إبداع| "المدينة".. قصة قصيرة لـ حاتم سعيد حسن
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشرق الشمس كل يوم إيذانًا بميلاد يوم جديد على كل مُدن العالم بشكل طبيعي لا يشوبه أي شك، إلا أنني متأكد بأن شروق شمس اليوم الجديد على مدينتنا يختلف عن أي مدينة أخرى.
نحن لا نقضي الليل نستمع للموسيقى الكلاسيكية داخل أحد المطاعم على ضوء الشموع ولا نُشاهد فيلمًا ساخرًا ونحن نجلس بصحبة أفراد عائلتنا على الأريكة، في الحقيقة ليلتنا تختلف عن الجميع.
شروق الشمس يعني بالنسبة إلينا البدء في رحلة جديدة من البحث، وصدقني حينما أقول لك بأنه البحث في معناه المُطلق.. نبحث عن المنازل والمباني التي تم قصفها وكم فقدنا اليوم من أفراد العائلة أو الأصدقاء أو الجيران.. تستمر رحلة بحثنا لعلنا نجد القليل من الطعام وقليل من الماء يروي ظمأنا ولو تحملنا نحن فعلينا أن نجد ما يجعل الأطفال يرتوون.
بالأمس وجدت أن لدي سيجارة واحدة وهذا شيء عظيم لمن هم في مثل حياتنا تلك، كم تمنيت قليلًا من البن لأرتشف فنجال قهوتي.. قديمًا كنت شابًا يافعًا يرتدي أفضل ما لديه ويذهب إلى إحدى المقاهي يرتشف قهوته على نغمات فيروز أو أم كلثوم ويظل يُدخن حتى يشعر بأن رأسه بدأ في استيعاب الأشياء من حوله! والأن يكفي أن استيقظ لأجد نفسي ما زلت على قيد الحياة.
بالأمس طلبت مني جارتي المُسنة بأن أذهب وأتي لها بقليل من القمح لعلها تخبز شيئًا تقضي به على جنود الجوع التي تزحف داخل جسدها، وذهبت بالفعل لمكان الإعانات لأجد مئات الأطفال ينتظرون.. اللعنة على هذا الموقف الذي يجعل العقل يُفكر أيهما يستحق الحياة من في بدايتها أو من هو على مشارف النهاية!
رحلت مترددًا مُتمنيًا من الله أن تُدرك جارتي بأنني قد غفلت عن طلبها، وحينما ذهبت إلى الشباب رأيتهم يفكرون فيما هو الحل الأن، الصمت يعلوا شفاه الجميع وفقط هي النظرات التي تحمل الكثير من الخوف والعجز.. الأن تختفي الشمس ويبدأ الليل في اقتحام حياتنا، وعلينا الآن انتظار القصف الجديد لتُشرق شمس يوم جديد ولا نعلم من سيكون الضحية القادمة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إبداع المدينة قصة قصة قصيرة
إقرأ أيضاً:
رئيسة إدارة إطفاء لوس أنجليس: إدارة المدينة خذلتنا
الثورة نت/
انتقدت رئيسة إدارة الإطفاء في مدينة لوس أنجليس الأمريكية المنكوبة كريستين كراولي إدارة المدينة بشأن مكافحة الحرائق.قائلة إدارة المدينة خذلتنا.
واشارت رئيسة إدارة الإطفاء في لوس أنجليس إلى أن الـ17 مليون دولار التي تم اقتطاعها من ميزانية إدارة الإطفاء كان لها تأثير سلبي على قدرة الإدارة على مكافحة الحرائق.
وأكدت أنهم لم يعودوا قادرين على الاستمرار على هذا الوضع.
وأضاف “ليس لدينا عدد كاف من رجال الإطفاء”.
والليلة الماضية أعلنت سلطات ولاية لوس أنجليس الأمريكية أن 58 ألف مبنى معرض للخطر جراء الحرائق وأوامر إخلاء لنحو 153 ألف شخص.
وبحسب رئيسة إدارة الإطفاء “حاولت كثيرا أن توضح لمسؤولي المدينة مدى النقص في عدد الموظفين وفي الموارد وفي التمويل لدى إدارة إطفاء لوس أنجليس”.
ولفتت إلى أن الإدارة شهدت زيادة بنسبة 55% في عدد الاتصالات التي تلقتها منذ عام 2010، إلا أن عدد رجال الإطفاء كان يتراجع.
وبينت أن الموارد الإضافية الواردة إلينا ستساعدنا في هذه الكارثة الحالية، ولكن في المستقبل، يمكن أن يحدث هذا في أي مكان في كل مدينة في لوس أنجليس ونحتاج إلى أن يكون لدينا التمويل والدعم.
وحتى الآن لقي ما لا يقل عن 11 شخصا حتفهم جراء حرائق الغابات المستمرة منذ أيام في لوس أنجلوس.
وتجتاح حرائق ضخمة أحياء مختلفة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية خاصة حول منطقة لوس أنجليس.
والتهمت النيران أحياء فخمة ومنازل فارهة لمشاهير هوليوود، حيث هذه الحرائق الأكثر تدميرا بتاريخ البلاد.