بوابة الفجر:
2025-05-03@00:17:03 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: الحفاة – والجهل – والمرض !!

تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT


 

قامت ثورة يوليو 1952 – رافعة شعار القضاء على الفقر والجهل والمرض ‍ ! 
ضمن مجموعة من الشعارات – تضمنها النقاط الست فى برنامج أشمل سمى بفلسفة الثورة !

ومن المصريون الذين عاصروا قيام الثورة " أطال الله فى أعمارهم " – يتذكرون أن أغلبية الشعب المصرى كانوا " حفاه " – أى عاريين الأقدام دون أحذية – وكانت الشوارع – ترى فيها الفقراء " حفاه " ولم يكن هذا المنظر غريب على الأعين ‍! ولعل فى سبيل القضاء على هذه الظاهرة التى كان عليها أغلب فقراء مصر – وهم كانوا حوالى 99 % من المصريون -حيث كان المجتمع ينقسم إلى مجتمع النصف فى المائة – والطبقة الوسطى وهى الأعرض والفقراء من الفلاحون والعمال والموظفون الصغار والعاطلون  بالطبع ومنهم المتسولون وجامعى أعقاب السجائر -حيث كان هناك من يجمع ( عقب السيجارة ) من الشارع لإعادة تجميع الدخان الباقى من الفضلات – ولفها وبيعها مرة أخرى – لفقراء مدخنين أخرين – كما كان هناك من يتاجر فى الورق ( الجرائد القديمة ) ومازال حتى اليوم !

وكان من أهم الأنشطة لدى الفقراء من الباعة من يبيع بجانب المدراس ( النداغة – والبخت من البسكويت الأحمر اللون وبداخله العسلية ) أى عسل أسود ويوضع فى البخت بعض ( الملاليم ) أو ( الخمسة تعريفة ) أى 2 مليم ونصف ! 
لأصحاب الحظ من الأطفال الذين يشترون (قمع البخت)!!

 

كما كان هناك من يتاجر بجانب التجمعات الشعبية فى ناتج ( السرجة ) وهى المشاغل أو الورش التى كانت تنتج الحلاوة الطحينية والحلاوة الشعر والطحينة – وكذلك 
( الكذب ) ( بضم الكاف وسكون الباء ) – كما كان هناك ألعاب للفقراء مثل 
( الدبور ) ( والطرة والوزير ) ( والسبع طوبات ) ! ( والبلى ) ( والترنجيلة ) ولعبة للبنات كانت تسمى ( الأولى ) ! ( والأستغماية ) ولعبة للشباب تسمى ( صلح ) ! كل هذه الأنشطة الشعبية كانت هى ملاذ الفقراء من الأطفال والمراهقين والشباب – وكان الأولاد والبنات غالبيتهم ( حفاة ) – فى الحارة -وفى الشارع !

وكان الصندل أو القبقاب أو الحذاء التفصيل ! من الممتلكات الغالية – حيث يحتفظ بها للمناسبات ! وقد قامت الثورة -فى بداياتها بإستيراد صنادل وشباشب وأحذية مطبوخة- من البلاستيك -وكان يطلق عليها ( بلاستونيل ) – وكانت تباع فى محلات 
( باتا ) وكذلك كانت الصنادل الجلد من الأشياء الغالية والمحببة والمرغوبة من ( غلابة الشعب المصرى ) وكانوا الأغلبية الأعم فى المحروسة ! وبعد أكثر من خمسون عامًا أستطيع أن أجزم بأننا قضينا على صفة ( الحفاة ).