من البداية لـ النهاية.. كل ما تريد معرفته عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
سقوط نظام بشار الأسد، منذ بداية الاحتجاجات الشعبية في سوريا عام 2011 وحتى اليوم، شهدت البلاد تحولات هائلة، وتغيرت ملامح الصراع السياسي والعسكري بشكل جذري، كان نظام بشار الأسد الذي تولى السلطة في سوريا في عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد، واحدًا من الأنظمة الأكثر بقاءً في المنطقة.
ومع ذلك، دخل هذا النظام في مواجهة غير مسبوقة مع الشعب السوري، مما أدى إلى حرب أهلية استمرت لأكثر من عقد من الزمن.
لكن، هل سقط نظام بشار الأسد فعلًا؟ وهل وصلنا إلى النهاية الحتمية لهذا الصراع؟ في هذا الموضوع، سنتتبع تطور الأحداث منذ بداية الثورة وحتى اللحظة الحالية، ونسلط الضوء على العوامل التي أثرت في مصير هذا النظام.
قاد غيرها سابقا.. من هو محمد البشير المكلف بقيادة "حكومة انتقالية" في سوريا؟ كلفه أحمد الشرع بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا.. من هو محمد البشير؟ البداية: اندلاع الثورة السورية (2011)1. الاحتجاجات الشعبية:
بدأت الاحتجاجات الشعبية في سوريا في مارس 2011، ضمن موجة "الربيع العربي" التي اجتاحت عدة دول في الشرق الأوسط، بدأت الاحتجاجات في مدينة درعا عندما اعتقل النظام مجموعة من الأطفال بتهمة كتابة شعارات مناهضة للنظام على جدران مدرستهم.
هذا الاعتقال أثار غضبًا شعبيًا واسعًا، وبدأت الاحتجاجات تطالب بالإصلاحات السياسية والحرية ورفع القبضة الأمنية.
وبعد قمع القوات الأمنية للمتظاهرين بالقوة، انتشرت المظاهرات في مختلف المدن السورية، مطالبة بالإطاحة بالنظام، كانت البداية سلمية، ولكن سرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى نزاع مسلح بعد أن رد النظام بالقوة المفرطة، مما دفع مجموعات من المتظاهرين إلى تشكيل الجيش السوري الحر والتمرد ضد القوات الحكومية.
2. مطالب المعارضة:
المعارضة في الداخل والخارج كانت تطالب بتغيير شامل للنظام السوري، بما في ذلك:
- إلغاء الاستبداد السياسي.
- إيقاف القمع وانتهاكات حقوق الإنسان.
- التحول إلى نظام ديمقراطي تعددي.
مع مرور الوقت، بدأت المعارضة تتبلور في مجموعة من الفصائل السياسية والعسكرية، بعضها تبنى النهج السلمي وبعضها الآخر حمل السلاح.
من البداية لـ النهاية.. كل ما تريد معرفته عن سقوط نظام بشار الأسد في سورياتحول الأزمة إلى حرب أهلية (2012-2013)1. تصاعد العنف:
تحولت الأزمة السورية إلى حرب أهلية واسعة النطاق بعد عام 2012. اشتد القتال بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة في معظم أنحاء البلاد. وشهدت العاصمة دمشق وبعض المدن الكبرى مثل حلب وحمص معارك طاحنة.
2. التدخل الدولي:
بدأت الأطراف الدولية والإقليمية في التدخل بشكل مباشر في النزاع السوري.
- إيران وحزب الله اللبناني قدما دعمًا عسكريًا كبيرًا للنظام السوري، بينما روسيا دعمت النظام بشكل دبلوماسي وعسكري، حيث أرسلت قواتها الجوية دعمًا للجيش السوري.
- من ناحية أخرى، تلقت المعارضة دعمًا من دول مثل تركيا وقطر والسعودية، بينما كان الولايات المتحدة والدول الغربية تقدم الدعم بشكل غير مباشر للمجموعات المسلحة، ولا سيما في بداية النزاع.
3. ظهور الجماعات المتطرفة:
في وقت لاحق، مع تصاعد الفوضى، ظهرت جماعات متطرفة مثل داعش وجبهة النصرة (التي هي فرع لتنظيم القاعدة)، مما جعل الصراع أكثر تعقيدًا، سيطرت داعش على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق في عام 2014، مما أجج المخاوف الإقليمية والدولية بشأن التوسع الإرهابي في المنطقة.
1. تدخل روسيا (2015):
في عام 2015، أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته الجوية لدعم نظام بشار الأسد، هذا التدخل كان نقطة تحول حاسمة في الحرب.
القوة الجوية الروسية قدمت دعمًا حاسمًا للقوات الحكومية، مما سمح للنظام باستعادة الكثير من الأراضي التي فقدها لصالح المعارضة والجماعات المتطرفة.
2. الانتصار في حلب (2016):
واحدة من أبرز محطات الحرب كانت معركة حلب في 2016، حيث نجحت القوات السورية المدعومة بالقوات الروسية والإيرانية في استعادة السيطرة على المدينة بعد حصار دام لعدة أشهر. كانت هذه الهزيمة الكبيرة للمعارضة، والتي أدت إلى تحول موازين القوى لصالح النظام.
3. الهجوم على الغوطة الشرقية (2018):
في 2018، شن النظام السوري هجومًا عسكريًا عنيفًا على الغوطة الشرقية (أحد آخر معاقل المعارضة قرب دمشق)، مما أسفر عن مذبحة كبيرة ضد المدنيين، هذا الهجوم كان جزءًا من سياسة "الأرض المحروقة" التي اعتمدها النظام في استعادة الأراضي المفقودة.
4. استعادة السيطرة على معظم سوريا:
مع مرور السنوات، استطاع النظام السوري استعادة السيطرة على معظم الأراضي السورية، وبحلول عام 2021، كان قد استعاد نحو 70% من الأراضي التي كانت تسيطر عليها المعارضة.
1. الاستقرار الداخلي:
رغم استعادة النظام السوري لمعظم الأراضي، إلا أن هناك العديد من العوامل التي تشير إلى أن النظام السوري لم يحقق "الاستقرار الكامل"، البلاد ما زالت تعاني من انهيار اقتصادي شديد، حيث بلغ الاقتصاد السوري مرحلة من التدهور الحاد بسبب العقوبات الدولية والحرب التي دمرت البنية التحتية للبلاد.
2. الاحتجاجات والتمردات الداخلية:
على الرغم من استعادة النظام السيطرة على معظم المناطق، إلا أن الاحتجاجات الداخلية لا تزال مستمرة، وخاصة في مناطق مثل درعا، حيث تستمر المقاومة ضد النظام، كما أن هناك حالة من الغضب الشعبي في العديد من المناطق بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور.
3. التدخلات الإقليمية والدولية:
على الرغم من أن النظام في دمشق يسيطر على العاصمة ومعظم المدن الكبرى، إلا أن التدخلات الإقليمية والدولية ما زالت تشكل عائقًا أمام استقرار سوريا، القوات التركية لا تزال منتشرة في شمال سوريا، وتواصل الولايات المتحدة دعمها لبعض الفصائل الكردية في الشمال الشرقي.
كما أن الوضع العسكري في إدلب (آخر معاقل المعارضة في الشمال الغربي) ما زال يشهد توترات مستمرة.
4. التحالفات السياسية:
النظام السوري يواصل تحالفه مع إيران وروسيا، وهي تحالفات ساعدته في الصمود في وجه الضغوط العسكرية والدبلوماسية.
كما أن هناك محاولات لإعادة تأهيل سوريا في الساحة الدولية، حيث بدأت بعض الدول العربية في إعادة فتح قنوات الاتصال مع دمشق، مثل الإمارات والبحرين، رغم أن هذا لا يعني بالضرورة "نهاية الأزمة".
عاجل - شاهد أول ظهور لـ بشار الأسد وزوجته في روسيا.. تطورات ميدانية وسياسية درامية بـ سوريا بعد الإطاحة بنظامه.. من هو بشار الأسد؟ سقوط نظام بشار الأسد - حقيقة أم وهم؟حتى الآن، يمكن القول إن نظام بشار الأسد لم يسقط، بل استطاع الصمود بل والتعافي بشكل جزئي بفضل الدعم الروسي والإيراني، بالإضافة إلى التفوق العسكري.
ورغم السيطرة على معظم الأراضي السورية، تبقى البلاد في حالة من التدهور المستمر، ولا يزال هناك صراع طويل الأمد على النفوذ بين القوى الإقليمية والدولية.
إذًا، هل سيسقط النظام في النهاية؟ الإجابة ليست واضحة، فقد شهدت سوريا الكثير من التحولات، والحرب التي لم تنتهِ بعد ما زالت تحمل العديد من المتغيرات.
لكن الأكيد هو أن الصراع السوري دخل مرحلة جديدة لا تزال نتائجها غير محسومة، وسيظل مستقبل سوريا مرهونًا بتوازن القوى الداخلية والخارجية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سقوط نظام بشار الأسد بشار الأسد سقوط بشار الأسد حافظ الاسد عاصمة سوريا بوابة الفجر سقوط نظام بشار الأسد الإقلیمیة والدولیة السیطرة على معظم النظام السوری النظام فی فی سوریا
إقرأ أيضاً:
بعد الجدل.. إيران تكشف هوية ومصير العجوز "الغامض" في سوريا
بعد الجدل الذي أثير حول هويته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي أن الشخص الإيراني الذي ظهر في مقطع فيديو في محيط مطار حميميم العسكري في اللاذقية هو علي أكبر أبو طالب أصفهاني. وأوضح أنه كان يقوم بزيارة إلى سوريا قبل الأاحداث التي شهدتها البلاد.
وقال بقائي لوكالة "فارس" للأنباء شبه الرسمية، إن أصفهاني كان قد وصل رفقة نجله إلى سوريا في زيارة إلى موقع ديني ولم يتمكن من المغادرة بسبب التطورات الأمنية في البلاد.
وكشف المسؤول الإيراني أن أصفهاني غادر وابنه يوم الجمعة سوريا، وسيعودان إلى إيران قريبا.
وفي وقت سابق، انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر رجلا إيرانيا مقعدا بالقرب من مطار حميميم العسكري في اللاذقية، وقد أثار جدلا واسعا.
وفي الفيديو، قال الرجل الإيراني "الغامض" إنه ينتظر منذ 20 يوما بالقرب من المطار في محاولة لمغادرة سوريا والعودة إلى بلاده دون جدوى.
وكان ناشطون سوريون قد تساءلوا عن سبب ترك الرجل وحيدًا على كرسيه المتحرك بعد سقوط نظام بشار الأسد، بينما شكك آخرون في هويته وطالبوا باعتقاله، معتبرين أنه قد يكون مدعيا للشلل وينتمي إلى القوات الإيرانية التي كانت في سوريا.
ويعتبر كثير من السوريين أن إيران كانت العدو الأول لهم وشريكة لنظام بشار الأسد في الجرائم ضد المدنيين خلال الحرب الأهلية.