الثورة نت:
2024-12-12@02:04:52 GMT

عدنا منتصرين ومفتاح “الشرق الأوسط” بيدنا

تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT

 

 

وعادت البلابل تغرد في صباحات الجنوب. عاد الحسون يعزف في الحقول لحن الحياة على وقع زغردات جراح الأحبة. عاد أهل الجنوب والضاحية والبقاع كزيتون تشارين مظفرين مكللين بغار النصر. بالأمس كان موعدهم مع فجر جديد، بعودتهم إلى مدنهم وقراهم مع أهازيج الصباح، صاح التراب، راح يحدثهم ويقص عليهم أساطير أبنائهم المقاومين الذين تجذروا في الأرض وما تركوها.

أقسموا، إن أعداءهم لن يعبروها إلا على دمائهم وأشلائهم.
سبعون يومًا وما يزيد وعيونهم تشخص على الميدان. قلوبهم بقيت هناك مع فلذات أكبادهم. دعاؤهم لأهل الثغور ما بارح أرواحهم المعلّقة بإله السموات وملائكته على الأرض التي تقاتل عتاتها. شبانهم بدلوا الأحرف فخاضوا مع سيدهم وفي غيابه غمار الحرب بدل البحر وما بدلوا تبديلاً. خبروا هول ويلاتها وأناتها ومآسيها. وصدى بطولاتهم شاهدها العائدون، ما سمعوا، بل رأوها بأم أعينهم عند كل مفترق وكل بيت مهدم. كلها تحوّلت إلى معالم بطولة وأيقونات انتصار.
هنا يفوح عبق الشهادة، وهناك تحكي رائحة البارود عن مواجهة ساخنة سطرها المقاومون من مسافة صفر ببنادقهم وزخات رصاصهم. التحموا بصدورهم يوم طعنوا من خلف ظهورهم ويوم غدروا في نحورهم.. قلة قليلة باعت جماجمها لله ما غرّتها الدنيا ولا أرهبتها كثرة الأعداء، ولا خشيت من هول بطش العدو وإجرامه. قامت ثائرة لإعلاء الحق وإسناد المظلومين. مجاهدون أبطال استبسلوا وساعة أطبقت عليهم الأرض والسماء خرجوا من تحت الركام، نفضوا غبار صواريخ الطائرات المدمرة عنهم، وأكملوا نهجهم. استشهاديون قاتلوا ببطولة وشرف ولم يتراجعوا وزفوا شهيدًا تلو الشهيد، وما رفعوا الأيادي ولا الرايات البيض، حتى حققوا حلم النصر الموعود.
لم يترك العائدون الجنوب وحده، أرواحهم كانت هناك. كيف لا وهو أمانة بين أيدي مقاومين لا يخونون الأرض والعرض.. تاريخهم، أداؤهم أخلاقهم، ملامح وجوههم، كل ما فيهم يشهد أن النصر معقود على أجبنتِهم، وأن الأرض تطوى لهم وهم يسطرون الملاحم الخيبرية والكربلائية ويصدون جحافل الأعداء مبدِّدين بسواعدهم قرنًا من الاحتلال والاستعمار.. هم لا يقاتلون عن مارون وبنت جبيل والخيام، بل يقاتلون نيابة عن أمة كاملة، “مفتاح الشرق الأوسط بأيديهم”، هكذا يصِف أحد آباء الشهداء المشهد، وهو يعزي ويواسي رفيق دربه باستشهاد شهيده الثاني.
أما أحاديث البطولات فحدث ولا حرج.. معالم الأرض تخبرك عن ملاحمهم، كيف صدوا العدو هنا وهناك. وحين تلتقي أحدهم يخبرك بحياء والغصة تكاد تخنقه، لأنه لم يلتحق بركب رفاقه الشهداء. يحدثك عن بطولاتهم وتضحياتهم، عن حالة الإيمان التي حلت عليهم وعن الثبات والإقدام. يقول: كانوا استشهاديين، ويؤكد أنهم لم يكونوا وحدهم، بل كان الله معهم وملائكته تقاتل إلى جانبهم، مستشهدًا بإحدى المعارك الكبرى التي قتل وجرح فيها العشرات من جنود العدو، ولم يعلم أحد كيف حصلت وما الذي حصل فيها.
في طريق العائدين إلى الجنوب كان الجيش اللبناني حاضرًا، يوجه الناس ويوزع عليهم منشورات “لا تقترب لا تلمس”، جنوده يهنئون الناس بعودتهم سالمين، وينصحونهم بعدم الاقتراب من مناطق التماس، حرصًا على حيواتهم. هؤلاء هم جنود الجيش اللبناني، أبناء الأرض من طينة المجاهدين. هم أبناء النازحين. هم بندقيتهم يحملونها، وشرعيتها من مهمتها حماية أهل الجنوب، فلا يحلمن مبغض أو معادٍ بأن الجيش سيغير عقيدته، وسينقل البارودة من الكتف الموجه نحو صدر العدو إلى الكتف الذي يطعن ظهر شعبه ومقاومته.
في الطريق إلى الجنوب يتراءى حجم إجرام العدو، وتبرز شواهد انتقامه من المقاومين بتدمير بيوت أهلهم وبيئتهم الحاضنة. تسير فترى الدمار وأكوام الركام شاهدةً على جنبات الطريق في دير قانون ومعروب وصريفا، وكل القرى. لكنك ما إن تصل إلى القرى الأمامية حتى تكتشف أن العدو مارس فيها حرب إبادة. فجر قرى بأكملها، غيّر معالمها بالكامل، وبلغ به الحقد حدَّ جرف المقابر في عيناثا وعيترون وسواها، وتدنيس المساجد والكنائس. خرّب، أحرق، سرق مرتزقته البيوت، انتقموا حتى من صور الشهداء ومن وصاياهم أو ما تبقى من إرثهم، كما جرى في منزل أهل أحد الشهداء، وفقما تروي والدته.
من يعاين حجم الإجرام والإرهاب الذي مارسه جيش العدو يعلم، أن ما حققه المجاهدون كان نصرًا عظيمًا جدًا، وأنه لولاهم لتحوّل لبنان كله إلى مرتع لهم، يستبيحون سيادته في أي وقت، ويسرحون ويمرحون في مدنه وقراه دون رادع أو وازع، فأهل الجنوب كانوا يذوقون دومًا مرارة العدوان والتهجير، ولم يكن ثمة دولة تحميهم، لكنهم باتوا اليوم كلهم مقاومين. باتوا عائلة واحدة تخرج المجاهدين وتزف الشهداء، فلم يخل بيت من شهيد. الكل هنا صار أباً لشهيد أو أخاً لشهيد أو عماً لشهيد أو خالاً لشهيد.. أما المقابر فراحت تتباهى باستقبال الوافدين إليها.. وأي قطعة أرض خصها الباري لتتبارك بعطر الشهداء وتحتضن العدد الغفير منهم.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

“لقاء الأربعاء”

 

رأى الكيان القذر أن اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا، ٧٤م، منهارة، ولمبرر بسيط أن الفرصة سانحة، وحرفيًّا لأن الجيش السوري غادر مواقعه!
هذا نموذج توضيحي لمن يطالبون بنزع سلاح حزب الله، بحجة أن لبنان يحميها القانون الدولي، ويبقى السؤال مطروحًا:
ما رأيكم بأداء القانون الدولي، حتى الآن، في حماية الأراضي السورية من الاجتياح الصهيوني الأخير؟ وكم تحتاجون من المواد القانونية للدفاع عن لبنان في مواجهة أي عدوان صهيوني مشابه، بعد تفضلكم بنزع سلاح حزب الله؟
ومع احترامي الشديد للجيش اللبناني الشجاع، فما هي إمكانياته ومقدراته، بالمقارنة مع إمكانات ومقدرات الجيش العربيّ السوري، أو أيٍّ من الجيوش العربية المجاورة؟
وبالعودة أيضًا إلى الخريطة، فمن الواضح أن العدو، القذر، يجتاح طريقًا منتهاه لبنان، وبالنظر إلى “سمو أخلاقه”، وفيما لو متعكم الله بقدرات سمير جعجع، الذهنية، فينبغي على أهل لبنان ألا يفكروا باحتمال أن جيش العدو يفكر بإحكام “الكماشة” على لبنان، ومن سوريا، ويهاجمه من جبهتين عوضًا عن جبهة واحدة!
ويمكنهم الاعتماد على القانون الدولي في كل الأحوال، وبالخبرات العسكرية للكولونيل ديما صادق، أو الجنرال إليسا خوري، لإقناعهم بأن الحفاظ على الأمن القوميّ اللبنانيّ في هذه المرحلة المفصلية؛
يقتضي نزع سلاح المقاومة،
وتجنيد وحدات رقص شرقي على نطاق واسع، وعلى نحوٍ عاجل.. لمواجهة أي تهديدات محتملة من العدو، بما يكفي “لهز بدن” وحداته المتغلغلة.
وما دام لبنان يمتلك ما يكفيه من منظومة فساتين ابو ترتر،
فلا داعي بالتأكيد للقلق!
ويمكنكم بعد نزع سلاح المقاومة تذخير المايوهات،
والاستمتاع برياضة اليوجا على طريقة مريم نور.
ولاستشراف مستقبل دولة لبنان على نحوٍ موثوق، ودقيق، ويقطع الشك باليقين:
فتابعوا شعبة ليلى عبداللطيف لاستخبارات الثقلين، وفك السحر وجلب الحظ واختيار رئيس توافقي من كل التيارات:
من أوّل تيار الإنس وحتى آخر تيار المردة!
وتقبل به الدواب حتى والكتائبيون وما لا تعلمون!
ولأنّ برلمان لبنان مثل سفينة نوح،
ولكل الكائنات فيه تمثيل نيابي.
فأنت في كلّ الأحوال متّهمٌ بتهديد النسيج الاجتماعي، والاستقواء على الأقليات، والمسّ بتوازنات اتفاقية الطائف.
حتى لو قلت، مثلًا:
ثقوا يا أهلنا في لبنان بأنّ نصر الله قريب.
فسوف تستفزّ بقولك هذا خصوم المقاومة،
وعلى الأخص سمير جعجع، وكادر قناة الـ “mtv”
فيما سيؤكد الحسيني على قناة العربية بأن نصر الله ليس قريبًا،
وبالطبع فقد وصلت إليه معلوماتٌ مؤكدة بهذا الشأن!
ولله في خلقه شؤون!
وفي صبيحة الأربعاء القادم، في الزاوية ذاتها بإذن الله.
يبقى لنا حديث.

مقالات مشابهة

  • “الجيومكانية” تعلن انضمامها لمجموعة مراقبة كوكب الأرض (GEO)
  • تطبيق “الاتحادية للموارد البشرية” ينال جائزة الشرق الأوسط
  • “الغذاء والدواء” تُشارك في المعرض الدوائي العالمي “cphi الشرق الأوسط” لبحث مستقبل الأدوية والابتكار
  • “لقاء الأربعاء”
  • مجموعة “ايه . جيه . آي” تفوز بثلاث جوائز ضمن قطاع التصميم والهندسة على صعيد منطقة الشرق الأوسط خلال العام 2024
  • انطلاق المعرض الدوائي العالمي “CPHI الشرق الأوسط”
  • “روس كوسموس”: نظام “درب التبانة” الروسي للسلامة الفضائية لا حدود لقدرته
  • ثلاثة أرباع الأرض باتت “جافة بشكل دائم”
  • شراكة استراتيجية بين “إعلانات يانغو” المتخصصة بالمحتوى الإعلامي لمنظومة البيع بالتجزئة ومجموعة لاندمارك لإثراء وتخصيص تجارب المتسوقين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا