عربي21:
2025-03-15@09:49:20 GMT

وتحررت سوريا

تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT

منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، واجه الشعب السوري تحديات هائلة وقمعًا شديدًا في سعيه لتحقيق الحرية والكرامة. بعد أكثر من عقد من القهر، حلم السوريون بتغيير حقيقي يمكن أن يعيد بلادهم إلى مسار العدالة والاستقرار. نجاح الثورة وسقوط بشار الأسد، إن تحقق، سيكون لحظة فارقة في تاريخ سوريا، حيث يمثل نهاية حقبة طويلة من الظلم وفتح الأبواب أمام مستقبل جديد مليء بالتحديات والفرص.



سقوط النظام الحالي يعني تحرير السوريين من عقود من الحكم الاستبدادي الذي اعتمد على القمع السياسي والاقتصادي. نظام الأسد، الذي حكم سوريا بالحديد والنار، كان مسؤولًا عن التدهور الاقتصادي، وتفاقم الانقسامات الطائفية، وتشريد الملايين داخل وخارج البلاد. بسقوطه، سينفتح المجال أمام تحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية.
سيشعر السوريون بأن تضحياتهم لم تذهب هباء
الأهم من ذلك، سيشعر السوريون بأن تضحياتهم لم تذهب هباءً. نجاح الثورة سيكون إقرارًا بقدرة الشعب على إحداث تغيير جذري رغم الصعوبات، ويعيد الثقة للسوريين بأنهم قادرون على بناء وطنهم وفقًا لقيم الحرية والديمقراطية.

بعد سقوط بشار الأسد، سيكون من الضروري البدء بعملية عدالة انتقالية شاملة، تركز على محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتُكبت خلال سنوات الصراع. هذا لا يعني فقط محاكمة القادة العسكريين والسياسيين، بل أيضًا توفير تعويضات للضحايا، والاعتراف بالمعاناة التي عاشها الشعب السوري.

كما أن المصالحة الوطنية ستكون جزءًا أساسيًا من بناء سوريا الجديدة. يجب على السوريين تجاوز الانقسامات الطائفية والعرقية التي غذتها سياسات النظام. إعادة بناء الثقة بين مكونات المجتمع السوري ستكون عملية صعبة ولكنها حتمية لتحقيق استقرار طويل الأمد.

واحدة من أكبر التحديات التي ستواجه سوريا بعد سقوط النظام هي إعادة الإعمار. البنية التحتية في البلاد تعرضت لدمار واسع النطاق، كما أن الاقتصاد انهار بشكل شبه كامل. استعادة النشاط الاقتصادي ستتطلب استثمارات ضخمة ودعمًا دوليًا كبيرًا، إضافة إلى الاستفادة من الكفاءات السورية في الداخل والخارج.

إضافة إلى ذلك، عودة اللاجئين والمهجرين إلى بلادهم ستكون جزءًا أساسيًا من هذا التحول. تحقيق الاستقرار والأمان سيشجع الملايين من السوريين على العودة والمساهمة في بناء وطنهم. كما أن عودة الكفاءات السورية التي اضطرت إلى الهجرة ستعزز جهود إعادة الإعمار والتنمية.

سقوط نظام الأسد سيترك أثرًا كبيرًا على المنطقة. سوريا كانت ساحة لصراعات إقليمية ودولية معقدة، ونجاح الثورة سيعيد صياغة التوازنات الإقليمية. الدول المجاورة، مثل لبنان والعراق، قد تتأثر إيجابًا بتحقيق الاستقرار في سوريا، كما أن نجاح الثورة قد يكون مصدر إلهام للشعوب الأخرى التي تسعى إلى الحرية والعدالة.

نجاح الثورة السورية وسقوط بشار الأسد سيكون انتصارا للحرية والكرامة، ليس فقط للسوريين، بل لكل من يؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها. الطريق نحو مستقبل سوريا سيكون مليئًا بالتحديات، ولكن الإرادة الجماعية للشعب السوري ستكون القوة الدافعة لتحقيق التغيير المنشود.

سوريا الجديدة يمكن أن تكون نموذجا للتحول من الاستبداد إلى الديمقراطية، وتأكيدًا على أن التضحيات الكبيرة تؤدي في النهاية إلى تحقيق الأحلام الكبيرة.

ونحن في قطر فخورين بأننا كنا أول من دعم الثورة السورية، والدولة الوحيدة التي ظلت صامدة في دعمها للثورة السورية رغم كل المتغيرات الدولية والاقليمية، وهذا يأتي من الرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة التي تزيدنا فخراً وعزاً يوماً بعد يوم.

الشرق القطرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الثورة سوريا سوريا المعارضة الثورة سقوط الاسد مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نجاح الثورة کما أن

إقرأ أيضاً:

حكايات المندسين والفلول في سوريا

آخر تحديث: 13 مارس 2025 - 11:02 صبقلم : فاروق يوسف كنت في مطار دمشق حين سمعت إحدى موظفات السوق الحرة وهي تخبر زميلها أنها رأت عددا من المندسين أمس قرب بيتها. حدث ذلك في مارس 2011، بعد أسبوعين على قيام الحراك الاحتجاجي الشعبي وكان الخطاب الرسمي يركز على وجود مندسين خبثاء بين المحتجين الأبرياء في محاولة لتفسير لجوء السلطات إلى قمع التظاهرات بعنف مبالغ فيه. حتى بالنسبة للحكومة السورية فإن وجود أولئك المندسين كان شبحيا بحيث لم تتمكن وسائل الإعلام من عرض صورة لأحدهم. غير أن ذلك لم يمنع موظفة المطار من القول إنها رأت عددا منهم. وفي ذلك ما يؤكد استعداد الكثيرين لكي يكونوا مادة طيعة لنشر الأكاذيب. ذهب نظام بشار الأسد واختفى المندسون قبله بعد أن تبين أن الجزء الأكبر من الشعب كان مندسا. وكما يبدو فإن مرحلة ما بعد الأسد لم يتم الإعداد لها جيدا لينأى النظام الجديد بنفسه بعيدا عن الحاجة إلى الكذب. فحين وقعت مجازر في مدن الساحل التي تسكنها غالبية علوية صارت وسائل الإعلام الموالية للتغيير في سوريا تتحدث عن معارك تجري ما بين قوات النظام وبين فلول النظام السابق. على الطرفين هناك شيء غامض. فقوات النظام لا يُقصد بها جيش الدولة بالتأكيد، بل هي الفصائل والجماعات المسلحة التي غزت دمشق بعد أن تم ترحيل بشار الأسد من قصر الحكم. أما فلول النظام السابق فقد كشفت الصور عن آلاف العوائل وهي في حالة هلع وذعر وانهيار بعد أن رأت الموت وهو ينقض على حياة المئات من النساء والأطفال والشيوخ. ومثلما حدث مع حكاية المندسين شكك السوريون بحكاية الفلول. لقد انتشرت عشرات الأفلام المصورة بالهواتف لمقاتلي النظام الجديد وهم يرددون شعارات طائفية ويسخرون من ذعر الأطفال وهلع النساء وخوف الشيوخ. غير أن تأكيد أحمد الشرع على أن ما يجري في مدن الساحل كان متوقعا إنما يؤكد على أن كل شيء كان قد جرى التخطيط له وأن ما يجري لم يكن مجرد رد فعل وأن المسلحين الذين قيل إنهم قاوموا في مدن الساحل لم يقوموا إذا كان ذلك صحيحا إلا بالدفاع عن أنفسهم وعوائلهم ومدنهم. وليس صحيحا ما تم تداوله في وسائل الإعلام من أن هناك تمردا يتم إخماده. باعتباري عراقيا يمكنني أن أقول إنه الفيلم نفسه. لقد جرى تصوير النسخة الأولى منه في العراق وها هي النسخة الثانية يتم تصويرها في سوريا. كانت الميليشيات الشيعية الموالية لإيران تقوم بالتطهير الطائفي في المدن ذات الغالبية السنية تحت شعار القضاء على فلول النظام السابق. وكانت الفلوجة ضحية مزدوجة لقوات الاحتلال والميليشيات الإيرانية. كل قتيل إما أن يكون بعثيا أو قاعديا بغض النظر عما إذا كان طفلا أو شيخا أو امرأة. لقد جرى القتل في العراق علنا في ظل صمت عالمي. وهو الصمت نفسه الذي يواجه به العالم عمليات القتل في سوريا. كلمة السر في ذلك هي أميركا. فما دام مشروع التغيير في سوريا قد تم تبنيه أميركيا فإن كل شيء يحدث هناك لن يجرؤ أحد على الاعتراض عليه أو حتى الإشارة إليه من طرف خفي. كان نظام الأسد يكذب في حديثه عن المندسين بطريقة ساذجة. أما الحديث عن الفلول فهو كذبة فيها الكثير من الابتذال القاسي. ذلك لأنها شعار ينطوي على محاولة تمرير ما تم ارتكابه من مجازر سُميت في سياق الكذبة نفسها معارك. أما الطرف الأضعف الذي حاول أن يدافع عن نفسه فسيوضع في قائمة أعداء التغيير المطالبين بعودة الأسد. غطاء أبله لجريمة كانت متوقعة حسب الرئيس الشرع. أما كان في إمكان الدولة السورية الجديدة أن تمنع وقوع تلك الجريمة؟ ولكن العلويين هم الفئة السورية الثانية التي يتم استهدافها بعد الدروز. فهل بدأت الحرب المتوقعة على الأقليات من غير الالتفات إلى أن سوريا هي بلد أقليات أصلا؟ تبسيط المسألة السورية ليس في صالح السوريين. سوريا بلد معقد. روحه متشظية بين جهات متباعدة ومختلفة. تاريخها يقوم على التعدد الديني والعرقي والطائفي. وليس من المستبعد أن تقود النظرة الأحادية المتشددة إلى تمزيق سوريا بدءا من تدمير روحها القائمة على التعدد. فإذا كان العلويون غير مسؤولين عما فعله نظام الأسدين فإن الانتقام منهم سيكون بمثابة إشارة إلى الطوائف والأعراق الأخرى لكي تنتظر مناسبة القصاص منها. في حالة من ذلك النوع ستكون سوريا دولة التطهير العنصري رقم واحد في عصرنا.

مقالات مشابهة

  • FP: هل يتمكن حكام سوريا الجدد من مواجهة المشاكل التي زرعها الاستعمار الغربي
  • تايمز: ما قصة الثورة التي يريد ستارمر إطلاق شرارتها في بريطانيا؟
  • من التمرد إلى الاتفاق.. هدية فلول الأسد للثورة السورية
  • الشيباني: الهدف من زيارتنا تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وإزالة العوائق التي تحول دون ذلك وفتح الحدود بين بلدينا سيكون خطوة أساسية في تنمية العلاقات
  • سوريا.. قتلى من الأمن إثر اشتباكات مع فلول الأسد في ريف حماه
  • أبرز الفئات التي شملها قرار الداخلية السورية إلغاء بلاغات منع السفر
  • الدبلوماسية السورية في عهد جديد.. أين تقف دمشق من العالم؟
  • المنظمة السورية للطوارئ قلقة من التضليل المتعلق بأحداث الساحل
  • حكايات المندسين والفلول في سوريا
  • أوقاف حماة تنظم ندوة بعنوان “الثورة السورية.. من الألم إلى النصر”