في ظل الأزمة السورية المستمرة منذ عام 2011، والتي أدت إلى انقسام البلد وتدخلات إقليمية ودولية معقدة، ظهرت عدة محاولات من قبل المعارضة السورية ومن بعض الشخصيات السياسية لطرح حلول سياسية تهدف إلى إنهاء النزاع وتحقيق السلام. 

من بين هذه الشخصيات، برز اسم محمد البشير، الذي تم تكليفه بتشكيل "حكومة انتقالية" في وقت كان يشهد تحولًا في موازين القوى داخل المعارضة السورية، لكن من هو محمد البشير؟ وما الذي يجعل تكليفه بتشكيل حكومة انتقالية ذا أهمية في سياق الأزمة السورية؟

كلفه أحمد الشرع بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا.

. من هو محمد البشير؟ بلينكن: الولايات المتحدة تدعم انتقال السلطة السلمي في سوريا من هو محمد البشير؟

محمد البشير هو سياسي سوري معارض، كان له دور بارز في النشاط السياسي خلال الثورة السورية، وخاصة في المعارضة التي نشأت ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وُلد البشير في سوريا، ودرس فيها، وكان قبل اندلاع الثورة يعمل في مجال الإعلام. 

منذ بداية الانتفاضة الشعبية في عام 2011، أصبح من الشخصيات البارزة التي انضمت إلى صفوف المعارضة السورية، وانخرط في العمل مع الهيئات السياسية التي كانت تسعى للإطاحة بنظام الأسد.

تميز البشير بعلاقاته الواسعة مع العديد من القوى الإقليمية والدولية الداعمة للمعارضة السورية، وكان من مؤيدي ضرورة إجراء تحول سياسي في سوريا يؤدي إلى تشكيل حكومة ديمقراطية تعكس إرادة الشعب السوري. 

ومع مرور الوقت، أصبح واحدًا من الأسماء التي تم تداولها لتولي مسؤوليات هامة داخل الهياكل القيادية للمعارضة.

أحمد موسى: إسرائيل تحتل سوريا دون رصاصة واحدة سوريا في الخرائط: كيف سيطر معارضو الأسد على مدن رئيسية؟ تكليفه بتشكيل "حكومة انتقالية":

في عام 2013، وتحديدًا في أغسطس من نفس العام، تم تكليف محمد البشير بتشكيل "حكومة انتقالية" في إطار جهود المعارضة السورية لتوفير بديل سياسي لنظام بشار الأسد. 

كان هذا التكليف جزءًا من محاولات المعارضة لتوحيد صفوفها ولإيجاد إطار سياسي بديل يمكنه التواصل مع المجتمع الدولي، خاصة بعد تزايد الضغوط على النظام السوري نتيجة العنف والقمع الذي مارسه تجاه المتظاهرين.

كانت الحكومة الانتقالية المقترحة تهدف إلى أن تكون منصة جامعة للقوى السورية المعارضة، بهدف تولي السلطة في مرحلة ما بعد الأسد.

 وكان الهدف من تشكيل هذه الحكومة أن تكون هي البديل السياسي الذي يُمكن المجتمع الدولي من دعم المعارضة السورية في سياق التحولات السياسية التي كانت مطروحة. 

وقد كان تكليف البشير بتشكيل هذه الحكومة محاولة لتوفير شخصية قادرة على التفاوض مع القوى الدولية والإقليمية في ظل حالة من الانقسام بين فصائل المعارضة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: محمد البشير المعارضة السورية الشخصيات السياسية حكومة انتقالية بوابة الفجر موقع الفجر المعارضة السوریة من هو محمد البشیر حکومة انتقالیة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

الدبلوماسية السورية في عهد جديد.. أين تقف دمشق من العالم؟

بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي، بدأت الحكومة السورية الانتقالية جهودا حثيثة لإعادة بناء علاقات دمشق الدبلوماسية مع الدول العربية والغربية.

وشهدت الشهور القليلة الأخيرة حراكا دبلوماسيا كثيفا في دمشق والعديد من الدول العربية والغربية، حيث تبادلت الحكومة السورية الجديدة الزيارات مع العديد من الدول على مستوى وفود رفيعة المستوى ما أفضى إلى إلى إعادة فتح سفارات وتعليق عقوبات غربية أوروبية فرضت على سوريا خلال عهد الأسد.

وأجرى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني منذ تولي مهام منصبه العديد من الجولات المكوكية بهدف ترميم العلاقات السورية على الصعيد الإقليمي والدولي.

ومن الدول التي زارها الشيباني ضمن وفود رفيعة المستوى، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولة قطر والأردن وتركيا وسويسرا وألمانيا وفرنسا وهولندا.




وشارك الوزير السوري خلال هذه الزيارات بمؤتمرات دولية وإقليمية منها مؤتمر ميونخ للأمن ومؤتمر دافوس الاقتصادي ومؤتمر باريس بشأن سوريا ومؤتمر الويب قطر 2025 والقمة العالمية للحكومات في دبي بالإضافة إلى اجتماعات الرياض بشأن سوريا واجتماع دول جوار سوريا في الأردن.

كما أسفر الحراك الدبلوماسي السوري عن عودة سوريا إلى منظمة التعاون الإسلامي بعد 13 عاما من تعليق عضويتها، بالإضافة إلى استعادة عضويتها الكاملة في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو".

واستقبلت دمشق منذ سقوط نظام الأسد إلى غاية الأول من شهر آذار /مارس أكثر من 45 وفدا، في حين أجرى الشيباني ما يقرب من 35 لقاء مع سياسيين ووزراء، حسب وزارة الخارجية السورية.

كما استقبل الرئيس السوري أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في العاصمة دمشق في أول زيارة لزعيم دولة بعد سقوط الأسد.

من جهته، أجرى الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع عددا من الزيارة الخارجية عقب تسلمه مهام منصبه في نهاية كانون الثاني /يناير الماضي، حيث كانت وجهته الخارجية الأولى إلى المملكة العربية السعودية.

ولاحقا، أجرى الشرع زيارات خاطفة إلى كل من تركيا والأردن ومصر التي وصل إليها بهدف المشاركة بالقمة العربية الطارئة بشأن فلسطين.

والتقى الشرع على هامش القمة العربية بالعديد من القادة والرؤساء من بينهم الرئيس اللبناني جوزيف عون، والمصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وكان الشرع استقبل في 30 كانون الثاني /يناير الماضي أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في العاصمة دمشق، في أول زيارة لزعيم دولة بعد سقوط الأسد.




وفي سياق متصل، أعادت العديد من الدول افتتاح سفاراتها في دمشق من بينها تركيا وإيطاليا والسعودية ومصر والعراق والأردن وسلطنة عمان والإمارات وقطر والاتحاد الأوروبي، في حين أعلنت كندا عن تعيين سفيرتها في بيروت سفيرة غيرة مقيمة في دمشق، ما يعكس اعترافا دوليا متصاعدا بالسلطات السورية الجديدة.

"كسر العزلة" وتعليق العقوبات
أوضحت وزارة الخارجية السورية أن الحراك الدبلوماسي للحكومة الجديدة أسفر عن كسر العزلة المفروضة على سوريا ورفع وتخفيض بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد، بالإضافة إلى بناء وتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية والأجنبية.

وفي خطوة مشروطة، أعلن الاتحاد الأوروبي تعليق عددا من العقوبات المفروضة على سوريا خلال عهد النظام المخلوع، مستهدفا قطاعات المصارف والطاقة والنقل.

كما أصدرت الولايات المتحدة إعفاء من العقوبات على بعض معاملات الطاقة والتحويلات الشخصية في سوريا لمدة ستة أشهر في محاولة لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية عقب سقوط نظام الأسد.

ومن ناحية أخرى، وجهت المفوضية الأوروبية دعوة إلى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لحضور قمة دولية لمانحي سوريا في العاصمة البلجيكية بروكسل يوم 17 آذار/ مارس الجاري.

ويعقد الاتحاد الأوروبي مؤتمرا للمانحين لدعم سوريا في بروكسل منذ عام 2017، حيث يلتزم الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء بتقديم المنح والقروض لسوريا والمجتمعات المضيفة لهم في المنطقة، بحسب وكالة الأناضول.

ويعتبر مؤتمر المانحين المقبل المقرر انعقاده هذا العام تحت عنوان "الوقوف إلى جانب سوريا: تلبية احتياجات انتقال ناجح"، الأول من نوعه مع مشاركة الحكومة السورية الجديدة أيضا.

مقالات مشابهة

  • سوريا تقر إعلانا دستوريا لإدارة مرحلة انتقالية من خمس سنوات
  • البرتغال تتجه لانتخابات مبكرة في مايو بعد سقوط حكومة مونتينيجرو
  • سوريا.. الشرع يوقع إعلانا دستوريا يحدد المرحلة انتقالية بـ5 سنوات
  • الدبلوماسية السورية في عهد جديد.. أين تقف دمشق من العالم؟
  • الأحوزة العمرانية المعتمدة بمركز إسنا جنوب الأقصر 2025.. تفاصيل
  • الخارجية السودانية: بدء مشاورات لإطلاق عملية سياسية شاملة وتشكيل حكومة انتقالية
  • الرئاسة السورية: قرار رئاسي بتشكيل مجلس للأمن القومي
  • الصحف العالمية: ''سوريا بقيادة الشرع وجهت ضربة قاسية لإسرائيل''
  • تطورات الوضع في سوريا| دخول الأزمة مرحلة انتقالية.. وخبير يكشف أسبابها
  • الاتحاد الأوروبي يرحب بتشكيل السلطات السورية لجنة لتقصي الحقائق في أحداث الساحل