على مدى سنوات طويلة، لعبت روسيا دورًا رئيسيًا في دعم نظام بشار الأسد خلال الحرب الأهلية السورية، حيث برز تدخلها العسكري كخطوة حاسمة أعادت الأسد من حافة الانهيار.

اعلان

وهذا التدخل، الذي شمل شن هجمات جوية مكثفة وتقديم دعم عسكري، عزز صورة موسكو كقوة عالمية مؤثرة في الشرق الأوسط، وحقق مكاسب استراتيجية مثل توسيع قواعدها العسكرية على الساحل السوري.

بوتين أثناء تواجده في سوريا عام 2017Mikhail Klimentyev/Sputnik

لكن هذه المكاسب بدأت تتلاشى مع الأحداث الأخيرة. خلال الأسبوع الماضي، فرّ الأسد إلى موسكو مع انهيار نظامه أمام هجوم سريع للمعارضة المسلحة، مدعومًا من تركيا. وفشلت روسيا وإيران، حليفاه الرئيسيان، في وقف هذا الانهيار الذي كشف عن هشاشة النظام السوري وغياب أي حلول سياسية مستدامة. وتمثّل هذه التطورات نقطة تحول جديدة قد تُعيد تشكيل خريطة النفوذ في سوريا والشرق الأوسط.

الثوار في سوريا يجوبون الشوارع احتفالاً بسقوط نظام الأسدOmar Sanadiki

ولم تُترجم المكاسب إلى استقرار طويل الأمد. وبدلًا من ذلك، رفض الأسد التنازلات السياسية، مما أسهم في تفاقم الأزمة الاقتصادية في سوريا. ووسط انشغال موسكو بحربها في أوكرانيا، انهار جيش الأسد أمام المعارضة التي تدعمها تركيا، وهو ما تسبب في زعزعة استقرار النظام بسرعة غير متوقعة.

من داخل القصر الرئاسي السوري بعد أن دخله الثوار وأثاروا فيه الشغبOmar Sanadiki

ومع سيطرة المعارضة على دمشق، تسعى روسيا للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في سوريا، مثل قاعدة حميميم الجوية وميناء طرطوس. ورغم رفع علم المعارضة فوق السفارة السورية في موسكو، فإن السلطات الجديدة أظهرت استعدادها للحوار مع روسيا، مما قد يساعد في تأمين هذه المصالح، وإن كانت تبقى عرضة للتحديات المتزايدة.

Related" نزحنا لكن لا أحد يسأل عنا".. آلاف العائلات تنزح إلى مدينة الطبقة بمحافظة الرقة في سورياأردوغان: تركيا تتمنى لسوريا الهدوء والسلام بعد سنوات من الصراع ولا أطماع لنا في أراضي أي دولةمناورات روسية مكثّفة في المتوسط: إطلاق صواريخ فرط صوتية واستعراض للقوة على وقع المعارك في سوريا

وعلى الصعيد الدولي، يمثل انهيار الأسد صدمة دبلوماسية لموسكو، حيث يأتي في وقت تعاني فيه روسيا من عزلة دولية بسبب حربها في أوكرانيا. ومن المتوقع أن تؤثر هذه الخسارة على قدرة بوتين على المناورة في المفاوضات القادمة، سواء في سوريا أو أوكرانيا، حيث يُنظر إلى هذه الهزيمة كضربة لهيبته الدولية. ومع ذلك، يرى مراقبون أن روسيا قد تعتمد على تكتيكات أكثر تشددًا لتعويض خسائرها في الشرق الأوسط، مما قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوتر.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "سنعيد بناء بلدنا".. ردود فعل الجالية السورية في أوروبا بعد سقوط بشار الأسد من قصر مهيب إلى غنائم وأطلال.. الفصل الأخير من حقبة الأسد يوم بعد سقوط الأسد: رفع علم الجمهورية السورية الأولى "علم المعارضة" على مبنى السفارة في موسكو سوريافلاديمير بوتينبشار الأسدروسيااعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. ماذا بعد الأسد.. إسرائيل تتوسع ومجلس الأمن يعقد اجتماعًا طارئًا وعلم الثورة يُرفع في موسكو يعرض الآن Next زيلينسكي: "نهاية الحرب مطلب لنا أكثر من غيرنا".. ولكن ما الثمن؟ يعرض الآن Next تحت أرض سوريا.. سوريا أخرى: المعارضة تحرر عشرات النساء من سجن صيدنايا وقصص مروّعة عن عذاب وألم يعرض الآن Next مقتل 3 جنود إسرائيليين من لواء جفعاتي بشمال غزة .. حيث الحصار والدمار والمجازر والجثث العالقة يعرض الآن Next "سنعيد بناء بلدنا".. ردود فعل الجالية السورية في أوروبا بعد سقوط بشار الأسد اعلانالاكثر قراءة سوريا على مفترق طرق.. أي مصير ينتظر البلاد ومن الرابح والخاسر بعد سقوط الأسد؟ إما فرحة أو اعتذار أو دعوات لوحدة الصفّ.. هكذا تفاعل نجوم سوريا مع سقوط الأسد من هي الجماعات المسلحة التي أطاحت بحكم بشار الأسد وهل ينفرط العقد بينها بعد سقوط النظام؟ مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز الأسد في روسيا ويمنح وعائلته حق اللجوء والمعارضة المسلحة بقلب دمشق ونتنياهو يوم تاريخي بالشرق الأوسط اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومبشار الأسدسوريامعارضةإسرائيلالحرب في سوريادمشقروسياالحرب في أوكرانيا بنيامين نتنياهوغزةفولوديمير زيلينسكيدونالد ترامبالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: بشار الأسد سوريا معارضة إسرائيل الحرب في سوريا روسيا بشار الأسد سوريا معارضة إسرائيل الحرب في سوريا روسيا سوريا فلاديمير بوتين بشار الأسد روسيا بشار الأسد سوريا معارضة إسرائيل الحرب في سوريا دمشق روسيا الحرب في أوكرانيا بنيامين نتنياهو غزة فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب یعرض الآن Next بشار الأسد فی سوریا بعد سقوط

إقرأ أيضاً:

روسيا ترفض تسليم «الأسد» وتتمسك بقواعدها في سوريا

170 خبيرًا وطائرة مسيرة من أوكرانيا للمعارضة.. و«خامئنى» يكشف عن المؤامرة

 

أعلن نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابكوف أمس، أن بلاده نقلت الرئيس السورى السابق بشار الأسد إلى روسيا بطريقة آمنة للغاية عقب الانهيار السريع لنظامه، مشيرا إلى أن بلاده ستستمر بدعمه ضد الاتهامات التى يواجهها.

وأضاف ريابكوف فى مقابلة مع شبكة NBC News الأمريكية: «لقد تم تأمينه، وهذا يُظهر أن روسيا تتصرف كما هو مطلوب فى مثل هذه الحالات الاستثنائية».

ويعد ذلك هذا أول تأكيد رسمى من مسئول روسى على استقبال «الأسد»، وذلك بعدما نقلت وكالات أنباء روسية عن مصدر فى الكرملين الأحد الماضى، قوله إن الرئيس السورى السابق موجود فى العاصمة موسكو، وحصل على حق اللجوء الإنسانى.

وأشار ريابكوف إلى أن روسيا ستستمر فى دعم الرئيس السورى السابق، الذى اتهمت المعارضة ومنظمات حقوقية ومعتقلون سابقون بشن هجمات بأسلحة كيميائية، والبراميل المتفجرة، وجرائم حرب أخرى، بالإضافة إلى القتل والتعذيب المنهجى، وإخفاء عشرات الآلاف من الأشخاص منذ بداية الحرب فى عام 2011.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان الكرملين سيقوم بتسليم الأسد للمحاكمة، قال ريابكوف إن «روسيا ليست طرفاً فى الاتفاقية التى أنشأتها المحكمة الجنائية الدولية».

وأضاف ريابكوف: «لقد تم اتهام الأسد من قبل نفس المجموعة من الدول والحكومات» التى اتهمها بالتسبب فى الأزمات التى تعيشها بعض الدول على غرار العراق ولبيبا.

وأكد ريابكوف أنه بغض النظر عمن ينتهى به الأمر بحكم سوريا، سواء كان ذلك «هيئة فتح الشام» أو أى جهة أخرى، فإن روسيا تؤمن بقوة ووضوح بأن سوريا يجب أن تكون ذات سيادة، موحدة ومتكاملة وأضاف: «نأمل ألا نواجه وضعاً هناك يؤدى إلى فصل أجزاء سوريا عن بعضها البعض». وتواصل القوات الروسية تمركزها بقوعدها البحرية والجوية الرئيسية فى سوريا والتى تستخدمها كنقاط انطلاق إلى البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا، رغم انسحابها من مواقع أصغر بعد الإطاحة بحليفها الرئيس بشار الأسد.

وأظهرت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية، عدم وجود أى مؤشرات على انسحاب روسى من القاعدة البحرية فى طرطوس أو قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية، على الساحل الغربى لسوريا.

وكشفت مصادر مطلعة على النشاطات العسكرية الأوكرانية بالخارج، إن فصائل المعارضة المسلحة السورية تلقت مسيرات ومساعدات من عملاء استخبارات أوكرانيين سعوا إلى تقويض روسيا وحلفائها فى المنطقة.

وأكد الكاتب الأمريكى «ديفيد إجنايشس» فى مقال بصيحفة «واشنطن بوست» أن الاستخبارات الأوكرانية أرسلت نحو 20 خبيراً فى تشغيل المسيرات ونحو 150 مسيرة إلى معقل الفصائل فى أدلب، قبل 4 إلى 5 أسابيع، لمساعدة «هيئة تحرير الشام»، التى قادت اجتياح فصائل المعارضة المسلحة، للأراضى التى كان يسيطر عليها نظام الأسد.

وأكد المرشد الأعلى الإيرانى «على خامنئى» أن ما حدث فى سوريا هو بلا شك نتيجة خطة مشتركة أمريكية - صهيونية، معلنا أن لديه وثائق تدل على ذلك.

وأكد أنه «يجب عدم التردد فى أن ما حدث فى سوريا، هو نتيجة خطة أمريكية - صهيونية مشتركة»، مشيرا إلى أن هناك دورا واضحا لإحدى الدول الجارة لسوريا وهى لعبته وتلعبه الآن أيضا، وهذا ما يراه الجميع، لكن أولئك هم العامل الأساسى.

وشدد على أن المتآمر الأساسى والمخطط الأساسى وغرفة التحكم الأساسية تقع فى أمريكا والكيان الصهيونى، مؤكدا «لدينا قرائن على ذلك، وهذه القرائن لا تبقى للمرء أى مجال للشك والتردد».

وكانت إسرائيل قد أعلنت بدء إقامة جدار عازل على الحدود السورية والأولوية للمناطق القريبة من المستوطنات، وزعمت أن الجدار مع سوريا يهدف إلى إحباط أى محاولة توغل مسلح باستخدام مركبات لمستوطنات الجولان. وأكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» أن تل أبيب مستعدة لإقامة علاقات مع النظام الجديد فى دمشق، لكنها لن تتردد فى التحرك إذا هدد أمنها.

وحذر وزير الحرب الإسرائيلى، «يسرائيل كاتس»، الفصائل المسلحة السورية» قائلا إن أى كيان يشكل تهديدا لإسرائيل سيكون هدفا لقواته. قائلا «سنفعل كل ما يلزم لإزالة التهديد».

وأعلن الاحتلال تدمير 70% من القدرات العسكرية الاستراتيجية لنظام الأسد السابق. كما توغلت قواته حتى قرية بقاعسم، على بعد نحو 25 كيلومترًا من العاصمة السورية وعدة كيلومترات خارج الجانب السورى من المنطقة العازلة تزامنًا مع حملة القصف المكثف على مواقع الأسلحة.

وعززت تركيا وجودها فى الشمال السورى، بدعم التنظيمات المسلحة الموالية لها كما نجحت فى تأمين مناطق نفوذ واسعة تجاوزت 8000 كيلومتر مربع، مستفيدة من انهيار النظام وتوسع سيطرة المعارضة. وكشف مراقبون ومحللون دوليون عن أن أنقرة تعمل على استغلال هذا الوضع مع تجنب تهديدات محتملة من القوات الكردية فى الشمال.

 

مقالات مشابهة

  • روسيا ترفض تسليم «الأسد» وتتمسك بقواعدها في سوريا
  • يتساءلون "ماذا بعد؟".. سوريون في فرنسا بين الأمل والخوف بعد سقوط الأسد
  • بعد سقوط حليفها الأسد.. روسيا توضح ما هي أولويتها القصوى الآن في سوريا
  • بلومبيرغ: روسيا أقنعت الأسد بمغادرة سوريا ونسقت هروبه إلى موسكو
  • فصل الخِطاب: ماذا بعد السقوط..؟!
  • الكرملين: موسكو ترغب في رؤية استقرار سريع للوضع بـ سوريا
  • "موسكو أدت قسطها للعلا"... الأسد نُقل بطريقة "آمنة" إلى العاصمة الروسية ومسؤول يؤكد أنها لن تفرط فيه
  • التلفزيون السوري تحت سيطرة المعارضة.. نشيد ديني يثير التفاعل
  • روسيا تكشف طريقة نقل الأسد الى موسكو
  • بعد سقوط الأسد.. شولتس وماكرون يبديان استعدادهما للتعاون مع المعارضة السورية المسلحة