يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثلِ هذا اليوم 9 ديسمبر خلالَ الأعوام: 2015م، و2016م، و2017م، و2018م، و2021م، ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشيةِ على المنازل والأسواق والمدارس والبنى التحتية، والمزارع والسيارات، بمحافظات صنعاء وصعدة والحديدة.

ما أسفر عن 9 شهداء وعشرات الجرحى، جلهم أطفال، ونساء، ودمار وخسائر وأضرار واسعة في الممتلكات، وحرمان عشرات الأسر من مآويها، وحقها في الحصول على شربة ماء نقية وخدمات الاتصالات، وترويع الأهالي، وموجة نزوح وتشرد، وحرمان مئات الطلاب من حقهم في التعليم، ومضاعفة المعاناة، وتفاقم الأوضاع المعيشية، ومشاهد ومآس يندى لها جبين الإنسانية في اليمن.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

9 ديسمبر 2015..14 شهيداً وجريحاً من أسرة واحدة في العدوان على منزل آل هرمس ومدرسة بصعدة:

في التاسع من ديسمبر 2015م، أضاف العدوان السعوديّ الأمريكي، جريمة حرب وإبادة جماعية إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً من منزل أسرة آل هرمس بمنطقة طلان، ومدرسة الشوكاني بمنطقة ولد عمر بمنطقة مران مديرية حيدان محافظة صعدة.

ما أسفر عن 6 شهداء و8 جرحى من أسرة هرمس، بينهم أطفال ونساء، وحالة من الحزن واليأس عمّت المنطقة، كما لحقت أضرار جسيمة بمنازل المواطنين المجاورة، مما اضطر العشرات منهم إلى النزوح عن ديارهم.

14 شهيداً وجريحاً من أسرة واحدة

كانت أسرة آل هرمس تعيش في منزل أوت إليه بعد فقدان منازلها في تهامة، وحين نزحت إلى صعدة لم تكن تدري أنها تقترب من الشر أكثر، وحين مكثت لعدد من الأيام، وبدأت تشعر بالقليل من الأمن باغتتها غارات العدوان لتدمر المنزل على رؤوس الأطفال والنساء، وتحوله إلى مقبرة جماعية، وجعلت رحلة النزوح كمن يهرب من الموت إلى حضن الموت.

هنا أشلاء ودماء وجثث ودمار ونار ودخان، وبكاء وصراخ بصوت خافت من تحت الأنقاض، وجموع الأهالي مذعورين ينتشلون الجثامين ويسعفون الجرحى، ويذرفون الدموع، ويخرجون أهاليهم وأطفالهم من المنازل، باحثين عن مكان آمن.

أسعف الجرحى إلى المستشفيات أم وأبنائها على الأسرة بين شهيد وجريح، هنا طفل رضيع فقد أمه وحليبه وغذائه والحنان والعطف في ضربة واحدة، كانت عيونه تنظر يمنة ويسرة وهو يبحث عن وجهها المألوف لكن لا جدوى فيعود ليرضع أصبعه ويصرخ من شدة الجوع الذي يعتصر أمعائه، فيما يحمله أخوه الأكبر منه حزيناً باكياً يعيش لحظات حشر، وقسط مسبق من أهوال القيامة.

والد الأسرة يقول: “ضربوا منازلنا كنا أربعه إخوة، انتقلنا من تهامة هاربين من القصف، وقلنا نطلع جبل طلان وصباح اليوم كنا في منزلنا نازحين أكثر من 40 نفراً، ضربنا مباشرة، منا 8 جرحى و6 شهداء، وهذه المرأة حاملة، وأغلب الشهداء نسوان وأطفال بينهم أخي رب أسرة”.

أصوات الجرحى والجريحات أطفال ونساء في صالة طوارئ المستشفى، تدمي القلوب، وتعمم الحزن، وتعمق الألم، وتهز وجدان العالم أجمع.

استهداف التعليم: مدرسة الشوكاني أنموذج

ولم يسلم التعليم من وحشية العدوان، حيث تعرضت مدرسة الشوكاني للتدمير بشكل كامل، ما حرم المئات من الطلاب من حقهم في التعليم، وأفقد النازحين مصدراً يمكنهم الاحتماء به من غارات العدوان وحرارة الشمس وبرد الشتاء، ألا أن كل شيء في صعدة كان في قائمة الأهداف.

أحد الأطلاب من فوق الدمار يقول: “كان هنا مدرسة ما عاد بقي منها أثر، أين ندرس من اليوم وصاعد، هل حرماننا من التعليم هدف لسلمان ويمكن له احتلال اليمن، والله لندرس تحت الأشجار وفي الكهوف والجبال ونفترش الأرض ما نبالي بأي غارات، أين الأمم المتحدة وحقوق الطفولة والإنسان التي يتحدثون عنها؟”.

هذه الجرائم البشعة زادت من معاناة الشعب اليمني، ولم تثر قلق المجتمع الدولي، وكشفت عن وحشية النظام السعودي وعملائه، وتواطؤ المنظومة الدولية ومتاجرتها بمعاناة الشعوب دون أي تحرك جدي يوقف المعاناة.

إن استهداف المدنيين والأعيان المدنية جريمة حرب، وتعدٍ صارخ على كل القوانين والأعراف الدولية، وتدعو المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف العدوان على اليمن، ومحاسبة مجرمي الحرب.

9 ديسمبر 2016.. شهيدان وعدد من الجرحى بغارات العدوان على سيارة بائعي القات ومزارع المواطنين بصعدة:

وفي التاسع من ديسمبر 2016م، سجل العدوان السعوديّ الأمريكي جريمة جديدة إلى جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغاراته الوحشية، سيارة بائعي القات على الطريق العام ومزارع المواطنين في منطقة النظير مديرية رازح، بمحافظة صعدة،

تحولت رحلة عمل عادية إلى مأساة إنسانية وجريمة حرب متعمدة تدمي القلوب، حين باغتت الغارة الجوية سيارة بائعي القات، ما أسفر عن استشهاد اثنين، وجرح آخرين بجروح بالغة، لم يكتفِ العدوان بهذا، بل امتدت نيرانه لتشمل مزارع المواطنين، مما تسبب في خسائر مادية فادحة وحالة من الخوف والفزع بين الأهالي.

الجثث والدماء والجرحى وربط القات وشظايا الغارات وجسد السيارة كلها مبعثرة بين الغبار والتراب والدخان، مشكلة مشهد دامي يدمي القوب، ويفقد الأمل بالحصول على أمن بعد اليوم في اليمن.

هرع الأهالي إلى مكان الغارات ليجدوا أمامهم جثثاً ممزقة ومتفحمة وجرحى يستنجدون ودماء مسفوكة وحقوق مهدورة، في مشهد إجرامي، أثار الرعب في نفوس المارين وإعاقة حركة النقل والتنقل ووصول المواد الغذائية وإسعاف المرضى، وعودة المغتربين والمسافرين، وحد من حركة التنقل، ما ضعاف معاناة الأهالي وضاعف من تفاقم الأوضاع المعيشية.

أسر الشهداء والجرحى حين وصلها خبر الجريمة خيم عليها الحزن والقهر والحرمان، هنا أطفال يبكون والدهم وأم تبكي فلذة كبدها وزوجة تبكي زوجها، وأخ يبكي أخاه وكل يبكي قريبه وصديقه، وتشيع الجثامين، وتلقى نظرات الوداع الأخيرة، والدموع تنهمر والحناجر تملء بغصة البكاء، والرجال يستشيطون غضباً ويتوعدون بالتوجه إلى الجبهات للأخذ بالثأر.

أهالي المتسوقين بدلاً من استقبال الاحتياجات والمصاريف استقبلوا خبراً مريباً، يهدد أقاربهم ويفزع قلوبهم، فهذا استقبل قريبة شهيداً، وذاك استقبل قريبة جريحاً، وآخر يبحث ويتواصل ليطمئن عن أحد أفراد أسرته لم يعد للبيت أو تأخر في العمل.

السيارة التي كانت تقل الأرزاق والأهالي وعطفهم وكدهم ولقمة عيش أسرهم حولتها الغارات إلى أحلام مبعثرة، وآمال متبخرة، فكانت مجرد تابوت وجزء من نعش يقدم الأرواح إلى أهداف أمام طيران حربي لا يرحم.

يقول أحد المسعفين وهو يحف بين الدمار عن أشلاء من شهيد، وينتشل الجرحى إلى سيارته: “سيارة مدنيين أيش ذنبهم نجمعهم أشلاء مقطعة، أين العالم من هذه الوحشية وجرائم الإبادة المتعمدة؟ هل بقي للإنسان كرامة يا عالم، 3 غارات على حمالين القات أكثر من عشرين واحد وسيارة أتت على الطريق المجاورة، هؤلاء عمال يعيلون أسر ما ذنبهم؟”.

هذه الجريمة البشعة زادت من معاناة الشعب اليمني، وكشفت عن وحشية العدو السعوديّ الأمريكي، الذين لا يتورعون عن استهداف المدنيين الأبرياء، وحرمت هذه الجريمة أسر الشهداء من عزيز عليهم، وأثقلت كاهل الجرحى، وزادت من معاناة النازحين.

9 ديسمبر 2017.. شهيد وعدد من الجرحى بغارات العدوان على سوق خلقة بنهم صنعاء:

وفي اليوم ذاته من العام 2017م، ارتكب طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، جريمة حرب أخرى، مستهدفاً بغاراته المباشرة، سوق خلقة بمديرية نهم، محافظة صنعاء، ما أسفر عن شهيد وعدد من الجرحى وأضرار في الممتلكات وترويع للأهالي.

قبل الغارات كان من المفترض أن يكون هذا اليوم يوم عمل عادي، لكن العدوان حول سوق الخلقة إلى مسرح لجريمة حرب جديدة، وساحة حرب من طرف غاراته التي أهلكت الأرواح وسفكت الدماء ودمرت الممتلكات، وروعت أهالي المناطق المجاورة، وقيدت حركة التسوق والتنقل والخروج للبحث عن الأرزاق، وخسائر مالية في البضائع.

السوق الذي كان ينبض بالحياة، وحركة المتسوقين، وعملية التفاوض حول القيمة السعرية لهذه السلعة وتلك تحول إلى ساحة حرب من طرف العدوان.

استقبل الأهالي جثمان الشهيد وخيم الحزن على المنطقة، وفقدت أسرة بكاملها معيلها، وتعمق القهر والحزن في نفوس الأطفال والنساء، كما هو حال الجرحى وأسرهم، وتحركت قوافل الرجال صوب الجبهات ومعسكرات التدريب للرد المناسب على العدو.

يصف أحد الناجين: “العدوان يبحث عن التجمعات ليرتكب أبشع المجازر، الأسواق ليست جبهات، كلّ من فيها مدنيين أبرياء، يلاحق المواطنين، لعنة الله على سلمان، هذا الشهيد من خلقة من بيت الجرادي، وأخي كان فوق الموتر جرح جت الغارة وسط الموتر، ونفخه الهواء إلى خارج، إذا كان للعدوان من أن يقصف اليمن فبيننا وبينه الجبهات”.

هذه الجريمة حرمت الشهيد من حقه في الحياة، وغدرت به، وأثقلت كاهل الجرحى، وزادت من معاناة النازحين، وأحاطت الحياة بمخاطر الموت المحدق من كل اتجاه وفي كل لحظة ومكان، في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية المجرمة استهداف المدنيين.

9 ديسمبر 2018.. جرح طفل باستهداف العدوان لمنزل المواطن النهاري في الحديدة:

وفي اليوم ذاته من العام 2018م، استهدف طيران العدوان منزل المواطن أحمد النهاري بمنطقة المغرس مديرية التحيتا محافظة الحديدة، بغارة وحشية، أسفرت عن جرح طفل، في جريمة حرب جديدة بحق الطفولة والإنسانية، يندى لها الجبين.

استهداف الطفولة

في لحظة كان من المفترض أن يكون فيها الطفل يلعب ويمرح مع أقرانه، تحولت حياته إلى جحيم؛ ففي غارة جوية غادرة، استهدفت منزل عائلة النهاري، مما تسبب في إصابة الطفل بجروح خطيرة، لم يكتفِ العدوان بتدمير المنزل، بل سرق من الطفل طفولته البريئة، وحرمه من عيش حياة طبيعية.

بعد القصف يهرع الأهالي إلى المكان الأم والأب يحتضنون جسد طفلهم النازف ودموعهم على خدودهم مسكوبة، وأجسادهم وقلوبهم مرتعشة خشية من فقدان حياته، يسرعون نحو أحد المستشفيات، حاملين الأمل والألم والقهر في حضن دافئ كان محل الحنان والأمل والطموح.

إخوة الطفل الجريح ورفاقه صدموا بمشهده المضرج بالدماء، كما هو حال مدرسته وأقاربه وقريباته الذين وصلهم الخبر ولحقوه إلى المستشفى لزيارته والاطمئنان عليه.

ذهبت الأيام والتأمت الجراح ولكن أثرها محفور على الجسد وفي قلوب كلّ أبناء التحيتا ومعهم قلوب الشعب اليمني وقيادته المستمرين في الصمود ورفد الجبهات للرد على العدوان والأخذ بالقصاص.

يقول والد الطفل: “ابني كل حلمي وأملي وهمي، ما ذنبه يستهدفوه، لم يعد يستطيع الكلام فقد الوعي بين الحياة والموت، هذه الدماء تنزف من عينه وأنفه، الشظايا دخلت إلى رأسه، الطيران ضرب البيت وكان في غرفة لوحده وإخوانه البقية لطف الله كانوا في الغرفة الثانية، عمره 8 سنوات، حسبي الله ونعم الوكيل”.

هذه الجريمة البشعة زادت من معاناة الشعب اليمني، وكشفت عن وحشية النظام السعودي وعملائه، الذين لا يتورعون عن استهداف المدنيين الأبرياء، وخاصة الأطفال، لقد حرمت هذه الجريمة أسرة النهاري من طمأنينة العيش، وأثقلت كاهلهم بعبء المسؤولية عن علاج الطفل المصاب.

9 ديسمبر 2021.. عدد من الجرحى وأضرار في المنازل والممتلكات والبنى التحتية بغارات العدوان على صنعاء:

في استمرار لجرائمه البشعة، ارتكب العدوان السعوديّ الأمريكي جريمتين جديدتين بحق الشعب اليمني في التاسع من ديسمبر عام 2021م، مستهدفاً بغاراته الآثمة مخزناً تابعاً لمؤسسة مياه الريف بمديرية الثورة، وشبكة الاتصالات بمنطقة المحجر بمديرية همدان في العاصمة صنعاء.

استهداف المنازل ومخزن مياه الريف:

في جريمة تضاف إلى سجل جرائم العدوان ضد المدنيين والبنية التحتية، استهدف طيران العدوان منازل وممتلكات المواطنين مخزناً تابعاً لمؤسسة مياه الريف بمديرية الثورة، مما أسفر عن وقوع عدد من الجرحى وأضرار بالغة في المنازل والممتلكات المجاورة، هذا العمل الإجرامي يعكس استهداف العدوان المتعمد للمدنيين والبنية التحتية الحيوية، بهدف تفاقم معاناة الشعب اليمني وحرمانه من أبسط حقوقه في الحياة الكريمة.

يقول أحد المتضررين: “أحنا راقدين في بيوتنا آمنين ضربوا هنجر تبع مؤسسة مياه الريف، ووصلت الشظايا إلى منازلنا وفزعوا أطفالنا والنسوان، وخرج الناس نازحين من البيوت والسيارات تكسرين، ضربة أثرت في حارة الدفعي بشارع مازدا بكامله، ما ذنب أطفالنا والمواطنين خوفونا وأرعبونا، ابنتي جريحة داخل، شردونا في وقت الليل من منازلنا”.

أنابيب نقل مياه الريف حولتها غارات العدوان إلى أكوام دمار ووزعتها وبعثرت بها في كل اتجاه، وفقد أهالي الريف مصدر تمويلهم ودعمهم وإيصال مياه الشرب إلى قراهم، ليستمر العطش وتستمر المعاناة والحرمان.

تقول أم جرح طفلها: “أين حقوق الأنسان والطفولة هل هذا عمل يرضي الله، كنت راقدة أنا وأطفالي وصلت الشظية إلى جوارنا وابني جريح ما قدرت أوفر قيمة العلاج، بيتي مدمر، وبقية عيالي مصابين بالخوف والذعر ويتبولون لا إرادياً في ملابسهم”.

استهداف شبكة الاتصالات:

وفي نفس اليوم، شن طيران العدوان غارات متكررة على شبكة الاتصالات بمنطقة المحجر بمديرية همدان، وذلك في محاولة يائسة لقطع الاتصالات وحرمان المواطنين من التواصل مع العالم الخارجي، يأتي هذا الاستهداف ضمن سلسلة من الهجمات التي تستهدف البنية التحتية للاتصالات في اليمن، بهدف عزل الشعب اليمني ومعاقبته على تمسكه بحقوقه المشروعة.

أدت هذه الجرائم إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في العاصمة صنعاء، ونقص حاد في إمدادات المياه، مما أثر بشكل مباشر على حياة المواطنين، وخلق حالة من الخوف والرعب في نفوس المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، الذين يعيشون في ظل تهديد دائم من قصف العدوان، ودمار واسع في البنية التحتية، مما أثر سلباً على حياة المواطنين اليومية وأعاق جهود الإغاثة والإنقاذ.

يقول أحد الأهالي: “العدوان قصف شبكة اتصالات تقدم الخدمة لكل المواطنين، وهذا ضرب للمضروب، محطة يمن موبايل قصفوها للمرة الثالثة، نحن نعاني من عدم توفر التغطية منذ شهور وإذا نشتي نتصل نخرج من المنطقة ونبحث عن قمة جبل نتصل من فوقه، بأي حق يستهدفون الخدمات العامة؟”.

إن استهداف المدنيين والبنية التحتية يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ويعتبر جريمة حرب، تدعو المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف العدوان على اليمن، ومحاسبة مرتكبيه، وتقديم الدعم للمتضررين للتغلب على الأزمة الإنسانية الكارثية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: معاناة الشعب الیمنی بغارات العدوان على استهداف المدنیین العدوان السعودی طیران العدوان هذه الجریمة میاه الریف ما أسفر عن من الجرحى جریمة حرب من معاناة

إقرأ أيضاً:

تقرير صيني: اليمنيون أكثر جرأة من الصين بعد استهداف حاملة الطائرات الأمريكية

 

الثورة / متابعات

أكد باحث صيني شهير في مجال العلوم البحتة أن اليمنيين أظهروا جراءة أكبر من الصين بعد أن شنوا مراراً عمليات عسكرية ضد حاملات الطائرات الأمريكية.
وقال الباحث الصيني «وانغ تاو» في تقرير نشره بعنوان «النظرية القائلة بأن حاملة الطائرات الأمريكية عديمة الفائدة أصبحت حقيقة»، ليس الأمر أن حاملات الطائرات عديمة الجدوى بشكل عام، ولكن بالنسبة للصين، أصبحت جميع حاملات الطائرات الأمريكية وغيرها من الدول بلا فائدة، أما حاملات الطائرات الصينية، فلا تزال لها قيمة في الوقت الحالي، لكنها بحاجة إلى إعادة التفكير في استراتيجية تطويرها.
وأشار إلى أنه في يونيو 2024، أعلنت القوات المسلحة اليمنية أنها شنت هجوماً على حاملة الطائرات «يو إس إس» أيزنهاور وأصابتها، ولم يتلق هذا الأمر تأكيدا نهائيا، وقد نفت الولايات المتحدة تعرضها للضرب منذ البداية وحتى النهاية، لكن وسط النفي المستمر، غادرت السفينة «أيزنهاور» البحر الأحمر بسرعة، ودخلت البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس، ثم عادت إلى وطنها.
وخلص الباحث الصيني، إلى أن القوات المسلحة اليمنية نفذت بالفعل عمليات عسكرية ضد حاملة الطائرات الأمريكية، رغم نفي واشنطن لإصابتها، حيث وهي لم تغرق ولكنها أُجبرت على الانسحاب.
وبين أن اليمنيين أظهروا عدم خوفهم من حاملة الطائرات الأمريكية، بينما أبدت الحاملة حذرًا واضحًا من التعرض لهجمات أخرى، مما دفعها إلى الانسحاب السريع.
ولفت التقرير إلى أنه في الماضي، كانت حاملات الطائرات الأمريكية رمزًا للهيمنة العسكرية الأمريكية، بمجرد حدوث أي اضطرابات في أي مكان في العالم، وكان السؤال الأول الذي يطرحه الرئيس الأمريكي: «أين أقرب حاملة طائرات لدينا؟» حيث كان وصول مجموعة قتالية واحدة من حاملة الطائرات كافيًا للردع، أما ظهور مجموعتين، فهذا يعني الاستعداد للحرب، وإذا تجاوز العدد ثلاث مجموعات، فهذا يعني حرب إبادة، حتى الصين، قبل 20 أو 30 عامًا، أو حتى قبل 10 سنوات فقط، كانت ستشعر بتوتر وقلق شديد إذا ظهرت مجموعتان قتاليتان من حاملات الطائرات الأمريكية قبالة سواحلها.
وبين أنه في عام 2016، خلال مواجهة عسكرية بين الصين والولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي، أرسلت الولايات المتحدة مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات، وردت الصين بتعبئة جميع قوات الأساطيل الثلاثة الرئيسية التابعة لبحريتها، بالإضافة إلى قوات الصواريخ الاستراتيجية (الثانية)، وأفضل وحدات سلاح الجو التابع للجيش، كما استدعت البحرية الصينية ضباطها المتقاعدين، وكتب الجنود المشاركون وصاياهم قبل التوجه إلى المعركة. كما تم نشر صواريخ DF-21D علنًا لأول مرة كوسيلة للردع، وبفضل هذا الجهد الهائل الذي استُخدمت فيه قدرات البلاد بأكملها، تم إجبار المجموعتين القتاليتين الأمريكيتين على الانسحاب.
وأردف الباحث الصيني قائلاً: «لكن، خلال أقل من عشر سنوات، أظهر اليمنيون جرأة أكبر من الصين في عام 2016، حيث شنت مرارًا هجمات على حاملات الطائرات الأمريكية، هذا الأمر أصاب الكثيرين بالدهشة والارتباك، وهو أمر يؤكد انهيار قوة الردع التي كانت تتمتع بها حاملة الطائرات الأمريكية، إذا تمكنت قوات صنعاء من مواجهة حاملة طائرات أمريكية والتعامل معها بهذه الطريقة، فمن السهل تصور المستوى الحقيقي لقوتها القتالية، وبغض النظر عن كيفية تفسير وسائل الإعلام والولايات المتحدة للأمر».
وأكد «أن الانسحاب السريع لحاملة الطائرات بعد الاشتباك، من منظور عسكري بحت، يُطلق عليه «صدّ من قبل اليمنيين»، وهذا الصدّ قد يعني أن الحاملة تعرضت لخسائر فعلية، أو ربما لم تُصب بأضرار مادية مباشرة، لكنه يعكس قرارًا بالانسحاب بسبب عدم قدرة الجانب الأمريكي على تحمل الهجمات، والاعتقاد بأن استمرار المواجهة سيؤدي على الأرجح إلى تكبد خسائر فادحة، من الناحية العسكرية، مثل هذا النوع من الانسحاب يُعتبر «تراجعًا قسريًا».
ونوه التقرير بأن الأمر جيدا سيكون لو تم صد حاملة الطائرات مرة واحدة، لكن المشكلة تكمن في أنه مساء 12 نوفمبر 2024، أعلن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية، يحيى سريع، أنهم استهدفوا حاملة الطائرات الأمريكية «أبراهام لينكولن» باستخدام صواريخ وطائرات مسيَّرة، كما أنهم نجحوا في إحباط خطة الغارات الجوية الأمريكية ضد اليمن، بالإضافة إلى ذلك، فإنهم قد استهدفوا مدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر. وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، بات رايدر، في 12 نوفمبر، أن اليمنيون أطلقوا في 11 نوفمبر ما لا يقل عن 8 طائرات مسيرة، و5 صواريخ باليستية مضادة للسفن، و3 صواريخ كروز مضادة للسفن باتجاه المدمرتين الأمريكيتين «ستوكدايل» و«سبروانس» أثناء مرورهما في مضيق باب المندب، وهذا يعني أن واشنطن اعترفت بأن قوات صنعاء نفذت عمليات عسكرية ضد البحرية الأمريكية.
أما النقطة الأساسية هي أنه في 19 نوفمبر 2024، أعلن البنتاغون سحب حاملة الطائرات الوحيدة الموجودة في الشرق الأوسط، وهي «أبراهام لينكولن» وهذا يثبت مجددًا أن قوة الردع التي كانت تتمتع بها حاملات الطائرات الأمريكية قد تلاشت بشكل كبير، وفي وقت تحتاج فيه إسرائيل إلى دعم الولايات المتحدة، فإن سحب الحاملة الوحيدة في المنطقة ليس «أمرًا طبيعيًا» وبعبارة أخرى، من منظور عسكري بحت «مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية القتالية أُجبرت مرة أخرى على التراجع من قبل اليمنيين».
وفي 1 ديسمبر 2024، أعلنت الجيش اليمني تنفيذ عمليات ضد مدمرة أمريكية وثلاث سفن إمداد باستخدام 16 صاروخًا باليستيًا، وصاروخ كروز واحد، وطائرة مسيّرة، وأكدوا أنهم حققوا «ضربات دقيقة» في بحر العرب وخليج عدن.
وقال الباحث الصيني: إن أفضل وسيلة في مواجهة الهيمنة الأمريكية ليست القضاء عليها تماماً، بل جعلها نصف ميتة، إذ إن امتلاك القدرة على إغراق حاملة طائرات أمريكية أمرٌ مهم، لكن الأهم من ذلك هو تشويهها، إن خدش وجهها أفضل من تحطيم رأسها، لأن الدور الأهم لحاملة الطائرات الأمريكية ليس بالضرورة الفوز في حرب معيّنة، بل استعراض القوة والهيمنة في كل مكان، فإن تمكّنت من تشويه وجهها وإحراجها وجعلها تشعر بالدونية، فستختفي بذلك صورة هيمنتها.
وبين أن اليمنيون لم يحطموا رأس حاملة الطائرات الأمريكية، ولكن أصبح من الواضح أن آثار الخدش على وجهها موجودة، هذه هي أكثر الوسائل فاعلية لمواجهة حاملة الطائرات الأمريكية، أي «تكتيك التشويه» فعلى الرغم انه لا توجد أدلةٌ تُظهر بوضوح أن وجه حاملة الطائرات قد خُدش فعلياً، لكن يكفي أنه توجد أدلّة تؤكد أنها اضطرت لتغطية وجهها والهرب بسرعة.

مقالات مشابهة

  • 10 ديسمبر خلال 9 أعوام..27 شهيدًا وجريحاً وتدمير للمشافي والمدارس والأسواق والممتلكات بغارات العدوان على اليمن
  • آثار اليمن في المنفى.. باحث يكشف عن 5 قطع أثرية تباع في مزادات عالمية خلال ديسمبر الجاري
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 44 ألف شهيد
  • تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”: بيان إدانة للقصف الجوي الذي استهدف المدنيين في كبكابية ونيالا
  • أكثر من 9900 مجزرة في غزة و151 ألف شهيد وجريح
  • شاهد | استهداف يفنه.. اليمن يكسر معادلة الاستفراد بغزة
  • تقرير صيني: اليمنيون أكثر جرأة من الصين بعد استهداف حاملة الطائرات الأمريكية
  • شهيد وعدد من الجرحى جراء استهداف الاحتلال مركبة مدنية في بنت جبيل
  • محمد علي الحوثي يؤكد أهمية دور القبيلة في الدفاع عن اليمن وإفشال مخططات العدوان