ليس من أمة تقطع سيوفها وتنحر جيادها كأمة العرب، ليس من أمة تبيع نصرها ومجدها وتشتري الذل والهوان والتطبيع مع العدو كأمة العرب، أي أمة عربية دون دمشق، أي أمة عربية تسودها وتقودها عواصم البترودولار وليدة خرائط سايكس بيكو وسان ريمو وما بعدها، أي أمة تبيع شامها وعراقها بلا ثمن؟ إن كانت سقطات الماضي نكبات ونكسات فسقطة اليوم انتحار وتتويج رسمي لزعيم العصابة الصهيونية ملكا على كل الأرض العربية.
يحدثنا الحاكي عن قرية غادرها رجالها إلى حين فغزاها الصعاليك واغتصبوا نساءها إلا واحدة قاومت وقتلت من أراد بها سوء، فقتلتها نسوة القرية كي لا تبقى على الأرض إلا مهتوكة العرض والمغتصبة، ما عادت الأرض مستراحا للشرفاء، ما عادت الأرض مستناخا سهلا للفرسان العاضين على الحق العربي في لبنان وفلسطين بالنواجذ، إنه زمن البيع بلا ثمن، زمن –إسرائيل الكبرى- التي عجزت عن دخول حي الشجاعية في غزة طيلة عام كامل وعن دخول مارون الراس في لبنان ففتحنا لها دمشق من بابها إلى مزرابها، والله إنا نبيع نصرنا بلا ثمن وندوس على أشلاء شهدائنا ونمد الخوان لنأكل لحومهم ونرتشف دماءهم فالعدو الذي كان على شفا السقوط المدوي قد قدمنا له اليوم أسباب البقاء إلى أن يرث لله الأرض وما عليها، سقوط دمشق يتبعه سقوط المقاومة اللبنانية المنتصرة على الميدان بعد قطع شريان حياتها المار من سوريا ثم يليها سقوط المقاومة الفلسطينية ، سندرك بعد فوات الأوان أن التاريخ قد أخرج لنا اليوم سقطا مشوها بعد أن ساق الراقصون البشارة بمولود جديد اصطنعوه من لفائف منتفخة، سندرك أن القابلية للاستعمار لازالت كامنة فينا وأننا نؤمن في لا وعينا بانقسامنا الطائفي والجغرافي، كان الأسد كما كان السنوار كما كان القذافي وكما صدام أكبر من أن يقودونا فنحن لسنا أهلا لفرسان الإغريق.
بالأمس كان الرقص على تمثال صدام واليوم على تمثال الأسد الأب، نرقص في حفلات الآخرين رقصة غراب ينتشي برائحة الجثث ونتناسى أن كلمة السر لساعة الصفر قد صدرت عن المهزوم ميدانيا النتن ياهو بتصريحه أن الأسد يلعب بالنار، فكانت الإشارة بإشعال النار في اتجاه دمشق وكل سوريا لتمكين الكيان من الالتفاف خلف خطوط المقاومة وضربها في مقتل، واهم من يعتقد أن التخطيط لإسقاط سوريا العروبة يعود إلى سنوات *الربيع العربي* أو إلى زمن سقوط بغداد وزيارة كولن بأول، كانت دمشق منذ خمسينات القرن الماضي هدفا لتحالف إسلاموي يقوده مندريس تركيا – شيوعي يقوده قاسم العراق – صهيو-أمريكي يقوده الغرب، ولولا وجود ناصر لكان مشهد سقوط دمشق قد مر عليه عقود من الزمن، سارع ناصر بالوحدة مع سورية فأصبحت جزءاً من دولة عظمى جماهيريا وسياسيا تسمى الجمهورية العربية المتحدة قادرة على صد العدوان وعلى أحذ زمام المبادرة إن لزم الأمر، أما اليوم فلا ناصر بيننا ليذود عن دمشق، تأخر ميلاد حلف بغداد عقودا سبعة ليعاد بناؤه اليوم ويرث أردوغان دور الخائن مندريس وسط تآمر عربي اعتدناه في كل اللحظات التاريخية.
أراد هذا التحالف الأسود بين الصهيونية وأردوغان أن يبقينا على حالة شعوب المستعمرات أي على شعوب لا تبلغ رشدها فتظل تحت وصاية الآخرين وكان له اليوم كل ما أراد، كان نظام دمشق حالة ثورية دائمة لا تهدأ، كان مددا للمقاومة في لبنان وفلسطين، كان الطريق الوحيدة المفتوحة أمام المتطوعين العرب سنة 2003م لقتال الغزاة الأمريكان في العراق في الوقت الذي فتحت فيه بقية العواصم العربية أبوابها للمارينز، سنكون دون الشام كالأيتام على مآدب اللئام، أما الفصائل أو أخوة السلاح فسيأكل بعضهم بعضا حتى العشاء الأخير.
كاتب تونسي
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
امريكا توجه مواطنيها في سوريا بالمغادرة فورا.. تحذير من السفر!
الاقتصاد نيوز - متابعة
دعت الولايات المتحدة الأميركية في دمشق المواطنين الأميركيين الموجودين في سوريا إلى مغادرتها فوراً، محذرةً من خطورة الأوضاع الأمنية. حذّرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها المواطنين الأميركيين من تزايد احتمالية وقوع هجمات خلال عطلة عيد الفطر، قد تستهدف السفارات والمنظمات الدولية والمؤسسات العامة السورية في دمشق. وأوضحت الخارجية أن أساليب الهجوم المحتملة قد تشمل، على سبيل المثال لا الحصر، مهاجمين منفردين، مسلحين، أو استخدام عبوات متفجرة. وأكدت الوزارة أن "تحذير السفر إلى سوريا لا يزال عند المستوى الرابع: (لا تسافروا)"، مشددةً على أن "هذا التحذير مستمر بسبب المخاطر الكبيرة المتمثلة في الإرهاب، والاضطرابات المدنية، والاختطاف، وأخذ الرهائن، والنزاع المسلح، والاحتجاز التعسفي". وأشارت إلى أن السفارة الأميركية في دمشق أغلقت عملياتها منذ عام 2012، مما يجعل الحكومة الأميركية غير قادرة على تقديم أي خدمات قنصلية روتينية أو طارئة للمواطنين الأميركيين في سوريا. وتقوم جمهورية التشيك بدور الدولة الحامية للمصالح الأميركية في سوريا. ودعت الخارجية المواطنين الأميركيين في سوريا الذين يحتاجون إلى مساعدة طارئة إلى التواصل مع قسم المصالح الأميركية في سفارة جمهورية التشيك. وحددت الخارجية الاميركية في بيانها الإجراءات الواجب اتخاذها: -مغادرة سوريا فوراً. -تجنب الحشود الكبيرة، والتجمعات، والمظاهرات. -توخي الحذر في الأماكن التي يرتادها السياح والغربيون. -الاستعداد للبقاء في مكان آمن في حال تدهور الأوضاع. -مراجعة الخطط الأمنية الشخصية باستمرار. -الحفاظ على شحن الهاتف المحمول تحسباً لأي طارئ. -متابعة الأخبار عن كثب لرصد أي تطورات قد تؤثر على الأمن الداخلي، ودمج المعلومات الجديدة في خطط السفر والأنشطة. -وضع خطة طوارئ تحسباً لأي مستجدات ومراجعتها بشكل دوري.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام