السَّلام على روحكَ الطاهرة الحاضرة دائمًا رغم سطوة البعد وضيم المسافات، السلام على ضريحك المقدس وعبق روضة ندية سكنتها ذات اصطفاء، السلام لمجدكَ التليد المجبول بالفخر والاعتزاز، والعزاء الأليم المطرزُ باللوعة لفؤادٍ ذاق حُرة اليتم منذُ نعومة أظفارهِ، وغشاهُ الفقدُ العتيم.
أبي الشهيد؛ لا أخفيكَ وجع الشوق إليكَ بلغَ من العمرِ عتيًا، والصبرُ ناهز الأربعين حنينًا، لا تمرُ سحابة إلا وحملت مآثرك على هودجها، ولا تُولد قصيدة مرثية إلا وأنتَ بمطلعها، ولا تُزف جنازة جديدةٌ إلا وكنتَ في مقدمتها، أنا يا مهجة القلب لم أنسك لأذكركَ، من ذا الذي ينسى الأب الحنون، والبطل الجسور؟ من منَّا مر يومهُ دون أن يكحل عينه بمرآك، فأمي بعد كل سجدة تراكَ بعين قلبها، وتحكي لكَ عبر المدى كيف تجشمت مشاق الحياة بعدكَ، ومضت بذاتِ الوتيرة والدرب الذي رسمتهُ لنا.
أبي الشهيد، أنا اليوم أكثرهم تجلدًا، وأقلهم تأوهًا، لم يخب وهجي أو يتزعزع ثباتي، أمرُ على الديار بشموخ من بعدكَ، وأحضنُ الأطلال العامرة بكَ بكل حب وصبر، استحضرُ صوتكَ العذب غيبًا وأنت تتلو آيات الحمد، حين كنت تملأ المعمورة بشذى صداك، وزهو وجودك، علمني رحيلك يا أبي أن العظماء أشبه بتحفة تاريخية عظيمة، تزدادُ قيمة كلما مضى عليها الزمن.
اطمئن، ها أنا ذا الأسد الصهور الذي يزداد شبهًا وأنفة منكَ، بات القرآن خير أنيس وونيس لي، لم أحد يومًا عن دربك، ولم يزدني رحيلكَ إلا إيمانا ورضاء بما كتبهُ الله لي.
دمتَ حيا كريماً عزيزاً عند رب عظيم يا أعز ما لدي.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
فعالية خطابية في ريمة بذكرى سنوية الرئيس الشهيد الصماد
الثورة نت/..
نظمت السلطة المحلية بمحافظة ريمة، اليوم الأحد، فعالية خطابية بذكرى استشهاد الرئيس صالح الصماد تحت شعار”رجل المسؤولية “.
وفي الفعالية، أكد وكيل المحافظة، حافظ الواحدي، أهمية إحياء المناسبة للتذكير بالمواقف الإنسانية والأخلاقية والشجاعة للرئيس الشهيد الصماد التي ضحى من أجلها دفاعاً عن الوطن وحريته واستقلاله.
وأشار إلى أن الرئيس الشهيد الصماد كان رجلاً توافقياً محبا لشعبه ووطنه وضرب أروع الأمثلة في التضحية والفداء انطلاقاً من الثقافة القرآنية.
فيما ألقيت عدد من الكلمات تطرقت، إلى محطات من سيرة الرئيس الشهيد وقيادته الجهادية خلال فترة توليه الرئاسة وإدارة الدولة بكل وطنية ومسؤولية في خدمة وطنه وشعبه ومواجهته للعدوان وإفشال مخططاته.