أصله على الأرجح إلى سوريا".
من خلال مسيرتها المهنية التي قاربت 10 سنوات في قسم الاتصالات بالمتحف، طورت مريم الظاهري خبرتها في نقل السرد الفريد لمتحف اللوفر أبوظبي إلى الجماهير العالمية، وقامت بتعريف الصحفيين الدوليين بالنهج التقييمي الفريد للمتحف. يعتبر متحف اللوفر أبوظبي أول متحف عالمي في العالم العربي، حيث يعرض الأعمال الفنية من مختلف الثقافات جنبًا إلى جنب، ويروي قصص الإبداع البشري التي تتجاوز الحضارات والجغرافيا والأزمنة، مما يعزّز الفهم بين الثقافات.
تقول مريم الظاهري: "كوني إماراتية ووالدتي فرنسية، نشأت وأنا أزور متحف اللوفر في باريس مع جدتي، وإنّه امتيازٌ عميق أن أكون جزءاً من قصة متحف اللوفر أبوظبي حيث أشعر أنّ المتحف جزء من هويتي".
يمثل "جزء عمّ" الموجود في مجموعة اللوفر أبوظبي الجزء الأخير من القرآن الكريم، حيث كُتبت سُوَره على الورق بالحبر وزُينت بشكلٍ فنيّ بالذهب. توضح مريم الظاهري: "قد يستغرق إنتاج هذا النوع من الأعمال عمرًا كاملًا لفنّان الخطوط الذي عمل عليه، بالإضافة لفنّانٍ آخر قام بفنّ الزخرفة، فعند التفكير في أنّه لم يكن بإمكان أي منهما ارتكاب خطأ واحد وإلا سيضطرّون للبدء من جديد، يمكننا فهم مدى البطء والدقّة التي تطلّبها هذا العمل."
بالنسبة للخطّاطين المسلمين، كان فنّهم أيضًا تجربة روحية حقيقية مليئة بالتكريم، حيث كانوا يشكّلون بحرص الأنماط الخطيّة المختلفة – الخطّ الكوفي، الذي يتميز بحروفه على شكل زوايا، والأشكال الكتابية في خطّ النسخ.
يشترك القرآن في قاعته مع نصوص مقدسة أخرى، بما في ذلك نصوص من الإنجيل والتوراة. وفقاً لمريم الظاهري، فإن هذا الترتيب يُكمّل مسيرة عمل بيت العائلة الإبراهيمية من المنطقة الثقافية في السعديات. وتقول: "تمثل كلّ من قاعة العرض وبيت العائلة الإبراهيمية القيم المشتركة للأديان الإبراهيمية ورسالتنا الداعية إلى السلام والتعايش والتفاهم المتبادل ومشاركة المعرفة".
العام الماضي، تمّ الاحتفال بهذه النصوص الدينية التأسيسية في متحف اللوفر أبوظبي ضمن معرض "حروف من نور" (13 سبتمبر 2023 – 14 يناير 2024)، الذي عرض مجموعة من أقدم النصوص المقدَّسة في الأديان الثلاثة، ويسلِّط الضوء على سياق ظهورها التاريخي، ويوضِّح طرق تناقلها من جيل إلى جيل، إضافةً إلى ما ارتبط بها من طقوس روحانية وتعبُّدية، ودورها المحوري في التاريخ الفكري والفني العالمي. كشف المعرض بعضًا من أروع الكتب المقدسة التي وُجدت على الإطلاق، مبرزًا أعمال الخطاطين المهرة وصانعي الكتب والفنانين الذين استخدموا أصباغًا ثمينة وزخرفات مضيئة. مع أكثر من 240 قطعة أثرية، وقد أظهر معرض "حروف من نور" كيف تطورت تقنيات إنتاج وتصاميم النصوص المقدسة على مرّ القرون، مما يُظهرالتأثيرات الفنية المشتركة بين الأديان الثلاثة الكبرى.
وجسِّد معرض (حروف من نور) لحظة استثنائية لتأمُّل مجموعة من الأعمال النادرة المتمثّلة في الكتب التوحيدية المقدَّسة وما يُعرض بجانبها من أعمال فنية أخرى. وشملت تلك الأعمال الفنية قِطَعاً أثرية مثل (صحيفة من المصحف الأزرق)، حيث نرى تفسير عنوان المعرض (حروف من نور) بين سطورها، وقد خُطَّت كلمات هذا العمل الحديث بحروف ذهبية تتميَّز بتباينها مع الخلفية الزرقاء الداكنة، ما يبعث الرائي على التأمُّل.
بالنسبة للجزء الثمين من القرآن الكريم الموجود في متحف اللوفر أبوظبي، فهو يُحفظ حاليًا كجزءٍ من عملية الحفظ الدقيقة. لا يزال بإمكان الزوار استكشاف تاريخه من خلال العروض الرقمية في القاعة، التي توفّر صورًا ووصفًا للنص خلال فترة الحفظ. توضح الظاهري: "نحن نغيّر موقع قطعنا الأثرية القديمة الحسّاسة بالإضافة إلى المخطوطات ثلاث مرات في السنة لضمان تخزينها في ظروف بيئية مثالية، كما أن الإضاءة الهادئة في القاعة تحمي هذه الأعمال. هذه الانجازات ليست فقط لجيلنا اليوم، فنحن نهدف للحفاظ عليها لعدة قرون قادمة".
يلعب مختبر الأبحاث في متحف اللوفر أبوظبي دورًا حيويًا في الحفاظ على القطع الأثرية للأجيال القادمة. من خلال التحليلات التفصيليّة، يساهم المختبر في البحوث التاريخية الفنية وعلوم الحفظ. تقول الظاهري: "إنّه عمل ضروري ومليء بالإحساس بالإنجاز." يلهم المتحف أيضًا الشباب لمتابعة مسارات مهنية في الصناعات الثقافية. تضيف الظاهري: " زميلتي موزة النقبي - مُساعدة بحوث- تعمل في المختبر، ونورا الزعابي - مصورة توثيقية – تعمل على اكتشاف طبقات القطع الأثرية، بالإضافة للفنانتين عائشة الأحمدي وميثاء العميرة اللتين أصبحتا مشرفتين على المعرض.
تقول الظاهري: "يعمل متحف اللوفر أبوظبي على تمكين الشباب الإماراتي من خلال بناء مسارات مهنية في الصناعات الثقافية، محققاً بذلك مهمته ومهمة المنطقة الثقافية في السعديات التي تقوم على تعزيز المعرفة والإبداع والتبادل الثقافي".
مادة إعلانية
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: متحف اللوفر أبوظبي اللوفر أبوظبي متحف اللوفر أبوظبی حروف من نور من الأعمال الأعمال ا من خلال
إقرأ أيضاً:
«بريطانيا وأيرلندا» يُتوج بلقب «تيم كاب 2025» للجولف في أبوظبي
أبوظبي (وام)
تُوج فريق بريطانيا وأيرلندا للجولف بلقب بطولة «تيم كاب 2025»، التي أقيمت على مدار الأيام الثلاثة الماضية، واختتمت اليوم في نادي أبوظبي للجولف.
وتمكن فريق بريطانيا وأيرلندا تحت قيادة نجمه المخضرم جاستين روز من تحقيق فوز كبير بنتيجة 17-8 على فريق أوروبا القارية، حيث نجح روز في استثمار التقدم الكبير لفريقه منذ بداية البطولة، وكان بحاجة لنقطتين فقط، لضمان التتويج باللقب قبل انطلاق منافسات الفردي.
وافتتح الإنجليزي لوري كانتر باب الانتصارات لفريقه بفوز مميز على الفرنسي رومان لانجاسك 5 - 4.
وتولى النجم تومي فليتوود مسؤولية تسجيل النقطة الحاسمة، عندما تفوق على الفرنسي ماثيو بافون بنتيجة 3-1 في إعادة للإنجاز الذي حققه في كأس رايدر 2023 على ملعب ماركو سيموني.
وتميز فليتوود في هذه البطولة بتحقيق سجل مثالي، حيث كان اللاعب الوحيد الذي فاز بجميع مبارياته الأربع خلال أيام المنافسة الثلاثة، ليترك بصمة لافتة في مسيرته الرياضية.
وعلى الرغم من السيطرة البريطانية الواضحة، أظهر فريق أوروبا القارية شجاعة في الساعات الأخيرة، حيث تمكن نيكولاس نورغارد من التفوق على الإنجليزي ماثيو جوردان بنتيجة 3-2، كما أحرز كل من أنطوان روزر وماتيو ماناسيرو انتصارين بفارق ضربة واحدة «1Up» في مواجهات فردية مثيرة.وفي مشهد مثير، عاد قائد الفريق الأوروبي فرانشيسكو موليناري من تأخر بفارق ضربتين مع تبقي سبع حفر لينتزع نصف نقطة بالتعادل مع الإنجليزي جوردان سميث.
وأظهر الدنماركي راسموس هويغارد أداءً بطولياً عندما عوض تأخره بثلاث حفر مع تبقي خمس حفر، لينهي مباراته بالتعادل أمام آرون راي.
وبهذا الأداء القوي، أكد فريق بريطانيا وأيرلندا تفوقه في البطولة، وسجل لحظة تاريخية أخرى في سجل منافسات الجولف العالمية، بينما أظهر فريق أوروبا القارية روحاً قتالية عالية.
وعبّر القائد جاستن روز عن فخره بالفريق وأدائه المميز طوال البطولة.
ومن خلال إستراتيجيته الواضحة وروحه القيادية، نجح روز في توجيه فريقه لتحقيق الفوز الحاسم في مواجهة فريق أوروبا القارية وقال «كان شرفاً كبيراً لي قيادة الفريق استمتعت بالتحدي والتجربة، واللاعبون قدموا أداءً قوياً جعلني أبدو قائد رائع، رسالتنا كانت واضحة، أن نبقى في المقدمة، ورغم التقدم الكبير، ركزنا على الأداء الفردي لاستكمال ما بدأناه خلال الأسبوع».