عربي21:
2025-02-12@19:00:57 GMT

وتحررت سوريا

تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT

منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، واجه الشعب السوري تحديات هائلة وقمعًا شديدًا في سعيه لتحقيق الحرية والكرامة. بعد أكثر من عقد من القهر، حلم السوريون بتغيير حقيقي يمكن أن يعيد بلادهم إلى مسار العدالة والاستقرار. نجاح الثورة وسقوط بشار الأسد، إن تحقق، سيكون لحظة فارقة في تاريخ سوريا، حيث يمثل نهاية حقبة طويلة من الظلم وفتح الأبواب أمام مستقبل جديد مليء بالتحديات والفرص.



سقوط النظام الحالي يعني تحرير السوريين من عقود من الحكم الاستبدادي الذي اعتمد على القمع السياسي والاقتصادي. نظام الأسد، الذي حكم سوريا بالحديد والنار، كان مسؤولًا عن التدهور الاقتصادي، وتفاقم الانقسامات الطائفية، وتشريد الملايين داخل وخارج البلاد. بسقوطه، سينفتح المجال أمام تحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية.
سيشعر السوريون بأن تضحياتهم لم تذهب هباء
الأهم من ذلك، سيشعر السوريون بأن تضحياتهم لم تذهب هباءً. نجاح الثورة سيكون إقرارًا بقدرة الشعب على إحداث تغيير جذري رغم الصعوبات، ويعيد الثقة للسوريين بأنهم قادرون على بناء وطنهم وفقًا لقيم الحرية والديمقراطية.

بعد سقوط بشار الأسد، سيكون من الضروري البدء بعملية عدالة انتقالية شاملة، تركز على محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتُكبت خلال سنوات الصراع. هذا لا يعني فقط محاكمة القادة العسكريين والسياسيين، بل أيضًا توفير تعويضات للضحايا، والاعتراف بالمعاناة التي عاشها الشعب السوري.

كما أن المصالحة الوطنية ستكون جزءًا أساسيًا من بناء سوريا الجديدة. يجب على السوريين تجاوز الانقسامات الطائفية والعرقية التي غذتها سياسات النظام. إعادة بناء الثقة بين مكونات المجتمع السوري ستكون عملية صعبة ولكنها حتمية لتحقيق استقرار طويل الأمد.

واحدة من أكبر التحديات التي ستواجه سوريا بعد سقوط النظام هي إعادة الإعمار. البنية التحتية في البلاد تعرضت لدمار واسع النطاق، كما أن الاقتصاد انهار بشكل شبه كامل. استعادة النشاط الاقتصادي ستتطلب استثمارات ضخمة ودعمًا دوليًا كبيرًا، إضافة إلى الاستفادة من الكفاءات السورية في الداخل والخارج.

إضافة إلى ذلك، عودة اللاجئين والمهجرين إلى بلادهم ستكون جزءًا أساسيًا من هذا التحول. تحقيق الاستقرار والأمان سيشجع الملايين من السوريين على العودة والمساهمة في بناء وطنهم. كما أن عودة الكفاءات السورية التي اضطرت إلى الهجرة ستعزز جهود إعادة الإعمار والتنمية.

سقوط نظام الأسد سيترك أثرًا كبيرًا على المنطقة. سوريا كانت ساحة لصراعات إقليمية ودولية معقدة، ونجاح الثورة سيعيد صياغة التوازنات الإقليمية. الدول المجاورة، مثل لبنان والعراق، قد تتأثر إيجابًا بتحقيق الاستقرار في سوريا، كما أن نجاح الثورة قد يكون مصدر إلهام للشعوب الأخرى التي تسعى إلى الحرية والعدالة.

نجاح الثورة السورية وسقوط بشار الأسد سيكون انتصارا للحرية والكرامة، ليس فقط للسوريين، بل لكل من يؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها. الطريق نحو مستقبل سوريا سيكون مليئًا بالتحديات، ولكن الإرادة الجماعية للشعب السوري ستكون القوة الدافعة لتحقيق التغيير المنشود.

سوريا الجديدة يمكن أن تكون نموذجا للتحول من الاستبداد إلى الديمقراطية، وتأكيدًا على أن التضحيات الكبيرة تؤدي في النهاية إلى تحقيق الأحلام الكبيرة.

ونحن في قطر فخورين بأننا كنا أول من دعم الثورة السورية، والدولة الوحيدة التي ظلت صامدة في دعمها للثورة السورية رغم كل المتغيرات الدولية والاقليمية، وهذا يأتي من الرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة التي تزيدنا فخراً وعزاً يوماً بعد يوم.

الشرق القطرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الثورة سوريا سوريا المعارضة الثورة سقوط الاسد مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نجاح الثورة کما أن

إقرأ أيضاً:

على الغرب أن يرفع عقوبات سوريا الآن

ترجمة: أحمد شافعي -

لم تحظ خطط البنتاجون غير المعلنة مسبقا بسحب القوات الأمريكية البالغ عددها ألفي فردا من شرقي سوريا إلا باهتمام ضئيل الأسبوع الماضي، بعد أن طغى عليها عرض البانتومايم السريالي الذي قام به دونالد ترامب بشأن غزة. ومن المعروف أن هذه القوات الأمريكية تساعد القوات الكردية السورية في احتواء بقايا الخطر الذي يمثله الجهاديون التابعون للدولة الإسلامية المعتقل منهم تسعة آلاف فرد في معسكرات اعتقال. والخوف في حالة رحيل الولايات المتحدة يتمثل في أن يحدث هروب جماعي يؤدي بمرور الوقت إلى تجدد خطر الدولة الإسلامية الإرهابي على أوروبا وبريطانيا والغرب.

يمثل الانسحاب الأمريكي المقترح قطعة واحدة من قطع أحجية الصورة السورية المعقدة التي تتحدى الأصدقاء والخصوم على السواء في أعقاب ما جرى في ديسمبر من إطاحة بدكتاتورية بشار الأسد. خلافا لترامب، تريد تركيا والمملكة العربية السعودية ودول الخليج ـ المتنافسة جميعا على النفوذ ـ زيادة انخراطها في سوريا وليس تقليله. وتريد أوروبا دولة ديمقراطية مستقرة يمكن أن يرجع إليها اللاجئون آمنين. ولا ترى إسرائيل ـ التي تعاني من جنون عظمة عدواني ـ إلا أخطارا محتملة، في حين تسعى روسيا وإيران المهزومتان إلى استعادة موطئ قدم.

ووسط كل ذلك ثمة أحمد الشرع، مقاتل القاعدة السابق وزعيم هيئة تحرير الشام الإسلامية التي أطاحت بالأسد، والمعين حديثا رئيسا مؤقتا لسوريا. ويتوقف عليه ـ بدرجة غير مريحة ـ مستقبل هذا البلد المقسم الخرب. ومن حوله تعاد صياغة جغرافيا الشرق الأوسط السياسية وتوازن القوى على نحو جذري.

وثمة سؤال واحد يهيمن الآن. لقد كان سقوط الأسد خبرا سعيدا في منطقة يعز فيها الأمل. فهل الفرصة التي تسنح بسبب هذه الثورة الشعبية معرضة الآن لخطر الزوال؟

في لقاءين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوجان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قال الشرع إن أولوياته هي حماية سلامة الأراضي السورية، وتوحيد الفصائل المتنافسة في جيش وطني، وتكوين إدارة شاملة منتخبة، وإعادة البناء بعد ثلاثة عشر عاما من الحرب الأهلية. وهذه مهمة هائلة الضخامة، والشرع يفتقر إلى الخبرة. ويتشكك البعض في تخليه عن جذوره. غير أن مساعدته ـ في ظل غياب أي بدائل جيدة ـ مقامرة يجب أن يقبلها قادة المنطقة.

وإردوجان ـ الذي ساعد هيئة تحرير الشام في قاعدة إدلب ـ له أولوياته الأنانية. فهو يرجو أن يفرض نفوذا بعيد الأمد على ممتلكاته العثمانية السابقة. ويريد للملايين الثلاثة من النازحين السوريين إلى تركيا أن يرجعوا إلى وطنهم، فضلا عن عقود إعادة الإعمار المربحة. وفوق ذلك كله يريد إنهاء ما يراه خطرا إرهابيا كرديا.

ويأتي اقتراح الشرع بدمج المقاتلين الأكراد السوريين ـ المجتمعين في (القوات الديمقراطية السورية) المدعومة أمريكيا ـ في جيشه الوطني الجيد ملائما لتركيا. ولا يميز إردوجان بين (القوات الديمقراطية السورية) وحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا في جنوب شرق تركيا منذ ثمانينيات القرن الماضي. وتحتل قوات تركية مناطق من شمالي سوريا. وترعى أنقرة الجيش الوطني السوري ـ وهو عبارة عن ميلشيات عربية متفرقة تتصادم بين الحين والآخر مع (القوات الديمقراطية السورية).

تزعم تركيا أنها قادرة على قيادة القتال ضد الدولة الإسلامية، ولذلك فلا حاجة لمواصلة قوات أمريكية التعاون مع أكراد سوريا، وذلك طرح مشكوك فيه. ولكن هذا الغرور [التركي] يروق لترامب الذي سعى ولم ينجح في سحب القوات الأمريكية خلال ولايته الأولى. ويقول ترامب الآن ـ بقصر نظر ـ إن سوريا "ليست معركتنا". وصحيح أن قرار الولايات المتحدة بالتخلي عن حلفائها الأكراد يزيل مصدر إزعاج رئيسيا في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا.

ولكن هناك عقبة ــ بل عدة عقبات في واقع الأمر. فأكراد سوريا يفضلون ـ على نحو مفهوم ـ الاحتفاظ بالحكم الذاتي الذي اكتسبوه بشق الأنفس في روج آفا. ولا يريدون استيعابهم في جيش تديره ميليشيات الشرع، التي كان بينهم وبينها قتال ذات يوم. وليست لهم أي مصلحة في مساعدة تركيا على سحق الحلم البعيد العزيز القديم بتقرير المصير الوطني في المناطق ذات الأغلبية الكردية في سوريا والعراق وإيران وتركياـ حتى لو كان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان مستعدا للاستسلام كما تردد.

مرة أخرى، تواجه القضية الكردية نقطة تحول ــ وتخاطر بتصادم مع دمشق وأنقرة في آن واحد.

وقد يسعد لاعبون إقليميون آخرون برؤية الشرع فاشلا. فقد استغلت إسرائيل الفوضى المحيطة بسقوط الأسد في تدمير القوات المسلحة السورية. كما رسخت احتلالها لمرتفعات الجولان. وبرغم دعوات الشرع إلى التعايش السلمي، تظل إسرائيل مستريبة فيه بشدة وحليفه أردوجان الداعم لحماس الذي يعد خصما محتملا في المستقبل. والواقع أن سوريا، الضعيفة، وإن لم تكن فوضوية، تناسب أغراض إسرائيل.

ولا تزال روسيا وإيران، داعمتا الأسد السابقتان، كامنتين تتربصان. فبعد انسحابها في ديسمبر، تتحدث طهران عن إعادة بناء النفوذ عبر الباب الخلفي، باستخدام "خلايا المقاومة" والشبكات السرية. وفي الوقت نفسه، تتفاوض روسيا بلا خجل من أجل الاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتين. وفي محادثات جرت الشهر الماضي مع الشرع، الذي أمضى فلاديمير بوتن عقدا من الزمان وهو يحاول قتله، قيل للدبلوماسيين الروس إن موسكو "يجب أن تعالج أخطاء الماضي". وطالب الشرع أيضا بإعادة الأسد من موسكو لمواجهة العدالة. لكنه كان حريصا على ألا يحرق جسوره مع روسيا. والواقع أن القوى الغربية تنبهت لذلك.

يواجه الشرع مشاكل أخرى لا حصر لها، منها كيفية المضي قدما في "الحوار الوطني" والتحرك نحو الانتخابات الموعودة، وضمان حماية حقوق الأقليات ضمانا فعليا، وإعادة بناء المؤسسات الوطنية في أرض ممزقة لا يسيطر على معظمها سيطرة ملموسة. وذلك بحق أمر شاق. ومهما يكن سجل الشرع السابق، فإنه والشعب السوري بحاجة إلى المساعدة في الوقت الحاضر، لأن تكلفة الفشل، إذا ما قيست بتجدد الفوضى وسوء التحالفات، قد تكون باهظة.

ولهذا السبب فإن مشكلة رئيسية أخرى ـ هي التأخر غير المبرر في رفع العقوبات الغربية المفروضة في عهد الأسد ـ تعد ضارة للغاية ومدمرة للذات. فعلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، بل وأميركا في عهد ترامب، أن تتوقف عن المراوغة، وعن حساب المزايا، وأن تفتح بالكامل منافذ المساعدات المالية والتجارية والأمنية وإعادة الإعمار، بالتعاون مع الشركاء المحليين والدول العربية. فالفرصة نادرة لتحويل الأخبار الجيدة إلى قصة نجاح دائمة وخدمة للمصالح الغربية من خلال بناء سوريا صديقة ومزدهرة ومتسامحة وديمقراطية.

هي فرصة لا تتكرر إلا مرة في كل جيل. ولن تسنح مرة أخرى. ويمكن بسهولة أن تضيع.

• سيمون تيسدال معلق في الشؤون الخارجية بصحيفة أوبزرفر.

** عن ذي جارديان البريطانية

مقالات مشابهة

  • هل كتبت الثورة السورية فصل النهاية لحزب البعث؟
  • «حافظ بشار الأسد» ينشر تفاصيل جديدة حول «الليلة الأخيرة» في سوريا
  • رئيس الوزراء الأردني: الأردن سيكون الجار الداعم لاستقرار سوريا
  • أسماء الأسد.. إيما التي لم تكن تهتم بالشرق الأوسط
  • 34,690 سوريا غادروا الأردن منذ سقوط نظام الأسد
  • الخارجية الروسية: مستمرون في دعم سوريا ونتوقع تطور العلاقات في المستقبل
  • سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران
  • الشرع يكشف تفاصيل اعتقاله في العراق: تنقلتُ بين 4 سجون وأطلق سراحي قبل الثورة السورية بيومين
  • هل يستعيد قطاع النقل في سوريا عافيته بعدما أهمله الأسد؟
  • على الغرب أن يرفع عقوبات سوريا الآن