بوابة الفجر:
2025-01-11@05:56:43 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: الحفاة – والجهل – والمرض !!

تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT


 

قامت ثورة يوليو 1952 – رافعة شعار القضاء على الفقر والجهل والمرض ‍ ! 
ضمن مجموعة من الشعارات – تضمنها النقاط الست فى برنامج أشمل سمى بفلسفة الثورة !

ومن المصريون الذين عاصروا قيام الثورة " أطال الله فى أعمارهم " – يتذكرون أن أغلبية الشعب المصرى كانوا " حفاه " – أى عاريين الأقدام دون أحذية – وكانت الشوارع – ترى فيها الفقراء " حفاه " ولم يكن هذا المنظر غريب على الأعين ‍! ولعل فى سبيل القضاء على هذه الظاهرة التى كان عليها أغلب فقراء مصر – وهم كانوا حوالى 99 % من المصريون -حيث كان المجتمع ينقسم إلى مجتمع النصف فى المائة – والطبقة الوسطى وهى الأعرض والفقراء من الفلاحون والعمال والموظفون الصغار والعاطلون  بالطبع ومنهم المتسولون وجامعى أعقاب السجائر -حيث كان هناك من يجمع ( عقب السيجارة ) من الشارع لإعادة تجميع الدخان الباقى من الفضلات – ولفها وبيعها مرة أخرى – لفقراء مدخنين أخرين – كما كان هناك من يتاجر فى الورق ( الجرائد القديمة ) ومازال حتى اليوم !

وكان من أهم الأنشطة لدى الفقراء من الباعة من يبيع بجانب المدراس ( النداغة – والبخت من البسكويت الأحمر اللون وبداخله العسلية ) أى عسل أسود ويوضع فى البخت بعض ( الملاليم ) أو ( الخمسة تعريفة ) أى 2 مليم ونصف ! 
لأصحاب الحظ من الأطفال الذين يشترون (قمع البخت)!!

 

كما كان هناك من يتاجر بجانب التجمعات الشعبية فى ناتج ( السرجة ) وهى المشاغل أو الورش التى كانت تنتج الحلاوة الطحينية والحلاوة الشعر والطحينة – وكذلك 
( الكذب ) ( بضم الكاف وسكون الباء ) – كما كان هناك ألعاب للفقراء مثل 
( الدبور ) ( والطرة والوزير ) ( والسبع طوبات ) ! ( والبلى ) ( والترنجيلة ) ولعبة للبنات كانت تسمى ( الأولى ) ! ( والأستغماية ) ولعبة للشباب تسمى ( صلح ) ! كل هذه الأنشطة الشعبية كانت هى ملاذ الفقراء من الأطفال والمراهقين والشباب – وكان الأولاد والبنات غالبيتهم ( حفاة ) – فى الحارة -وفى الشارع !

وكان الصندل أو القبقاب أو الحذاء التفصيل ! من الممتلكات الغالية – حيث يحتفظ بها للمناسبات ! وقد قامت الثورة -فى بداياتها بإستيراد صنادل وشباشب وأحذية مطبوخة- من البلاستيك -وكان يطلق عليها ( بلاستونيل ) – وكانت تباع فى محلات 
( باتا ) وكذلك كانت الصنادل الجلد من الأشياء الغالية والمحببة والمرغوبة من ( غلابة الشعب المصرى ) وكانوا الأغلبية الأعم فى المحروسة ! وبعد أكثر من خمسون عامًا أستطيع أن أجزم بأننا قضينا على صفة ( الحفاة ).

.. فمن العسير اليوم أن نرصد 
( حافيا ) فى الشارع المصرى ! إلا إذا كان ( معتوها ) وليس فقيراَ !

ولكن لا نستطيع الجزم بأننا قضينا على الجهل..فمازالت الأمية فى بلادنا – أكثر بكثير من دول أخرى بالمنطقة – ولعل وعود وزراء التعليم المتكررة فى حكومات متتالية – بأنها ستقضى على الأمية ( الجهل ) ! وعود كاذبة – ووعود مخجلة لأصحابها !! ولاشك بأن الدول العربية الشقيقة التى سبقتنا فى القضاء على الأمية – وضعت فى برامج الخدمة العامة للشباب ( المجندين للخدمة العامة ) – ضرورة تعليم ومحو أمية عدد من الموطنين شرط إستحقاقهم لوظيفة أو إستحقاقهم لدعم أو منحة أو خلافة ! ولكن نحن فى المحروسة كمسؤولين عن التعليم – غير جادين فى القضاء على الأمية ( الجهل ) ! 
أما القضاء على المرض – فقد قطعنا ومازلنا -أشواط طويلة فى هذا الأتجاة ومازال – يكفى أننا قضينا تماماَ على شلل الأطفال -وتقريباَ على الأمراض المتوطنة مثل البلهارسيا  ولكن الجديد لدينا – السرطان – وفيروس C – وتوابعه – وأمراض حساسية الصدر  وكلها ناتج ( أهمال معاصر ) – فى البيئة – وفى الأسمدة وفى المباة الغير صحية !!
أى أننا منذ 23 يوليو 1952 حتى اليوم– مازلنا نحبو نحو القضاء على ثلاث كلمات سيئة السمعة – الأولى منها أختفت بحكم التحرك الأقتصادى – أما الثانية والثالثة – فالتعليم مسؤول – والصحة والبيئة مسؤولين عما يصيب المجتمع والوطن من تخلف – فربنا المعين على أن نجد من يكون ذو حيثية وطنية وقدرة على الأبداع لكى يدير شئون التعليم والصحة فى الوطن إدارة علمية محترمة -للقضاء على أفة الجهل، والمرض وحسبنا الله ونعم الوكيل !!!

                                                     أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
    [email protected] Hammad

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

مشاريع مبتكرة وخدمات تعليمية مستدامة لمحو الأمية بالداخلية

أحيت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية اليوم العربي لمحو الأمية الذي يُحتفل به في 8 يناير من كل عام عبر تنظيم فعاليات مميزة تسلط الضوء على جهود المحافظة في محو الأمية. وشعار هذا العام «التعلم الذكي من أجل غدٍ بلا أمية» يعكس أهمية التعليم في حياة الفرد والمجتمع، ودوره المحوري في تحقيق التنمية الشاملة.

وسعت دائرة التربية الخاصة والتعليم المستمر ممثلة في قسم التعلم مدى الحياة إلى إبراز دورها الفاعل في مكافحة الأمية، حيث تم استثمار المناسبة لتوعية الرأي العام بأهمية التصدي للأمية وأثرها على المجتمع، بالإضافة إلى تشجيع الفئات المستهدفة على الاستفادة من فرص التعليم المتاحة.

وتبذل دائرة التربية الخاصة والتعليم المستمر جهودا حثيثة من خلال تنفيذ عدة مشاريع في مجال محو الأمية وتعليم الكبار للعام الدراسي الحالي. تشمل هذه المشاريع فتح شعب محو الأمية في مختلف مناطق المحافظة بالتنسيق مع مكتب سعادة المحافظ، وإدارة الأوقاف والشؤون الدينية بنزوى، وجمعيات المرأة العمانية، والمراكز الاجتماعية، كما تم تنظيم ندوات ومحاضرات توعوية وتكريم العاملين والدارسين في مجال محو الأمية، حاثين المواطنين على الالتحاق بفصول محو الأمية مع بدء العام الدراسي.

يقول هلال بن علي بن سالم الريامي رئيس قسم التعلم مدى الحياة بتعليمية الداخلية: «تمت متابعة سير العمل في شعب محو الأمية التي تم افتتاحها وفق المعايير والضوابط التي وضعتها الوزارة لتسهيل دراسة الدارسين»، وقد تم افتتاح 23 شعبة محو أمية هذا العام بمجموع 190 دارسا ودارسة، في مراحل الصف الأول والثاني والثالث، ويشارك في تدريس هذه الشعب 35 معلمًا ومعلمة من خريجي دبلوم التعليم العام والبكالوريوس.

ويؤكد الريامي على التعاون الكبير بين مختلف المؤسسات لتعزيز برامج التعلم مدى الحياة، ومن أبرزها برنامج محو أمية ذوي الحالات الخاصة لنزلاء السجن المركزي بسمائل الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع الإدارة العامة للسجون. تم حصر الأميين داخل السجن وافتتاح شعبتين لتدريسهم، ويدير هذه الشعب معلمون من نزلاء السجن أيضًا يحملون مؤهلات علمية. بالإضافة إلى ذلك، تم فتح مركز تعليم الكبار لنزلاء السجن المركزي للصفوف (7-12).

كما تم التعاون مع جمعيات المرأة العمانية في المحافظة لفتح شعب محو الأمية داخل مباني الجمعيات، إلى جانب تقديم برامج توعوية في محو الأمية الرقمية للعضوات. كما نفذت المديرية برنامج محو أمية ذوي الإعاقة بالتعاون مع مركز الوفاء الاجتماعي بنزوى.

وتستمر المديرية في تنفيذ مشروع القرية المتعلمة بولاية الجبل الأخضر، بالتعاون مع مكتب الوالي والمؤسسات الخدمية في قرية الحيل، حيث تم فتح عدة شعب محو أمية، ومن المقرر أن يُحتفل بنهاية العام الدراسي الحالي بتخريج الدارسات المتحررات من الأمية.

كما تعمل المديرية على تنفيذ مشروع الفصل الافتراضي للصف الثاني عشر لتعليم الكبار على مستوى سلطنة عمان، حيث يدرس حاليا 1052 دارسا ودارسة من مختلف المناطق. يتم تدريس هؤلاء الدارسين من قبل معلمين مختصين بالتعاون مع مدرسة بلعرب بن سلطان بولاية بهلا، التي تُعتبر مدرسة معززة للتعلم مدى الحياة.

مقالات مشابهة

  • عبدالله القحطاني: ركلة جزاء النصر غير صحيحة وكان يجب العودة إلى الـVAR .. فيديو
  • د.حماد عبدالله يكتب: الإصلاح الثقافى قبل الدعوى !!
  • مجلس القضاء الأعلى ينعي القاضي لطف عبدالله الرقيحي
  • سرايا القدس: قضينا على قوة مشاة بكمين ونتحدى الاحتلال أن يكشف عن مصيرهم
  • الألكسو تحتفي باليوم العربي لمحو الأمية
  • د.حماد عبدالله يكتب: من سمات التفكك " قلة الأدب" !!
  • هزاع بن زايد ناعياً عبدالله أمين الشرفاء: كانت يده ممدودة دائماً بالخير والعطاء
  • مشاريع مبتكرة وخدمات تعليمية مستدامة لمحو الأمية بالداخلية
  • حماد يحل 3 أجهزة وينقل تبعيتها إلى صندوق التنمية وإعادة اعمار ليبيا
  • انخفاض معدل الأمية في مصر لـ 17 % خلال العشر سنوات الأخيرة