15 عاما من النجاحات الاقتصادية بين عمان والولايات المتحدة.. و"اتفاقية التجارة الحرة" تعزز الاستثمارات المتبادلة
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
◄ 412.5 مليون ريال حجم التبادل التجاري
◄ ارتفاع الاستثمار الأمريكي المباشر في عُمان بنسبة 36.3%
◄ مسؤول أمريكي يحث الشركات الأمريكية للاستثمار في عُمان
◄ جيمجي: الاتفاقية وفرت بيئة خصبة للمستثمرين الأمريكيين في عُمان
◄ الروّاس: الأسواق المفتوحة والتنافسية تعتبر محركا أساسيا للكفاءة الاقتصادية
الرؤية- ريم الحامدية
تصوير/ راشد الكندي
نظمت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، الإثنين، احتفالية بمناسبة مرور 15 عامًا على توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بالتعاون مع السفارة الأمريكية في سلطنة عُمان والخارجية الأمريكية وغرفة تجارة وصناعة عُمان ومركز الأعمال الأمريكي العُماني.
وتأتي هذه المناسبة احتفاءً بما حققته الاتفاقية من نجاحات في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وتسليط الضوء على الفرص الواعدة لتعظيم الاستفادة منها، ورفع مستوى الوعي لدى مجتمع الأعمال والجهات الحكومية بأهميتها.
وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الخامسة في الصادرات العمانية (غير النفطية) حتى مايو 2024م، وفي المرتبة التاسعة في الواردات إلى سلطنة عُمان حتى سبتمبر من العام 2024م، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية حتى مايو من العام الجاري 412,575,423 ريالا، وبلغت قيمة الصادرات العمانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية 197,634,685 ريالا، بزيادة 14.6% عن 2023م، كما بلغ إجمالي واردات سلطنة عُمان من الولايات المتحدة الأمريكية حتى مايو من العام 2024م 197,489,444 ريالا.
وخلال الاحتفالية، قال سعادة بانكاج جيمجي مستشار التجارة الخارجية والتعاون الدولي بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، إن الاتفاقية ساهمت في تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية والسياسية وفتحت آفاقاً جديدة للتعاون المتبادل في مختلف المجالات، كما أنها وفرت بيئة مواتية للمستثمرين الأمريكيين في سلطنة عُمان في قطاعات الطاقة والخدمات اللوجستية والبنية التحتية مما عزز الاستثمار الأجنبي المباشر.
وأوضحت سعادة آنا إسكروهيما سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية المعتمدة لدى سلطنة عُمان، أن الاتفاقية عمّقت العلاقات التجارية عامًا بعد عام حيث ارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر للولايات المتحدة في سلطنة عمان في نهاية العام 2023م بنسبة 36.3%، مبينة: "هذا الأمر يعزز مكانتنا كثاني أكبر مستثمر أجنبي في سلطنة عُمان ويخلق فرصًا للأمريكيين والعمانيين على حد سواء".
وقالت سعادة السفيرة: "منذ بداية مهمتي كسفير، لاحظت اهتمام الشركات الأمريكية المتزايد بالاستثمار في سلطنة عمان في الآونة الأخيرة، واستضفنا وفدًا من شركات الفضاء، برفقة ممثلين من وكالة ناسا وبنك التصدير والاستيراد الأمريكي، الذين اجتمعوا مع القطاعين الحكومي والخاص في سلطنة عمان لاستكشاف الشراكات وزيادة التعاون".
وفي السياق، قال سعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، إن اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية فتحت آفاقاً من التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين الصديقين وعززت الشراكات التجارية والتي انعكست إيجاباً على بيئة الإنتاج والاستثمار في سلطنة عُمان، مؤكدا أن الاتفاقية تعد من الاتفاقيات المتفردة والتي جاءت من منطلق الأواصر المتينة للصداقة العُمانية الأمريكية، حيث أن البلدين يدركان بأن الأسواق المفتوحة والتنافسية تعتبر محركا أساسيا للكفاءة الاقتصادية والإبداع والابتكار.
بدوره، ذكر سعادة خوسيه دبليو فرنانديز وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للنمو الاقتصادي والطاقة والبيئة، أنه منذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، نمت التجارة الثنائية بين البلدين لتتجاوز 3 مليارات دولار سنويًا منذ عام 2021، وساهمت في توفير فرص عمل في البلدين، وبلغت استثمارات الولايات المتحدة في سلطنة عُمان 13 مليار دولار في الربع الثاني من عام 2024، مع التركيز على البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا.
وقال إن اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين يمنح الشركات العُمانية ونظيراتها الأمريكية مزايا كبيرة، تتمثل في توسيع نطاق الوصول إلى الأسواق وإلغاء التعريفات الجمركية، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تستفيد من هذه الاتفاقية في مجال الطاقة والخدمات، في حين يحظى قطاع المنسوجات والمنتجات البتروكيماوية باهتمام كبير من الجانب العُماني.
وبيّن سعادته أن قطاع الطاقة هو أكبر المجالات التي حظيت بالاستفادة من مزايا اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين ويأتي بعدها مجال التكنولوجيا والخدمات وقطاع الآلات والمعدات، مبينا أن بلاده تسعى لبحث طرق جذب إنتاج الهيدروجين الأخضر في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التعاون في مجالات التجارة الرقمية، والاقتصاد الرقمي، وتعزيز التعاون بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وأضاف أن المرحلة القادمة تتطلب تفعيل الشراكة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة في مجالات الطاقة المتجددة، والاقتصاد الرقمي، والهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى الخدمات اللوجستية، مشيرًا في هذا الصدد إلى علاقة الشراكة التي تم تأسيسها مؤخرًا بين ميناء الدقم وميناء جنوب لويزيانا في الولايات المتحدة.
وحث سعادته الشركات الأمريكية للاستثمار في سلطنة عُمان التي تتمتع ببيئة ترحيبية مستقرة للشركات الأميركية، مؤكدًا على أهمية أن تكون عُمان جزءًا مهمًّا من وجهات التجارة الأمريكية في إطار اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين.
وخلال الحفل، تم استعراض أبرز الإنجازات التي حققتها الاتفاقية منذ دخولها حيز التنفيذ في عام 2009، كما تضمن الحفل عروضًا مرئية سلطت الضوء على التطور الذي شهدته العلاقات التجارية بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى حلقات نقاشية تناولت الفرص المستقبلية لتعزيز التعاون بين البلدين وأيضا استعراض قصص نجاح بعض الشركات في الاستفادة من هذه الاتفاقية من الجانبين.
حضر الحفل معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وسعادة خوسيه دبليو فرنانديز وكيل وزارة الاقتصاد الأمريكية للنمو والطاقة والبيئة، وسعادة آنا إسكروهيما سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية المعتمدة لدى سلطنة عُمان، وسعادة بانكاج جيمجي مستشار التجارة الخارجية والتعاون الدولي بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وسعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، وبمشاركة عدد من المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين ورجال الأعمال من الجانبين.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: التجارة والصناعة وترویج الاستثمار الولایات المتحدة الأمریکیة اتفاقیة التجارة الحرة بین البلدین
إقرأ أيضاً:
وضع حجر الأساس لمشروع «بلو هارفست» بالمنطقة الحرة في صحار
احتفلت المنطقة الحرة بصحار بوضع حجر الأساس لمشروع «بلو هارفست» التجريبي الذي يهدف إلى إنتاج المواد الخام المتجددة باستخدام الزراعة المستدامة عبر زراعة نبات «الإيلفنت جراس» (ميسكانثوس) على مساحة 2000 متر مربع. يأتي هذا المشروع تأكيدًا على التزام المنطقة الحرة بصحار بتبني حلول مبتكرة تدعم الاستدامة، بما يتماشى مع «رؤية عمان 2040».
ويُعتبر «بلو هارفست» مشروعًا رائدًا في تطبيق الاقتصاد الدائري في سلطنة عُمان حيث يستهدف إنتاج ألياف الإيلفنت جراس لاستخدامها في الخرسانة القابلة للطباعة ثلاثية الأبعاد والمواد البلاستيكية الحيوية للبناء الداخلي. كما يساهم المشروع بشكل كبير في تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال امتصاص 44 طنًا من CO2 لكل هكتار سنويًا. وقد لعبت سفارة مملكة نيذرلاند في مسقط دورًا استراتيجيًا في دعم المشروع وتعزيز شراكاته منذ انطلاقه مما أسهم في تحقيق أهدافه البيئية والاقتصادية.
وقال إيميل هوخستيدن الرئيس التنفيذي لميناء صحار: نفتخر بالشراكة مع مجموعة من الشركاء المحليين والدوليين لتحقيق هذا المشروع الطموح الذي يمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز الاقتصاد الدائري في سلطنة عمان وإن مشروع «بلو هارفست» لا يعكس التزامنا بالاستدامة فحسب، بل يساهم أيضًا في تطوير حلول مبتكرة لتحسين التربة والمياه وتقليل تأثيرات التغير المناخي في المنطقة ونتطلع إلى توسيع هذا المشروع ليشمل المزيد من التطبيقات الاقتصادية التي تعزز من مكانة منطقة صحار الحرة كمركز رائد للاستثمار المستدام. يعكس المشروع شراكة استراتيجية بين مجموعة من الجهات المحلية والدولية حيث تتولى جامعة فاخينينجن للأبحاث في نيذرلاند إدارة هذا المشروع بخبرتها الرائدة في مجال الزراعة المستدامة. كما يساهم في المشروع عدد من الجامعات المحلية المرموقة مثل جامعة السلطان قابوس وجامعة صحار والجامعة الألمانية للتكنولوجيا بالتعاون مع مركز إيلاف للتكنولوجيا. كما يساهم شركاء آخرون في المشروع مثل شركة «فيبرانت» الهولندية التي طورت مفهوم المشروع وشركة «ديالين جرين» المتخصصة في توفير النباتات بالإضافة إلى «رويال إيكيلكامب» المتخصصة في مراقبة التربة والمياه باستخدام حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي ويعتبر هذا المشروع خطوة مهمة نحو تحقيق التعاون المعرفي بين سلطنة عمان ونيذرلاند وتطوير حلول مستدامة في مجالي الزراعة والبناء مع التركيز على الاستخدام الأمثل للموارد المائية وتحسين جودة التربة في المنطقة.