CNN Arabic:
2025-03-14@05:12:07 GMT

تحليل لـCNN: من هو أبو محمد الجولاني الذي أطاح ببشار الأسد.. وماذا يريد؟

تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT

‍‍‍‍‍‍

تحليل لبيتر بيرغن من شبكة CNN

(CNN)-- أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، منذ سنوات، عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على أبو محمد الجولاني، الذي يترأس هيئة تحرير الشام، وصنفته في البداية كإرهابي منذ أكثر من عقد، قائلة إن جماعته "نفذت هجمات إرهابية متعددة في جميع أنحاء سوريا".

ومع ذلك، فإن الجولاني هو أيضا زعيم الفصائل التي أطاحت للتو بالنظام الاستبدادي للديكتاتور السوري بشار الأسد في هجوم سريع الحركة فاجأ العالم.

ونتيجة لذلك، أصبح الجولاني الآن الزعيم الفعلي لأكثر من 23 مليون سوري وعدة ملايين من اللاجئين الذين يعيشون خارج بلادهم، والذين سيرغب الكثير منهم بالتأكيد في العودة إلى ديارهم الآن بعد رحيل الأسد.

إذن، من هو الجولاني وماذا يريد؟

 وباعتباره "مقاتلا أجنبيا" سوريا في أوائل العشرينيات من عمره، عبر الجولاني إلى العراق لمحاربة الأمريكيين عندما غزوا البلاد في ربيع عام 2003.

 وأدى ذلك في النهاية إلى وصوله إلى السجن العراقي بوكا سيئ السمعة الذي تديره الولايات المتحدة، والذي أصبح أرضا رئيسية لتجنيد الجماعات الإرهابية، بما في ذلك ما أصبح فيما بعد داعش.

بعد تحريره من معسكر بوكا، عبر الجولاني إلى سوريا وبدأ القتال ضد نظام الأسد البعثي، وفعل ذلك بدعم من أبوبكر البغدادي، الذي أصبح فيما بعد مؤسس داعش.

وفي سوريا، أسس الجولاني جماعة مسلحة تُعرف باسم جبهة النصرة، والتي تعهدت بالولاء لتنظيم القاعدة، ولكن في 2016، انفصل الجولاني عن الجماعة الإرهابية، وفقا لمعمل أبحاث البحرية الأمريكية.

ومنذ ذلك الحين ــ على النقيض من تنظيم القاعدة الذي روج لـ"حرب مقدسة عالمية خيالية"ــ تولت جماعة الجولاني، المعروفة الآن بهيئة تحرير الشام، مهمة أكثر بساطة تتمثل في محاولة حكم ملايين الناس في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وتوفير الخدمات الأساسية، وفقا للباحث في شؤون الإرهاب آرون زالين الذي ألف كتابا عن هيئة تحرير الشام.

نفس الجهادي القديم في حلة جديدة؟

نادرا ما يجري الجولاني مقابلات مع وسائل الإعلام الغربية، ولكن يوم الخميس، تحدث مع جمانة كرادشة من CNN.

 وفي تلك المقابلة، بذل الجولاني قصارى جهده لإبعاد نفسه عن الجماعات الإرهابية السنية مثل داعش والقاعدة، قائلا: "إن الناس الذين يخشون الحكم الإسلامي إما أنهم رأوا تطبيقات غير صحيحة له أو لا يفهمونه بشكل صحيح"، وحاول طمأنة الأقلية العلوية والمسيحية في سوريا قائلا: "لقد تعايشت هذه الطوائف في هذه المنطقة لمئات السنين، ولا يحق لأحد القضاء عليها".

كما أضاف الجولاني، الذي يبلغ من العمر الآن 42 عاما، لـ CNN أنه نضج منذ أن كان يقاتل الأمريكيين في العراق قبل عقدين، وقال: "الشخص في العشرينات من عمره سيكون له شخصية مختلفة عن شخص في الثلاثينيات أو الأربعينيات، وبالتأكيد شخص في الخمسينيات من عمره". من الصعب تقييم صدق تصريحات الجولاني المهدئة الأخيرة وما قد تعنيه على المدى الأبعد، على الرغم من أن رجاله لم يرتكبوا مذابح طائفية على غرار داعش عندما استولوا على المدن السورية.

ومن منظور الولايات المتحدة، سيكون المؤشر الإيجابي أيضًا هو إذا ساعد الجولاني في العثور على أوستن تايس، الصحفي الأمريكي الذي اختفى في سوريا قبل 12 عاما والذي قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد، إنه يعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة.

إذن، هل الجولاني ببساطة نفس الجهادي القديم المعاد تعبئته في حلة "شاملة" جديدة؟ أم أنه أقرب إلى زعيم إسلامي مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي، على الرغم من أنه ليس ديمقراطيا ليبراليا، لن يطلق العنان للتطهير الطائفي على شعبه؟

من الجدير بالذكر أن طالبان وضعت نفسها في موقع النسخة الأحدث منها وهي الأكثر لطفا قبل أن تستولي على كل أفغانستان في صيف 2021، وتحكم الآن بقبضة من حديد ومعادية للنساء تماما كما كانت في السلطة قبل هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

 وعندما استولى داعش على جزء كبير من العراق قبل عقد، قمع التنظيم الإرهابي بلا رحمة كل مجموعة عرقية ودينية تقريبًا بخلاف السنة.

 لذا، فإن معاملة الجولاني للعلويين والمسيحيين الذين يحكمهم الآن ستكون مؤشرًا مهما على توجهاته الحقيقية.

من جانبها، لا تخاطر إدارة بايدن بشأن ما إذا كان الجولاني لديه القدرة على مواجهة تهديد من داعش.

 وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، الأحد، أنها نفذت أكثر من 75 ضربة على معسكرات ومسلحي داعش في وسط سوريا.

والسبت، نشر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن سوريا بأحرف كبيرة: "هذه ليست معركتنا. لا تتورطوا" ولكن الولايات المتحدة متورطة بالفعل في سوريا مع نشر ما يقرب من 1000 جندي أمريكي هناك في مهمة ضد داعش. 

وكانت القوات الأمريكية في سوريا منذ عقد، وخلال فترة ولايته الأولى، تردد ترامب بشأن سحب جميع القوات، وما يجب فعله بشأن تلك القوات هو قرار من المرجح أن يواجهه ترامب عندما يتولى منصبه.

دروس من التاريخ

في عام 2003، أطاح الأمريكيون بدكتاتور بعثي آخر، صدام حسين في العراق، ثم طردوا ما يصل إلى 30 ألف عضو من حزب البعث الذين كانوا يديرون البلاد كما قاموا بتسريح حوالي نصف مليون من عناصر القوات المسلحة العراقية.

وأدى هذا في الوقت نفسه إلى انهيار حكومة العراق وفي الوقت نفسه خلق عدد كبير من الرجال الغاضبين المسلحين المدربين، الذين انضم بعضهم إلى قتال القوات الأمريكية.

 كان الجولاني يقاتل ضد الأمريكيين في العراق آنذاك، لذا فمن المفترض أنه على دراية بهذا التاريخ المفيد.

وفي ليبيا في 2011، ساهمت الحملة العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في سقوط دكتاتور علماني وحشي آخر، معمر القذافي، وبعد 13 عاما، لا تزال ليبيا تشهد حربا أهلية تدعم فيها عدة دول فصائل مختلفة.

ولعل الجولاني قادر على تنفيذ الحيلة الرائعة المتمثلة في إعادة النظام إلى سوريا مع الإبقاء على العديد من البيروقراطيين التابعين للأسد في مناصبهم، حتى تستمر البلاد في حكم نفسها وفي الوقت نفسه تسعى إلى تحقيق استراتيجية "الخيمة الكبيرة" لحماية جميع الأقليات الدينية في سوريا.

لقد فاز الجولاني بالحرب ضد أحد أكثر الدكتاتوريين شراسة في القرن الحادي والعشرين، والآن يبدأ الجزء الصعب.

أفغانستانأمريكاالعراقسورياليبياأبومحمد الجولانيالإدارة الأمريكيةالجيش العراقيالخارجية الأمريكيةبشار الأسدداعشصدام حسينمعمر القذافينشر الثلاثاء، 10 ديسمبر / كانون الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية الجيش العراقي الخارجية الأمريكية بشار الأسد داعش صدام حسين معمر القذافي الولایات المتحدة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

سوريا في الطريق الصحيح

قبل أن نصل إلى ما جرى في الساحل السوري، يجب أن نعود بالأحداث السورية إلى بدايتها كي تتضح الصورة كاملة.

ربما يعد إسقاط الشرع ورفاقه لنظام الأسد أهم حدث في هذا العقد، وربما عقود أخرى لسوريا ولمنطقة الشرق الأوسط. أُسقط نظام الأسد الذي جمع أسوأ ما في الأنظمة. قتل وهجّر ملايين من أبناء الشعب السوري. انزوى الأسد في قصره، وأخذ يجمع في سنواته الأخيرة الأموال التي هرب بها إلى موسكو في ليلة مظلمة. لم تعد هناك دولة بالمعنى الحقيقي، وتحولت إلى أداة بوليسية وظيفتها القمع، واقتصادها قائم على تجارة المخدرات التي أغرقت بها الدول العربية، وخصوصاً الخليجية. النسيج الاجتماعي تفكك والخريطة الجغرافية تقسمت. استراتيجياً، وقع النظام تحت نفوذ إيران بشكل كامل وميليشياتها، وأصبح ممراً ومخزناً لنقل الأسلحة إلى «حزب الله». كانت سوريا الأسد هي الجزء الأهم والحيوي في الهلال الإيراني الممتد من طهران وحتى بيروت. كان محور «المقاومة» منتصراً وهو يضع سوريا في جيبه، وقواته تستعرض في ساحات دمشق. هذا كان المشهد قبل بضعة أشهر. بلد فاشل، وشعب فقير ومقسم بالداخل وهارب إلى الخارج، ورئيس معزول وضعيف. بدأ المجتمع الدولي يتقبل نظام الأسد وكأنه يغمس يديه مجبراً في الدم.
أتى أحمد الشرع ورفاقه وقاموا بشيء أشبه بالمستحيل. فرّ الأسد، وانسحب الإيرانيون، وغادرت الميليشيات الطائفية. للمرة الأولى يشعر السوريون منذ عقود أن لهم دولة تحتضنهم بلا تمييز. لا تبتزّهم، ولا تلقي بهم في السجون، ولا تطلب منهم الرشى. وللمرة الأولى يشعر العرب (أو الدول المعتدلة) أن سوريا لم تعد مصدر تهديد لهم وإثارة مشاكل. تحولت من عدوة إلى حليفة. كان هناك تخوف مشروع من خلفيات الحكومة الجديدة الفكرية، ولكنها استطاعت أن تبددها. قدمت خطاباً معتدلاً متسامحاً واقعياً. لم تقم بعمليات انتقام، ولكنها تبنت نهجاً وطنياً. وفي خطابات الشرع وحواراته تحدث بلغة رجل الدولة وليس زعيم الميليشيات. استطاع أن يقدم نفسه فوق الطوائف والانقسامات، وتحدث بلغة حكيمة تجمع السوريين ولا تفرقهم. حققت دمشق الجديدة نجاحاً لافتاً دبلوماسياً واقتصادياً. كان عنوانها الصحيح التنمية أولاً وأخيراً.
كل المخاوف تلاشت، وظهر فعلاً أن سوريا تستعيد مكانتها، ولكنها بحاجة إلى الوقت. ما عدا أصحاب المواقف المسبقة، كان الشرع يظهر بصورة تكنوقراطية واقعية أكثر أحياناً من المتوقع. ووقعت قبل أيام أحداث الساحل، ولكن العملية الهدف منها تخريب كل هذه المجهودات الكبيرة، وتعطيل هذا المسار؛ لأهداف متعددة. فلول الأسد يريدون أن يستعيدوا نفوذهم وسطوتهم، والقوى الإيرانية والتابعة لها تريد خلق فوضى لتحقيق أهدافها، وتلطيخ صورة حكومة الشرع، وجرها لحرب أهلية، وتصويرها بأنها غير قادرة على بسط هيمنتها وفرض سيادتها.
التجاوزات وعمليات القتل والعنف مروعة وأحداث مؤسفة، ولكنها خارج كل السياق الذي ذكرناه سابقاً. ولا تعبر عن حكومة الشرع وخطابها وسياستها على أرض الواقع. أعمال مارقة خارجة، والتصرف الصحيح، كما أعلنت الحكومة، محاسبة المتورطين في دماء الشعب السوري، ومنع تكرارها. سوريا ليست سويسرا. لقد ورثوا بلداً مدمراً ومفككاً ومشحوناً بالجروح العميقة. وأدير بطريقة حكيمة، وبحاجة لمزيد من الوقت والصبر. ومن المتوقع أن تواجه سوريا تحديات، ولكنها تسير في الطريق الصحيح لتتحول إلى دولة ناجحة رغم محاولات التخريب والتشغيب. ولكن قادة الدول، خصوصاً في الظروف الصعبة، يعملون على قوة الدولة وبسط نفوذها بالحكمة والواقعية والقوة وبالقانون، وإلا فستكون عرضة للتفكك والانهيار. نجاح سوريا الجديدة سياسياً واقتصادياً هو نجاح ليس فقط للسوريين، ولكنه نجاح لمنطق الاعتدال والعقلانية في المنطقة التي نكبها ودمّرها لفترات طويلة أصحاب الرايات الصفر والسود.

مقالات مشابهة

  • صعود عبد القادر مؤمن.. هل يتحول مركز ثقل داعش نحو إفريقيا؟ (تحليل)
  • الجولاني يكرر ما كان يفعله الأسد.. مجلس سوريا الديمقراطية: دستور المرحلة الانتقالية غير شرعي
  • حكايات المندسين والفلول في سوريا
  • الروسان يوجه رسالة للشرع .. لا تستغني عن أبو محمد الجولاني فقد يلزمك قريبا
  • شاهد | من قيادة داعش والنصرة الى رئيس سوريا
  • مخاوف عراقية من انتقال سجون قسد إلى إدارة الشرع وتأثيرها على الأمن القومي
  • فرصة كي يثبت الشرع أنه ليس "الجولاني"…
  • طه يجري تحليل DNA.. أحداث الحلقة الـ 11 من مسلسل الحلانجي
  • من يتحمل مسؤولية ما يحدث في سوريا؟
  • سوريا في الطريق الصحيح