قال منسق السياسات الإستراتيجية والاتصالات في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن الولايات المتحدة ترى ضرورة محاسبة الرئيس السوري السابق بشار الأسد على سنوات من انتهاكاته ضد الشعب السوري، وفي سياق آخر أكد أن بلاده لا تتخذ موقفًا في الوقت الراهن من تكليف المهندس محمد البشير بتشكيل حكومة جديدة في سوريا.

وأوضح كيربي، في مقابلة مع قناة الجزيرة تم بثها ضمن الوقفة التحليلية "مسار الأحداث"، أن الرئيس الأميركي جو بايدن يبقى على تواصل مستمر مع نظرائه في المنطقة، مشيرًا إلى أن الانتقال السلمي في سوريا يمثل أولوية لواشنطن ويخدم الأمن القومي لأميركا وحلفائها.

وأضاف أن هذا الموضوع كان محور مكالمة الرئيس بايدن مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حيث ناقشا سبل تحقيق انتقال يحقق تطلعات الشعب السوري.

وشدد كيربي على أن الأسد يجب أن يحاسب على 14 عاما من القمع واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه، مؤكدا أن روسيا يجب أن تتحمل مسؤوليتها لدعمها المستمر له بما في ذلك استضافته على أراضيها.

لا تعليق

وفيما يتعلق بتكليف محمد البشير بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا، قال كيربي "نحن نراقب العملية عن كثب ونسعى لضمان أن تسير بشكل سلمي"، لكنه أوضح أنه ليس لدى واشنطن موقف محدد تجاه هذه الخطوة في الوقت الراهن.

إعلان

وكان مراسل الجزيرة قد أفاد بأنه تم اختيار المهندس محمد البشير رئيس حكومة الإنقاذ السورية، التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، لتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.

جاء ذلك بعد اجتماع بين القائد في إدارة عمليات المعارضة المسلحة أحمد الشرع والبشير ورئيس الوزراء في حكومة النظام السابق محمد الجلالي الذي كلف بتسيير أمور الحكومة، إذ هدف الاجتماع إلى تحديد ترتيبات نقل السلطة بعد سقوط النظام وتجنب دخول سوريا في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.

وعن ملامح المرحلة الانتقالية في سوريا، أشار كيربي إلى أن الولايات المتحدة تتابع التطورات، معبرا عن أمله في أن تلبي المرحلة الانتقالية تطلعات السوريين بعد سقوط الأسد.

وأضاف أن واشنطن تعمل مع شركائها في المنطقة ومع المعارضة السورية بشكل مباشر أو عبر الأمم المتحدة لتحقيق منظومة حكم شرعية تلبي آمال الشعب السوري.

أما عن مسألة رفع جبهة تحرير الشام من قوائم الإرهاب، فقد امتنع كيربي عن التعليق، لكنه أكد أن واشنطن تواصل إرسال الرسائل إلى جميع المجموعات السورية المعارضة والمتمردة لضمان أن تكون قراراتها معبرة عن إرادة الشعب السوري ومستقبله.

ندعم اتفاقية 1974

وبشأن التوغل الإسرائيلي داخل سوريا وإلغاء اتفاقية وقف إطلاق النار لعام 1974، شدد كيربي على دعم بلاده لهذه الاتفاقية، داعيا جميع الأطراف إلى احترامها، وأشار إلى أن العمليات الإسرائيلية هي شأن إسرائيلي داخلي، مشيرا إلى تصريحات إسرائيلية بأن تلك العمليات مؤقتة.

ويواجه الوضع الجديد في سوريا تحديات أمنية كثيرة من أبرزها سعي الجيش الإسرائيلي لإعادة تشكيل الواقع الأمني ​​على الحدود مع سوريا، حيث قالت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" إن الجيش الإسرائيلي يعزز مواقعه ويوسع سيطرته داخل الشريط الذي احتله في قلب الجانب السوري شرقي خط وقف إطلاق النار.

إعلان

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أمس الأحد السيطرة على المنطقة العازلة مع سوريا قائلا إن هضبة الجولان ستبقى جزءا لا يتجزأ من إسرائيل، زاعما أن اتفاقية فصل القوات لعام 1974 انهارت بعد أن تخلى الجنود السوريون عن مواقعهم.

وتُدار المنطقة المنزوعة السلاح بموجب اتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل عام 1974، مما يجعل التوغلات فيها خرقا لهذه الاتفاقية، إلا أن إسرائيل تبرر تحركاتها بالضرورات الأمنية لخلق مجال أمني خال من الأسلحة الإستراتيجية الثقيلة والبنى التحتية التي تهدد إسرائيل.

وعن موقف واشنطن من قوات سوريا الديمقراطية الكردية، قال كيربي إن الولايات المتحدة تركز عسكريا على شمالي شرقي سوريا، وتواصل العمل مع هذه القوات ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وأكد كيربي أن الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة بالعمل مع شركائها في المنطقة لتحقيق تطلعات الشعب السوري نحو مستقبل أفضل، مع استمرارها في مراقبة التطورات عن كثب ودعم الاستقرار الإقليمي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة الشعب السوری فی سوریا

إقرأ أيضاً:

حكومة التغيير والبناء: العدوان الأمريكي لن يثني الشعب اليمني عن دعم غزة



وقالت حكومة التغيير والبناء في بيان صادر عنها "بإباء وعزة وشموخ، شهدت العاصمة صنعاء ومحافظات يمننا الأبي، الجمعة الماضية، تظاهرات جماهيرية مليونية غير مسبوقة، جسّدت صور التلاحم الوطني، وأكدت من جديد على ثبات موقف اليمن المبدئي في دعم ومساندة إخواننا في غزة وفلسطين".

وأوضحت أن تلك الجموع الغفيرة التي خرجت ملبية لنداء الواجب بعثت برسائل واضحة وقوية إلى قوى العدوان والاستكبار، وعلى رأسها العدو الأمريكي وحلفاؤه، أهمها أن شعبنا اليمني العظيم، قيادةً وحكومةً وشعباً، يؤكد اليوم وغداً، وفي كل يوم، أنه لن يتزحزح قيد أنملة عن موقفه الداعم والمناصر لغزة، مهما بلغت التضحيات.

وأشار البيان إلى أن العدو الأمريكي، خاب وخسر، في رهانه على أن عدوانه الغاشم على اليمن سيثنيه عن دعم غزة.. مؤكدًا أن الشعب اليمني يخرج اليوم بأعداد أكبر، وأكثر عزيمة وإصراراً، ليؤكد أن العدوان لم يزده إلا قوة وتماسكاً.

ولفت إلى أن العدوان الأمريكي لم يزد الشعب اليمني، إلا قناعة بأهمية الموقف المساند لغزة، فقد تعززّت قناعة اليمنيين أن أمريكا هي الشيطان الأكبر، وأن دعمهم اللا محدود للكيان الصهيوني، هو ما يطيل أمد المعاناة في فلسطين.

وأضاف البيان "لقد وحّد العدوان الأمريكي شعبنا اليمني العظيم، وجعله أكثر التفافاً حول قيادته وقضيته، فها هي الجماهير تخرج اليوم من كل حدبٍ وصوب، لتعلن للعالم أجمع أن اليمن واحد موحد، في مواجهة العدوان".

وأفاد بأن التظاهرات المليونية أكدت للعالم أجمع أن الوضع الداخلي في اليمن الحر متماسك وقوي، وأن الحاضنة الشعبية للدولة صلبة ومتينة، فهذه التظاهرات تعكس وحدة الموقف الرسمي والشعبي في اليمن، في دعم صمود غزة.

وأكدت حكومة التغيير والبناء، أن جرائم العدوان الأمريكي تزيد من تفاعل الشعب اليمني في دعم عمليات القوات المسلحة اليمنية الباسلة، وفي ذات الوقت تزيد من الكراهية للأمريكي والعداء له.

وأضافت "نقول للعدو الأمريكي إن عدوانك السافر على يمننا الحبيب، هو استفزاز لمشاعر كل يمني غيور على دينه وعروبته، ولكنك لن تجد منا إلا الصمود والثبات، وعبثاً تحاول أن تحطم الروح المعنوية لشعبنا، فكلما زادت جرائمك، ازداد شعبنا قوةً وإصراراً على مواجهتك، وزرعت اليأس والإحباط في صفوفك، وأدركت أنك لن تحقق أهدافك الخبيثة في اليمن".

ودعت حكومة التغيير والبناء دول العالم وكافة وسائل الإعلام الدولية الحرة إلى أن تنظر بعين الموضوعية إلى التظاهرات الشعبية اليمنية، التي تعبّر عن ضمير إنساني حي ينادي بالحق والعدالة، ويدعم الفلسطينيين المظلومين.

وحثت شعوب العالم وأحراره على الاقتداء بالشعب اليمني، الذي يخرج في تظاهرات حاشدة ومستمرة، للمطالبة بوقف جرائم الإبادة في غزة.. مضيفة "نؤكد أننا سنظل الأوفياء لدماء الشهداء ولتضحيات شعبنا العظيم، وسنواصل دعمنا ومساندتنا لغزة وفلسطين، حتى يتحقق النصر الكامل".

مقالات مشابهة

  • وزير العدل السوري يؤكد ضرورة محاسبة كل من أجرم بحق الشعب
  • السفير السوري في روسيا يطلب اللجوء بعد استدعائه إلى دمشق
  • وزير العدل: ضرورة محاسبة كل من أجرم بحق الشعب السوري بمن فيهم ‏القضاة
  • ترقبوا التطورات الكبرى: وزير الدفاع التركي يكشف عن موقف تركيا الحازم في سوريا
  • الأمن السوري يعتقل عميداً سابقاً بجيش الأسد في طرطوس
  • البنك الإسلامي للتنمية يوقع اتفاقية تمويل مشروع تعليمي مع حكومة أوزبكستان
  • حكومة التغيير والبناء: العدوان الأمريكي لن يثني الشعب اليمني عن دعم غزة
  • مسؤول أممي يكشف سبب قيام الحرب في سوريا.. ما علاقة واشنطن والفوضى بالشرق الأوسط؟
  • ساكس: أوباما كان وراء حرب سوريا.. وأمريكا سبب الفوضى بالشرق الأوسط
  • قطر تشدد على أهمية تحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار