الثورة نت:
2025-03-13@17:06:57 GMT

سوريا ما بعد الأسد

تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT

سوريا ما بعد الأسد

 

 

بخطوات متسارعة أحكمت الجماعات التكفيرية الإرهابية قبضتها على العاصمة السورية دمشق بعد مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد لها صوب العاصمة الروسية موسكو التي يبدو أنها ستكون مقر الإقامة الدائمة للأخير، الخارجية الروسية وفي أول تعليق لها أشارت إلى أن ( الأسد قرر ترك منصبه وغادر البلاد نتيجة مفاوضاته مع عدد من المشاركين في النزاع المسلح )، وبغض النظر عن سيناريوهات مغادرة الأسد وتسليم الجيش والحكومة للجماعات الإرهابية ؛ فإن المهم اليوم هو الحديث عن مستقبل سوريا، وطبيعة النظام الذي سيدير هذا البلد العربي الذي كان يمثل منارة للقومية العربية، وملاذا آمنا للعقول العربية النيرة النظيفة الخالية من مظاهر التدجين والأدلجة والتي أنتجت طيلة السنوات الماضية عدداً من النخب السمجة والساذجة والسطحية في فكرها وثقافتها وتفكيرها ومواقفها وتوجهاتها المثيرة للإشمئزاز.


لقد سقط نظام الأسد ولم يعد يجدي نفعا الخوض في تفاصيل ومعمعات كيف تم ذلك، نحن اليوم أمام واقع جديد يحتم علينا أن نكون أكثر وعيا وإدراكا لما يدور حولنا وما الذي يعتمل للمنطقة من مخططات تهدف في المقام الأول لخدمة كيان العدو الصهيوني، فالمسألة لا ولن تقتصر على إسقاط النظام السوري المنهك المثخن بالجراح الذي وجد نفسه أمام خيار الرحيل وترك البلاد لمجاميع إرهابية مسلحة تدعي الانتماء لسوريا العروبة والقومية، مجاميع من جنسيات مختلفة تم تدريبها وتأهيلها لإدارة سوريا الجديدة، نعم سوريا الجديدة التي ستكون خنجرا مسموما في جسد الأمة العربية في ظل تصريحات قيادة هذه الجماعات المسلحة بإستعدادها للانفتاح على العالم بما في ذلك إسرائيل بإستثناء إيران وحزب الله، وعقب سلسلة الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مركز البحوث العلمية والمربع الأمني الذي يضم مباني المخابرات والجمارك في العاصمة دمشق والذي جاء متزامنا مع إعلان إذاعة جيش العدو الصهيوني بأن حكومة النتن ياهو قررت احتلال منطقة جبل الشيخ السورية وإنشاء منطقة عازلة، بالإضافة إلى ما أوردته القناة 12 العبرية بشأن توغل القوات الإسرائيلية إلى عمق 14 كلم داخل الأراضي السورية .
كل هذه المعطيات تشير وبكل وضوح إلى أن هذا الكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا وتركيا والسعودية والإمارات هم من يرسمون اليوم المشهد السوري من خلال تلكم الجماعات الإرهابية المسلحة التي باتت تدير شؤون الحكم في سوريا، وأن هذه الدول تعمل جاهدة على ( فرمتة ) سوريا ومسخ هويتها العربية، والزج بها نحو مستنقع العمالة والخيانة والتطبيع مع كيان العدو الصهيوني، وإستخدامها كنسق أمني دفاعي عنه، من خلال محاصرتها لحزب الله وتضييق الخناق على مجاهديه، والتحالف مع الكيان الصهيوني للقضاء عليه، في سياق مخطط قذر يستهدف حركات المقاومة الإسلامية المناهضة لمشروع الهيمنة والغطرسة الأمريكي الصهيوني .
لذا لا نستغرب إن سمعنا عن إعلان هذه العناصر الإجرامية الإعتراف بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها، وفتح سفارة لها في دمشق وسفارة باسم سوريا في تل أبيب، كل شيء وارد، وخيوط المؤامرة تشير إلى أن المنطقة مقبلة على شتاء قارس جدا، شتاء يحمل معه الكثير من المتغيرات التي ستلقي بظلالها السلبية على مجمل الأوضاع العامة في المنطقة بأكملها، فهذه العناصر الإجرامية تعمل لحساب الصهيونية العالمية، وتحركاتها ومواقفها تصب في خدمتها، وهي في حقيقة الأمر لا تقل تصهينا عن الصهاينة أنفسهم، والأيام المقبلة ستكشف للجميع حجم المؤامرة وأبعادها الشيطانية الشريرة الخبيثة التي يراد لها أن تدخل حيز التنفيذ في المنطقة .
وفي الأخير لا بد من الإشارة إلى جزئية هامة في ما يتعلق بالمستجدات التي طرأت على المشهد السوري، والمتعلقة بمشاعر الفرح والإبتهاج التي طغت على الكثير من أبناء جلدتنا في سياق تعليقاتهم على ما حصل ويحصل في سوريا، والتلويح بإمكانية استنساخ ذلك في اليمن، ولهؤلاء أقول لهم ناصحا : اخجلوا على أنفسكم ولو لمرة واحدة في حياتكم، لقد صرتم بمواقفكم المخزية مجلبة للعار، ومضربا للمثل في الوضاعة والانحطاط، ما حصل في سوريا عار عليكم قبل غيركم، لن يجدي تقسيم سوريا أي نفع لكم، ولن تحصدوا من وراء اصطفافكم خلف الجماعات الإرهابية غير الخزي والذل والمهانة ، أما اليمن فكونوا على ثقة بأن الله يحرسه ويحميه بسواعد أبطاله الميامين، وما حصل في سوريا عصي عليه أن يتحقق في اليمن، وقد جربتم في الحوبان وحصدتم ثمار تجربتكم الحمقاء، تكرار ما حصل بسوريا في اليمن غير وارد، ومن أراد أن يجرب حظه فليجرب، لكن عليه أن يجهز كفنه على كتفه، فالمسألة ليست سهلة لهذا الحد، الأرض اليمنية، أرض طاهرة لا قبول بتدنيسها من قبل شذاذ الآفاق، ومنزوعي الرجولة، اليمن كان وما يزال وسيظل مقبرة للغزاة وكل من يقف معهم ويساندهم، المكتب السياسي لأنصار الله وضع النقاط على الحروف في بيانه الصادر بشأن الأحداث في سوريا، والكرة اليوم في ملعب هذه الجماعات التي بإمكانها تصحيح الصورة المرسومة عنها، والتعاطي مع الواقع الجديد بمسؤولية بعيدا عن المغامرات والممارسات الرعناء والمواقف غير المسؤولة .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مجلس النواب يُدين جرائم الجماعات التكفيرية في سوريا



وندد المجلس في بيان صادر عنه باستمرار الاعتداءات السافرة التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي العربية السورية في مخطط إجرامي يستهدف سوريا أرضاً وإنساناً، معتبرًا تلك الجرائم والاعتداءات انتهاكًا سافرًا للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية والسيادة السورية، وتستهدف النسيج الاجتماعي لأبناء الشعب السوري.

وأشار إلى أن جرائم الجماعات التكفيرية بحق أبناء الشعب السوري تأتي في وقت تدير فيه هذه الجماعات ظهرها لمزيد من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وتوغله في عمق الأراضي العربية السورية.

واستهجن البيان الصمت العربي الإسلامي إزاء ما حدث ويحدث في الساحل السوري من جرائم وإبادة جماعية بحق أبناء الشعب السوري، ومحاولات التغطية أو التبرير لتلك الجرائم والتقليل من فظاعتها.

ولفت إلى أن ما يحدث للمدنيين في الساحل السوري يكشف حقيقة تلك الجماعات الإجرامية التي تنفذ مخططًا صهيونيًا برعاية دول إقليمية وبدعم أمريكي صهيوني غربي، مؤكدًا أن تلك الجرائم تُقدّم كخدمة لأمريكا وإسرائيل ولحرف البوصلة عما يُخطط له من جرائم وانتهاكات بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ومنها محاولة عرقلة دخول المساعدات إلى قطاع غزة الذي يعاني سكانه من كارثة انسانية، وكذا الالتفاف على اتفاق وقف العدوان والحصار واستكمال تبادل الأسرى.

وطالب مجلس النواب المجتمع الدولي وكافة الأطراف الدولية الفاعلة والأمم المتحدة ومجلس الأمن وكافة المؤسسات والهيئات الأممية التابعة لهما بالاضطلاع بالمسؤولية في وقف تلك الجرائم التي ترتكبها الجماعات التكفيرية وإلزام مجرمي الحرب الصهاينة بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ومحاسبة مرتكبي الجرائم والعمل على وقف الاعتداءات والتجاوزات السافرة.

ودعا رؤساء وأعضاء البرلمانات الإقليمية والدولية إلى الخروج من دائرة الشجب والإدانة إلى الوقوف في جه الصلف الصهيوني واتخاذ قرارات ومواقف فاعلة لتحجيم مخططات العدو التوسعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والسورية واللبنانية.

وشدد على أهمية انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية التي احتلتها، لافتًا إلى أن العدوان على سوريا هدفه إخضاع كل الجنوب السوري للسيطرة الاسرائيلية وتقسيم ما تبقى من البلاد.

وحذر مجلس النواب من تمرير هذا المخطط والذي يُعد السكوت عنه وعدم التحرك لمواجهته تشجيعًا لمجرمي الحرب الصهاينة على المزيد من التمادي وتمرير هذا المخطط ضمن الأطماع الإسرائيلية التوسعية الذي سيمتد إلى دول مجاورة.

مقالات مشابهة

  • مجلس الشورى يدين الجرائم التي ترتكبها الجماعات التكفيرية بحق المدنيين في سوريا
  • ارتفاع عدد ضحايا مجازر الجماعات التكفيرية في سوريا إلى 1383 شهيدًا
  • مجلس الشورى يدين الجرائم التي ترتكبها الجماعات التكفيرية في سوريا
  • مجلس الشورى يندد بجرائم الإبادة التي ترتكبها الجماعات التكفيرية في الساحل السوري
  • استنفار غير مسبوق لسلاح الجو الصهيوني خوفاً من صواريخ ومسيرات اليمن
  • سوريا.. تقرير أممي يكشف مقتل عائلات بأكملها في عنف طائفي
  • رابطة علماء اليمن تُدين مجازر الجماعات التكفيرية بحق المدنيين في سوريا
  • مجلس النواب يُدين جرائم الجماعات التكفيرية في سوريا
  • رابطة علماء اليمن تُدين مجازر الجماعات التكفيرية بحق المدنيين في الساحل السوري
  • السيد القائد يؤكد أن القوات المسلحة على أهبة الاستعداد لتنفيذ العمليات ضد العدو الصهيوني فور انتهاء المهلة