روبير الفارس يكتب: مسيحيو سوريا.. أديرة خائفة وكنائس بلا صلوات.. قلق بين السريان الكاثوليك فى حمص.. وتحذيرات من هجرة مسيحيى حلب
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعيش مسيحيو سوريا حالة من القلق الطبيعي والترقب الحذر، فهنا الخوف يأكل القلوب وتغميض العين علي الغد يرعب الروح، فلا أحد يملك خريطة المستقبل والأقليات دائما تدفع الثمن.
وترصد "البوابة" الوضع الراهن بين صلوات الرهبان ووقف أنشطة الأديرة والأثر الكبير لهجرة مسيحيي حلب إلى حمص وحبس الأنفاس في هذه المرحلة.
وأقام الرهبان اليسوعيون في سوريا صلوات الأحد المعتادة في أديرتهم بحمص، حيث أقيمت طقوس قدّاس بيزنطيّ بكنيسة المخلّص الساعة الثامنة والنصف صباحًا، كما أقيم طقس قدّاس لاتينيّ بدير القدّيس فرانسوا ريجيس- بستان الديوان. الساعة الحادية عشرة صباحًا كما تمت صلاة قدّاس لاتينيّ بدير المخلص الساعة الثالثة ظهرًا ( بدلًا من الساعة ٦م) حيث كان معتاد إقامته بعد الغروب ؟ وكانت الأديرة اليسوعية قد أصدرت بيانا أعلنت فيه عن توقف أنشطتها بسبب الأحداث الملتهبة في سوريا.
وفي ظل الظروف الراهنة، تتوقف كل أنشطة التعليم المسيحيّ بدير المخلّص ودير القديس فرانسوا ريجيس للآباء اليسوعيّين حتى تهدأ الأمور، وتأتون مطمئنين سالمين، لكن تظلّ أبواب أديرتنا مفتوحة لكم ولكلّ من يُريد منكم قضاء وقت صلاة أو وقت اجتماعيّ حتى تلتقون، كما حضر الأب " طوني حمصي بدير بستان الديوان، وألاب " إميل جبرائيل" بدير المخلّص لاستقبالكم والإصغاء إليكم.
متعبون بكل معنى الكلمةعبر رئيس أساقفة حمص للسريان الكاثوليك المطران "جاك مراد" عن حالة القلق التي يعيشها المسيحيون في سوريا، حيث قال في تصريحات لوكالة فيدس الإيطالية نقلها موقع أبونا الأردني:" نحن متعبون حقًا. نحن منهكون حقًا، وقد انتهينا أيضًا، بكل معنى الكلمة".
وحذر الأب جاك من هجرة مسيحيى حلب قائلا: "سيقتنع مسيحيو حلب بأنهم لا يستطيعون البقاء في حلب. إنّ الأمر انتهى بالنسبة لهم. وأنهم لم يعد لديهم أي سبب للبقاء. ما يتم القيام به في حلب هو وضع حدّ للتاريخ الغني والعظيم والفريد لمسيحيي حلب".
الأب جاك ولد في حلب، حيث لديه بعض من أجمل الذكريات ورفاق الدرب. وهو الابن الروحي للأب باولو دالوليو (اليسوعي، مؤسّس جماعة دير مار موسى، الذي اختفى في عام ٢٠١٣ أثناء وجوده في الرقة، عاصمة داعش السورية في ذلك الوقت)، تم احتجازه كرهينة في مايو ٢٠١٥ من قبل مجموعة من الإرهابيين وعاش شهورًا طويلة من الأسر. أولًا في عزلة، ثم مع أكثر من ١٥٠ مسيحيًا من بلدة القريتين، الذين تمّ أسرهم أيضًا في الأراضي التي احتلها داعش آنذاك.
لهذا السبب يعرف المطران جاك مراد ما يقوله عندما يكرر قائلا: "لم يعد بإمكاننا تحمّل كل معاناة الناس الذين يصلون إلى هنا منهكين، بعد ٢٥ ساعة من السفر. إنهم عطشى، وجياع، ومجمدين من البرد، ولم يتبقَ لديهم شيء". إنّ القصة التي يشاركها مع وكالة فيدس هي، كما هو الحال دائمًا، شهادة للإيمان. وهو إيمان يسأل أيضًا "لماذا كل هذا، لماذا علينا أن نتحمّل هذه المعاناة؟"، والذي، في الوقت نفسه، يهتم بدافع من المحبّة بالناس الذين يفرون من حلب، والتي حوصرت من جديد.
"الوضع في حمص خطير"، يقول المطران جاك. "لقد وصل إلينا العديد من اللاجئين من حلب، بمن فيهم المسيحيون، عبر الطريق القديم، في الأيام الأولى بعد هجوم الجماعات المسلحة. لم نكن مستعدين لكلّ هذا، لذلك عقدنا على الفور اجتماعًا مع الأساقفة وأنشأنا نقطتي استقبال بمساعدة اليسوعيين واعتمدنا أيضًا على الدعم مؤسّسة "عمل المشرق" ومؤسّسة "عون الكنيسة المتألمة". ولمساعدة اللاجئين، فإنّنا بحاجة إلى الطعام والفرش والبطانيات والديزل".
تسيير الأعمال الخيريّة جنبًا إلى جنب مع العديد من الأسئلة"إنها معاناة هائلة، والسوريون مصدومون مما يحدث. جميعنا يدرك ماذا يحدث عندما تغزو مجموعة مسلحة بلدًا ما وتردّ الحكومة والروس على الفور بقصف المدن والبلدات المحتلة... لماذا تتعرّض حلب لمثل هذا العذاب؟ لماذا يريدون تدمير هذه المدينة التاريخيّة والرمزيّة والمهمّة للعالم أجمع؟ لماذا بعد ١٤ عامًا من المعاناة والبؤس والموت، لا يزال الشعب السوري يدفع ثمن ذلك؟ لماذا نحن متروكون في هذا العالم، في هذا الظلم الذي لا يطاق"، كما يؤكد المطران مراد.
ولا يتردد رئيس أساقفة حمص للسريان الكاثوليك في التشكيك في "مسئولية القوى الأجنبية وأمريكا وروسيا وأوروبا..."ـ مؤكدًا أنّ "جميعهم يتحملون المسئولية المباشرة عما حدث في حلب". ويتابع المطران مراد إنّها "جريمة تشكّل خطرًا على المنطقة بأسرها، على حماة، وعلى منطقة الجزيرة"، وبأنّ "المسئوليّة المباشرة عنها لا تقع فقط على عاتق النظام أو الجماعات المسلحة المتمردة، بل على المجتمع الدولي" أيضًا، وعلى "الألعاب السياسية التي يلعبها الجميع في هذه المنطقة".
بعد سقوط نظام بشار الأسد أصدرت بطريركية السريان الأرثوذكس بيانا جاء فيه فيما يمرّ بلدنا العزيز سورية بمرحلة حرجة من تاريخه، تتوجّه أنظارنا إلى الحكمة الإلهية طالبين الإلهام والقوّة والثبات في محبّة الوطن. ونؤكّد أنّ الكنيسة، رغم كلّ الظروف الأرضيّة، ستتابع رسالتها السامية لنشر قيم العدالة والسلام والوئام بين جميع المواطنين، بما يعكس هوية سورية الحضارية وتاريخها العريق.
وفي هذه المرحلة، نتأمّل بالتعاليم الإلهية التي تدعونا للعمل بحكمة ورحمة وإيمان، من أجل مجتمع يسوده التسامح والتفاهم والتعاون على الخير في ظلّ التحديات التي تواجهنا. لذلك، نهيب بالجميع لممارسة دورهم الوطني في الحفاظ على الممتلكات العامّة والخاصّة، وحفظ حقّ الجوار وعدم استخدام السلاح وممارسة العنف ضد أحد مهما كانت الأسباب.
نؤكّد أنّ الكنيسة ملتزمة على الدوام بدعم قيم العدالة والمساواة بين جميع الفئات المجتمعية ولجميع المواطنين السوريين، على تنوّع انتماءاتهم العرقية والدينية والسياسية، على أساس المواطنة التي يجب أن تكفل كرامة كلّ مواطن.
نصلّي ضارعين إلى الله أن يحلّ السلام في ربوع بلدنا الحبيب لما فيه خير جميع أبنائه، فتهدأ عاصفة النزاعات ويسود الأمن على أرض سورية وتعود الحياة تنبض بقوّة في قلوب جميع أبناء الوطن فيتكاتفوا ويتضامنوا لإعادة بنائه بشرًا وحجرًا.
صلاة فى لبنان لأجل سورياترأس بطريرك السريان الكاثوليك إغناطيوس يوسف الثالث يونان، قداسًا إلهيًّا على مذبح كنيسة مار بهنام وسارة، في منطقة الفنار اللبنانية، حث رفع الدعاء إلى الرّب لكي "يساعد كلّ مسئول نزيه وشريف في سورية حتّى تمرّ هذه المرحلة الانتقالية بأمان وسلام".
وتناول البطريرك في عظته الأحداث الأخيرة في سورية، "هذه الموجة من الثورة على الحكومة ونظام الحكم الذي استمرّ لسنوات عديدة. وفي السنوات الأخيرة كانت سورية منكوبة بحرب مخيفة، وكان تأثيرها أمنًا واقتصادًا بشكل مريع على الجميع"، داعيًّا الرّب "أن يساعد كلّ مسئول نزيه وشريف في سورية حتّى تمرّ هذه المرحلة الانتقالية بأمان وسلام".
ولفت البطريرك يونان إلى أنّه كان في الأيام الأخيرة على تواصل دائم مع الأساقفة في حلب وحمص والجزيرة ودمشق، كي يطمئن عليهم، وعلى الكهنة والمؤمنين في أبرشياتهم، حيث أكد على مرافقته لهم "بالصلاة وبالدعوة إلى السلام الذي نحتاجه كلّنا".
وأكّد أنّ "هذا السلام يحتاجه لبنان الذي مرّ في الشهرين الأخيرين بنكبة مخيفة، مرّ بقلق شديد على مصير الوطن واللبنانيين بمختلف طوائفهم. بنعمة إلهية، نأمل أن يثبت اتّفاق الهدنة بشكل دائم، فتنتهي هذه الحرب العنيفة والمخيفة، كي يفهم اللبنانيون أنّ عليهم أن يعيشوا بالوحدة والاتّفاق واللقاء فيما بينهم بنزاهة، ليحافظوا على هذا البلد الذي هو لؤلؤة الشرق بمختلف طوائفه وتعدُّد الديانات فيه".
جددت الأحداث الأخيرة الأمل في العثور علي أي معلومات حول مطراني حلب المخطوفين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي اللذين تم خطفهما في ٢٢ أبريل ٢٠١٣، ونسب الخطف لتنظيم داعش الإرهابي، ولم يعثر لهما علي أثر أو جثث ولم يعلن أي تنظيم إرهابي قتلهما، فقد طالب بعض مسيحيى سوريا بالبحث عنهما في بعض سجون النظام.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: روبير الفارس سوريا هذه المرحلة فی حلب
إقرأ أيضاً:
بالأرقام.. هجرة عكسية بإسرائيل في ظل الحرب على غزة
القدس المحتلة- ما كان يمكن أن يكون هروبا مؤقتا أو صعوبة في العودة إلى إسرائيل بعد اندلاع معركة "طوفان الأقصى" بالسابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحول في العام الثاني للحرب على قطاع غزة إلى ظاهرة وتوجه بالنسبة للشبان والعائلات اليهودية الشابة في المجمل، حيث سجل عام 2024 معدلات هجرة عكسية غير مسبوقة.
فخلال أشهر الصيف والعطلات والأعياد اليهودية قبيل اندلاع الحرب، وكما هو الحال في كل فترة عطلة، غادر نحو مليون إسرائيلي البلاد لقضاء العطلات والرحلات والزيارات العائلية في الخارج، وعاد نحو 400 ألف منهم إلى إسرائيل، بينما كان حوالي 600 ألف منهم لا يزالون في الخارج.
وبحسب قوانين وزارة الداخلية الإسرائيلية، قامت دائرة الإحصاء المركزية عام 2022 بتغيير تعريف الهجرة من البلاد، حيث كانت الإقامة المستمرة لمدة عام واحد في الخارج تعتبر هجرة، أما الآن فيعرف الإسرائيلي على أنه "مهاجر" إذا بقي في الخارج لمدة 275 يومًا على الأقل خلال عام من تاريخ مغادرة البلاد.
نمو سلبيوسجل عدد السكان في إسرائيل في عام 2024 ارتفاعا سلبيا بنسبة 1.1%، ليصل إلى 10 ملايين و27 ألف نسمة، علما أن نسبة الارتفاع كانت 1.6% في عام 2023، وهو ما يعكس نموا سلبيا وارتفاع الهجرة من إسرائيل إلى خارجها، بسبب الحرب على غزة، وذلك بحسب معطيات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية.
إعلانوبحسب بيانات دائرة الإحصاء، فإن 7 ملايين و707 آلاف يعيشون في إسرائيل هم يهود وآخرون، ويشكلون 76.9% من إجمالي السكان، بينما يصل عدد السكان العرب من فلسطينيي 48 إلى مليونين و104 آلاف نسمة، بنسبة تصل إلى 21%، ويبقى هناك 216 ألف أجنبي تصل نسبتهم 2.1%.
وتكشف أرقام جديدة لدائرة الإحصاء قفزة حادة في عدد الإسرائيليين اليهود الذين هاجروا عام 2024، ووصلت إلى رقم قياسي بلغ 82 ألفا و700 شخص، وهو رقم أعلى بكثير من الرقم القياسي السابق المسجل، عندما هاجر نحو 53 ألف إسرائيلي من البلاد.
تل أبيب أولاويظهر تحليل البيانات حسب البلدات أن هناك مهاجرين من أنواع عديدة من بلدات قوية وضعيفة اقتصاديا واجتماعيا، وبلدات علمانية ودينية، ولكن نسبة المهاجرين من منطقة تل أبيب الكبرى -التي تعتبر عصب الحياة والعاصمة الاقتصادية لإسرائيل- مرتفعة بشكل غير عادي وتشكل 25.8% من المهاجرين، كما تبلغ نسبة المهاجرين من منطقة المركز المحاذية لتل أبيب 28.3%.
وهناك معطى آخر مثير بشكل خاص، وهو عدد العائلات والشبان بين أولئك الذين يهاجرون، حيث إن ما يقرب من نصف أولئك الذين يغادرون -بنسبة 47.8% تحديدا- هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عاما، و27% أخرى هم من الأطفال والمراهقين، ومن تحليل البيانات، يبدو أن جزءا كبيرا من الذين هاجروا هم عائلات شابة لديها أطفال.
وفي محاولة لمنع اتساع ظاهرة الهجرة العكسية، تم استقدام 32 ألفا و800 أجنبي إلى إسرائيل بموجب "قانون العودة" الذي يسمح لأجانب لديهم علاقة باليهودية بالهجرة إلى إسرائيل، لكن عدد هؤلاء المهاجرين أقل بحوالي 15 ألفا عن عددهم في عام 2023.
هجرة الشبابوحسب دائرة الإحصاء غادر حوالي 78 ألفا و600 شخص إسرائيل في عام 2024، واتضح أن حوالي 81% من المغادرين تصل أعمارهم إلى 49 عاما. ويعلق على ذلك مراسل صحيفة "ذي ماركر" سامي بيرتس بقوله "يمكن الاستنتاج أن جزءا كبيرا من المغادرين هم من الأسر الشابة التي لديها أطفال، والتي تعتبر مساهمتها كبيرة بالنمو الاقتصادي، لأن معدلات التوظيف حتى سن 49 مرتفعة بالسوق الإسرائيلي".
إعلانوبحسب وجهة نظر بيرتس، فإن استمرار الحرب سيرافقه ارتفاع في معدلات الهجرة العكسية من إسرائيل، إلى جانب الهجرة الصامتة للعقول والأدمغة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والطب وريادة الأعمال، وخاصة الشباب منهم، وهو ما ستكون له تداعيات سلبية على النمو الاقتصادي الإسرائيلي.
ويعلق بيرتس على هذه الأرقام قائلا "السوق الإسرائيلي يخسر حصة كبيرة من السكان العاملين والمنتجين وأصحاب التخصصات وأيضا شريحة واسعة من الجنود والعسكريين وقوات الاحتياط، وهو أمر مثير للقلق".
ولفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تمتنع عن التطرق لظاهرة الهجرة العكسية من إسرائيل، وتتكتم على تفسير أسباب القفزة في عدد المهاجرين، كما أنها تواجه معضلة حتى في استقدام اليهود الأجانب إلى البلد وخاصة من روسيا وأوكرانيا، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى الحرب والواقع الأمني والاستقطاب السياسي والشرخ المجتمعي بإسرائيل.
صراعات سياسيةوفي قراءة تتفق مع استعراض بيرتس للقفزة في معدلات الهجرة من إسرائيل، يعتقد الكاتب الإسرائيلي عكيفا لام، أن تقرير دائرة الإحصاء عن ميزان الهجرة السلبي كان بمثابة "الوقود المسكوب على نار الصراعات السياسية والداخلية في إسرائيل".
ويقول لام "لكن مثل أي إحصائية في فترة الحرب، فإن هذه الإحصائية أيضًا أصبحت موضع نقاش سياسي، يرافقها تقارير عن هجرة الأدمغة والعاملين في مجال الطب والتكنولوجيا من البلاد، اليائسين من الأوضاع الأمنية والصراعات الداخلية والاستقطاب السياسي والحزبي، والصراعات بين العلمانيين والمتدينين على الديمقراطية وهوية الدولة اليهودية".
وأوضح الكاتب الإسرائيلي، في مقال له في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن أنصار معسكر اليمين استغلوا البيانات لمهاجمة من يوصفون بـ"الهاربين، المرتدين، الذين لا يبقون مع شعب إسرائيل في حرب الجبهات المتعددة"، ومن ناحية أخرى، استخدم معارضو الحكومة هذه البيانات لمهاجمة حكومة بنيامين نتنياهو، "كدليل على أن الحياة بإسرائيل أصبحت لا تطاق".
الاستقطاب الداخلي بين فئات المجتمع اليهودي شجع على مزيد من الهجرة العكسية (الأوروبية) ثمن الهجرةمن جهتها، بدت مراسلة الشؤون الاجتماعية في صحيفة "هآرتس" لي يارون، أكثر وضوحا في استعراضها للأسباب التي تقف وراء الارتفاع في ميزان الهجرة السلبي في إسرائيل، مشيرة إلى أن "الحرب والتعديلات على الجهاز القضائي وارتفاع تكاليف المعيشة، تدفع المزيد والمزيد من الإسرائيليين إلى السفر للخارج والهجرة".
إعلانوتضيف يارون "لكن الشعور بالتضامن مع مختلف الجاليات اليهودية حول العالم، والذي تزايد منذ تاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والخوف من المعاداة، يدفع اليهود في الولايات المتحدة وغرب أوروبا إلى التفكير بالقدوم والهجرة إلى إسرائيل، لكن الأوضاع الأمنية والحرب والصراعات الداخلية تجعلهم يترددون، إذن النتيجة واحدة، يبدو أن اليهود يعودون إلى التيه".
وأوضحت أن الكثير من الإسرائيليين على استعداد لدفع ثمن الهجرة ومغادرة إسرائيل إذا تجاوزت المنفعة ثمن البقاء في البلاد، قائلة إن "الثمن في إسرائيل بات باهظا، وسيستمر في الارتفاع، فعندما تدفع سياسات الحكومة الناس خارجا، سوف يهاجرون في نهاية المطاف".