بعد سقوط نظامه.. تفاصيل حياة بشار الأسد الجديدة في روسيا
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
بعد عقود من حكمه لسوريا، يواجه بشار الأسد منعطفًا حاسمًا، فقد غادر دمشق إلى وجهة مجهولة، وسط تكهنات حول احتمالية لجوئه إلى روسيا، ما يلف مستقبل الأسد وعائلته بالغموض والترقب، حسبما ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية».
غموض وجود الأسد في روسياوفي ظل صمت روسي مطبق حول تفاصيل اللجوء، تتضح معالم حياة عائلة جديدة لبشار الأسد تُصارع أزمات شخصية وسياسية متشابكة.
وبعد سقوط نظام «الأسد»، ضجت وسائل الإعلام بتكهنات حول مصيره، بينما أشارت تقارير إعلامية روسية إلى وصوله إلى موسكو مع عائلته تحت الحماية الروسية، إلا أنّ «الكرملين» امتنع عن تأكيد ذلك رسميًا.
وأكد ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أن قرار منح اللجوء يعود للرئيس بوتين، مستبعدًا في الوقت نفسه أي لقاء مرتقب بين بوتين والأسد.
وتضاربت الأنباء حول مكان تواجد بشار الأسد، ففي حين أفادت مصادر سورية لـ«سي إن إن» بأنه غادر دمشق إلى اللاذقية تحت حماية روسية، أشارت بيانات طيران غامضة لطائرة أقلعت من دمشق واختفت فوق حمص، إلى احتمال رحيله، ما أثار المزيد من الشكوك.
وأشارت تقارير إلى مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد سوريا على متن طائرة روسية، وقد دعمت هذه التقارير بيانات موقع تتبع الرحلات الجوية «فلايت رادار 24» التي أظهرت وصول طائرة قادمة من اللاذقية، حيث توجد قاعدة جوية روسية، إلى موسكو.
20 شقة بقيمة 40 مليون دلاورويُشكل لجوء الأسد وعائلته المحتمل إلى روسيا، والتي يمتلكون فيها بالفعل ممتلكات عقارية فاخرة، تحديًا معقدًا لبناء حياة جديدة في موسكو، فقد أفادت صحيفة «ديلي ميل» بأن العائلة تملك ما لا يقل عن 20 شقة هناك، تقدر قيمتها الإجمالية بنحو 40 مليون دولار، ويقطن في العاصمة الروسية أيضًا وزراء حكومة روس وأثرياء روس.
وعلى الرغم من امتلاك الأسد وعائلته العديد من الشقق الفارهة في موسكو، يبقى احتمال إقامتهم في إحدى هذه الشقق، أو نقلهم إلى مقر أكثر أمانًا خصصته لهم الحكومة الروسية، أمرًا واردًا.
وأفاد التقرير بأن تقديرات وزارة الخارجية تشير إلى امتلاك بشار الأسد وزوجته أسماء، ثروة تقدر بملياري دولار، موزعة على حسابات مصرفية وشركات ضريبية ومشاريع عقارية عالمية، ما يعني إمكانية استمرار وصولهما لأموال طائلة.
وللعائلة الأسد علاقة طويلة الأمد مع موسكو، فقد زار بشار الأسد العاصمة الروسية مرارًا للقاء بوتين ومسؤولين آخرين، كما درس ابنه حافظ في جامعة روسية، وكتب أطروحته باللغة الروسية، وحضرت أسماء الأسد حفل تخرجه هناك العام الماضي.
الأسد وعائلته يواجهون تحديات صحية كبيرةوعلى الرغم من ثروتهم، يواجه الأسد وعائلته تحديات صحية كبيرة، فقد كشفت أسماء الأسد هذا العام عن إصابتها بسرطان الدم، بعد تعافيها سابقًا من سرطان الثدي، ما يثير تساؤلات حول إمكانية حصولها على الرعاية الطبية اللازمة في روسيا.
وخلال اقتحام القصر الرئاسي في دمشق، وثّق السوريون لمحات من حياة البذخ التي عاشتها عائلة الأسد، حيث أظهرت مقاطع الفيديو أسطولًا من السيارات الفاخرة وممتلكات باهظة الثمن.
ولعبت روسيا دورًا محوريًا في دعم نظام الأسد خلال الحرب السورية، عسكريًا ودبلوماسيًا، وبعد مغادرة الأسد وأبدى الكرملين حذرًا ملحوظًا في التعليق على مستقبله في روسيا، ما يعكس تعقيدات الموقف السياسي والأمني، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الروسية.
ويُمثل فرار بشار الأسد إلى موسكو منعطفًا حاسمًا في مسيرته الطويلة، المثيرة للجدل، في ظلّ غياب معلومات مؤكدة حول مستقبله، يبقى هذا الحدث علامة فارقة على نهاية عهدٍ مثير للجدل، السؤال المحوري الآن: هل ستقدم روسيا ملاذًا آمنًا للأسد، أم سيظل مصيره رهينًا بتحالفات دولية وإقليمية؟
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سوريا الأزمة السورية بشار الأسد الفصائل السورية المعارضة السورية الأحداث في سوريا الأسد وعائلته بشار الأسد فی روسیا
إقرأ أيضاً:
في اجتماع مغلق.. روسيا تنتقد قادة سوريا الجدد "بشدة"
قال مصدران مطلعان لرويترز، الخميس، إن روسيا انتقدت بشدة حكام سوريا الجدد في اجتماع مغلق للأمم المتحدة هذا الأسبوع، وحذرت من صعود "المتطرفين" هناك وقارنت بين القتل الطائفي للعلويين والإبادة الجماعية في رواندا.
وتأتي انتقادات موسكو لحكام سوريا الجدد في الاجتماع المغلق على الرغم من الجهود التي تبذلها للاحتفاظ بقاعدتين عسكريتين رئيسيتين على الساحل السوري، وهي المنطقة نفسها التي قتل فيها مئات من الأقلية العلوية الأسبوع الماضي.
واندلعت أعمال العنف في السادس من مارس إثر هجوم على قوات الأمن الحكومية الجديدة، وُجهت أصابع الاتهام فيه إلى شخصيات عسكرية سابقة موالية للرئيس السابق بشار الأسد المنتمي للطائفة العلوية.
وأدى هذا الهجوم إلى عمليات قتل واسعة النطاق لعلويين في عدة محافظات.
ودعا الكرملين، الذي دعم الأسد قبل الإطاحة به وفراره إلى روسيا في ديسمبر الماضي، يوم الثلاثاء إلى بقاء سوريا موحدة، مشيرا إلى أنه على اتصال بدول أخرى بشأن الأمر.
لكن تعليقاته في الإحاطة المغلقة لمجلس الأمن الدولي يوم الإثنين، والتي دعا إليها بالاشتراك مع الولايات المتحدة، كانت أكثر حدة، مما يسلط الضوء على استراتيجية موسكو فيما تسعى لإعادة تأكيد نفوذها على مسار سوريا. ولم تُنشر هذه التعليقات سابقا.
وقال مصدران مطلعان على الاجتماع إن المبعوث الروسي فاسيلي نيبينزيا قارن بين أعمال القتل الطائفي والعرقي والإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
ونقلا عنه قوله أمام الحاضرين إن "أحدا" لم يوقف القتل في سوريا.
وعندما سُئل عما إذا كان يشبه العنف في سوريا بالإبادة الجماعية في رواندا، قال نيبينزيا لرويترز: "أقول ما أريد في المشاورات المغلقة، بناء على فرضية أنها مشاورات مغلقة ولا يخرج منها شيء".
وقالت آنا بورشفسكايا، الخبيرة في الشؤون الروسية بمعهد واشنطن، إن موسكو تتخذ احتياطاتها، وذلك عند سؤالها عن سبب توجيه روسيا انتقادات أشد حدة في تصريحاتها بالأحاديث الخاصة مقارنة بالتصريحات العلنية.
وأضافت: "يريدون استعادة نفوذهم في سوريا ويبحثون عن طريقة للنفاذ. إذا بدؤوا بانتقاد الحكومة علنا، فلن يعود هذا عليهم بأي جدوى".