تحالف المعارضة في سوريا يعملون على تشكيل الحكومة واستعادة النظام..بعد الإطاحة بالأسد
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
سوريا.. بعد الإطاحة السريعة بالرئيس السوري بشار الأسد يشهد السوريين ودول المنطقة والقوى العالمية اليوم الثلاثاء حالة من التوتر بشأن ما قد يحدث بعد ذلك في الوقت الذي اتخذ فيه تحالف المعارضة خطواته الأولى في عملية انتقال الحكم.
وبحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء، فعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين، وقال دبلوماسيون إنهم ما زالوا في حالة صدمة من السرعة التي تم بها الإطاحة بالأسد على مدى 12 يوما، بعد حرب أهلية استمرت 13 عاما ودخلت في طريق مسدود لسنوات.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين: "لقد فوجئ الجميع، بما في ذلك أعضاء المجلس بما وقع في سوريا.. لذلك يتعين علينا أن ننتظر ونرى ونراقب ونقيم كيف سيتطور الوضع".
روسيا لعبت دورا رئيسيا في دعم حكومة الأسديذكر أن روسيا لعبت دورا رئيسيا في دعم حكومة الأسد ومساعدتها في قتال المتمردين، وقد فر الرئيس السوري من دمشق إلى موسكو يوم الأحد، منهيا أكثر من 50 عاما من الحكم الوحشي لعائلته.
وبينما لا تزال الأجواء الاحتفالية سائدة في دمشق، وافق رئيس وزراء الأسد محمد جلالي أمس الاثنين على تسليم السلطة لحكومة الإنقاذ التي تقودها المعارضة، وهي إدارة مقرها في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا.
وقال مصدر مطلع على المناقشات لرويترز إن القائد الرئيسي للمتمردين أحمد الشرع المعروف باسم أبو محمد الجولاني التقى مع جلالي ونائب الرئيس فيصل المقداد لمناقشة الحكومة الانتقالية، وقال جلالي إن عملية التسليم قد تستغرق أياما.
وذكرت قناة الجزيرة أن السلطة الانتقالية سيرأسها محمد البشير الذي يرأس حكومة الإنقاذ.
لقد كان التقدم الهائل الذي أحرزته تحالف الميليشيات بقيادة هيئة تحرير الشام، وهي فرع سابق لتنظيم القاعدة، بمثابة نقطة تحول كبيرة في الشرق الأوسط .
فبعدما أدت الحرب الأهلية التي بدأت في عام 2011 إلى مقتل مئات الآلاف، وتسببت في واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في العصر الحديث، وتركت المدن تتعرض للقصف، والريف خاليا من السكان، والاقتصاد مفرغًا بسبب العقوبات العالمية، تمكنت قوات المعارضة بالإطاحة بنظام الأسد.
ولكن التحالف المتمرد لم يعلن بعد عن خططه لمستقبل سوريا، ولا يوجد نموذج لمثل هذا التحول في المنطقة المضطربة.
وقال نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة روبرت وود في نيويورك: "إنها لحظة لا تصدق بالنسبة للشعب السوري، والآن نركز حقا على محاولة معرفة إلى أين يتجه الوضع..هل يمكن أن توجد سلطة حاكمة في سوريا تحترم حقوق وكرامة الشعب السوري؟".
وقالت واشنطن إن الولايات المتحدة تسعى إلى إيجاد سبل للتواصل مع الجماعات المتمردة السورية، وتتواصل مع شركاء في المنطقة مثل تركيا لبدء دبلوماسية غير رسمية.
وقال مسؤول مطلع على التطورات لرويترز إن دبلوماسيين قطريين تحدثوا مع هيئة تحرير الشام أمس الاثنين، في الوقت الذي تسارع فيه الدول الإقليمية لفتح اتصالات مع المجموعة.
السوريون يأملون في بلد الحرية والمساواة وسيادة القانون
وأعرب بعض أفراد المتمردين الذين تجمهروا في العاصمة أمس الاثنين، وتجمعوا في ساحة الأمويين المركزية، عن أملهم في أن تتولى إدارة مدنية إدارة البلاد قريبًا.
وتعهد الجولاني بإعادة بناء سوريا، وقضت هيئة تحرير الشام سنوات في محاولة تحسين صورتها لطمأنة الدول الأجنبية والأقليات داخل سوريا.
ولكن مع تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية من قبل العديد من الدول والأمم المتحدة، فإن أوراق اعتمادها الحاكمة غير مؤكدة.
وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك للصحفيين "إن السوريين يتطلعون إلى إقامة دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية، وسوف ننضم إلى الجهود لإعادة بناء بلدنا، وإعادة بناء ما دمر، وإعادة بناء المستقبل.. مستقبل أفضل لسوريا".
وكانت هناك مؤشرات أولية على عودة النظام إلى طبيعته، ومن المقرر أن تفتح البنوك السورية أبوابها اليوم الثلاثاء، ودعت وزارة النفط جميع العاملين في القطاع إلى التوجه إلى العمل اليوم الثلاثاء، مضيفة أنه سيتم توفير الحماية لهم لضمان سلامتهم.
إسرائيل تستولي على المنطقة العازلة في سوريا وتزعم إنها تحافظ على أمنها وفي واحدة من التحديات العديدة التي تواجه سوريا، استولت إسرائيل على منطقة عازلة في جنوب البلاد، وهي الخطوة التي أدانتها مصر وقطر والمملكة العربية السعودية.. وقالت المملكة العربية السعودية إن هذه الخطوة من شأنها أن "تدمر فرص سوريا في استعادة الأمن".
وقالت إسرائيل إن غاراتها الجوية ستستمر لأيام لكنها أبلغت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أنها لا تتدخل في الصراع السوري، وقالت إنها اتخذت "إجراءات محدودة ومؤقتة" فقط لحماية أمنها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد السوريين رويترز إسرائيل المنطقة العازلة المملكة العربية السعودية هیئة تحریر الشام أمس الاثنین فی سوریا
إقرأ أيضاً:
من حفار القبور إلى قيصر.. سوريون لاحقوا الأسد دوليا وكشفوا هوياتهم بعد سقوطه
بعد أكثر من عقد من توثيق الجرائم في الخفاء، بدأت شخصيات سورية بارزة كانت وراء ملاحقة نظام بشار الأسد المخلوع على الساحة الدولية، بالخروج إلى العلن، كاشفة عن هوياتها للمرة الأولى.
آخر هذه الشخصيات هو "حفار القبور" الذي كشف عن هويته في مداخلة أمام المؤتمر العربي المنعقد في جامعة "هارفارد" الأمريكية، أمس الأحد.
وتحولت هذه الشخصيات التي تسببت بفرض عقوبات غربية قاسية على النظام المخلوع بما في ذلك "قانون قيصر"، إلى المطالبة برفع العقوبات المفروضة على سوريا بعد سقوط الأسد من أجل دفع عجلة إعادة الإعمار والاقتصاد المنهار.
ما المهم في الأمر؟
يمثل خروج هذه الشخصيات إلى العلن بعد سنوات من التخفي، محطة بارزة في مساعي استكمال محاسبة رموز النظام المنهار ضمن إطار "العدالة الانتقالية"، والمطالبة بتوسيع نطاق الملاحقات ليشمل المتورطين بالفساد والانتهاكات من الصف الأول وحتى المنفذين.
كما من المتوقع أن تساهم مطالباتهم في المساعدة برفع العقوبات المفروضة على سوريا في دعم مساعي الحكومة السورية الرامية إلى إعادة البناء ودفع عجلة الاقتصاد المنهار من خلال العمل على رفع العقوبات الغربية.
من هم هؤلاء؟
◼ حفّار القبور
كشف المعروف بلقب "حفار القبور" عن هويته الحقيقية، بعد سنوات من التخفي ساهم خلالها في توثيق وفضح الجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد المخلوع بحق المعتقلين السوريين.
وخلال مداخلة في المؤتمر العربي المنعقد بجامعة هارفارد الأمريكية، الأحد، عرّف "حفار القبور" نفسه بأنه محمد عفيف نايفة، من سكان العاصمة دمشق.
وأشارت وكالة الأنباء السورية "سانا"، إلى أن شهادات نايفة "أسهمت بفضح الجرائم التي ارتكبها النظام البائد بحق المعتقلين، بما في ذلك إلقاء آلاف الجثث في مقابر جماعية، بينها أطفال عذبوا حتى الموت".
وتولى نايفة مهمة دفن ضحايا التعذيب في مقابر جماعية منذ اندلاع الثورة السورية في آذار /مارس عام 2011 وحتى تشرين الأول /أكتوبر عام 2018، قبل أن يتمكن من مغادرة البلاد.
وقال نايفة في شهادته أمام الكونغرس الأمريكية إن "الجثث كانت تأتي من فروع الأمن، في حالة متعفنة وعليها تشوهات".
وبدلا من الأسماء، كانت الجثث وبينها جثث أطفال تحمل أرقاما، وتنقل في شاحنات مبردة، وهي لضحايا تعذيب في معتقلات نظام الأسد المخلوع.
كما تحدث "حفار القبور" في شهادته عام 2022، عن 3 شاحنات مبردة تحمل كل واحدة منها بين 300 و600 جثة، كانت تأتي الأفرع الأمنية والمستشفيات العسكرية في دمشق مرتين في الأسبوع الواحد.
وكشف عن أسماء عدد من الضباط المشرفين على عمليات القتل، مدعما شهاداته بالأدلة التي قدمها المصور العسكري المنشق المعروف بـ"قيصر".
◼ قيصر
الاسم الرمزي لـ"قيصر" ارتبط منذ عام 2014 بصور آلاف المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري.
كان قيصر يعمل مصورا في الطب الشرعي العسكري، ونجح في تسريب أكثر من 50 ألف صورة إلى خارج البلاد، بالتعاون مع صديقه "سامي".
وشكّلت هذه الصور القاعدة الأساسية لتشريع "قانون قيصر" في الكونغرس الأمريكي عام 2019، الذي فرض عقوبات على النظام السوري وداعميه.
ظل قيصر متخفيا طوال السنوات الماضية، وظهر في جلسات الاستماع بالكونغرس الأمريكي مقنعا. لكن سقوط نظام الأسد دفع صاحب أكبر عملية تسريب في سوريا إلى الكشف عن هويته في شباط /فبراير عبر شاشة قناة "الجزيرة".
اتضح حينها أن "قيصر" هو المساعد أول فريد المذهان رئيس قسم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في العاصمة السورية دمشق، والذي ينحدر من مدينة درعا جنوبي البلاد.
قال المذهان في أول لقاء له عقب كشف عن هويته: "لقد حملتني أرواح (المعتقلين) الطاهرة أمانة على عنقي أن أوصل آهاتهم ومعاناتهم إلى العالم الحر، وأن أكون شاهدا أمام الله وأمام الإنسانية على مصيرهم المؤلم".
◼ سامي
عمل "سامي" كهمزة وصل بين "قيصر" والمنظمات الحقوقية، وساهم بشكل أساسي في تسليم الصور إلى منظمة حقوقية دولية مقرها في أوروبا، ومن ثم إلى السلطات الأمريكية.
كما ساهم مع "قيصر" في تهريب أكثر من 26 ألف صورة لأقل من 7 آلاف ضحية قضت تحت التعذيب في سجون الأسد، فضلا عن قيامه بتنسيق لقاءات في الكونغرس الأمريكي، وكان حاضرا في الكواليس خلال تمرير قانون "حماية المدنيين السوريين" الذي عرف باسم قانون "قيصر".
وبعد سقوط نظام الأسد كان "سامي" من أوائل الشخصيات المعارضة المتخفية التي كشفت عن هويتها ليتضح أن اسمه الحقيقي أسامة عثمان، وهو من مواليد مدينة التل في ريف دمشق.
قال عثمان في أحد تصريحاته بعد سقوط النظام: "بشار الأسد شوهنا من الداخل ومن الخارج، أفسد علينا حياتنا. وكما يقولون أفسد علينا دنيانا، وأفسدنا عليه آخرته، وعند الله تجتمع الخصوم".
الصورة الأوسع
ساهمت شهادات قيصر وحفار القبور في توثيق جرائم الأسد بحق السوريين عقب اندلاع الثورة السورية، كما تسببت في فرض عقوبات قاسية عليه كان لها دور في دفعه نحو التآكل مع مرور الوقت.
ومن المقرر أن تلعب هذه الشهادات والأدلة الموثقة دورا مهما في مسار "العدالة الانتقالية" التي يطالب به السوريون وجرى النص عليه في "الإعلان الدستوري" من أجل طي صفحة نظام الأسد الدموية.