قال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، إن الولايات المتحدة حريصة على تجنب تقسيم سوريا والنزوح الجماعي لسكانها ومنع "تصدير الإرهاب" منها.

الخارجية الأمريكية: واشنطن لم تقدم دعما لهيئة تحرير الشام خلال هجومها على سوريا الخارجية الإيرانية تُدين الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا

وبحسب روسيا اليوم، اوضح  بلينكن، في مقر الخارجية الأمريكية، أمس الاثنين، "نحن حريصون جدا على منع عودة "داعش"، نظرا لحجم القتل والدمار الذي يتسبب به منذ فترة طويلة".

وتابع: "نحن حريصون جدا على ألا تقع أي أسلحة دمار شامل أو مكوناته المتبقية في سوريا في أيدي الغير. ومن الواضح أننا نهتم بأن نفعل كل ما بوسعنا لتجنب تقسيم سوريا والنزوح الجماعي منها، ومنع تصدير الإرهاب والتطرف طبعا".

وأضاف أن "على المنطقة والعالم أن يدعما الشعب السوري الذي يبدأ بإعادة إعمار بلاده واختيار الاتجاه الجديد، وعلى الولايات المتحدة أن تكون على استعداد لدعمهم في ذلك. 

وأكد أن الولايات المتحدة ترحب بتصريحات المعارضة السورية المسلحة حول ضرورة تشكيل حكومة شاملة لكافة مكونات المجتمع، ولكن "الدليل الحقيقي على التزامهم بذلك لن يكون ما يقولونه فقط، بل وما يفعلونه".

وأشار إلى أن واشنطن "تتعاون بشكل وثيق مع شركائها في المنطقة بشأن الوضع في شمال شرقي سوريا، مؤكدة في الحديث مع كل الأطراف على ضرورة منع وقوع التصعيد وحماية السكان المدنيين".

ووصف بلينكن الأحداث الأخيرة في سوريا بأنها "الفرصة التاريخية التي تحمل في طياتها مخاطر جدية أيضا"، مضيفا أن "التاريخ يدل على أن اللحظات الواعدة يمكن أن تتحول إلى نزاع وعنف بسرعة".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي الولايات المتحدة سوريا الإرهاب شرقي سوريا واشنطن الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

السنوار الذي أسقط الأسد.. عن الجانب الصحيح من التاريخ

دعونا نتوقف لحظة.. لنترك الأفكار القديمة، والتصورات المسبقة، والتحيزات جانبًا، فلقد دخلنا مرحلة تتغير فيها الجيوسياسة في الشرق الأوسط والعالم.

وإذا لم نفهم هذا التغيير، فسنكون على الجانب الخطأ من التاريخ، وسنفوت فرصة التكيف مع هذه التغيرات.

دعوني أشرح لكم هذه الجيوسياسة المتغيرة.

الزخْم الذهبي

حدثت ثورة في سوريا، وفي 11 يومًا فقط سقط نظام البعث الذي دام 61 عامًا، وفي تلك الفترة، بدأ ما كان يُعتبر سابقًا "منظمة إرهابية" يظهر قدرة غير متوقعة على إدارة الأمور في دمشق، مما فاجأ الجميع.

كيف يمكن أن يحدث هذا؟

بعد زياراتي المتكررة إلى سوريا، كان هذا من أكثر الأسئلة التي طُرحت عليَّ بدهشة.

سبب هذه الدهشة يكمن في عدم الفهم الكامل للتغيرات الجيوسياسية التي حدثت، فلقد تغيرت الجيوسياسة.

لكن كيف حدث هذا التغيير بسرعة كبيرة؟

أسمي هذا التغيير "الزخْم الذهبي"، وهو يعني تقاطع عدة عوامل في وقت واحد محدثة دُوامة سريعة تغير كل شيء حولها.

بعبارة أكثر وضوحًا: تزامن تراجع قوة كل من روسيا، وإيران، وحزب الله، ونظام الأسد في الميدان، مع التغيرات السياسية في الولايات المتحدة، وزيادة العدوانية الإسرائيلية، مما أدى إلى حدوث تحول جيوسياسي مفاجئ.

واستفادت المعارضة السورية من هذا الفراغ الذي نتج عن الزخم الذهبي، وملأت الفراغ بسرعة، مما غيّر مجرى التاريخ في 11 يومًا فقط.

إعلان غزة كمحفز للتغيير

لو قيل ليحيى السنوار أن عمليته ستؤدي إلى إسقاط نظام الأسد بدلًا من إسقاط حكومة نتنياهو، لما صدق ذلك على الأرجح. وليس السنوار فقط، بل لا أعتقد أنّ أحدًا كان سيصدق ذلك.

غير أن العملية الشهيرة التي وقعت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول قد أظهرت طاقة كامنة في المنطقة بطريقة قوية للغاية، وكان تأثير الزلزال الذي أعقبها سببًا في سقوط النظام في سوريا، وتغير التحالفات في المنطقة فجأة، مما أدى إلى ظهور مشهد جديد كليًا.

وكأنما حدث انفجار في لحظة ما، تراجعت الدول التي دعمت إيران، وروسيا، وحزب الله، ونظام الأسد بشكل سريع وغير متوقع، ليحدث تغير جذري في الوضع.

تركيا، التي كانت تواجه تحديات مع حكومة دمشق لمدة 50 عامًا، أبرمت تحالفًا قويًا مع الإدارة الجديدة. كما اقتربت السعودية، والإمارات، من تركيا، وبدأتا في بناء علاقات قوية مع حكومة دمشق.

وفجأة، جاء وفد من الحكومة اللبنانية إلى أنقرة، وأعلن عن بداية مرحلة جديدة، كما بدأ الاتحاد الأوروبي بإرسال وفود إلى دمشق بشكل متتابع، وبدأت الاتصالات مع الحكومة السورية الجديدة. وحتى دونالد ترامب قال إن تركيا هي الدولة الرئيسية في المرحلة الجديدة في سوريا.

ما هو أكثر إثارة للاهتمام هو أن التغيير في الجيوسياسة لن يتوقف هنا. وإذا استطاعت الدول في المنطقة قراءة هذا التغيير، فستتمكن من الانتقال بسلاسة وتكييف نفسها مع الوضع الجديد، أو قد تتحول المنطقة إلى مسرح لتغييرات جديدة في الأنظمة.

لقد أدّى الشعور بالقلق الناتج عن تأثير العدوان الإسرائيلي والأميركي على خمس دول إلى تسريع التغيير في المنطقة.

وأدرك الجميع أن الجلوس على "مائدة أبراهام" والتفاوض مع إسرائيل حول "وجبة" جديدة لم يعد كافيًا لتحقيق الأهداف، وعندها أصبح واضحًا ضرورة إنشاء موائد جديدة، وبناء تحالفات مختلفة، لإنشاء درع حماية جديد ضد الاحتلال والعدوان.

إعلان الجيوسياسة الجديدة ستؤدي إلى تحالفات جديدة

لقد أدرك بعض المثقفين في المنطقة حقيقة مهمة، وأعتقد أن من يديرون الدول قد أدركوا ذلك أيضًا الآن: إذا لم تنتهِ الدول في المنطقة من خلافاتها وتبني تحالفات فيما بينها، فإنها في المستقبل ستواجه إما الاحتلال أو الدمار.

لقد شهدنا مصير من وثقوا بروسيا في سوريا، ومن وثقوا بأميركا في العراق فوجدوا أنفسهم في دولة منقسمة ومفتقدة للأمن.

وأولئك الذين آمنوا بأوهام "مائدة أبراهام" (اتفاقات أبراهام) مع إسرائيل، رأوا بأعينهم الدمار والموت يقتربان منهم.

جميع الدول الإسلامية التي دخلت في صراعات طائفية، وصراع على السلطة والقوة، تأثرت بذلك. ودُمرت مدنها، وشُردت شعوبها، وتحولت إلى حالة من الفوضى.

يجب أن تكون الحكومات قد أدركت الآن هذه الحقيقة المريرة.

والآن، عليهم أن يتجمعوا حول هذه الأفكار الأربعة الأساسية:

تجاوز جميع الانقسامات والخلافات، وأن يبنوا تحالفات جديدة بين الدول الإسلامية. عدم السماح للدول من خارج المنطقة بالتدخل في الشؤون الداخلية، أو استغلال الموارد الطبيعية تحت الأرض وفوقها. احترام سيادة الدول وحدودها. على كل حكومة أن توفر لشعبها الرفاهية والحرية والعدالة، وأن تضمن له مزيدًا من المشاركة في اتخاذ القرار في الحكم.

من أجل ذلك، يجب على الدول الإسلامية في المنطقة أن تنشئ أنظمة جديدة قادرة على تبادل الخبرات في مجالات التنمية، والاقتصاد، والصناعات الدفاعية، والحكم، والبنية التحتية.

وسوف نرى بأعيننا قريبًا مؤسسات بديلة تعبر عن الجيوسياسة الجديدة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • بلينكن يبحث مع نظرائه الأوروبيين سبل إرساء الاستقرار في سوريا
  • تطورات الحادث المأساوي الذي وقع بالمسجد الأموي في سوريا
  • السنوار الذي أسقط الأسد.. عن الجانب الصحيح من التاريخ
  • بلينكن يلتقي نظراءه الأوروبيين في روما لبحث "إرساء الاستقرار" في سوريا
  • من هو أحمد العودة الذي يُهدّد زعامة أحمد الشرع في سوريا؟
  • السيسي: ضرورة العمل على تجنب تصعيد الصراع وتثبيت وقف إطلاق النار في لبنان
  • أدوا دوراً جوهرياً ضد داعش..بلينكن: نعمل مع أنقرة على تجنب الهجوم على أكراد سوريا
  • الخارجية السورية تدعو إلى رفع العقوبات بشكل كامل بعد زوال السبب الذي وجدت من أجله
  • بلينكن: نسعى لتجنب عملية عسكرية تركية ضد الأكراد في سوريا
  • وزير الخارجية أنتوني بلينكن: تجاهل حميدتي بشكل متعمد الالتزامات المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني وقواته ارتكبت جرائم حرب مثل العنف الجنسي